الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إنتشار جرائم القتل في فلسطين.. من المسؤول؟ بقلم:أشرف صالح

تاريخ النشر : 2020-08-09
إنتشار جرائم القتل في فلسطين.. من المسؤول؟ بقلم:أشرف صالح
 إنتشار جرائم القتل في فلسطين.. من المسؤول؟

رغم أن غالبية الشعب الفلسطيني متعلم , ويحصل على أعلى الشهادات  والتخصصات , وصاحب حرفة  وفن ورسالة , ويواكب التطور التكنولوجي بأشكالة المختلفة , بالإضافة الى إهتمامه بمظهره الخارجي , وتطوير لهجته كي تكون الأقرب للمدنية (...)  إلا أنه لا زال مكبل بأغلال التعصب القبلي والحزبي , وبالطبع فالتعصب  القبلي والحزبي ينتج عنه القتل , لأن العامل المشترك بين القبلية والحزبية هو حسم الخلافات  بالسلاح , ولنا في ذلك تجارب كثيرة "حدث ولا حرج" فحامل هذا السلاح واحد , لأن غالب السلاح الذي تستخدمه العائلات في الشجارات , هو سلاح التنظيمات وملحقاتها , وأحياناً  يلجأ إبن التنظيم أيضاً  لإستخدام سلاحه الشخصي "القبلي" لتصفية حساباته  التنظيمية , وهكذا تنموا وتترعرع  ثقافة القتل في فلسطين..

إنتشرت  جرائم القتل في فلسطين بأشكالها المختلفة , فمنها بدافع الثأر , ومنها بدافع الشرف , ومنها نتيجة شجارات عائلية , ومنها نتيجة نزاعات على قضايا مالية , ومنها بسبب نزاعات حزبية , وقد تكون جريمة القتل لسبب بسيط جداً لا يتخيله العقل البشري , وقد تكون الجريمة  لسبب غريب أيضاً , مثلما حدث في قضية الأسير المحرر جبر القيق , فقاتل القيق أعلن من خلال جريمته أنه لا يثق بنزاهة التنظيمات , ولا يسلم لقراراتها , فهوا إعتبر أن القرار التنظيمي بقتل والده آناذاك , هو جريمة قتل وليس قرار تنظيمي , وهذا يؤكد لنا أن العلاقة بين الحزبية والقبلية هي علاقة تعصب وسلاح فقط , فلا يوجد ثقة بينهما من الأصل , ولا يوجد رابط مشترك يصلح لبناء وطن صالح ومجتمع متدين .

 من المسؤول؟

من الصعب تغيير ثقافة مجتمع بسهولة , حتى في وجود برامج وحملات توعوية , سواء حكومية  أو مدنية ,  فالمجتمع الفلسطيني ورث كل العادات القبلية من قديم الزمان , وقبل وجود التنظيمات ,  فالحزبية شكلت إضافة الى التعصب والقتل وزادت من وتيرتها , ولذلك يجب أن يكون القانون حاضراً وبقوة , كي يحسم الأمر , وينظم العلاقات بين الناس , لأن القانون هو المسؤول الأول والأخير عن تأمين حياة الناس وتحصيل حقوقهم , وتنظيم سلوك المجتمع وتوفير الأمن العام , ومن هنا فيجب عزل القانون عن القبلية والحزبية بشكل كامل , كي يقوم بدورة دون تأثير أو مدايقات قد تحد من صلاحياته وتضعف من قوته , وكي ينجح القانون بفعل ذلك يجب أن يبادر بخطوتين مهمتين للغاية , وهما .

أولاً : يجب فصل الحزبية عن القانون بشكل تام , بحيث تكون سلطة الأحزاب السياسية تحت القانون وليس فوق القانون , فالقانون هو ملك للدولة بكل مكوناتها وليس ملك لحزب بعينه , فإذا قام أي شخص بقتل غريمه الخاص تحت غطاء حزبي , فيجب أن يخدع للقانون , ويجرد من حصانته الحزبية .

ثانياً : يجب فصل القانون عن العرف العشائري , أو ما يسمى بالقضاء العشائري , والمشهور بميوله تجاه العائلة الأقوى , أو الأكثر مالاً ونفوذاً , فغالب الأحكام العشائرية هي ظالمة وينتج عنها ثقافة أخذ الحق باليد "القتل" والدليل على هذا الظلم , هو أنه عندما يرتكب "أ" جريمة ضد "ب" , يتم الحكم برحيل كل أقارب "أ" من مكان سكنهم , ويتم تسكير محلاتهم التجارية ومنعهم من ممارسة العمل , وهذا يسمى عقاب جماعي لا علاقة له بالدين ولا المنطق , وهو مخالف لقول الله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى" صدق الله العظيم , وبالطبع ينتج عن الحكم العشائري المائل لطرف على حساب طرف , أن يأخذ الطرف المظلوم حقه بيده كي يثبت هيبته بين العشائر , ويقوم بقتل غريمه , وهكذا يستمر مسلسل القتل بين العشائر بسبب عدم أهلية رجال الإصلاح لحل النزاعات .

الجذير للذكر , إن أحكام الشريعة الإسلامية المنبثقة من القرآن والسنة  , كفيلة أن تضع حداً لجميع الجرائم وعلى رأسها قتل النفس بغير حق , ولكن ولعدم وجود تطبيق  الشريعة الإسلامية في فلسطين , وتعريف الدولة الفلسطينية  بأنها دولة  ديمقراطية علمانية مدنية , وذلك في الضفة وغزة ,  يجعلنا نخاطب القانون لا سواه , فالقانون وحتى لو كان أقل مرتبة وأقل عدالة من أحكام الشريعة الإسلامية , فهوا أيضاً رادعاً قوياً إذ تم تطبيقه كما في بعض الدول العربية , فالقانون في غالب الدول العربية يعاقب القاتل بالمؤبد أو الإعدام , ولو أن القانون الوضعي في فلسطين يعاقب القاتل بالمؤبد أو الإعدام , لكان أفضل بكثير من ما نراه الآن من تراخي , ولكان القاتل فكر ألف ألف مرة قبل أن يرتكب جريمته , ومن هنا نؤكد أن قوة القانون مهماً كانت خلفيته , هي الرادع الوحيد لجرائم القتل والتي إنتشرت في فلسطين , فالقانون هو المسؤول الأول والأخير عن ضبط المجتمع , وتجريد المجتمع  من التعصبات القبلية والحزبية .

كاتب صحفي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف