الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ضمير مستتر للتونسية بسمة الشوالى بقلم:السيد الهبيان

تاريخ النشر : 2020-08-09
ضمير مستتر للتونسية بسمة الشوالى
السيد الهبيان
=============
الحياة حاضر يسبقه ماض يليه قادم مجهول منتظر00ثلاثية زمن يتقاسمها الليل والنهار00حاملة ذكريات تتسم بالفرح و الحزن 00عصية على النسيان00تتوهج قى الذهن بفعل الحنين إليها00تتماثل فيها أحداثا جمعتها الأيام على مدى العمر00هذه المتتالية الكونية قدمتها الكاتبة التونسبة "بسمة الشوالى" فى روايتها"ضمير مستتر"00المهاة منها إلى أمها سيدة الحكايات00والتى قدمت قبلها قصص "سنّ اليأس" و"عصف الأثير"و"عروس العمر الرّذيل"..التى حصلت بهم على الجائزة الأولى في المسابقات الأدبية التى اشتركت فيها00وثلاث مجموعات قصصية "مزالق الحنين" سنة 2008 فازت عنها بجائزة أفضل عمل أدبى نسائى 00و"قدّاس منتصف الشّتاء"و" سؤال الحدث المقبل0
من خلال حوارات معها ذكرت تعريف "الضمير المستتر" بأنه الذي لا يتم لفظه أثناء الكلام، ولكنّه يقدر ويظهر ويفهم من خلال المعنى الذي يأتي في الجملة"، - وأنها لاتكتب تحت ضغط المناسبة أو الطلب00والكتابة أفضل الإمكانات لديها للتعبير لأنها فن إحلال السّلام الدّاخليّ00تنفاعل فكريا ونفسيا مع شخصياتها التى تنتقيها وتعيش توترها وانغعالاتها00وهو ما قد يبدو في شخصيات روايتها00التى بدت في فصولها الستة00المتمثلة فى أسرة قوامها "الأب"و"الأم" و توأميهما"مروان"و"مالك"00طغت عليها قسوة ظلم استهان بضعفها00تحملته واستسلمت له 00وفق مسار درامى متقطع ومتداخل00بنى على حادثة اغتصاب الإبن "مروان" وقتله بإنسانية باردة00 جمعت بين شخصيات الرواية00التى حمل بعضها أسماء متعددة 00فرضتها أدوارها المنوطة بها00على مسارح توزعت بين تونس وفرنسا وبيروت00عرضت عليها جرائم القتل والخيانة والعميات السرية والاستغلال الجسدى وامتهان الدعارة والخيانة والاعلاقات العاطفية بدا ذلك كواقع حى مرئى للحياة الآنية00لايحتاج إلى مخيلة لرصده واكتشاف ماتحت سطحه00وكأن ثمة مؤامرة على الزمن لوأد الأحلام وقتل الأمنيات00رغم افتقاده ما يجعل منه سيدا علىه00وفق مسار تداخلت فيه الأحداث البادية في باطن مضمون ساده الطابع الدرامى0، دون تحديد الحدث المستر للرواية00الذى تتنامى بعده باقى الأحداث التى أعقبته00 من ثم غابت البداية المفترضة لها00التى يعقبها تصاعد الأحداث المتخيلة00التى تعرض لقضايا حياتية00أو الإيحاء برسالة00تفضح افنراضيا المسكوت عنه 0
تبدأ الرواية بوقوف "الأب" أمام قبر زوجته بعد مرور سنة على ذهابها عنه00 يوم موتها00بدا مترفعا على حزنه00تأنق فى غرور00وسترضعفه بشموخ مغتعل00 اخنار لها أجود أقمشة الوداع00ثم طلب أن يكون الحفر لها فى جوف الأرض أكير من صغر حجمها00"غرفة ناعمة واسعة"00 لأنه سيرقد بجوارها يوم وفاته مع قطع جسد ابنهما المقتول00وذراعه اليسرى التى حملها لسنة كاملة00 قبل أن يستبدلها بذراع صناعي00ودفنها دون أن يقيم لها حدادا 00فظن"مالك"أنه قعل ذلك لغاية في تفسه قد تكون انتقاما لايقدر على تحمل تبعاته00لك00وعندما وقف أمام قبرهادونها00اتماثل له ابنه يغمغمغم فى جوفه الباكى00 يسأله مالجديد فى واقعة إغتصابه وقتله00ورغم أنه هجرها هى وابنه الثانى بعد موت"مروان"0 بقيت حية في ذاكرته الجسدية00تتماثل له فى خباله 00فيحن إلى نومها بجواره00قبل أن تقطع وصله وتنأى عنه00منذ سقوطه يوم مقتل ابنه ولم يعد كما كان00 يشدها إليه لتجلس خارج حضنه0 يمسّح عليها ويشدّها إلى صدرها0 لا تعرف كيف تحطّ على جسمه، ولا تجد طريقة تعيد ربط صّلتها به00يثقُل عليه برودُها فيتبرّم00يلعنها، يمقت حظّه معها،0 ثم يربّت عليها ويحضنها00 وعنما تفقد مكانها ولم يجدها00فيتيقن أنه فقدها فعلا00اختنق بعدها فى وسع الفراغ00تخبط فى الأرض ساهما لايسمع ولا يرى تتقاذفه الأرصفة بلا نشوة نسيان00يحاصره العجز في نسيان ماحدث 00وظل علىى حاله الرث00يمشى بين الناس حيا وماهو بحى00إلى أن غادر منطقة "السّوايسيّة"وأخذ يشارك في الأعراس00 ملوّحا بعكّازته راقصا بها "لفترة بلغت أربع عشر سنة وأربعة أشهر" وهو يهفو حنينا إلى مثواه الأخير00ثم ذهب إلى بيروت ليودع العجوز"إلين"إلى مثواها المظلم00لتوريطها ابنه"مالك" في العمل مع منظمة سرية00تقوم بتجنيد الموظغين العاملين في أجهزة الدولة التى يخترقونها00تلصّص عليها00 حتى عرف البناية التى تقيم فيها اليوم، لم يطوِ مكان زوجته من جذع الكرمة كما اعتاد منذ رحيلها قبل ما يناهز العقد ونصف العقد. ترك الشّكوة اليابسة معلّقة 00و بوم 7/4/2002 على الساعة الثانية وخمس دقائق"انعجر المركز التجارى بشارع الحراء00 تناثرت في محيطه الأجساد أشلاء متفرّقة الأجناس والأعراق والأعمار واللّغات..شعرت بالظفر وقررت أن تحتفل بما حدث00 لكنه استطاع أن يدخل عليها دخل دون أن تفطن إليه00 ويقبض على رقبتها بذراعه الصناعية التى أمنتها له من مالها الخاص00دون أن تعرف أنها اشترت حتفها00ثم حررها وغادر مطمئنا مكتملا رضا،00ووقف على مرتفع صخريّ يشاهد النّار تلتهم جوف المنزل0
وبدت الأم ثكلى طحنها الحزن00 تعتكف فى معبدها اليومى تستلهم وهم الرجوع الخابى لابنها "مروان"00ليست مثل يعقوب تبيض عيناها من فقد ضناها00وإنما كنبية الصبر الأخيرة00يطل عليها"مالك"بنزف جرحه القديم00يجدها تجلس على مفرش رث دون تذمر00خجل من صبرها على شظف الأرض00تأمل وجهها المنصرف عنه إلى الأفق00بدت "تتمتم ثم تنكتم0 تشرد0تعبس0 تنبسط"00" تضحك ضحكة خرقاء مختصرة"وهى تائهة00 ثم تعود لوعيها00تلازمها روح فقيدها "مروان" كثقل في قلبها00تترقب عودته المنعدمة00بعد أن فقد حقّ العودة إليها00انتبهت إلى "مالك"00بدا لها بوجهه المنتحب طفلا رفم أنه غاادر الثاية والعشرين من عمره00 داهمه فرح مرتبك لأنه يحبها حين تبتسم00ونظف محيطها من الأوساخ00ثم مسح وجهها المبلل بالدمع00تمنى لو يكفر في حضنها عن أخطائه السابقة00 حدثته على أته "مروان"00 تمنى لو يصرخ فيها بأنه "مالك" لكنه أشفق عليها00 لأن مقتله كان كارسة بالنسبة لهم00 جنح أبوه إلى التيه هربا من الحقيقة00وتركها تتاعايش مع الكارثة00لم يعرف كيف اهتدى إليه قبل الجميع00 لملم قطع جسده في كيس اسود وأحضرها إلى البيت00سألته عن عودته وعودة "نور" خطيبته الفلسطينية00التى دعتها هى وأسرتها لقضاء بضعة أيام معهم00كرر لها أنه لن يأتى00وأن ضيوفهم سينزلون في ضيافة أسرة أخرى00وأخفى عنها انقلاب سارتهم وهم في الطريق0بسبب عطب ميكانبكى مدبر0ولم ينج منهم أحد00في اللّيلة نفسها اغتصب"المحش""مروان"وقتله0معتمدا على ضعفهم وغلبته00 التى ساعدته غلى مفادرته التوقيف التحفظى00والخروج من السجن بريئا بوساطةٍ أحد الوزراء00رفعت عنه التهمة ونسبت لقاتل مجهول00 فى ظل نظام دولة00يحمى الحاكم فيها مريديه00وتحتاج إلى الوشاة أكثر من العدالة 00ففرح ببراءته المصطمعة وصار يتجول مزهوا بها00 لكنها ظلت تحترق بانتظار عودة ابنها رغم علمها أنه لن يأتى00انكسّر عمره القادم على سفوح حزنها حتى انتقم من قاتل أخيه فاستراحت00إلى أن نامت بجوار ابنها في قبره00دون أن تعرف أنه قاتل"المحش"00 أعدمه على طريقته الخاسة00قطع أعضاء ذكورته ومزق جسده في تشفّ00 لم يكن بحاجة إلى مخدّر لأن روح أخيه كانت تتلبسه00قطّعه بهدوء ولذّة 00 وبعد أن غادر مكان الجريمة00تذكر أنه نسى المنجل00 فبدا له أن أن مكوث رأسه بين كتفيه لن يطول00احتفظت ذاكرته بما فعله00تماثل له يلاحقه في ترحاله من بلد إلى آخر.. ناقصا أعضاء الذّكورة وهو يجأر كبغل مبتور00حاول الخلاص من جريمته00انحرف به الطريق إلى فيلا "عياش" الأثر الغامض للمعمّر "عيّاش فرنسيس"00لجأ إلى"إلين" لتنقذه00 "سأعدم يا ألين، ولن تحتمل أمّي الثّكل مرّتين.. قتلت أحد رجالهم.. لن يغفروا لي"..طمأنته"ووعدته بأنخا لن تسمح لأحد بإيذائه00كانت سيدة أنيقة وثريّة وذات نفوذ00متبرجة وفاجرة الشّريرة لا ترضى مثلها حتى تلغ في دماء زكيّة سقطت في مصائدها المبثوثة في كلّ مكان..00مكنته من العمل في حديقة الفيلا 0ثم عشقته شابا في نصف عمرها00فتزوجها وهى في مقتبل الأربعين."دون أن يعلم أنها ابنة"رينيه"00 ساعدته بطرقها الخاصة على الهروب00زوجته من "بريسكا"لفرنسية00وعن طريق شبكة معارفها بأجهزة الدولة التونسية00زورت هويته الشخصية00ودخل فرنسا بصفة غير قانونية00تورط في شبكة دعارة متعدّدة الجنسيّات00تنتمى للى منظمة عالمية تعمل بالجاسوسبة 00 وتعتبر الحب بين أفرادها خطأ لا يغتفر00جزاؤه الحذف من قائمة الأحياء0،أجرجسده للنساء00وكلفته هو وزوجته بتجنيد العميلات والعملاء00وبعد خمس سنوات لفّقوا له تهمة الاعتداء على زوجته00 لجأ إلى "إيلين" لتنجده00أخبرته أنه رهن الإيقاف00لصدوربطاقة جلب دولية في حقه00لتورطه في جريمة ترويج مادة مخدرة00واتهام بالقتل العمد للمدعو "المحش"00وافتعال وثائق رسمية للحصول على هوية مزور تزوج بها00رغم أن كل شىء تم بعلمها00وتعلم أن التهم المنسوبة إليه مزيفة00أعترفت له بأن الملف بكامله ملفق00و لينجو منها عليه أن ينتتحل صفة أخيه00فيمحى إسمه من سجل الأموات كى يتوقف تتبعه باعتباره ميتا00بعد أن تغير شاهده00 منذ خمس سنين00ليلة نوقيع عقد زواجه من"بريسكا"الفرنسية00 أثبتت الأبحاث المجراة في القضيّة بتونس حسب الوثائق الواصلة إلينا أنّه وفي اللّيلة الفاصلة بين الأربعاء 12 والخميس 13 ديسمبر من سنة 1991، تمّت الجريمة بعد أن نشب خلاف حادّ بينك وبين الضحيّة.. وأن أبيه متهما كشريك له في جريمته التى لم يفلق ملفها بأدلة قطعية وشهود عيان00وخلال ثلاث سنوات سيكون متهما إذا أرادوا هم00وتظاهرت بالشفقة عليه00"المسكين غدا رجلا منهكا ولن يقدرا على احتمال السّجن00"سألها عمن يكونوا00أجابته "نحن من كتب قصتك منذ كنت طفلا تعيش قى دولة لاترى ابنائها00منحناك دور البطولة في قتل "المحش""00الذى كنوا يعلمون بالهوس الجنسيّ له ونريد افتصابه لا قتله00لنرغمه على العمل لصالحنا 00نحسن نرسم خططنا، أعيننا دائما على أفق المستقبل. ولدينا أصدقاء خُلّص في كلّ مؤسّسات الدّولة التونسيّة، وفي كلّ مكان من العالم يه الشخصيّ واسمه00لكنهم أرغموه أن يكون عمبلهم السرى في تونس00ينقذ المهام التى يتم تكليه بها00وأن مهمته الأولى ستكون الإيقاع بزوجة رجل تونسى00فاستسلم لهم منكسّر الذّات حاملا لثلاثة أسماء0 مختلفة بهويات ثلاث لفظنه مغتربا ،0و أوصدت دونه باب الانتماء والأمن00مالك القاتل، ومروان المهدور، ونوري الوهمي وشارك شارك في قتل "إلين"00حتى ضاعت "آثارها وبقاياها وأرشيف ضحاياها، ومدوّنة أسلحتها السّوداء من تقارير سريّة وملفّات شخصيّة وعقود استيلاء على مقدّرات طبيعية وماليّة وبشريّة للوطن على ذمّة أطراف داخليّة وخارجيّة"00بعد أن قضى عمره كالدابة المأمورة لها، ، رفم معرفته بأن شقيقه قتله أحد من رجالها.
"مروان" أقصر قامة من توأمه "مالك" وأكثر نحولامنه00التصق به عند مستوى الفخذ00وفصل عنه فى سن السادسة بعملية جراحة00كان أقرب إلى أمه منه00بتبادلان الأسرار والأحلام00حتى استثار غيرته منه 00 توارثت عائلتهما الهيمنة على غابات بالمنطقة منذ بدايات الاستعمار الفرنسيّ00رغم معارضة أطراف نافذة من العائلة الحاكمة من داخل تونس وخارجها00وأثتاء عمله بنزل السعادة في تونس00وفى سنة تسع وثمانين(1989) نزلتِ فيه مجموعة من الفلسطينيّين المقيمين بتونس 00وكان معهم "نور"احيها وأحب فيها كلّ الفلسطينيّين00يناضل معهم من أجل قضيتتهم00ويتبادل معها الرسائل والزيارات00وأسمتها أمه"نورة"00وجعلت منها الابنة التى لم تنجبها00لكنها كانت السبب في قتله0
"حليمة بنت الصاوى"00شهادة ميلاد حب "مالك"لوحيدة00عرفته باسمه الوهمى"نورى"اسم أخيه"مروان"الذى أحبته وأحبها00والديها قُتلا في جنوب لبنان وعمرها عشر سنواتت00تعرضت لحادث وهى تقيم في فرنسا أففدها ذاكرتها00وعندما أفاقت وجدت نفسها "نورس زيتون"00 سيّدة عشرينيّة، فلسطينية المولد لبنانية النّشأة فرنسية الجنسيّة00 زوجة لرجل تونسيّ لم ترغب في الإنجاب منه00عرفت من خالتها انها هى التي تولّت تربيتها00بعد وفاة والديها في غارة إسرائيليّة على جنوب لبنان أوائل الثّمانينات00وأبدت لها صورا عائليّة تؤرّخ لها00 ليس فيها زوجها ولا الذين أقحموا وجوهم معها في الصّور والحياة00زارت "تونس"في عام 1995مع زوجها00أشاعت أمها أنها تعمل ممرضة00وأن مكتوبها لم يأت بعد00بينما كانت تحلم هى بالزواج من رجل غنى00 يخلصها من الفقر00تحمل إسمه ويجعلها سيّدة مجتمع00قنتقل عالتها إلى سوسة أو العاصمة 0وتؤمن لأخويها المراهقين مستقبلهما00تحقق حلمها بالزواج من "رينيه" رجل الأعمال التونسى00 كان مجرّد واجهة لإدارة مصانع"مدام رأى فيها امرأة لم تعرف رجلا قبله00ورأت هي أنها ستمكنه مما يريد على وجه الكراء المؤقّت ثمّ تترمّل شابّة بثروة طائلة .. وجدت أمها أنه مكتوبها السعيد00لكن الناس قالوا "قاورى"واستغفروا الله00فأكدت لهم أنه " أشهر إسلامه وغير إسمه إلى "سى بوعلى"00وألفت أمها قصة لتخلرس الألسنة00فوجدت أنه شرب من دمها العشرينى00واحتكرها لتطبيبه00حتى هرمت قبل أن يموت فجأة وهو فى كامل عافيته00فى ظروف غامضة جعلتها تشك أنه قتل00وتركها حاملا منه بتوأم00ثم عرفت من ابنته"إيلين"أنه يدعى "عيّاش"، وليس "رونيه"00فاكتشفت أن زواجها كان كذبة00وأنها كانت زوجة للا أحد00بعد أن اختفت وثائق زواجها الرسمية00ولم تجن ثروة طائلة كما حلمت، إلاّ بعض المال الذي هرّبته عن عيونه حيّا وميتا،00فعادت إلى "دار فاطمة" قرية الشظف الواقعة شرق خريطة أحلامها 00وبها منطفة تسمى"بلاّعة العرايس"لكثرة غرق العرائي بها أرملة شابة لزوج غتى00ثم أوقعها حظها في الزواج من كاتب فاشل مات فجأة أيضا00فتركت طفليها "مروان ونوري" فى عهدة والديها وعادت إلى فيلا"عياش"00وجدت"إيلين" حولت طابقها الأرضى إلى مطعم وملهى ليلى00كانت هى صاحبته الافتراضية00فتحولت إلى راقصة مأجورة فيه00تحت إشراف "إلين" فى ىسوق المتعة العالميّ " "AlinaCasino الذى يبيع الهوى00فعرفت أنهم تركوا لها السّيارة والملابس الفاخرة شركا يعيدها إليهم بشروطهم في العمل مع المنظمة السرية0000وذات ليلة كانت بانتظار زوجها الذى لم تعلم موعد عودته من سفره الطيل خلف أعماله00 اتفقت مع "مروان" على احتغال خاص في فيلا "عياش"00فغوجئت بأنه دعا أصدقائه دون أن يعلمها00فأبدت رغبتها في أنها لاترغب المشاركة في حفل جماعى مع أشخاص غرباء00وانعذلت فى إحدى الغرف00 خشية أن يفشي أحدهم بسرهاّ لزوجها 00 ثم اختليا بسرهما في غرفتهما بالطابق العلو00وأقاما احتفالهما الخاص ق..ثم مضى بها الزمن تعيش قيه واقعها ونموذجا لعميلة سرية تحمل إسمها أوإسما مزيفا00عندما يتم تكليفها بعمليات الاغتيال00كان أولها قتل"جاسم العراقى"00الذى غادر العراق عى أجنحة الخوف والفرار00 هاربا من التعذيب فى زنزانات "صدام حسين"00واستقر في تونس كمنفى بعيدا عن وطنه00ترددت قى افتياله00 لكن المنظمة خيرنها بين حياتها وحياته00 فاختارت حياتها00لم يكن الإيقاع به سهلا00زارته في مرسمه الذى زينه بروسوماته 00وأمنت لجسده الحضن الوثير 00 فأحبها ووثق بها00ثم اغتالته رغم أنه لم يؤذها00وغادرت تونس بريئة من جريمة قتله إلى بيروت باسم "ربى الجمال حنّون"0لاغتبال عميل للمخابرات الإيرانيّة يشكل خطرا على الأمن التونسى والعربىر00جرفها الحنين إلى مالك وهى زوجة "رونيه"00عندما جلست قبالة المرآة بدت لها صورتها تكاد تحتفظ بملامحها الأولى00 أعادت شعرها إلى هيئة التوّحش القديمة00ومسحت المساحيث المساحيق عن وجهها، ثم فوجئت بانعكاس وجهه "مالك"على المرآة بدلا من وجهها00ارتدت لسبع سنين غاب عنها فيها00 زعم أنه سيهاجر للعمل وطلب منها انتظاره00ثم تزوج من "بريسْكا" مدبّرة منزل "رينه" سرا وسفرا إلى فرنسا سنة اثنتين وتسعين من القرن المنقضي،..مما جعلها تنتقم منه بالزواج من "رينيه"والسفر في نفس اليوم0000لكنها اكتشفت أنها انتقمت من نفسها00توسل ودها ليعودا كما كانا00وتعلل بأن أمره كاد ينكشف للشّرطة00فقدم جسده قربانا للنّجاة.. وتزوج ليتمكن من الفرارر.0 ردت عليه"فات أوان الحب"00كلانا اليوم بغى وأنت البادىء ببيع نفسك لمن تدفع أكثر00ولو عدتِ إليّ قبل أشهر قليلة كنا بدأنا من الصفر00وغادرنا تونس إلى مكان ناءٍ من العالم لايعرفتا قيه أحد.. " نكف فيه عن كراء أجسادنا لغيرنا ونتزوّج وننجب أطفالا نسمى الأول والثانى"مروان ومروى" والثالث تسمّيه هى00 كنا أخفّ ذنوبا وأقلّ تورّطا00 الوطن هو ما نكون فيه 00كان بينهم اتفاقا سريا بأن يصمتا على ماضيهما وينظرا للأمام00 ثم صرخت فيه ليغرب عن وجهها ويتنحى عن طريقها"00قد يجمعنا رصيف عابر لكننا سنفترق حتما"وعدها بأنه سيتوب ورقض أن تتركه حتى لايعود إلى ممارسة البغاء ويؤجر جسده مثل محال للكراء00ويعرضه في المراقص والملاهي على النساء00واقترح عليها الهروب رغم أنه لم يعد بإمكاننا الحياة خارج سلطلة المنظمة لأنهما من كلابها00أخبرته بأنها لم تعد "حليمة" منذ سنين طويلة00 بعد ماصارت محض قطعة غيار مستعملة تعوّض الرجال عن نسائهن المعطوبات00 وكلانا مُورّط حتى عنقه مع شبكة الـ RenéBoo هؤلاء، يتحكّمون بهوّياتنا وأعمارنا وأرزاقنا" 00رد عليها بأنها ستكون مخيرة بين أن تكون قاتلة مأجورة أو تاجرة مخدّرات 00وهو سيسعى بأسماء مختلفة، لكل مهمة إسم سيتلفه بعدها كما يتلف هاتفه ويلقيه في دورات المياه00 ويتخلص من الوثائق الشّخصية المزوّرة بشكل نهائيّ00لكنها عندما لقيت حنغها بدا له أن خسارته بفقدها هى الأكبر0- 0كانت ترى " أنّه لا حريّة في الحبّ العربيّ، ليس غير أسر واحتلال ونفي للآخر،0 وأسلاك تُطلّ من عيون اللاّوعي المتلصّصة على الوعي00تلوّح بأشواكها الجارحة حتى في أشدالحالات تهتّكا"00كما رأت أن إعادة كتابة التّاريخ من منظور ذاتيّ تزوير له00وأنها تجهل نفسها00لأن ذاكرتها التي لم تبلغ من العمر سوى عشر سنوات مُختَلَقة لا تسعفها بالإجابة عن كلّ الأسئلة التي قد تعتمل بجنون في خاطرها00كلّ ما أعلم هو أنّ ذاكرتها صُنعت من جديد مطلع القرن الجديد00فحياتها سلسلة عشريّات منفصلة لكلّ عشريّة حادثها المميّز. في الأولى يُقتل والدايها في جنوب لبنان، دون يقين من أنّ ذلك هو الحقيقة الفعليّة في حياتها00فأقرت أن قصتها لم تكتب00وذاتها الحقيقيّة انزوت قبل أن تتناقلها الأيادي المقفّرة، مثل قصص الحبّ المكتوبة بالحبر السّري في الأقبية والغرف المظلمة.. ويرى هو أننا- شعوب محتلّة حتى الأعماق. لم تُشْف ذواتنا من الاستلاب حتى ونحن في دول مستقلة سياديّا. لم نعرف الحريّة بعد00وحدهما00وفى الثلث الأخير من ليلة الميلاد القرن الواحد والعشرين00 تنبهت لتجد نفسهاا بالساحة الخلفية00 ملقاة على الأرض عارية تماما وهم عراة يلبسهم الذّهول.. باستثناء حوريّا،0فبدت مستعبدة مسلوبة الحرية 00.. لم تصدق نفسها أنها عارية متوحشة مبتذلة.. يتنقّل جسدها بين "كومبا وإسلام وحوريّا"00كما تُنقّل خرقة وسخة من مؤخّرة إلى أخرى.. وانها كتنت كالممسحة00تكوّمت جانب النار وجدت نفسها تتقفقف بردا على أرض ثلجيّة عارية وهم حولها شبه مغيبين عراة ولا يعون أنّهم عراة.. زحفت مبلّلة بالماء المثلج حتى ملابسها المكوّمة جانب برميل النّار الآخذة في الذّواء. ألقت بما استطاعت على جسمها وتكوّمت جانب النار ترتعش بردا وذهولا.. بعد هنيهة ارتدى إسلام بنطاله وألقى سترة دون قميص 00بدا "مروان "الأكثر صحوا بين الجميع00وعندما ايسعادت وعيها حادّة الطّبع متنمّرة قلقة مضطربة..بادرت "مالك" بأنها عرفت كل شىء00بادرته بما عرفته عن اشتراكه غى عملية الاغتصاب00بعد أن أطلعها "كومب" على فيديو شاهدته بنفسها00بدت فيه طقوس جنس جماعيّ فرد عليها انه لم يقم بغير عمله الّذى يتقاضى عنه أجرا محترما00 نورس. هذا عمل أتقاضى عليه أجرا محترما00قطّعت شريان معصمها ليلتها، دون أن تعلم أنّها تناولت سمّ "الرّيسين" لم يفلح في إنقاذها. خذلتها ثانية. لم أكن أعرف ما عسى أفعل لإنقاذها، خذلتها بتركته لها0ء وعاد إلى الفيلاّوهو لا أعرف هل ماتت فدفنت تحت جنح الظلام، أم سُلمت للأمن، أم نجت على نحو ما.. أم.. أم عثرت عليها كلابهم ومزّقوا لحمها الغضّ شرّ تمزي وكانت خسارته الأكبر في وفاتها وخاف لو سأل سكّان الكوخ أن سيفتضح أمره.
ويبدو "كومبا"أفريقيّ ضّخم مخيف. - لكنه أرقّ بكثير ممّا يبدو عليه. باطنه طبيعيّ ومعدنه صادق00اشترك في قتل"إلين"00حوّلوا جسمه إلى حقل لاستنبات الكوكايين، واستعملوا ذكاءه في التخطيط وسرعة التنفيذ في تأمين العبور السريّ للمخدّرات إلى تونس من دول جنوب إفريقيا عبر الحدود التونسيّة الجزائريّة.0تم نفيه إلى ظلمته في قبو فيلّا "عيّاش" منزوع الهويّة، سُخرة ل "ألين" وأتباعها من القتلة المولعين بالأعمال الخيريّة، فأعدّت له وثائق هويّة بصفة طالب إفريقيّ، وصار من أعضائها النّشطين.. حتى وشى به أحد التّجار الأفارقة00بعد أن استعان به في محاولته الهرب من تونس عائدا إلى بلده مالي عبر الجزائر.0فتحلّل جسده بمفعول الحقن 0
و "حوريّا "كانت تتقن عملها وبارعة فيه.. لم تفشل فيّ أيّ مهمّة كُلّفت بها.. لم يسبق لأحد أن ضلّل حرس الحدود بين تونس والجزائر وراوغ فرق التفتيش وعيون الجواسيس كما فعلت هي..أحبّت "إسلام" فصارت تتوق أن تعود امرأة كأيّ من نساء الجزائر اللاتي تعرفهنّ، تتزوّج منه وتنجب أطفالا صالحين.فصارت تعترض على تصريف الأسلحة المهرّبة خوفا على أطفالها القادمين أن يموت أحدهم بسلاح هربّته بنفسها إلى قاتله.. وراقصت إسلام على إيقاع سريع من أنغام جزائريّة تؤثّثها "حسيبة عمروش""ُرُّروقْصُو أُرّروقْصُو وغَنُّوا ونْغَنّي/ إلّي شاغلْ بالي خَلاصْ اليومْ وَلاّلِي/ إلّي شاغلْ بالي خَلاصْ اليومْ وَلاّلِي"0..وفى ليلة عرسهما 00اقترب صدره منها شرَكا لا منجى منه إلاّ بالضمّ. وردة عطره الأولى تحفّ وريقاتها على وجنتيها، وأشواكها سور ناعم شديد الطّوق.. قبلة على الخدّ فأخرى.. يثجّ ماء الحبّ من أديم القلب الجفيف. تحلو بئر الحزن المالحة. يورق شجر الكلام. يهوي كنيزا من غصون الحلم الثّمر. تنتصب كانا جسدا يهفو إلى جسد كداليتين تشتبكان، والكأس شفة واحدة بين أنفين يتناقران فيما يتسامقان بالعناق حتى عتبة العُلى فترقّص حركاتُها المنفلتة عن قيد الجسد الحطبَ في التنّور، والجليدَ تحت الأقدام، والأنجمَ الضّاحكة في السّماء. تنتفض بكلّها، فينشطر عودها عند منتصفه: أعلى أبطأ حركة، محنيّ قليلا أماما، وذراعاها يرتخيان على كتفي إسلام المهتزّين. وأسفل مستعر النّسق يسابق الإيقاع المحتدم بخصر مرن دقيق يشكّل مع وردفيها المكتنزين منطقة مستقلّة عن جملة الجسد، معزولة العقل، تخضع لقهر الإيقاع سرعة وانفعالا وتثنيّا00وظلت كذلك حتى أخطأت فلقيت حتفها0 ساعدتها نورس على التمدّد الهادئ بمثواها الأخير، وغنّت لها بصوت ذبلان مرتخ: و صفّق لها الجميا في وقار يليق بلحظة الوداع 0
هذا الإيجاز لايف بالقطع كل الأحداث التى احتواها المضمون00 الذى عرضت له الكاتبة برؤيتها المفترضة بسرد خالف التقليدى بدا باللغة الفصحى المطعمة باللهجة التونسية00 "أنّي.. نْموتْ عْليكْ".. وكلمات الأغانى00 "حُبَّهْ دَمْعَه/ عَ طولْ خدِّ الوردْ/ تنزِلْ وشْمَه/ تَطْلَعْ بِحوضِ القلبْ/ شجرِةْ دِفْلى/ ريقاتْها/ كاسات ليل العِدْوى/ وشِفّاتْها في الشوقْ/ نِجْمِةْ حايرِ/ يا قلبي يا محزونْ حُبَّه جْرايِرْ..
مينْ أنا؟ / تتُوهْ عِينَيَّ حَواليَّ تِشوفْ الدِّنيا مِشْ هِيّ/ وتِتْلوِّنْ بأحزاني ويِبْقى لُونْها لُونْ تاني/ لا شايِفْ ضَيْ مع فجري ولا بسمة فْ طريقْ عُمري/ مينْ أنا عايز أعرفْ"..
لكن يمكن احتسابه كتبيان للخطوط الرئيسية00وحال تخطى ذلك يبدو اللافت للنظر00حمل الشخصيات أسماء غير أسمائها الافتراضية00وزواج ""حكيمة" من "رنيه"كبكر00رغم زواجها قبله في فرنسا00وإسمى توأمها من "رونيه""مروان ونورى"يتطابق مع إسمى ابنى "مالك" واستبدال ذراع الأب المعطوب بذراع صناعية على نفقة جمعية فرنسية00بدا بعد ذلك أنه من مال "إلين"00ذكر التواريخ والتوقيتات00وبعض الكلمات باللغة الفرنسية00وهذا مايجعل قراءة الرواية في حاجة إلى التفكير المتأن00لكونها عرضت لللأحداث القريبة متناثرة وبالتواريخ والتوقيتات0مما جعلها تجنح إلى التأريخ والتسجيل00حال الربط بين كتابتها و زمن الأحداث المعاصرة00لكون الكاتب ليس مؤرخا 00وما عليه سوى استلهام الواقع التاريخى في كتاباته00والجمع بين ضمير ى الغائب من قبل الراوية00وضمير المخاطب على لسان "حليمة بنت الصاوى" مرتين00 موجهة كلامها للقارىء00"أعرف عزيزى القارىء" والآن، إليكم القصّة.."كانت ليلة الحادي والثلاثين من ديسمبر لسنة تسع وتسعين تتمدّد خارجا مثقلة على أرائك السّكون" "لا أعرف عزيزي القارئ، فأنا أجهل منك بنفسي. ذاكرتي التي لم تبلغ من العمر سوى عشر سنوات مُختَلَقة لا تسعفني بالإجابة عن كلّ الأسئلة التي قد تدور بخلدك"0

هذا التناول قوامه النقد الحقيقى00 ولم يجنح الى النقد الدبلوماسى المبنى على المجاملة00بدا فيه الواقع الحقيقى والواقع المتخيل00والرأى في الحب وفى السياسة 00والتأريخ لحقبة زمنية حديثة 00كل ذلك يجعل من النصة تجربة تجميعة روائية 00قدمنها الكاتبة بسرد اتسم باللغة السهلة التي بدت فها اللهجة التونسية00والكلمات الفرنسية بحروفها الأصلية00وبجمل منتقاة بعناية اتسمت بالإيقاع الحسى00الذى يشعر القارىء بصدق الوصف ويجذابه إلى متابعته0


.
..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف