الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انفجار بيروت: لقيط نعرف أمه بانتظار أن يعترف الفاعل

تاريخ النشر : 2020-08-08
انفجار بيروت: لقيط نعرف أمه بانتظار أن يعترف الفاعل
انفجار بيروت: لقيط نعرف امه بانتظار ان يعترف الفاعل

بسام صالح 

الانفجار الرهيب الذي أصاب بيروت بالتوازي مع مينائها الذي دمره الانفجار، الناتج عن حريق تبعه تفجير مادة الامونيا التي تستعمل في مجال الزراعة /الأسمدة، وفي مجال التصنيع الحربي، هذه المادة التي لا تشتعل بدون تماس حراري او صواعق حربية كما يقول خبراء المتفجرات. الانفجار الذي اودى بحياة المئات وأصاب ما يقارب خمسة الالاف من المواطنين الامنين من اهل بيروت، والحق اضرارا لا توصف بكافة مناطق العاصمة اللبنانية. هذا الانفجار الرهيب لم يتبناه أحد حتى الان، وهو اشبه ما يكون بابن المومس لا احد يريد الاعتراف بانه الاب، فهل هناك من يمتلك الجرأة ويتبنى هذا العمل الاجرامي؟  

منذ اللحظات الأولى للانفجار توالت تصريحات المتهمين المحتملين بنفي أي علاقة لهم بالانفجار، وتركزت التصريحات المحلية اللبنانية حكومة واحزابا وشخصيات سياسية على اثار الدمار الذي أصاب بيروت ولبنان، وكذلك التصريحات العربية والدولية، وأشارت الى اهمال السلطات اللبنانية في الاحتفاظ بهذه الكمية الكبيرة 2750 طنا من مادة الامونيا ذات الاستعمال المزدوج، دون الدخول في تفاصيل أسباب وكيفية انفجارها بهذا الشكل المروع الذي أعاد للأذهان ما فعلته الولايات المتحدة في هيروشيما المدينة اليابانية التي تم قصفها بأول قنبلة نووية، وما زالت اثاراها حتى اليوم تشهد على قباحة الجريمة والمسؤولية الامريكية. وأدت في النهاية الى استسلام اليابان وخسارتها في الحرب. 

لمصلحة من تفجير مرفأ بيروت؟ وفي هذا التوقيت بالتحديد، حيث يتعرض لبنان لازمة اقتصادية حادة تكاد تخنقه، واسبابها معروفة للجميع فساد السلطة والنظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية، وضغط دولي اغلق الأبواب والحدود في وجه لبنان، ضمن ما يسمى مشروع قانون قيصر الذي اقره الكونغرس الأمريكي في 12 يوليو 2016 لحماية المدنيين السوريين، والذي يتضمن فرض عقوبات اقتصادية وسياسية بحق النظام السوري ومعاقبة كل من يتعاون معه. وتزامن البدء بتطبيق العقوبات مع العديد من الاغارات الإسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا كان أحد ضحاياها أحد قيادات حزب الله الذي يشارك مع النظام السوري في حربه ضد المجموعات الإرهابية الموالية للدولة الإسلامية وغيرها من المجموعات الإرهابية التي صنعتها أجهزة الاستخبارات الامريكية والغربية. إضافة الى ما حدث قبل أيام من انفجار بيروت، في مزارع شبعا والذي نفى حزب الله اية خسائر له وصمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ولكنها لم تخف قيامها بتصفية مجموعة مسلحة حاولت زرع متفجرات بالقرب من القنيطرة السورية وتوجيه الاتهام لحزب الله ومن ثم الاعتراف بعد الانفجار ان المجموعة كانت إيرانية. 

لم يكن خافيا على أحد ان الجبهة الشمالية (الحدود بين فلسطين ولبنان) كانت على درجة من السخونة تهدد بانفجار الوضع بين لحظة وأخرى، فالطائرات الإسرائيلية تحلق في الأجواء اللبنانية باستمرار، بانتهاك واضح للقانون الدولي، وصمت دولي امام احتجاج حكومة ضعيفة لا حول لها ولا قوة. ومطالبات دولية بتضيق الخناق على ما يسمى بمحور المقاومة سوريا إيران واتباعها (حزب الله) ضمن مشروع قيصر الأمريكي. وهذا ليس بعيدا عن الاهداف الإسرائيلية، وليس بعيدا أيضا عن الأهداف التوسعية التركية في سوريا وليبيا والبحر المتوسط (التنقيب عن النفط والغاز). 

ولم تخف وسائل الإعلامية الإسرائيلية عن فرحتها بما حدث في بيروت وهي تعبير مباشر عن موقف المؤسسة السياسية والعسكرية الرسمية الغير معلن، وخير مثال على ذلك ما صرح به عضو الكنيسيت "موشيه فيغلن" الذي اعتبر ما حدث في بيروت أفضل هدية من الرب لليهود في عيد الحب اليهودي.

لبنان الذي يشكل الحلقة الضعيفة في المنطقة، فقراره لم يكن ابدا دون تأثيرات خارجية، إقليمية ودولية، تتلاعب بمصير هذا البلد العربي، بحكم تركيبته السياسية الطائفية، وهذا ما جعل من لبنان ميزان حرارة سياسي لما يتم التخطيط للمنطقة العربية. اذن هل نحن امام مرحلة جديدة ستشهد تغيرات جيوسياسية تنطلق من بيروت وقد تشمل العديد من البلدان العربية وغيرها؟ هل ستنقلب موازيين القوى في سوريا، وفي ليبيا، في اليمن، وما هو مصير القضية الفلسطينية ضمن هذا المخطط الامبريالي الجديد/ القديم؟ 

هل كانت زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لبيروت في اليوم التالي للانفجار، بداية لعودة الوصاية الدولية، والتصريحات التي تناقلتها وسائل الاعلام على لسان الرئيس الفرنسي، بان المساعدات ستصل ولكن ضمن شروط محددة، يفرضها البنك الدولي، ومخططات السياسة الدولية للمنطقة العربية؟ وان لم تقبل الطبقة الحاكمة فعليها التنحي. هل كان الرئيس ماكرون يتحدث فقط باسم فرنسا ام نيابة عن دولة الاحتلال والبيت الأبيض؟ خاصة ان مطالبته بإخراج حزب الله من الدائرة السياسية في لبنان وسحب أسلحته هي نفس المطالب الإسرائيلية، ضمن عمليات الضغط التي تمارسها الولايات المتحدة ودول الغرب على إيران، لضرب ما يسمى بالهلال الشيعي. وفي المقابل هل التحالف السني سيبقى بعيدا عن المخطط الامبريالي؟ هل ستنتهي الحرب في اليمن وما هو الثمن الذي سيدفعه العرب فيما يسمى بالصراع الشيعي/ السني؟ وهو في حقيقته صراع مصالح وهيمنة بين القوى العظمى على ثروات منطقتنا العربية.  

وأخيرا، قد يمضي الكثير من الوقت لمعرفة من هو الطرف المسؤول عن تفجير مرفأ بيروت، وربما لن يتم الإعلان عن المسؤول المباشر، ولكن، الدلائل تشير بشكل واضح ان أكبر المستفيدين هو الاحتلال الإسرائيلي، مهما حاول التغطية على جريمته. ما يؤسف له ان العواصم العربية والعالمية التزمت الصمت واكتفت بالصراخ الهادئ وهي تعلم من قام بالجريمة! بانتظار انتهاء التحقيق واجراء فحص الدم لمعرفة الاب الحقيقي لابن المومس.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف