الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المسارات الفنية في زجليّات الشّاعر علي ياسين عبيد بقلم: حسين أحمد سليم

تاريخ النشر : 2020-08-08
المسارات الفنية
في زجليّات
الشّاعر علي ياسين عبيد

بقلم الكاتب الفنّان التّشكيلي اللبناني حسين أحمد سليم


في هدأة السّكون , المنفلتة من قيود المكان , من فعل حركة الزّمان , تولد لحظة الخلق و الإبداع ... و في تلك الفضاءات الخياليّة , الموغلة في الإتّساع , هناك , على ذمّة القدر , تبتدئ اللحظة اللامحدودة , التي تحمل السّر الدّفين , سمة الإستمرار في كنه الحياة ... من ذلك المغمور , تنطلق الخيوط الفضّية , بالاهتزازات الأثيريّة , لتتولّد الأحاسيس , و تتكاثر المشاعر , و تقترن ببعضها , فعل مودّة و رحمة , فتنهمر من السّحب الفكريّة اللامتناهية , معالم البوح , انهمار المطر فوق الأرض العطشى ... فعل حب و عشق عند الشّاعر الزّجلي اللبناني علي ياسين عبيد.

الكتابة الشّعريّة … سرّ الله , أودعه في قلوب بعض النّاس , من ذكر و أنثى , أكبر من أن يعرّف بحروف أو كلمات أو أقوال أو قصائد أو خواطر , و أوسع من أن يحدّ بكتاب , أو موسوعة ... أو حتّى بترجمة مادّية , أو يحصر بمشاعر شعريّة رقيقة ... و نبقى عاجزين عن أيفاء الشّعر بنبضه العارم , و الإخلاص لنبضات العقول العاشقة , و الدّخول إلى حنايا الأفكار , و الإبحار في شفافيّة الرّوح , و التّحليق في طورها و سحرها اللانهائي , خارج حدود الزّمان , و أبعد من محدوديّة المكان , و من الصّعب إعطاء الشّعر حقّه من الجمال , العذوبة , التّسامي , اللوعة , الحقّ , الخلق و الجنون الشّعري... لأنّه هو الإبداع و هو الخلق و هو الجنون و هو الكتابة الشعريّة...

من هنا ... من هذا المنطلق الرّوحي ... الإنساني ... ينهمر الإبداع , و بانهماره تتجلّى لوحة الفن في شعر علي ياسين عبيد واضحة المعالم , ترسم الوجه الآخر , في حروفية كتابية شعريّة, كما اللوحة الفنّية التّشكيليّة , قطعة موسومة في نقاط و خطوط و ألوان و أشكال كلمات و قصائد , تعكس المعاناة بكلّ شفافيّتها و عذوبتها , في تلك اللحظة الخاطفة , حيث يرتسم البوح , فعل انهمار الوحي من كنه البعد الآخر , مبتدئا من عمق الخيال , ماضيا في تدفّقه , عبر موجات الأثير الفكري في حركة تأجّج , تشق طريقها في ثنايا الضّوء الفضّي للمعرفة , نحو حدود تلمس الإشتياق من وحي الأحاسيس , وصولا حتّى مصبّ المشاعر في حنايا النّفس , لتحرّك خلجات الفؤاد , فإذا النّقاط و الألوان و الخطوط حروف ومضات بارقة تتمازج لتؤلّف اللوحة الكتابية الفنية الشّعريّة, في رحلة تحوّل عبر مراحل الخلق و الإبداع , لتصنع العبارات الموسيقية بالرّؤى المتموّجة بين ذبذبات الحروف و توزيعها في اللوحة الكتابية الشّعريّة...

و هكذا مقولة السّمفونية المتفاعلة , تومض في أرجاء فضاءات الذّاكرة الإنسانيّة , تحرّض البوح الفنّي للحروف في تدفّق غزير , يندفع بقوّة السّحر , نحو ملامس الفراغ المطلق , عند حدود الاشتياق الأقصى , ليجتاح كلّ المظاهر المعلومة , حتّى تصل الوحدات الوامضة بالأسرار ,إلى حنايا النّفس , و تذوب في شغاف القلب , فتحرّك الخلجات الهائمة , في مطاوي الفؤاد , لتولد اللوحة النّصيّة الفنّية قصيدة سمفونيّة , من رحم الأحاسيس , من رحم الحبّ , عند الشّاعر علي ياسين عبيد ...

فالشّعر عند علي ياسين عبيد نبضات كونيّة , و خيوط فضيّة , و ذبذبات ماورائيّة موغلة في اللانهائي , مشدودة من نبض الفصول , مخضرّة الأوراق من تفتّح الزّهور , و تفتّق الورود , لترسم ماهية الحياة , سرّ الوجود ...

الشّعر سرّ الله الدّافق , الجارف , المتأجّج دوما في حنايانا , القوّة الخارقة , التي تحوّل قلوبنا , إلى جمر ... السّلطة القاهرة التي تحوّل عيوننا إلى قناديل , و السّحر المميّز الذي ينقل بسماتنا إلى أقمار , و وجودنا المادّي إلى طاقة معطاء دون قيد أو شرط ... فتولد اللوحة الكتابية الفنّية قصيدة شعرية زجليّة أو قصيدة نثرية حالمة...

تلك اللوحة الكتابيّة الفنيّة الشّعريّة بكلّ معالمها , و رغم الألم اللذيذ الذي يعانيه الشّاعر علي ياسين عبيد , ينثر من عناصرها وجع الشّجوّ العالق في أوتار الأحاسيس , الذي يضمّخ حركة اهتزاز المشاعر , بعبق اللون , لتنهل قريحة الشّاعر عبيد من مكامن الذّكريات , خواطر الماضي , في أفق الحاضر لرسم معالم المستقبل ... فإذا الكون بإمداداته المتّسعة و فضاءاته اللامتناهية في متناول الشّاعر عبيد ليقدّم لوحة أعماقها على صفحة من ضوء مرسومة بالحروف و الكلمات و المقاطع و البحور و العروض ... و بقدرة عجيبة تجترح فعل التّماس البعد الفنّي لبناء هرميّة النص في قصيدة شعريّة في مكانها و زمانها المناسبين ... هذا الوحي العجيب الذي يخلقه الافتتان بالأشياء , له القدرة على تحويل الأحاسيس إلى صور لها خصوصيّة تعكس فعل التّفرّد في منهجيّة التّعبير , عما يجول في النّفس , من انفعالات شتّى تفتح النّوافذ على مساحات الرّؤى الفكريّة الفنّية , أمام ناظري الشّاعر ... و كلّما ازدادت تلك الأحاسيس ... بفعل حركة الشّعر الرّحويّة , كلّما كانت الولادة الشّعريّة الفنية ...

نعم , هي حركة الكتابة الشّعريّة , نرشف من معينها , و نرتوي بلقاء الحروف و الكلمات مع الفكرة , و نجن بالكتابة الشّعريّة الزّجليّة كلّما سمونا بها صعدا ... هو التّأليف الشّعري بكافة أشكاله و ألوانه و فنونه قصائد حب , دائما و أبدا اللعبة الفكريّة الكتابيّة تقضّ مضاجعنا , تسرقنا من أنفسنا , من ذواتنا , من هدأتنا , من سكوننا , تفتح جروحنا , تفلج أنيننا , تضمّخ حياتنا بالآهات الحرّى , فتبارحنا قوانا , و تجافينا كينونتنا , و تغيب عنّا كلّ اللغات لتسود لغة الكتابة الشعريّة الشّعبيّة بكافّة فنونها, فنحبوا أمام النّص الشّعري, كما الأطفال , ننحني للحروف و الكلمات بخشوع , و نستسلم لرحلة الفنّ الشّعري دون مقاومة , و ننقاد في دروب الرّسم الشّعري, نغني الجمال طوعا , نعزف على شعيرات الرّيشة الزّجليّة هياما , في المدى , حيث لا زمان , و حيث لا مكان , و حيث لا أحد , و حيث لا ألم , و لا ضيق , و لا قسوة , بل عالم آخر ... عالم الفنّ الشّعري الرّحب , المتضمّخ بالجمال , بالسّحر بالحبّ , بالحنان , بالمودّة , بالرّحمة ...

في هذا الجو الآخر من العطاء , كلّما سمت النّفس , كلّما ارتقت و زادت لديها , زادت الإمكانيّة المعطاءة لدى الشّاعر علي ياسين عبيد , و ازدادت قدرته على الانتقال من فعل التّصوير إلى فعل الرّسم إلى فعل النّحت على جدران القلب بالحروف العاشقة و الكلمات الحالمة و النّصوص الهائمة و الأشعار المموسقة...

في رحاب عالم الفنون الشّعريّة الزّجليّة , تتبرعم من نسغ الخلق و الإبداع , معالم فن تشكيلي شعري شعبي زجلي آخر , فنّ يخرج بوشاح الكتابة و النّظم , و يجوس بلوحته الشعريّة متاهات الحلم , ليرسم الغد المأمول , في اندفاع من جوهر معين , يحمل كل أشكال الخصوصيّة الشعريّة , في حروف و كلمات و لوحات و مشاهد أناشيد و قصائد و منظومات للشّعر علي ياسين عبيد في ومضات فكرية تشكيليّة تحاكي الخواطر الموسيقية العذبة , اللطيفة في مجموعته مريا الخيال...

في تلك الحالة , من ماورائيات مرايا الخيال , تتجسّد معالم الخلق , و ترتسم حالات الإبداع عند الشّاعر عبيد , من فعل حركة الإلهام , و يتشكّل الوحي , لتتحوّل أثيريّة المشاعر و الأحاسيس , إلى حروف و كلمات و خواطر عاشقة , تتحوّل بحكم الحبّ , الحبّ المطلق , إلى ورود مختلفة الألوان , متعدّدة الأشكال , تغدو في المكان و الزّمان , فعل مزارات مقدّسة , لفراشات الفرح الزّاهية , اللاتي ولدن من ألوان الطّيف ... فإذا الكلمات الفنّية الشّعريّة اللونيّة الولهة , تتزاوج في العبارات العاشقة , الهائمة في فراغات الرّوح , و ثنايا النّفس , لتصطبغ بحركة الرّؤى , المتموّجة بحكم الجاذبيّة البشريّة , بين الفضاءات الفكريّة , و المعالم المعرفيّة , المتوالدة من كنه الأحاسيس و المشاعر ... تلك الهائمة طوعا , بين ثنايا الأثير , لتفصل بين مظاهر النّور و الظّلام , و تفرّق بين معالم الحقّ و الباطل , و تميّز بين فعل الواقع و حركة مرايا الخيال ... في عالم الفن الشّعري , الذي هو عالم الحب الأسمى , في رؤى الشّاعر علي ياسين عبيد...

الخواطر و القصص و مختلف المواضيع و الحكم و الإهداءات الخاصّة و فنون القرّادي و العتابا و فنون الغزل و المعنّى و الوطنيّات و المناسبات و الموشّحات و قصائد الشّروقي و الرّثائيّات... و سيمفونيّة صراخ القبور الشّعريّة... هذا الفن الشّعري الزّجلي , سمفونيّة أبديّة صادحة , خالدة , و أغنية جميلة مملوءة بالأشواق , عميقة الحنان , بعيدة المودّة , تنضح بالسّحر و الجمال ... و هذا الفن الأدبي الشّعري الشّعبي , هو الرّغبة الصّادقة في امتلاك السّعادة , و هو سلامة النّفس في أعماق الأبديّة , و هو العلم الوحيد الذي كلّما أبحرنا فيه نزداد جهلا ... حيث الفنّ الشّعري أقدس حقوق النّفس البشريّة , و أقرب الأشياء إلى الرّوح الإنسانيّة , و هو الحلقة الذّهبيّة التي تربطنا بالحقّ , بالله , و بالحياة , و بالأيمان , و بالوجود , و بالجمال , وبالواجب عند الشّاعر علي ياسين عبيد...

والشّاعر عبيد , لا يختلف عن غيره من الشّعراء , إلاّ بكيفيّة مشاهدة الحدث , و كيفية مشاركته فيه , و كيفية تحليله له , بطريقة خاصّة , و صياغته بشاعريته الخاصّة و أسلوبه الخاصّ , و بالتّالي نقل الصّور المتعدّدة , إنّما بأسلوب فنّي شعري زجلي شعبي خاصّ , و إحساس شعري مرهف , مع ما يضفي عليه من واقع موهبته الفنية الشّعريّة , و خبرته الحياتية , و ثقافته الشّاملة , و سرعة خاطره , ليزيد على النّص بعضا من روحه , فإذا عناصر القطعة الشّعريّة , تعكس صدق النّفس , و صدق الرّأي و الموقف , بإرادة واعية , و جرأة واضحة للوجود و الحياة و الحب و الإنسان و الأنسنة...

فالفن الشّعري ذلك القوّة الخلاّقة , هو القادر على أن يشكّل لوحة الكينونة , و هو الفاعل على أن يرسم لوحة الصّيرورة , على مدى اتّساع مساحة الحبّ , و فضاءات الزّمن الإبداعي ... و انّ الفنّ الشّعري الذي يرسمه و يشكله و يطرّزه الشّاعر عبيد , لا بد مغامرة خطرة , إنما فيه المتعة كونه من نمط أدبي شعري فني شعبي زجلي تشكيلي آخر ... حيث معالم الأحاسيس و المشاعر , تسمو في حنايا الشّاعر عبيد , فتتجلّى الشّفافيّة الفكريّة , في ومضات الكتابة الفنّية , و تتجسّد المعاني الشّاعرية , في صور تزدهي بكلّ وضوحها , و تتألّق بكلّ نبلها ...

الشّاعر علي ياسين عبيد , علم من بلادي , يلجّ عالم الفكر و الكتابة بقوّة , لتكتحل العين بالجمال الشّعري الشّعبي , و ينقر على أوتار الفؤاد بألوان شعريّة فلكلوريّة صارخة أشبه بالجمرات , و يسكب أنفاسه في لوحات أدبيّة فنّية شاعريّة , و يلد تأوّهاته إبداعا , و يسجّل نبراته ونبضاته فعل مشهد ساحر , و يرتّل بعضا ممّا يكتب و يرسم و يشكّل , و يغنّي خواطره و أشعاره و قصائده الملتهبة في كلّ متناغم ...

الشّاعر علي ياسين عبيد , يشرب من معين العذوبة الفكريّة , و يعزف من منابع الخلق و الإبداع , حيث تستغني القلوب النّقية , يبتغي حقّ الوجود , يروم إثبات الذّات , يطمح لتأكيد المناقب , يرنو لمساحة واسعة من الأمل المرتجى , من خلال التّطلّع و الطّموح الفكري الشّاعري الفنّي , و الذي يتعاطى مع عوالمه كنسغ الحياة , يصنع منه انتفاضة الفكرة في رحم التّكوين العقلي لوحة خواطر فنّية ساحرة ...

الشّاعر علي ياسين عبيد, شاء في مجموعة مرايا الخيال , أن يرود خيمة الفنون الشّعريّة المتعدّدة , من مضارب الفعل الحر , ليرتدي عباءة الخلق و الإبداع و التّمييز , و هو يجوس الفكرة تلو الفكرة ,في سرادقات الأحلام للغد المأمول ... ليصل في محاكاته الأثيريّة , إلى أبعد ممّا تحمل الصّور الشّعريّة الفنّية في مضامينها , و ما تحوي في طيّات عناصرها الحالمة ... المبحرة في فضاءات الرّؤى ...


الشّاعر علي ياسين عبيد, يحملنا في خواطره و أفكاره إلى عالم الفنون الشّعريّة السّاحرة , بقلم فنّي نابض , فيه قوّة التّصوير , و منطق السّحر ... بحيث يؤرّخ للفنّ الشّعري الشّعبي الزّجلي , ويبادر في سجاله ونضاله و وصاله , و يحدّق من خلال لوحاته و خواطره الشّعريّة في الأقاصي لأجل رؤية جديدة , و لأجل أمل مرتجى , يحاكيه و يحاكيها من وحي الحروف و الكلمات و الخواطر ... فإذا به يسجّل خلجات النّفس في معالم البوح الحالمة , و يرصّع الأيّام بنغمات الكلمات , في أغنيات شعريّة جماليّة عابقات بالحبّ و الحياة , و يعزف على أوتار القلب خواطره و جنونه الإبداعي الشّعري , فإذا الذّات الإنسانيّة في حالة اهتزاز طربا , لمشهدية الخواطر التي تجسّد شفافيّة الروح عند الشّاعر عبيد , و يؤكّد صدق الذّات في عبقها , راسما حقيقة النّفس في رومانسيّة معيّنة , تأتلق مع عمق المشاعر الكامنة في خفايا الحنايا , الممزوجة بخلجات الفؤاد , الرّاقصة بزهوّ على إيقاعات الحروف و الكلمات و الخواطر , التي يغنّي فيها للحبّ و العشق و الحياة , يترجم صور الأحلام إلى واقع ملموس , و يحقّق الرّؤى و الآمال في حقيقة تحاكي الآفاق البعيدة ...

أجل ... ففي رحاب هدأة الأشياء , و فضاءات سكينة الصّمت , تتولّد في كنه الرّؤى معالم الإبداع , و تتشكّل في رحم المشاعر و الأحاسيس لوحات التّجلّي ... فيستفيق الشّاعر من ثباته العميق , و يسترجع ذاته من شروده البعيد , و يستعيد إبحاره من انسيابه الأثيري , خلف الأحلام المتهادية على جناح النّسيم , المسافرة في شفافيّتها و عذريتها , بين حدوديّة الحقيقة في واقع المكان , و آفاق الخيال في طيّات الزّمان ... ليكتشف في ومضة من روح , بأنّه غرف من عمق أغوار حناياه , خلاصة الأحاسيس و صفوة المشاعر , و أفرغ من وجدانه أجمل لحظات العمر , و أعذب معاني الحياة , و أمتع مظاهر العيش ... و هو يمارس فعل الارتحال الدّائم , و حركة الرّحيل المستمر , سعيا حثيثا وراء أمل يحاكيه أثيريّا , ليرسم في فضاءات الذّاكرة أوّليّات الاعتقاد بأنّه تمكّن من رؤياه , و استحوذ على أمله ...

فمن تلك الرّحاب الإبداعيّة الأخرى ... في عوالم فنون التّجّليات الشّعريّة , للشّاعر عبيد , تتجاذبنا حروفياته و خواطره , بحكم الحبّ بينها , في منظومة التّعبير , و تتناهى إلينا , حركة الفتنة , من فعل الاقتران بين الخواطر و الذّات على ذمّة العشق الفنّي , لتتولّد اللوحات الشّعريّة , على وقع اللحن الأثيري , و سمفونية الأصوات الصّامتة في البعد , فيتجسّد الفنّ الشّعري , و ينتقل من فضاءات الخيال الفكري , ليرتسم في تشكيلة , فوق مساحة من الأمل المرتجى , و تتألق معالم القطعة , في بدايات التّجريب ... و التّعوّد على معايشة العناصر الفكرية ... ذات المدلول الإبداعي المميّز ...

ففي تلك المرحلة الزّمنية , و في تلك الحالة الهائمة الحالمة , أتحسّس الشّاعر عبيد , يسكن الحروف و الكلمات و الخواطر , بحكم محاكاته الرّوحيّة , في ذلك العمر الكاعب , للأبجديّة الفنّية المعشوقة من ذاتها , المبحرة في نفسها ... تراوده تشكيلة الفنون الشّعريّة الزّجليّة , و تحاكيه صور التّشكيلات الخواطريّة , على فعل جماليّة المعنى , ليتوافق مع الجوهر ... و هو بحكم ائتلافه مع المنظومة الفنية الشّعريّة , و محاكاته رنين المنظومة الحروفيّة , في آفاق فضاءات الخلق و الإبداع ... و بحكم التآلف مع لغة التّعبير , تسكنه القطعة الشّعريّة , في مكنون معانيها , و تجعل من نفسه , و أحاسيسه الدّفينة , في غياهب وجودها , سرادقا خاصّا لها , و تجعل من أثيريّة روحه , الهائمة في ملكوت الله , مأوى لها ...

نعم فإنّ الشّاعر عبيد , في تلك الومضات الشّعريّة و التي كأنّها لوحات تشكيليّة فنّية ... تبدو محكومة بالتّفاصيل و العناصر , محكومة للنّصوص ... بحيث أنّها تجري معالمها في ذاكرته , مجرى الدّم في عروقه , لا تبرحه , و لا تغادره , أو تفارقه , و تحرّضه عناصرها الفنّية على نفسه , فيصبر و يصطبر ...

العناصر الفنية الإبداعيّة, تمتلك الشّاعر عبيد , و يمتلكها , و يعيش التّوجّد و التّوجّس ... و حالات الحبّ و العشق و الهيام ... و هي ترى في خلفية عيونه , الأشياء من حوله مختلفة , و يشاهد العالم , و كأنّه مختلف تماما ... ففي غمار الصّحوة الفكرية عند الشّاعر عبيد , ترتسم معالم لوحة الإبداع , لتؤكّد له أنّ الحقيقة غير ذلك الإبحار في متاهات رؤى الأحلام , و أنّ الواقع في المكان غير ذلك التّجديف في عباب الخيالات السّراب , فكلّ حركات الأنغام المتولّدة من الأوتار الأحلام , المرسومة على القسمات الظّاهريّة و الباطنيّة ... اختفت في الأعماق فعل انكفاء , و تبدّدت معالمها في حركة تراجع , و غامت صورتها الجميلة , مبتعدة من واجهة الصّدارة إلى زوايا أخرى من بنك الذّاكرة ...

وفي مجموعته الشّعريّة المختلفة الإبداعات, يبحر الشّاعر عبيد في فضاءات الوجود , يشقّ عباب الحياة , يحاكي موج العيش , شراعه الخواطر للوجود و الحياة و الحب ... حيث من خلال أشعاره المتعددة , يحملنا على صهوة أجنحة الخيال , نمتطي معه السّحر البهيّ , الموصل بنا إلى عوالم , تمتزج فيها الأحاسيس و المشاعر , مع الكلمات و الخواطر السّاحرة , النّابعة من صميمه الإبداعيّ , المتمرّس بالكتابة الشّعريّة الشّعبيّة و التأليف , لينتقل بنا في معالم خواطره , إلى معالم الإنبهار أمام أجمل الأشعار , يشكلها , و كأنّها قطع قدّت من عالم آخر في لوحات فنّية مشهديّه , رسمت بأنامل سحريّة ... تأخذنا إلى أبعد من الإطار و الشّكل , في محاكاة روحيّة , تحملنا إلى عالم السّحر و الجمال ...

المنظومات الشّعريّة عند الشّاعر عبيد. .. التي تمتزج فيها أحاسيس الوجدان , بعبق النّفس , لتعزف على أوتار القلب , ألحان الحياة , في حركة جموح و ثورة , تعكس فعل المعاناة , عند شاعر فنان يتنفس الفن الشّعري, و يتحدّث إليك بالفنّ الشّعري , و يتعامل في يومياته مع النّاس بالفنّ الشّعري ... بحيث ذاكرته الفنّية , تهيم في عالم آخر , لتستجلي سرّ الحياة , و تجتلي معنى الوجود , فيبحث , و ينقّب , و يفتّش , متلهفا للون شعري مميّز , متشوقا لفكرة ما ,يقطف من الأبجديّة الفنّية حروفها , يستكشف العقل الباطني , يتقلّب في عالم الأثير , يستلهم الخيال , يتحدّى الزّمان , يستقرئ المكان , ينقش في تاج الأيام , خلجات نفسه الحالمة , يرصّع صولجان العيش , نغمات الحروف , و ترانيم الخواطر , في مشهديّات ساحرة الجمال , عابقات و الهات , يعزف بها على أوتار الرّوح ... فتهتز الذّات الإنسانيّة , من ومضة نفسيّة , و ترتعش النّفس البشريّة , من بارقة شكليّة , تروي أمتع البوح , في روايات و قصص شعريّة , ليرسم أبدع الحكايات , و يرسم أسمى الأمنيات , في رومانسيّة الحياة , متضمّخة بأطيب الأنفاس , و أحرّ الهمسات ...

في المسارات التّحليلية الأخرى ... لمسارات الشّاعر علي ياسين عبيد , ترتسم فيها صورة تجديد الحياة , و انبعاث الحركة في كنه الأشياء , و بالرّ غم من الإحساس الإنساني , والشعور الوجداني ... يعود الشّاعر عبيد في لعبته الشّعريّة إلى الإلتفاف على بنات الأفكار , و يعمل على استقطاب الحلم من كنه الرّؤى على أمل اللقاء , راسما لوحته الشّعريّة المفضلّة بالحروف و الكلمات و الخواطر , مصورا معاناته في متاهات الحياة , طامحا في جموح دفين , يدفع به إلى التّطلّعات المستقبليّة , التي يجسّد لها إمكانية التّواجد الفعلي , و التي تخلق له إمكانية اللقاء مع عذراء خيالاته , فعل انسكاب الألوان الفكرية في بوتقة عناصر اللوحة الشّعريّة , و فعل انسياب الخواطر في مجرى الأفكار , يرسم لذّة الإبداع في اللوحة الشّعريّة على مساحة ما , في مكان ما , و في زمان ما , فعل ديمومة و كينونة لاقتران الأشياء و استمراريّة الحياة ...

ذلك هو البعد الفني في مجموعة إبداعات الشّاعر علي ياسين عبيد , الشّاعر المبحر في عوالم الفنون الشّعريّة , ففي البعد الممتد , عبر ثنايا الخيالات , تتجلّى جماليّة الإبداع , في فضاءات المعرفة , لتسبك معالم الجمال , في كنه اللوحة الشّعريّة , بكلّ حالات الوضوح , و كل مزايا النّبل , في معالم الإباء , التي تسم الشّاعر , في لوحاته الشّعريّة الفنّية .. في تلك الرّؤيا التي ترسم الإبداع , بكلّ عناصر الجمال , لا مجال للمساومة , و لا مناص للتّنازل , في تلك المقوّمات , التي تشكل معالم الشّاعر عبيد ... ما دام هناك , فعل الإباء , يملأ الحنايا , و ما دام هناك , فعل العنفوان , يروي الأعماق , فكلّ الأشياء الواردة , إلى دواخل النّفس , مرفوضة , إذا ما خالفت , حركة الشّعور , التي تنتاب الشّاعر عبيد ... و هكذا الحالة الإبداعية عنده...
ففي العمليّة الإنتاجيّة , على مستوى الإبداع , و بالرّغم من الوجع الذي يلمّ بالشّاعر , و الألم الذي يعانيه , ففنّه في محاكاته الأثيريّة , يقدّم النّص في لوحة إبداعه , كجزء من أعماقه , مجسّدة على صفحة , من شفافيّة روحيّة , موقّعة بالحروف , مرسومة بالكلمات , مشكّلة بالخواطر , و بقدرة متمايزة , و قوّة عجيبة , تؤكّد على فعل التّماس الفكرة السّحريّة , في موقعها الملائم , و تحديد البعد الأخر , للوجه الأخر , في محوريّة بؤريّة , تركز عموديّة السّمت الرّأسي , في المكان و الزّمان المناسبين , المتطابقين بين الرّؤيا و الواقع ... و هي الشّفافية الرّوحيّة التي يتمتع بها الشّاعر عبيد ...

ففي حركة الإبحار المعرفية , عبر ثنايا فعل الإبداع عند الشّاعر عبيد, تتكّون لدينا , الصّورة الواضحة في جماليّة معيّنة , لنلتمس من خلالها , القناعة بأنّه , كلّما ازدادت , الطّاقة التي تولّد الإمكانيّات اللازمة , لدى الشّاعر , ازدادت بالتّالي , حركة الرّسم بالحروف و الكلمات و الخواطر , إلى حالة النّحت الموضوعي , بأزميل الكينونة , في هدأة السّكينة , لتشكّل لوحة الحياة الفكريّة , من شغاف الرّوح , على جدران القلب ...

في تلك اللحظة , حيث تبرز كل التّناقضات , فعل ازدحام و تنافس , لتنفذ من زاوية انسياب البوح , مع همس الرّوح , بحقيقة ما يعتلج من مشاعر , تحرّض الرّؤى , على الانهمار فيضا , من توهّج بنات الأفكار الشّعريّة , لاكتمال التجربة الإبداعيّة ...

ذالكم هو الشّاعر المبدع علي ياسين عبيد , المتواضع , الرقيق , الهاديء , الإنساني , المبحر في عالم الفنون الشّعريّة الزّجليّة , العابد في محراب الكلمة الشّعريّة , يقيم صلواته الشّعريّة في محراب الإبداع و التّجلّي , يترنم في سيمفونياته الشّعريّة العابقة بالطّيب و الحبّ و الجمال , يهديها للوجود و الحياة و الحب و النّاس ... يجسّد شفافيّة روحه في لوحات كتابية شعريّة فنية, في وجدانيات , من الفنون الأدبية , ليؤكّد صدق الذّات في خلاصة الكلمات و الخواطر , و يرسم حقيقة النّفس في رومانسيّة أثيريّة , تأتلق من عمق الأحاسيس , و حقيقة المشاعر , الكامنة في خفايا الحنايا , الممزوجة بضربات الفؤاد , على إيقاع الحبّ , و العشق و الهيام و الحياة ,لترجمة صور الأحلام , إلى واقع ملموس , و تحقيق الرّؤى و الآمال , في واقع يحاكي الآفاق و الطموح ...

هكذا الإبداعات المختلفة في مرايا الخيال و صراخ القبور للشّاعر علي ياسين عبيد , تجسيد ديمومة , و توكيد قدرة , في حياة الشّاعر الشفاف كالماء , النّاصع كالثّلج , المتألّق كالضّوء ... اللطيف كالأثير , العابق كالياسمين , النضر كالبهاء ... ذلك هو الشّاعر علي ياسين عبيد، الملهم ,المبحر في رؤى الوجود و الحياة , من أجل الوجود و الحياة ... يكتب الوجود في وجدانياته ... و يشكّل الحياة في خواطره ... فتأتي ملوّنة , بألوان الوجود و الحياة و الحبّ الذي يحيا فيه , و يعيش دقائقه الشّاعر علي ياسين عبيد، المتعملق بفنونه الشّعريّة عبر مرايا الخيال و صراخ القبور من بعلبك مدينة الشمس...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف