لماذا نرجح أن إسرائيل وراء انفجار ميناء بيروت ؟! بقلم : حماد صبح
مازال لبنان والمنطقة وأكثر العالم في ذهول من هول الانفجار الذي وقع في ميناء بيروت مساء الثلاثاء ، وقتل فيه 137 ، وجرح 5000 ، وفقد العشرات ، وتضرر نصف مباني المدينة . ووسط الذهول والصدمة يدوي التساؤل : من وراء الانفجار ؟! الجواب الأولي كان أن 1275 طنا من نترات الأمونيوم السريعة الاشتعال خزنت 6 سنوات في الميناء بطريقة ليست ملائمة ، وأن عملية لحام لإحدى البوابات في مكان التخزين سببت الانفجار الذي حدث على مرحلتين ، الأولى صغيرة ، والثانية كبرى مدمرة مهلكة . وسارع أعداء حزب الله في الداخل اللبناني والخارج ، خاصة العربي ، إلى اتهامه أنه وراء الانفجار ولو بصورة ليست مباشرة لسيطرته غير الرسمية على معابر لبنان البرية والبحرية والجوية ، وأنه هو الذي خزن نترات الأمونيوم بعد أن صادرها من سفينة روسوس التي يملكها الروسي إيجور جريشوشكين . والاتهام متوقع من أعداء الحزب ، والمنتظر أن يكشف أمينه العام سماحة الشيخ حسن نصر الله مساء اليوم ، الجمعة ، في حديثه بمناسبة انتصار يوليو 2006 ؛ بعض جوانب هذه المأساة الكبرى التي شبهت بمأساة هيروشيما التي صنعتها أميركا في 6 أغسطس 1945، وتشابه شهر المأساتين وتقارب يوميهما مدهش .
وبديهي أن يوجه كثيرون ، ونحن منهم ، أصابع الاتهام إلى إسرائيل في المأساة ، وما أكثر الأسباب المسوغة له . نحصي بعضها :
أولا : يأسها من حسم المعركة مع الحزب عسكريا دفعها إلى البحث عن وسائل ليست مباشرة للتخلص منه أو إضعافه ، وأفضل هذه الوسائل تفجير الأوضاع الحساسة والهشة في لبنان لإطلاق صراعات طائفية وسياسية يكون الحزب طرفا فيها . وبدأ التفجير بالأزمة المالية والاقتصادية التي تولت أميركا الدور الرئيس فيها .
ثانيا : شحنة النترات قدمت من جورجيا في طريقها إلى موزمبيق ، وعلاقات إسرائيل قوية بجورجيا ، ويحرك الشك أن تتعطل رادارات السفينة الناقلة ومحركها في ميناء بيروت تحديدا ، ويجري تخزين الشحنة في الميناء ، ويتخلى مالكها جريشوشكين عنها وعن قبطانها الروسي بروكوشيف مع بحارته الأوكرانيين .
ثالثا : لبثت الشحنة في الميناء ست سنوات ، وهذه المدة الطويلة ، مثلما يرى بعض الخبراء العسكريين ، قد تؤكد دور إسرائيل في الانفجار ، ويفسرون رأيهم بأن الموساد يقوم أحيانا بمهام تدوم سنوات ، وربما تكون هذه المهمة إحداها .
رابعا : سارعت إسرائيل الإفادة من المأساة بعرض مساعدتها المباشرة على لبنان ، ولما رفضت مساعدتها سعت لتقديمها من خلال الأمم المتحدة ، والمتوقع أن ترسل طواقم طبية إلى قبرص لمعالجة من يصل إليها من الجرحى ، والمقدر بيقين أن تضم هذه الطواقم عناصر مخابرات ، ولن تختلف عن طواقم المستشفى الميداني الذي أقامته في معبر بيت حانون ، تسميه إسرائيل إيرز ، في عدوان 2014 على غزة لاصطياد المعلومات من الجرحي ، ولم يذهب إليه أحد منهم لعلم الجميع بمهمته الحقيقية . ومسارعة إسرائيل إلى الإفادة من المأساة بزعم علاج الجرحى ، ورفع بلدية تل أبيب علم لبنان على مبناها ؛ يفسر حوافزَهما النفسية الماورائية التعبيرُالمشهور : " يكاد المريب يقول خذوني " . سلوك إسرائيل محاولة ليست مباشرة لإبعاد الاتهام عنها .
خامسا : أشار نتنياهو في خطاب أمام الجمعية العامة في 2018 إلى شحنة الأمونيوم في ميناء بيروت ، وإشارته تكشف متابعة إسرائيل لها ، وجديتها في الإفادة منها في الوقت المواتي، وعملها على إبراء ذمتها مسبقا عند قيامها بالتفجير ، على قاعدة : " حذرناكم من قبل " ، أي أنها بريئة . سادسا : الفرحة الطاغية التي أبداها موشيه فيجلين زعيم حزب " هوية " الإسرائيلي اليميني ؛ فرحة مريبة قد تدل على علم بيد إسرائيلية في الانفجار . قال : " اليوم يوم شكر حقيقي وكبير لله ولكل العباقرة والأبطال الحقيقيين الذين نظموا هذا الاحتفال الرائع لنا ،
وتكريما لعيد الحب " . " ولكل العباقرة والأبطال الحقيقيين " تلمح إلى معرفته عنهم أو بهم .
استلفت انتباه المراقبين أن حزب الله لم يتهم إسرائيل رسميا أو إعلاميا بالانفجار ، ويعللون امتناعه عن اتهامها بأنه ، الاتهام ، يحتم رده عليها ، وهو الآن ليس جاهزا له، وأن الاتهام سيشعل غضب أعدائه في لبنان عليه بمنطق أن ما فعلته إسرائيل جزء من حربها معه . وعلى كل حال ، حزب الله معروف بحذره وحكمته في ما يقول وفي ما يفعل ، ويحسن اختيار وقت قوله ووقت فعله .
وما أكثر ما سيقال حول هذه المأساة الكبرى ، وقريبا أو بعيدا سيعرف من وراءها ، وإن كنا نرجح أن إسرائيل وراءها بآلية من الآليات .
مازال لبنان والمنطقة وأكثر العالم في ذهول من هول الانفجار الذي وقع في ميناء بيروت مساء الثلاثاء ، وقتل فيه 137 ، وجرح 5000 ، وفقد العشرات ، وتضرر نصف مباني المدينة . ووسط الذهول والصدمة يدوي التساؤل : من وراء الانفجار ؟! الجواب الأولي كان أن 1275 طنا من نترات الأمونيوم السريعة الاشتعال خزنت 6 سنوات في الميناء بطريقة ليست ملائمة ، وأن عملية لحام لإحدى البوابات في مكان التخزين سببت الانفجار الذي حدث على مرحلتين ، الأولى صغيرة ، والثانية كبرى مدمرة مهلكة . وسارع أعداء حزب الله في الداخل اللبناني والخارج ، خاصة العربي ، إلى اتهامه أنه وراء الانفجار ولو بصورة ليست مباشرة لسيطرته غير الرسمية على معابر لبنان البرية والبحرية والجوية ، وأنه هو الذي خزن نترات الأمونيوم بعد أن صادرها من سفينة روسوس التي يملكها الروسي إيجور جريشوشكين . والاتهام متوقع من أعداء الحزب ، والمنتظر أن يكشف أمينه العام سماحة الشيخ حسن نصر الله مساء اليوم ، الجمعة ، في حديثه بمناسبة انتصار يوليو 2006 ؛ بعض جوانب هذه المأساة الكبرى التي شبهت بمأساة هيروشيما التي صنعتها أميركا في 6 أغسطس 1945، وتشابه شهر المأساتين وتقارب يوميهما مدهش .
وبديهي أن يوجه كثيرون ، ونحن منهم ، أصابع الاتهام إلى إسرائيل في المأساة ، وما أكثر الأسباب المسوغة له . نحصي بعضها :
أولا : يأسها من حسم المعركة مع الحزب عسكريا دفعها إلى البحث عن وسائل ليست مباشرة للتخلص منه أو إضعافه ، وأفضل هذه الوسائل تفجير الأوضاع الحساسة والهشة في لبنان لإطلاق صراعات طائفية وسياسية يكون الحزب طرفا فيها . وبدأ التفجير بالأزمة المالية والاقتصادية التي تولت أميركا الدور الرئيس فيها .
ثانيا : شحنة النترات قدمت من جورجيا في طريقها إلى موزمبيق ، وعلاقات إسرائيل قوية بجورجيا ، ويحرك الشك أن تتعطل رادارات السفينة الناقلة ومحركها في ميناء بيروت تحديدا ، ويجري تخزين الشحنة في الميناء ، ويتخلى مالكها جريشوشكين عنها وعن قبطانها الروسي بروكوشيف مع بحارته الأوكرانيين .
ثالثا : لبثت الشحنة في الميناء ست سنوات ، وهذه المدة الطويلة ، مثلما يرى بعض الخبراء العسكريين ، قد تؤكد دور إسرائيل في الانفجار ، ويفسرون رأيهم بأن الموساد يقوم أحيانا بمهام تدوم سنوات ، وربما تكون هذه المهمة إحداها .
رابعا : سارعت إسرائيل الإفادة من المأساة بعرض مساعدتها المباشرة على لبنان ، ولما رفضت مساعدتها سعت لتقديمها من خلال الأمم المتحدة ، والمتوقع أن ترسل طواقم طبية إلى قبرص لمعالجة من يصل إليها من الجرحى ، والمقدر بيقين أن تضم هذه الطواقم عناصر مخابرات ، ولن تختلف عن طواقم المستشفى الميداني الذي أقامته في معبر بيت حانون ، تسميه إسرائيل إيرز ، في عدوان 2014 على غزة لاصطياد المعلومات من الجرحي ، ولم يذهب إليه أحد منهم لعلم الجميع بمهمته الحقيقية . ومسارعة إسرائيل إلى الإفادة من المأساة بزعم علاج الجرحى ، ورفع بلدية تل أبيب علم لبنان على مبناها ؛ يفسر حوافزَهما النفسية الماورائية التعبيرُالمشهور : " يكاد المريب يقول خذوني " . سلوك إسرائيل محاولة ليست مباشرة لإبعاد الاتهام عنها .
خامسا : أشار نتنياهو في خطاب أمام الجمعية العامة في 2018 إلى شحنة الأمونيوم في ميناء بيروت ، وإشارته تكشف متابعة إسرائيل لها ، وجديتها في الإفادة منها في الوقت المواتي، وعملها على إبراء ذمتها مسبقا عند قيامها بالتفجير ، على قاعدة : " حذرناكم من قبل " ، أي أنها بريئة . سادسا : الفرحة الطاغية التي أبداها موشيه فيجلين زعيم حزب " هوية " الإسرائيلي اليميني ؛ فرحة مريبة قد تدل على علم بيد إسرائيلية في الانفجار . قال : " اليوم يوم شكر حقيقي وكبير لله ولكل العباقرة والأبطال الحقيقيين الذين نظموا هذا الاحتفال الرائع لنا ،
وتكريما لعيد الحب " . " ولكل العباقرة والأبطال الحقيقيين " تلمح إلى معرفته عنهم أو بهم .
استلفت انتباه المراقبين أن حزب الله لم يتهم إسرائيل رسميا أو إعلاميا بالانفجار ، ويعللون امتناعه عن اتهامها بأنه ، الاتهام ، يحتم رده عليها ، وهو الآن ليس جاهزا له، وأن الاتهام سيشعل غضب أعدائه في لبنان عليه بمنطق أن ما فعلته إسرائيل جزء من حربها معه . وعلى كل حال ، حزب الله معروف بحذره وحكمته في ما يقول وفي ما يفعل ، ويحسن اختيار وقت قوله ووقت فعله .
وما أكثر ما سيقال حول هذه المأساة الكبرى ، وقريبا أو بعيدا سيعرف من وراءها ، وإن كنا نرجح أن إسرائيل وراءها بآلية من الآليات .