الأخبار
الإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفة
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا نرجح أن إسرائيل وراء انفجار ميناء بيروت ؟! بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2020-08-08
لماذا نرجح أن إسرائيل وراء انفجار ميناء بيروت ؟! بقلم : حماد صبح
مازال لبنان والمنطقة وأكثر العالم في ذهول من هول الانفجار الذي وقع في ميناء بيروت مساء الثلاثاء ، وقتل فيه 137 ، وجرح 5000 ، وفقد العشرات ، وتضرر نصف مباني المدينة . ووسط الذهول والصدمة يدوي التساؤل : من وراء الانفجار ؟! الجواب الأولي كان أن 1275 طنا من نترات الأمونيوم السريعة الاشتعال خزنت 6 سنوات في الميناء بطريقة ليست ملائمة ، وأن عملية لحام لإحدى البوابات في مكان التخزين سببت الانفجار الذي حدث على مرحلتين ، الأولى صغيرة ، والثانية كبرى مدمرة مهلكة . وسارع أعداء حزب الله في الداخل اللبناني والخارج ، خاصة العربي ، إلى اتهامه أنه وراء الانفجار ولو بصورة ليست مباشرة لسيطرته غير الرسمية على معابر لبنان البرية والبحرية والجوية ، وأنه هو الذي خزن نترات الأمونيوم بعد أن صادرها من سفينة روسوس التي يملكها الروسي إيجور جريشوشكين . والاتهام متوقع من أعداء الحزب ، والمنتظر أن يكشف أمينه العام سماحة الشيخ حسن نصر الله مساء اليوم ، الجمعة ، في حديثه بمناسبة انتصار يوليو 2006 ؛ بعض جوانب هذه المأساة الكبرى التي شبهت بمأساة هيروشيما التي صنعتها أميركا في 6 أغسطس 1945، وتشابه شهر المأساتين وتقارب يوميهما مدهش .
وبديهي أن يوجه كثيرون ، ونحن منهم ، أصابع الاتهام إلى إسرائيل في المأساة ، وما أكثر الأسباب المسوغة له . نحصي بعضها :
أولا : يأسها من حسم المعركة مع الحزب عسكريا دفعها إلى البحث عن وسائل ليست مباشرة للتخلص منه أو إضعافه ، وأفضل هذه الوسائل تفجير الأوضاع الحساسة والهشة في لبنان لإطلاق صراعات طائفية وسياسية يكون الحزب طرفا فيها . وبدأ التفجير بالأزمة المالية والاقتصادية التي تولت أميركا الدور الرئيس فيها .
ثانيا : شحنة النترات قدمت من جورجيا في طريقها إلى موزمبيق ، وعلاقات إسرائيل قوية بجورجيا ، ويحرك الشك أن تتعطل رادارات السفينة الناقلة ومحركها في ميناء بيروت تحديدا ، ويجري تخزين الشحنة في الميناء ، ويتخلى مالكها جريشوشكين عنها وعن قبطانها الروسي بروكوشيف مع بحارته الأوكرانيين .
ثالثا : لبثت الشحنة في الميناء ست سنوات ، وهذه المدة الطويلة ، مثلما يرى بعض الخبراء العسكريين ، قد تؤكد دور إسرائيل في الانفجار ، ويفسرون رأيهم بأن الموساد يقوم أحيانا بمهام تدوم سنوات ، وربما تكون هذه المهمة إحداها .
رابعا : سارعت إسرائيل الإفادة من المأساة بعرض مساعدتها المباشرة على لبنان ، ولما رفضت مساعدتها سعت لتقديمها من خلال الأمم المتحدة ، والمتوقع أن ترسل طواقم طبية إلى قبرص لمعالجة من يصل إليها من الجرحى ، والمقدر بيقين أن تضم هذه الطواقم عناصر مخابرات ، ولن تختلف عن طواقم المستشفى الميداني الذي أقامته في معبر بيت حانون ، تسميه إسرائيل إيرز ، في عدوان 2014 على غزة لاصطياد المعلومات من الجرحي ، ولم يذهب إليه أحد منهم لعلم الجميع بمهمته الحقيقية . ومسارعة إسرائيل إلى الإفادة من المأساة بزعم علاج الجرحى ، ورفع بلدية تل أبيب علم لبنان على مبناها ؛ يفسر حوافزَهما النفسية الماورائية التعبيرُالمشهور : " يكاد المريب يقول خذوني " . سلوك إسرائيل محاولة ليست مباشرة لإبعاد الاتهام عنها .
خامسا : أشار نتنياهو في خطاب أمام الجمعية العامة في 2018 إلى شحنة الأمونيوم في ميناء بيروت ، وإشارته تكشف متابعة إسرائيل لها ، وجديتها في الإفادة منها في الوقت المواتي، وعملها على إبراء ذمتها مسبقا عند قيامها بالتفجير ، على قاعدة : " حذرناكم من قبل " ، أي أنها بريئة . سادسا : الفرحة الطاغية التي أبداها موشيه فيجلين زعيم حزب " هوية " الإسرائيلي اليميني ؛ فرحة مريبة قد تدل على علم بيد إسرائيلية في الانفجار . قال : " اليوم يوم شكر حقيقي وكبير لله ولكل العباقرة والأبطال الحقيقيين الذين نظموا هذا الاحتفال الرائع لنا ،
وتكريما لعيد الحب " . " ولكل العباقرة والأبطال الحقيقيين " تلمح إلى معرفته عنهم أو بهم .
استلفت انتباه المراقبين أن حزب الله لم يتهم إسرائيل رسميا أو إعلاميا بالانفجار ، ويعللون امتناعه عن اتهامها بأنه ، الاتهام ، يحتم رده عليها ، وهو الآن ليس جاهزا له، وأن الاتهام سيشعل غضب أعدائه في لبنان عليه بمنطق أن ما فعلته إسرائيل جزء من حربها معه . وعلى كل حال ، حزب الله معروف بحذره وحكمته في ما يقول وفي ما يفعل ، ويحسن اختيار وقت قوله ووقت فعله .
وما أكثر ما سيقال حول هذه المأساة الكبرى ، وقريبا أو بعيدا سيعرف من وراءها ، وإن كنا نرجح أن إسرائيل وراءها بآلية من الآليات .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف