الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الثلاثاء الحزين بقلم:عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2020-08-08
الثلاثاء الحزين  بقلم:عادل بن مليح الأنصاري
الثلاثاء الحزين

في الرابع من أغسطس , وفي نفس اليوم لحدوث الكارثة في ميناء بيروت نُشر مقال لي هنا بعنوان ( العرب البائسة ) , وقد كتبت هذا المقال قبل الحادثة بيومين , ربما كانت مصادفة أن أكتب عن تأثير الفساد في العالم العربي , وكيف حول حياة الملايين لبؤس حقيقي بطريقة مباشرة وغير مباشرة , ومن المصادفة أيضا أن تتضح صورة من صور الفساد في أبشع صورها , بل وبصورة إجرامية وكارثية لا شك فيها , فهنا لا مجال للتأويلات , فتلك المواد الخطيرة مخزنة في منطقة تجارية وسكنية ملاصقة لمئات المنشآت السكنية والتجارية , وهل هناك دليل أكثر وضوحا من معرفة المسؤولين عن وجود تلك المواد الخطيرة منذ العام 2017, ظهور تلك الوثيقة للعالم هي إثبات صارخ على الجرم المتعمد بحق اللبنانيين , فهناك قاضي أمور مستعجلة وصلته رسالة من مدير الجمارك تطالبه بتحديد مصير كمية من نترات الأمونيوم موجودة في أحد عنابر المرفأ , وهناك باخرة معروفة بالاسم , وهناك مراسلات من العام 2014 بذات الشأن , مع التحذير من خطورة وجودها في ذلك المكان , فتلك القنبلة الموقوتة كانت تحت نظر ومعرفة مدير الجمارك ومن يدور في فلكه من الموظفين , وكذلك بمعرفة القاضي ومن يدور في فلكه من الموظفين , فهي ليست سرا أو عملية خضعت للظروف الطارئة أو الصدفة , وليس سرا أن نقول أن رائحة الفساد تلاحق أسماعنا عبر وسائل الأخبار المختلفة , عن لبنان وعن غيرها من بعض الأنظمة العربية وخاصة تلك التي تركت ساحتها مفتوحة لعبث العابثين , ربما تكون قصص الفساد في لبنان وغيرها كريهة ومعروفة كمسلسلات رديئة لا مناص منها , ولكنها في لبنان توشحت بالدماء والدمار , وغالبا ما يدفع ثمنها الكثير من الأبرياء وحتى من الدولة برمتها , فمنذ اغتيال الحريري في 2005 بتفجير أيضا راح ضحيته أكثر من 20 شخصا , ثم اغتيال سمير القصير بتفجير كذلك , ثم جورج حاوي وبتفجير أيضا , ثم جبران تويني بسيارة مفخخة , ثم محمود المجذوب بتفجير قنبلة , ثم وليد عيدو ومعه 10 أشخاص بسيارة مفخخة أيضا , ثم أنطوان غانم , ثم العميد فرنسوا الحاج بتفجير كذلك , ثم النقيب المشارك في تحقيقات مقتل الحريري وسام عيد بعبوة ناسفة , ثم انفجار قنبلة في حافلة يسفر عن مقتل 16 شخصا بينهم 7 جنود , ثم السياسي صالح العريضي بسيارة مفخخة , والقائمة تطول حتى انفجار مرفأ بيروت .

يكاد الموت يترصد اللبنانيين بطريقة واحدة وبصورة بشعة , فالتفجيرات والعبوات المفخخة والسيارات المتفجرة هي القاسم الأعظم لطرق الموت , وكلها تداعيات لطرق فساد مختلفة , من يقف خلف قصة فساد مرفأ بيروت هو قاتل وعدو لكل اللبنانيين , وقد أطلق الصوت الأعلى للفساد والذي لم تتجرأ السنوات الطويلة بما فيها اغتيال الحريري على بلوغه , وهي مأساة كما يقول من عاينها وعايشها لم تبلغ لخيالاتهم يوما , سيخرج اللبنانيين من هذه المحنة كما خرجوا من محن قبلها , ولكن هذه المرة يجب أن يأخذ الشعب اللبناني زمام المبادرة في وضع حد للمفسدين مهما كانوا وأينما كانوا , وذلك ببقاء تلك الصورة المأساوية حاضرة , وعدم نسيانها حتى يقع مسببوها في قبضة العدالة , لا شك أن التكهن بالأسباب سابق لأوانه , لأن جريمة بهذه الفداحة تتطلب عقابا صارما وشافيا , فلا مجال للتكهنات ولا للنظريات العبثية , يجب أن يُعرف المسؤولون عن وقوعها بالطرق القانونية وتحت طائلة العدالة والوثوق بنتائج التحقيقات , ثم تكون العقوبات الرادعة والتي لا رحمة فيها ولا رأفة , وليضع اللبنانيون وربما لأول مرة عبر تاريخ مآسيهم حدا لعبث المفسدين , وأن يجعلوا تلك العقوبات دستورا ورادعا لكل من تسول له نفسه وبعيدا عن الطائفية والمكانة السياسية والانتماءات , أما لو مرت هذه العاصفة المأساوية مرور الكرام , مع وجود عفن الفساد حولها , ومع نتائجها الكارثية المريعة , فلن يتوانى المفسدون عن ما هو أفدح مستقبلا , ولن يدفع ثمن ذلك الفساد إلا الشعب اللبناني البائس .

لم يكد اللبنانيون يبرءون من جراح الطعنات الاقتصادية وتدهور العملة الوطنية , وأحلام الهجرة , حتى جاءت هذه الكارثة لتزلزل أركانهم وأحلامهم بغد أفضل , هي فرصة تاريخية للانتقام من تلك الأيادي الآثمة التي ضيعت مستقبلهم وأحلام صغارهم نحو العيش الكريم , يجب استغلال هذه الجريمة لقطع رقاب طالما كان يجب قطعها سابقا , وليخرج الشعب اللبناني كالعنقاء من رماد مرفأ بيروت نحو دولة القانون والنظام والعدالة .

هل سيكون مرفأ بيروت ناقوس تحذير لكل مفسد ساهم في بؤس العرب ؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف