الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أرجو أن تحمي أرواحنا من بعد الله.. آية أو مادة أو دولة بقلم: أحــمد مطلق أبو صفية

تاريخ النشر : 2020-08-06
ذهبتث معه مطمئنة لم أعد !!
لم أكن أعلم أنني سأكون خبر الساعة , سأكون المغدورة , أمسك منديله , خنقني لم أفهم !
قاومت ولم أقوى , ثوان حتى أحاطت بي ملائكة لم أدرك , ترك جثتي بالسيارة وهرب , إنتهت آخر لحظاتي مخنوقة الكلمة والمشاعر , أماني ومأمني أصبح ألد أعدائي قُتلت ...
أما أنا .. فقد قُتلت على يد أبي معذبا إياي , سألته مرارا لماذا ؟! لم يجب !
أكمل تعذيبه وضربه , مذهولة حزينة أيعقل هذا أبي ؟!
عذبني ضربني أدماني قُتلت معي كل أحلامي المحاصرة , أحلامي البسيطة تبعثرت , لم يعذبوه مثلي لم يلمسوه ,أغلقوا الملف وأطلقوا سراحه وأنا أطُلقت روحي لبارئها ,لرب رحيم ذو إنتقام .

وأنا .. فقد صرخت مرار لقد عانيت كثيرا صرخاتي موجودة للآن .غريبة بالفعل لم أعلم
لمَ ! صرخاتي سمعها الأقصى والأدنى , أُسرت روحي وسُلبت , كُسر عمودي الفقري , صرخاتي سُمعت وأُخُرسُت للأبد .. ذهبت وملفي طي النسيان والكتمان , إنتهت حياتي ..
أما أنا قتلني زوجي , لم يقصد , هكذا أخبرهم , لقد سمعت كلماته عند موتي ,قاومت , حاولت لم أستطع , جوهرتي خرجت مذعورة " إمي إنقتلت " نعم قُتلت هكذا بكل بساطة
وأنا كذلك .. ذهبت إلى أهلي وعدت ومعي مبلغا زهيدا , خنقني زوجي وأحكم قبضته على عُنقي حتى فارقت الحياة !! ..
أما أنا أبلغ أعواما لاتزيد على أصابع يديك , حينها حقا لم أعلم ما القتل ولم أجربه مسبقا , ظننت أن أبي يمازحني , لكن كان جادا لم يكن يمازحني , قُتلت ولا أعلم لم قُتلت على يد أبي ؟!
أما أنا .. رُميت ببئر عميق وعثروا على جثتي بعد سنوات طويلة , تسع سنوات لا أثر لي !!وكل سري ذهب معي وتحلل كما جثتي , لكني قُتلت على يد أبي.
وأنا قُتلتُ على يد أبي , كان ممسكا بحجر يضرب ويضرب حتى فارقت روحي الحياة , شرب الشاي محتفلا بنصره على جثتي وتركتُ عالمكم بلا عودة !!
ونحن شقيقات ثلاث كجنود بمعركة إستقبلنا الرصاص وأنهيت كل حيواتنا .. مسدس أخي لا نعلم لم َ ؟!
وأنا وأنا وأنا وهي وتلك وهذه ..
وبحار الدم تلطمنا , تقذف أمواجها قهرا , وصرخاتهن تحفنا , ونبحر في أرواحهن حتى تقشعر أبدانا ونرتجف حزنا , تذرف لهن الأعين أدمعا ممزوجة بدمنا , ينحني لهن الجبين أسفا على ما أصابهن إنكسارا , تنهدم هامات القوانين , وتزأر لأفعال القتلة الأديان , ويعلن الحداد علينا نحن , نحن أموات وأنتن أحياء ..
ثم نفكر : أَنضع اللوم على قابيل بأنه صاحب أول جريمة ؟
أنضع اللوم على قوانين وضعية وتشريعات وإتفاقيات مجددة ؟
أنضع اللوم على الديانات وقوانين إلهية سماوية ؟
فنذهب غالبيتنا ونتصادم جدالا , نتجادل وننسى من قُتلت بأي ذنب قُتلت ؟
ولم تكُ مؤودة بل مخنوقة , مذبوحة , ومتعذبة محزونة ..
نتجادل وننسى ذاك المختل العقلي المضطرب النفسي "القاتل " .
فنسمع : أن القوانين غير مجدية وعادلة وتلك مادة غير منصفة ومنحازة يجب تعديلها والطعن بها . أوَ نسيت بعض الديانات , أيضا منحازة لجنسِ عن آخر وتهدم حقوقا للمرأة وتهدي حقوقا للذكر . وهناك مرضى بالذكورية , مصابين بالعمى عن الذكر , لا يرون سوى الأنثى الكائن المليء بالشرور!! كما أفكار بعض الفلاسفة .
فنتجادل معهم خارج السطور , حتى ننسى المغدورة المسكينة ونترحم على بقايا تلك الجثث المدفونة ويغلق الملف ونعد الضحية تلو الأخرى ....
ولا شأن للقوانين والإتفاقيات بأن تُقتل تلك , لا شأن للأديان بأن يقتل أي إنسان كان ذكرا أم أنثى ظلما وعدوانا بلا حق ,
مسلما كنت فالقرآن الكريم سورة الأنعام 151:6 : ((تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ ....)) ..
مسيحيا بعهديه فالعهد القديم سفر الخروج 13:20 "لا تقتل " ..
والعهد الجديد ( متى 21:5) : قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ”.
أو حتى كنت تعتنق الجاينية دينا لك وحتى لو كنت بوذيا فبتعالميه تقسم على الإمتناع عن أخذ الحياة "القتل" . بأي دين وقانون حتى لو ملحدا ستلعن تلك الآفة القتل , لا تبرير للقتل بأي دين أو قانون لأي جنس بأي مكان وبأي زمان ..
أم تظن كقاتل أن الجهل والعادات الغابرة وأفكار إجرامية وشذوذ وإظطرابات نفسية ونوبات غضب و ظروف خاصة ستشفع وتبيح لك قتل طفلة وأما وأختا وفتاة
أو طليقة أو زوجة ؟ أتظن أنها سبب سيشفع لعظيم ما صنعت يدا قابيل , يداك ؟!
بأن تضرب وتُغرق , تذبح وتُطلِق, تَعذب وتَخنق ..
من أعطاك حق ملكية على روحها وعلى روح من قتلت ؟ من أنت لتقتل إنسانا ؟
أفكار بالقتل مرعبة , كفر إبليس بها بيانا ودُهش مما وصل عليه بعض القتلة من بني البشر؟! كيف تقتل نفسا بكل وحشية وتمر علينا هكذا كأن شيئا لم يكن ؟
كيف بما نسمعه ونراه ونعلم من حالات يشيب لها الرأس ومجرمين بلا دين , بلا ضمائر , بلا عقول , يقتلون ويحتمون بتدليسات .
كيف لمجتمع أن يتقبل وجود قاتل حر طليق بيننا خرج كأنه لم يلوث يداه بروح بريئة ..!
أو أعدم زوجته ! وفج رأس إبنته ! ونحر رقبة إنسانا أو أطلق نيران سلاحه ! أو طعن .
لسنا إلها نحاسب , لسنا دينا نفسر , لسنا قانونا نجرم , لكن أحيانا نتمنى أن نكون صيحة عاتية جاثية تحل على من قتل ولا ترحل , سرب طير أبابيل تُقذف حجارة من سجيل وربما تُنسينا أفعالا وحشيةلا يتصورها منطق ولا يعقلها جان ولا بشر .
نرجوا أن تحمينا من بعد الله , آية أو مادة أو دولة , نرجوا أن تُحمى حرمة الكائن البشري بجنسيه من شرور مضطرب عقليا مختال إسمه "قاتل " وفعله "قتل "و بريء من فعله كل آية ومادة ودولة . أصبح القتل يعبر عن غضبه , لقد غضب فقتل .!
لا بل هي تصرفات طائشة , رفع سلاحه وأطلق نيرانه نعتذر لكم ولها , آسفون حقا ..
شرف ومحو عار , ظروف خاصة . تكتيم وصلح وهزات فنجان !!
فتتطاير الدماء هنا وهناك , القاتل يصبح بريئا بعشية وضحاها !
أصبح المضطرب القاتل , يقابل إنسانا يظنه رخيصا بنظره , يقتله ويعلم ما سيلي لاحقا .. وتلك يصنفها بلا حقوق جاهلا , فهي ملكية له , وصك ملكيتها شهادة ميلاد مختومة , أو عقد زواج مصدق , صه , أقتلها للأبد وأخرسها أمدا .. ويعلن أنا الإله هنا وأنا أقرر محياها وأرسم مماتها .. وأشرق شمسها وأخسف قمرها ..
أي شريعة غاب وأي عالم إضطرابات نفسية يعشيونه , عالم سفلي قذر مليئ بمستنقع أفكار جاهلية غابرة .. تتغذى على أرواحهم وتطعن حيواتنا ونحن من المجني عليهم..
لا يهم إتفاقيات توقع أو تصادم معارض ومؤيد , لا يهم مؤمنا أم كافرا ..
جاهلأ أم عالما . لا يهم أي نقاش
نريد وقف الدماء البريئة , ردع كل مختال مضطرب , محاسبة كل قاتل بيانا , إيضاح كل تعتيم جهارا , أن نكون آمنين بشوارعنا بمنازلنا , نبني أحلامنا فلا تهدمها رصاصة طائشة, نتحدث فلا تخنقنا أنامل على أعناقنا , ولا يعذبنا حضرته الغاضب , أرجوا أن تحمي أرواحنا من بعد الله , مادة أو آية أو دولة ..
نريد أن تحمى حقوقنا حق أرواحنا وحقنا بحياة كريمة آمنة كحال غيرنا فقط ..
لانريد أن نكون أرقاما تحصى وضحايا لتلك الأفكار الشاذة والإضطرابات العقلية ..
أوقفوا قتلنا .. علموا الأطفال منذ الصغر .. وأوضحوا الدين كالفجر .. وطبقوا القوانين بالجهر , لنحافظ على الإنسان أو ما تبقى منا كإنسان ...

بقلم المحامي الكاتب : أحــمد مطلق أبو صفية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف