الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أزمة التحوُّل من النقل إلى الإبداع؛ "فراس السوَّاح" نموذجاً بقلم:رانيا موفق

تاريخ النشر : 2020-08-05
أزمة التحوُّل من النقل إلى الإبداع؛ "فراس السوَّاح" نموذجاً

أن يكون الإنسان مُبدعا، يعني أن يكون قادرا على تحويل خامة ما، من حال إلى حال؛ كأن يُبدع المرء لوحة فنية، أو تمثالا أو فكرة أو مفهوما، إلى ما هنالك. وبذلك لا بُدَّ للإنسان المُبدع من منح قالب حسّي أو فكري جديد، لخامة ما. فإن لم يفعل؛ كان مُجرَّد ناقل فحسب.

وعلى الرغم من أن مرتبة النقل، هي ما دون مرتبة الإبداع، إلا أنه لا يمكن التقليل من شأن فِعل النقل؛ إذ أن النقل يُعتَبر بمثابة النبض الذي يمنح الدَفَق للحياة الثقافية لدى أي أمة. أو أنه بمثابة الجسر الذي يَعْبُر من خلاله الإرث الإنساني الذي تراكم لآلاف السنين، وتحديدا فيما يخصّ ثقافات الأمم الأخرى. فلولا النقل، لتعرَّض إبداع أسلافنا للإهمال أو للضيَّاع. ومن المفارقة، بأن "وِل ديورانت" مثلا، قد قدَّم نفسه على أنه مُجرَّد ناقل، وليس مُبدع، في سياق حديثه عن كتابه الموسوعي التاريخي "قصة الحضارة" الذي يحتوي على عدة مُجلدات ضخمة، تناول من خلالها تاريخ ثقافات وديانات أهل الأرض قاطبة. ولا شك بأن ذلك كان تواضعا مُفرطا للغاية من صاحب "قصة الحضارة".  والمقصود من سَوق هذا المثال؛ بأن النقل لا يخلو بالضرورة من بعض الإبداع الذي يتشرَّب فيه، لا بل من الضروري أن يحتوي على نوع من الإبداع، كي لا يتحوَّل إلى مُجرَّد نسخ، لا أثر فيه لبصمات وأنفاس الناقل؛ كما يحدث مثلا، عندما يتعلَّق الأمر بالترجمة، أو الشروحات أو جمع الأفكار والمفاهيم، بغية ترتيبها وإعادة صياغتها وهيكلتها. ولذلك يبقى من الضروري الفرز، ما بين النقل والإبداع، من مبدأ تسمية الأشياء بمراتبها وبمُسمياتها، حتى لا تختلط الرُتب ولا تضيع الأنساب.

ونحن إذ نتناول هنا فِكر الباحث "فراس السوَّاح" فإنما نسعى إلى تسليط أضواء النقد عليه بموضوعية وتجرُّد، وبالتالي لا نسعى إلى التقليل من شأن إنتاجه الفكري؛ فالرجل غنيّ عن التعريف، إذ أنه أشبه بموسوعة علمية، أو بمرجع حقيقي، فيما يتعلق بالأسطورة وتاريخ الأديان. إضافة إلى أنه كان السبَّاق لملئ الفراغ  في ثقافتنا العربية، حول هذا الجنس من الكتابة، ولا سيما تاريخ الأسطورة في سوريا وأرض الرافدين، عبر اطّلاعه المُبكّر على مصادر بهذا الشأن باللغة الإنكليزية، وليقوم بعد ذلك بنقل فحواها، إلى اللغة العربية. وقد كان هو نفسه قد صرَّح عبر لقاء معه، بأنه لو لم تُتَح له الفرصة في شبابه المُبكّر، لزيارة أوروبا وأمريكا، للتزوّد بالمراجع الأجنبية، لما كان قد أصبح باحثا. ولكن بعد عطاء غزير، تراوح ما بين الكتابة والإشراف والمُساهمة، فيما يزيد على العشرين كتابا؛ هل تجاوز فراس السوَّاح مرتبة النقل في أعماله، وارتقى فعلا إلى مقام الإبداع؟ وهل يُمكننا أن نتعامل معه كـ "مُفكّر" عندما يُحاول تقديم نفسه كذلك؟

لو حاولنا أن نأخذ أحد أكثر كتب فراس السوَّاح أهمية وشهرة، كَكِتاب "دين الإنسان – بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني" مثلا،  لِوَضعه تحت مجهر النقد، ولمعاينة معدنه، من زاويتي "النقل والإبداع" باعتباره عيّنة أصيلة من نتاجه الفكري، مُتوَخّين تناوله باقتضاب قدر الإمكان، كون فضاء هذا المقال لا يتسع للخوض في أكثر من ذلك. فلا بُدَّ لنا من الإقرار أولا، بأنه كتاب ذو لغة رصينة وأسلوب مُحكَم في مُعظم جوانبه، وقد تَمَّت كتابته بجهد دؤوب، وهذا ما عوَّدنا عليه "فراس السوَّاح" في كتبه عموما. إضافة الى أنه عمل يكتسب أهمية، من حيث عُمق موضوعاته وغزارتها، ولا سيما بأننا نقرأ كتابا عربيا (غير مُترجَم) وبالتالي فعلى المرء أن لا يرفع من سقف توقعاته أكثر مما ينبغي، مُقارنة بما قرأ، لكُتَّاب عالميين كتبوا في هذا الشأن. ولكن التأكيد على شأن الكتاب وأهميته، لا يعنيان أن يلجأ المرء إلى التدليس والمُداهنة أو عدم المُكاشفة، تحديدا عندما ينحدر الكتاب "في بعض جوانبه" إلى ما دون الحدود الدنيا، لما يستطيع وعي القارئ تَقبّله.

في كتاب دين الإنسان، يحاول فراس السواح أن ينهض بفكرة، تُعتَبر محور كتابه، مفادها وجود مُعتقدات دينية لدى الإنسان القديم، منذ مئات الألاف من السنين. حيث يحاجج السوَّاح بالكثير من الاقتباسات والمُعاينات الأركيولوجية التي تُبرهن على صحَّة "نظريته"؛ كالرسوم الحيوانية والنقوش المرسومة على جدران المُغاور القديمة، وكذلك طقوس دفن الموتى ومُحتويات مدافنهم، والتي تُثبت بأن الإنسان القديم كان يؤمن بقوة ماورائية مُجرَّدة، وكان يسعى إلى التواصل معها، عبر تلك الطقوس. مُقدِّما تلك الفكرة للقارئ، ككشف شخصي خاص، استنبطه الكاتب عبر أبحاثه وجولاته الأركيولوجية وملاحظاته الشخصية. أما المُفاجأة، فهي عندما يكتشف القارئ، بأن "الفكرة ذاتها" مُقتبسة؛ أو بتعبير أدق "مُنتحَلة" من مراجع أجنبية، بشحمها ولحمها وكافة تفاصيلها؛ فتلك الفكرة كان قد تطرَّق لها مثلا، الفيلسوف المجري "أرنولد هاوزر" (Hauser Arnold) 1892-1978 في كتابه "الفن والمجتمع عبر التاريخ" الصادر في أحد طبعاته، عن دار الوفاء، الإسكندرية، الطبعة الأولى 2005 (في الصفحة 28 وما بعدها). كما أن تلك الفكرة كان قد تناولها أيضا، البروفسور: "إيڤيس كوبنس" (Yves Coppens) عضو الأكاديمية الفرنسية للعلوم، المولود سنة 1934. ومع أن السوَّاح كان قد أورد كتاب "آرنولد هاوزر" ضمن المراجع التي استعان بها، إلا أنه حاول تسويق الفكرة  للقارئ، على أنها كشف نابع من تَفكُّر وإبداع ذاتي خالص، ولو بطريقة مُوارِبة. مع أنه في الحقيقة، لم يُضِف أي جديد يُذكَر، إلى فضاء ذلك المفهوم الذي تناوله، سوى الكثير من الاقتباسات.

تلك الفكرة المُحورية في كتاب السوَّاح، كانت ترتكز على عبارة أوردها في فصل "مكانة الدين وتعريفه" وقدَّمها على أنها تعريف "جديد" للإنسان. إذ يقول: "ونظرا لتعدد هذه التعريفات (=تعريفات الإنسان) فإني لا أجد حرجا من أن أضيف إليها واحدا جديدا، فأقول بأن الإنسان هو كائن مُتديّن"  وهذه العبارة كانت بمثابة المُقدّمة والأرضية لمحاولة النهوض بتلك الفكرة المحورية، حول استنباط حقيقة وجود الدين لدى الإنسان القديم. ولكن تلك المقولة منحولة كذلك، مع استبدال كلمة "حيوان" بكلمة "كائن"؛ "الإنسان هو حيوان مُتدَيّن" هي مقولة للكاتب "مارك توين". لكن لو أراد أحدُنا أن يضع مقولة ما، كمقدمة تمهيدية لفكرته، بعنوان: "الإنسان كائن ناطق" مثلا. فمِن المهنية العلمية، أن ينوِّه بمقولة آرسطو: "الإنسان حيوان ناطق" وإلَّا، فإن ذلك يُعدُّ انتحالا غير نزيه، حتى ولو لم يكن حرفيا. وهذا ما يذكّرنا برواية "عزازيل" للكاتب "يوسف زيدان" الحاصلة على الجائزة العالمية للرواية العربية 2009 ليتضح بعد ذلك، بأن الرواية منحولة، أو حتى أنها منقولة بدرجة تصل إلى حد التطابق في بعض جوانبها، مع رواية "هيباتيا" الصادرة عام 1853.

للكاتب الإنكليزي "تشارلز كينغسلي"

في فصل "من العبادة إلى الدين الشمولي" يُقدِّم "السوَّاح" مفاهيم مُحدَّدة وصارمة، لتعريف الدين الشمولي، كنوع من العبادة التي تتمايز بشكل جوهري عن غيرها من العبادات؛ حيث يتحدث عن الدين الشمولي، بأنه دين مُتعصب، يعتقد أتباعه بامتلاك الحقيقة المُطلقة، وليس فيه أي هامش للتسامح أو للتعايش مع الآخر. إذا يقول مثلا: "ترفض هذه العبادة، سواء في حياة مؤسسها أم بعده، التعايش مع بقية العبادات، لأن من يمتلك الحقيقة وحده لا يُساوم عليها. وقد يتخذ هذا الرفض شكل الحرب المُعلنة". وهذا ما لا نختلف حوله. لكن "السوَّاح" يقوم بعد ذلك بتقديم أمثلة عن الأديان الشمولية، في فصل "نماذج من الأديان الشمولية" مُعتبرا ديانة أخناتون؛ "الديانة الآتونية" كأول ديانة شمولية في التاريخ. ثم ليحاول بعد ذلك تقديم البرهان على أطروحته فيقول: "إن الشعوب والأمم جميعا تتساوى أمام أخناتون [...] الأمر الذي يشير إلى غياب الأفكار التعصبية للأمة من مُعتقد أخناتون، والدعوة صراحة إلى أخوة البشر، وذلك لأول مرة في التاريخ. ولقد وضع الفرعون الشاب أفكاره الإنسانية هذه موضع التطبيق، عندما رفض التدخل لصالح الحُكَّام الموالين لمصر في بلاد الشام، في صراعهم مع الدويلات الأخرى المناهضة للنفوذ المصري، مفضّلا خسران الإمبراطورية التي بناها أسلافه، على الدخول في حرب ظالمة". بمعنى أن "السوَّاح" يُقدّم تعريفا للدين الشمولي، ثم يُقدّم مثالا عليه، بحيث يكون التعريف والمثال مُتناقضين تماما، على الأقل في هذا السياق الذي أوردناه. فأين هي المنهجية في هذا التناول!

من المُلفت للنظر، بأن كتاب "دين الإنسان" الصادر باللغة العربية، لكاتب منحدر من بقعة جغرافية، هي مهبط الديانات الابراهيمية، والذي تناول الكثير من ديانات الأرض بجذورها ومُعتقداتها وأساطيرها، بسرد مُسهب ومُفصَّل، وصولا إلى "النظرية الكوانتية" التي خصص لها ما يُقارب الستين صفحة، ولكنه مع ذلك لم يتطرَّق إلى الديانات الابراهيمية، إلا بالقدر اليسير للغاية، كاقتباسات محدودة جدا من التوراة والإنجيل، ثم صفحات قليلة عن الإسلام، عبر تناول نبذة موجزة عن التصوف. وكأنه قد تورَّط في الولوج إلى حقل معرفي شاسع، ثم ليكتشف بأن الوقت قد داهمه، وبأنه يتوجّب عليه أن يغادره فجأة، تاركا فجوة واسعة في كتابه، من العسير على القارئ أن يجد تبريرا لسبب وجودها.  

ثمة ملحوظة لا نجد بُدَّا من التوقف عندها، حول ثلاث تجارب روحية كان قد مرَّ بها الكاتب، آملين في أن نبقى في سياق عنوان هذا المقال؛ تلك التجارب التي كان قد أوردها في مقدمة كتابه "دين الإنسان". اثنتان من تلك التجارب الروحية، هما أشبه بالقصص التي وردتنا في العهد القديم، حول معجزات بني إسرائيل، ولكن بشكل أكثر اعتدالا. أما التشابه ما بين تجارب الكاتب وتلك القصص، فهو أن الكاتب قد عايش تلك التجارب بعيون مفتوحة، مما ينفي صفة الرؤية الباطنية عنها، ومع عدم التنويه إلى أي مُقدمات روحية طقوسية لحدوثها، مما يترك فهم القارئ في حالة من الإرباك الحقيقي، على الرغم من جمالية السرد وإتقان حبكته.

أولى تلك التجارب حصلت عندما كان الكاتب "طفلا" يجلس على حصير من قش في فناء أحد المساجد، وما أن "نظر" إلى القبة السماوية، حتى رأى، كما يصف: "سيالة زرقاء تملأ الكون فتشدني إلى أعلى، أو تهبط بالأعالي إلى حصيرتي. المآذن من فوقي تتقارب وتتلاقى، ثم تغيب في الأعماق، والأعمدة والجدران تتباعد، ثم تتلاشى وراء آفاق غير منظورة. تحسستُ الزرقة تحت لساني، وفي الأوعية الشعرية تحت الجلد، ثم تفتَتُّ قطعا زرقاء تتطاير كندف قطن لا وزن لها... لم أعد موجودا"

أما التجربة الثانية؛ فقد حصلت له في باريس، بينما كان يجلس مع أصدقاء له، في كاتدرائية هناك، حيث "ارتفعت قبة الكنيسة، توسعت حتى تلاشت في الظلام الكوني، وتباعدت الجدران والأعمدة [...] ثم رأيتني على صليب تتطاول أذرعه نحو اللانهايات الأربع، وأنا في نقطة التقاطع".

 وأما في التجربة الثالثة، وهي الأكثر معقولية؛ فقد عايش الكاتب ما يشبه الانخطاف الصوفي، أثناء سماعه لإنشاد ألحان صوفية، على إيقاع "مدد... مدد" وهو يجلس بمفرده، وذلك ما لا يصعب تصديقه.

فيما يتعلق بالتجربتين الأولى والثانية؛ إما أن الكاتب قد سوَّقهما للقارئ بقالب مجازي فضفاض للغاية، كونه في التجربة الأولى كان ما يزال طفلا، ومن غير المعقول أن يمرَّ الطفل يتجارب روحية عميقة كهذه، من دون أن يفقد عقله؛ هذا إذا كانت إمكانية حدوث تلك التجربة، كما أوردها الكاتب، مُمكنة للكبار أصلا، وكذلك فإنه في كِلا التجربتين، كان يرى بعيون جسده وليس بعيون الباطن كما ذكرنا وكما أوحى الكاتب نفسه، إضافة إلى أن ذلك لم يحدث في رؤيا أثناء النوم، أو في خلوة صوفية مثلا. فإن كان الأمر حقا يتعلق بسرد مجازي، فإن ذلك لا يُمكن اعتباره إبداعا، علاوة على أنه أمر غير مقبول، كون الكاتب قدَّمه للقارئ كحقيقة حسّية وقعت بالفعل، وليس كتعبير مجازي من صنع الخيال. وأما الخيار الثاني، فقد يكون ذلك دلالة على أمر غير محمود؛ كونه كان الوحيد من الجماعة التي حوله، والذي رأى بحواسه ما لم يره غيره. وهذا الاحتمال، هو ما نستبعده تماما، مرجحين عليه الاحتمال الأول. ولكن مهما تعدَّدت الاحتمالات، فإن في ذلك النهج في التقديم (المنقوص أو المُبالغ فيه) استهتارا واضحا بوعي القارئ.

عادة ما يأخذ السوَّاح قرَّاءه في رحلات، لا تنقصها المُتعة والتشويق، ولكنه يأخذهم غالبا، للإطلال على مفاهيم أوجدها غيره. وهذا ليس بالمأخذ على الكاتب، إذا كان ناقلا أمينا ويتصف بالمنهجية، حتى ولو لم يتحلَّ بالكثير من الإبداع؛ وهنا تكمن الأهمية في تسمية الأسماء بُسمياتها. مع أنه في الحقيقة، يُمكن اعتبار السرد المُمتع المشوّق، كنوع من الإبداع كذلك. ولكن الفرق يكمن في غياب إبداع المفاهيم، ولا سيما في الفضاء الذي يتحرَّك فيه كاتبنا؛ إذ أن فضاء تاريخ الأسطورة والدين، يتمايز عن فضاء السرد الروائي أو الشعر مثلا، وبالتالي يتطلب من المُختص فيه، تقديم وتوليد مفاهيم جديدة وأصيلة وراسخة؛ وذلك لكي يترقى من مرتبة الحركة على أرضية النقل المحض، إلى مقام الخِفَّة والتحليق في فضاء الإبداع.  

*نُشرَت بالتزامن في "الحوار المُتمَدّن"
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف