
حافظ ابراهيم مات محروما يتيما
وجيــه نـــدى بحار كل الفنون و حياة الشاعر حافظ ابراهيم هو محمد حافظ ابراهيم فهمى ،وفي إحدى محافظات الصعيد 1872 كان ميلادة وحيث كان يعمل والده، وبعد ولادته توفي أبوه وكان حافظ في الرابعة من عمره، فانتقلت به والدته إلى القاهرة ونزلت عند أخيها الذي تولى رعايته، بعد ذلك انتقل للعيش في طنطا لانتقال عمل خاله هناك، وبرز حبه للشعر فانهمك على القراءة وحفظ الشعر ونهم منه كثيراً وجذب إليه الأنظار حتى أطلق عليه لقب شاعر النيل، ثم دخل المدرسة الحربية وتخرج فيها ضابطاً وأرسل إلى السودان بصحبة الدكتور إبراهيم الشدودي وكان بينهما مداعبات شعرية لطيفة، ولكن حافظ إبراهيم تبرم من عمله في السودان ومن معالمة الشخصية انة كان ضخم الصوت، إذا تحدَّث فكأنَّه يتجشَّأ. واتسعت عليه ثيابُه، فلاح فيها كتلك الشخوص التي تُنصب على الكروم أو يستبدل قميصه بآخر إلا بعد الزمن الطويل، فهو في اتساخ أكمامه يُشبه عاملاً في مطبعة، يُوالي صفَّ الحروف وطبع الأوراق غير عابئ بالمداد ولا بالزيت. وربما انثنت عقدة كرافتته يمينا أو شمالا فيتركها غير عابئ، فهو بعيد عن الأناقة بُعد وجهه عن الوسامة، يلبس جوربه أياماً طويلة، فإذا كرهه استبدل آخر به ولم يغسله، ولم يلبس إلا الثياب الغالية الثمن، ولكن إهماله وتضييعه يتركها وكأنها أسمال ويتوكّأ على عصا من الخيزران غليظة، انثنى رأسها انثناءة واسعة، وقد تطوّقت بطوق من العاج المنقوش بأسلاك معدنية زائفة، لم يترك صدار بذلته قط، فهو ملازم للجاكتة، جاثم تحتها صيفاً وشتاء.
وجد ضالته في (دار الكتب العربية) العريقة؛ حيث ورد حياضها، وعُيِّن بعد ذلك موظفاً فيها. وهناك في ذلك الصرح العتيد بالأدب والعلم والمعارف تبسمت لحافظ مظاهر الحياة، وفرح بالدنيا وغنى لها قصائد خالدةً تتدفق بالرُّوح والرَّوح وبالشعور الوطني والاجتماعي وشخصية (حافظ)
وفي مناسبة اجتماعية أخرى انبرت شاعرية (حافظ) الوقادة لنداء الخيرين لإنشاء ملجأ للأيتام، فناشد القادرين والموسرين بأن يدعموا هذا المشروع وأن يقدموا الخير والبذل له، فأخذ يهتف بهم:
يا رجال الجد هذا وقته أن يعمل كلٌّ ما يرى!!
أنا لا أعذر منكم مَن ونى وهو ذو مقدرة أو قصَّرا
فابدؤوا بالملجأ الحر الذي جئتُ للأيدي له مستمطرا
واكفلوا الأيتام فيه واعلموا أن كل الصيد في جوف الفرا
أيها الثري ألا تكفل مَن بات محروماً يتيماً معسرا؟!
أنت ما يدريك لو أنبتَّه ربما أطلعت بدراً نيِّرا!؟!
كم طوى البؤس نفوساً لو رَعَت منبتاً خصباً لكانت جوهرا
كم قضى العدم على موهبة فتوارت تحت أطباق الثرى!!
وهكذا تمضي دفقاتة تعطر الأسماع المصغية في كل مجتمع وأمة، تضمد الجراحات النازفة، وتخفف الأوجاع والآلام.. ليزدهر العطاء في كل قوم، وتعلو المحبة والرحمة على جبين الزمن مدى الحياة..!!
ومَن ابتغى الزيادة من معطياتة فليستزدْ منه؛ فإنه جدير بالمصاحبة والمنادمة، وهو بين الأيدي وحول الأكف والأبصار..هناك فوق الرفوف المكدسة التي تزخر بها بطون المكتبات وصالات المناضد وكما نظم أرى كل يوم بالـجرائد مـزلقاً مـن القبر يدنيني بغــــــــير أناة وأسمع للكتاب في مصر ضجة فأعلم أن الصائحين نعاتي إلى معشر الكتاب والجمع حـافل بسطت رجائي بعد بسط شكاتي فإما حياة تبعث الميت في الـبلى وتُنبت في تلك الرمـوس رُفاتي وإمـــا ممات لا قيامة بـــعده مـمات وبعد عمر يناهز الستون وفى 22 يوليو 1932 يغادر عالمنا الشاعر حافظ ابراهيم رحمه الله واسكنه فسيح جناته بحار كل الفنون وجيــــة نـــدى
وجيــه نـــدى بحار كل الفنون و حياة الشاعر حافظ ابراهيم هو محمد حافظ ابراهيم فهمى ،وفي إحدى محافظات الصعيد 1872 كان ميلادة وحيث كان يعمل والده، وبعد ولادته توفي أبوه وكان حافظ في الرابعة من عمره، فانتقلت به والدته إلى القاهرة ونزلت عند أخيها الذي تولى رعايته، بعد ذلك انتقل للعيش في طنطا لانتقال عمل خاله هناك، وبرز حبه للشعر فانهمك على القراءة وحفظ الشعر ونهم منه كثيراً وجذب إليه الأنظار حتى أطلق عليه لقب شاعر النيل، ثم دخل المدرسة الحربية وتخرج فيها ضابطاً وأرسل إلى السودان بصحبة الدكتور إبراهيم الشدودي وكان بينهما مداعبات شعرية لطيفة، ولكن حافظ إبراهيم تبرم من عمله في السودان ومن معالمة الشخصية انة كان ضخم الصوت، إذا تحدَّث فكأنَّه يتجشَّأ. واتسعت عليه ثيابُه، فلاح فيها كتلك الشخوص التي تُنصب على الكروم أو يستبدل قميصه بآخر إلا بعد الزمن الطويل، فهو في اتساخ أكمامه يُشبه عاملاً في مطبعة، يُوالي صفَّ الحروف وطبع الأوراق غير عابئ بالمداد ولا بالزيت. وربما انثنت عقدة كرافتته يمينا أو شمالا فيتركها غير عابئ، فهو بعيد عن الأناقة بُعد وجهه عن الوسامة، يلبس جوربه أياماً طويلة، فإذا كرهه استبدل آخر به ولم يغسله، ولم يلبس إلا الثياب الغالية الثمن، ولكن إهماله وتضييعه يتركها وكأنها أسمال ويتوكّأ على عصا من الخيزران غليظة، انثنى رأسها انثناءة واسعة، وقد تطوّقت بطوق من العاج المنقوش بأسلاك معدنية زائفة، لم يترك صدار بذلته قط، فهو ملازم للجاكتة، جاثم تحتها صيفاً وشتاء.
وجد ضالته في (دار الكتب العربية) العريقة؛ حيث ورد حياضها، وعُيِّن بعد ذلك موظفاً فيها. وهناك في ذلك الصرح العتيد بالأدب والعلم والمعارف تبسمت لحافظ مظاهر الحياة، وفرح بالدنيا وغنى لها قصائد خالدةً تتدفق بالرُّوح والرَّوح وبالشعور الوطني والاجتماعي وشخصية (حافظ)
وفي مناسبة اجتماعية أخرى انبرت شاعرية (حافظ) الوقادة لنداء الخيرين لإنشاء ملجأ للأيتام، فناشد القادرين والموسرين بأن يدعموا هذا المشروع وأن يقدموا الخير والبذل له، فأخذ يهتف بهم:
يا رجال الجد هذا وقته أن يعمل كلٌّ ما يرى!!
أنا لا أعذر منكم مَن ونى وهو ذو مقدرة أو قصَّرا
فابدؤوا بالملجأ الحر الذي جئتُ للأيدي له مستمطرا
واكفلوا الأيتام فيه واعلموا أن كل الصيد في جوف الفرا
أيها الثري ألا تكفل مَن بات محروماً يتيماً معسرا؟!
أنت ما يدريك لو أنبتَّه ربما أطلعت بدراً نيِّرا!؟!
كم طوى البؤس نفوساً لو رَعَت منبتاً خصباً لكانت جوهرا
كم قضى العدم على موهبة فتوارت تحت أطباق الثرى!!
وهكذا تمضي دفقاتة تعطر الأسماع المصغية في كل مجتمع وأمة، تضمد الجراحات النازفة، وتخفف الأوجاع والآلام.. ليزدهر العطاء في كل قوم، وتعلو المحبة والرحمة على جبين الزمن مدى الحياة..!!
ومَن ابتغى الزيادة من معطياتة فليستزدْ منه؛ فإنه جدير بالمصاحبة والمنادمة، وهو بين الأيدي وحول الأكف والأبصار..هناك فوق الرفوف المكدسة التي تزخر بها بطون المكتبات وصالات المناضد وكما نظم أرى كل يوم بالـجرائد مـزلقاً مـن القبر يدنيني بغــــــــير أناة وأسمع للكتاب في مصر ضجة فأعلم أن الصائحين نعاتي إلى معشر الكتاب والجمع حـافل بسطت رجائي بعد بسط شكاتي فإما حياة تبعث الميت في الـبلى وتُنبت في تلك الرمـوس رُفاتي وإمـــا ممات لا قيامة بـــعده مـمات وبعد عمر يناهز الستون وفى 22 يوليو 1932 يغادر عالمنا الشاعر حافظ ابراهيم رحمه الله واسكنه فسيح جناته بحار كل الفنون وجيــــة نـــدى