الأخبار
"التربية" توضح طبيعة أسئلة امتحان الثانوية العامة لطلبة غزةسلطة النقد تصدر تعليمات للمصارف برفع نسبة الإيداعات الإلكترونية لمحطات الوقود إلى 50%يوم دامٍ في غزة: أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى والمفقودينإعلام إسرائيلي: نتنياهو يبحث "صيغاً مخففة" لإنهاء الحرب على غزةجيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمنأول اتصال هاتفي بين بوتين وماكرون منذ ثلاث سنواتبالأسماء.. الاحتلال يفرج عن 14 أسيرًا من قطاع غزةتوجيه تهم القتل والشروع به لـ 25 متهماً في قضية الكحول بالأردنالسعودية تسجل أعلى درجة حرارة في العالم خلال الـ24 ساعة الماضيةمصر: أمطار غزيرة تفاجئ القاهرة والجيزة رغم ارتفاع درجات الحرارةمسؤولون إسرائيليون: تقدم في محادثات صفقة المحتجزين.. والفجوات لا تزال قائمة(كان): قطر تسلّم إسرائيل مقترحًا جديدًا لوقف لإطلاق النار في غزةترامب: سأكون حازمًا مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة وأتوقع هدنة خلال أسبوعوزير الخارجية المصري: خلافات تعرقل الهدنة في غزة والفرصة لا تزال قائمة للتوصل لاتفاقجامعة النجاح الوطنية: الجامعة الفلسطينية الوحيدة في تصنيف U.S. News لأفضل الجامعات العالمية 2025/2026
2025/7/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العرب البائسة بقلم:عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2020-08-04
العرب البائسة  بقلم:عادل بن مليح الأنصاري
العرب البائسة

( عادل بن مليح الأنصاري )

يُقال أن هناك مقولة عن الشيخ محمد متولي الشعراوي يقول فيها :
"ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻘﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺑﻼ‌ﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻏﻨﻴﺎً ﺳﺮﻕ ﻣﺎﻟﻪ "
وغني عن التعريف أن السرقة هنا ليست بالضرورة تعني أخذ المال بالمعنى الحرفي , فالسرقة كلمة يتسع جلبابها للكثير من الصور , وربما تجتمع كلها تحت مسمى (ضحايا الفساد) بكل صوره المشاهدة في واقعنا المُعاش , فقصص الفساد تكاد تكون عادة لم تعد تدهشنا , فكل يوم تطالعنا مواقع البث على مختلف أنواعها على صور الفساد في عالمنا العربي وكأنها ممارسة عادية , ولن نتمكن من فتح ملفات وقصص تلك الحكايا عن الفساد والمفسدين لكثرتها في كل شبر عربي , ولو افترضنا فرضا أن ألف مفسد من كبار المفسدين في عالمنا العربي وتخيلنا حقيقة الأموال التي نهبوها , ربما ستصاب الإنسانية جمعاء بصدمة تاريخية لا حجم لها , ولو افترضنا أن تلك المليارات لم تنهب في أي بلد بل وُجهت للتنمية والتعليم والإسكان والصناعة والبناء , لكانت الدول العربية تسابق بقية العالم الأول قفزاتها الحضارية , ونحن على يقين أن المبادئ الدينية والأخلاق لا دور لها هنا , ومقولة أن المفسدين في الأرض سينالون جزاءهم عند الله , بالنسبة لأولئك المفسدين , هي نوع من (المخدر) يتصبر به الضعفاء عن تلك الجرائم التي أُلحقت بهم من قِبل المفسدين , ربما كان الفساد بأنواعه من سرقة ورشوة وتحايل وأكل المال بالباطل وعدم أداء الأمانة الوظيفية أو التطبيقية , موجود في الكثير من المجتمعات وبنسب متفاوتة , ولكنها في العالم العربي مقترنة بالكثير من المآسي التي تعاني منها المجتمعات العربية دون غيرها , فبضعة مفسدين في أي بلد عربي ربما يكونون السبب المباشر لآلاف القصص من المصائب التي يعاني منها الإنسان العربي البائس , تلك المآسي تحتاج لمركز دراسات متخصص حتى يتتبعها ويعرف ولادتها وأسبابها , ومن يقف وراءها , وطرق علاجها وكيفية مقاومتها , أكاد أزعم أن بعض البلاد العربية لو سلمت من عبث المفسدين ستكون بلادا غنية وغارقة في الرفاهية وماضية في طريق التقدم والرقي , ما نشاهده ونتابعه من صور المآسي في عالمنا العربي لو تجمع عُشره في قلوبنا لتفتت من الكمد , ولو عبر عشره أمام أعيننا في لحظة واحد لعمت من الحزن , وقد تقاسم العرب البكاء على سلم الكمد واعتلوه درجات , فمن أسفله حيث جحيم المأساة , ربما يتقاسمه اليمن وسوريا , وربما يمتد الجحيم بصورة أقل لليبيا ولبنان , ثم العراق , ثم لن نتجاهل مآسي الاضطراب الاقتصادي وصراخ الطبقات الفقيرة في بعض الدول الأخرى .
هي أقدار الله التي كُتبت علينا لا شك في ذلك , ولكن هل الفساد المتسبب الوحيد لتلك المآسي ؟
لا شك أن قذارة السياسة العالمية من قِبل بعض الدول ساهمت كثيرا في خلق أولئك المفسدون بطريقة أو بأخرى , فهم أداة من أدوات السيطرة والدمار والعبث في عالمنا العربي , فخلق الفوضى والمشاكل بين الدول واستغلال الطائفية والإسلام فوبيا , وحجة محاربة الإرهاب , وتوجيه الكثير من مقدرات الأمة لتكديس الأسلحة التي تأخذ الغذاء والدواء والسكن والرفاهية من تحت أقدام العرب لتغذية تلك الصراعات البينية , بل وتغذيتها طوال الوقت بشتى السبل الشيطانية , فهل هناك من يشك لبرهة واحدة مدى العبث السياسي والاقتصادي والعسكري والاجتماعي الذي تنشره (إيران) مثلا في داخل الوطن العربي ؟
إن أعظم المآسي التي نزفها وينزفها العرب تكاد تكون لإيران اليد الطولى , فعبثها في اليمن ولبنان وسوريا والعراق كبد العرب الكثير من ثرواتهم لمقاومة شيطنتها في محاولة نشر المذهب الصفوي في العالم العربي بأية وسيلة ممكنة , ونحن العرب نصدق أن أمريكا تقف بجانبنا في وضع حد لتدخلات إيران في وطننا العربي , ومن الغباء أن نصدق أن أمريكا والتي تنتفع بشكل خرافي من خلق واستمرارية البعبع الإيراني , أنها حريصة على القضاء عليه , فكل الزلازل السياسية والعسكرية التي تشعلها إيران تعني المزيد من شراء السلاح , والمزيد من الارتهان للقوة الأمريكية , إيران أشعلت الفتنة في لبنان واليمن والعراق والبحرين , وتحاول العبث بالمنطقة الشرقية من السعودية , وفي نفس الوقت تنادي هي وأذرعها القذرة في كل مكان بالموت لأمريكا ولإسرائيل , ولم تقلب حجرا واحدا لا في أمريكا ولا في إسرائيل , لكنا سرقت أقوات العرب التي من المفترض أن تتوجه لأفواههم , لينفقوها إما وقاية لشرها أو سقوطا مهينا لأبواقها الدعائية الكاذبة .
إذا كان الفساد داخل المجتمعات العربية ينخر في الجسد العربي وجعله كسيحا مريضا مهانا , ويمتص قوته ومستقبله كطفيليات دنيئة , أحد الأسلحة التي وُجهت للشعوب العربية والتي تجسدت في دمار المدن وبكاء الأطفال والنساء والشيوخ , وصراخ الجوعى والمقهورين , فهو لا يختلف عن سلاح السياسة العالمية التي تحرص على استمرار العرب في تلك الصور المأساوية , وسيظل الفساد الداخلي وقودا لعبث السياسات الخارجية ومتضامنا معها في نشر الجوع والقهر والخوف على مجتمعاتنا البائسة , ولا نشك أن الصهيونية العالمية لا تبتغي أعظم ولا أفضل من استمرار هذا الجسد العربي بأمراضه وتهالكه حتى يضمن بقاءه وربما تمدده لأبعد مما يحلم .
ولكن هل يعلم المفسدون بكل أطيافهم وأنواع فسادهم ما تحمله أكتافهم من أوزار وضرر يطال كل من يعيش في مجتمعه , وهل يدرك أن كل صرخة جائع وبكاء طفل وضياع حلم لشاب أو فتاة , له نصيب من ذنوبهم ؟
لن نوجه أي نوع من التوجيه أو التخويف بالعذاب والنار والقصاص يوم القيامة , فهم يدركون أن هذه التوجيهات لا تعنيهم أو سيلتفتون إليها , ولن نقول أنهم اشتروا دنياهم بأخرتهم , فهم ربما يصدقون أو لا يصدقون , ولكن لندع تلك العاقبة لذلك اليوم الذي ينظر الفقير والجائع والمحروم والمقهور لوجوههم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه , وهو يوم لاريب فيه لمن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى , ولكن ليتذكر كل مفسد أيا كان نوع فساده أنه كان معولا من معاول الهدم لوطنه , وكان سارقا لقوت مواطنيه , وسببا في قهر الصغار والشيوخ والشباب , فهو سرق بفساده مستقبلهم , إنهم عار على أوطانهم , ومجرد لصوص تلعنهم الأوطان .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف