الأخبار
"التربية" توضح طبيعة أسئلة امتحان الثانوية العامة لطلبة غزةسلطة النقد تصدر تعليمات للمصارف برفع نسبة الإيداعات الإلكترونية لمحطات الوقود إلى 50%يوم دامٍ في غزة: أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى والمفقودينإعلام إسرائيلي: نتنياهو يبحث "صيغاً مخففة" لإنهاء الحرب على غزةجيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمنأول اتصال هاتفي بين بوتين وماكرون منذ ثلاث سنواتبالأسماء.. الاحتلال يفرج عن 14 أسيرًا من قطاع غزةتوجيه تهم القتل والشروع به لـ 25 متهماً في قضية الكحول بالأردنالسعودية تسجل أعلى درجة حرارة في العالم خلال الـ24 ساعة الماضيةمصر: أمطار غزيرة تفاجئ القاهرة والجيزة رغم ارتفاع درجات الحرارةمسؤولون إسرائيليون: تقدم في محادثات صفقة المحتجزين.. والفجوات لا تزال قائمة(كان): قطر تسلّم إسرائيل مقترحًا جديدًا لوقف لإطلاق النار في غزةترامب: سأكون حازمًا مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة وأتوقع هدنة خلال أسبوعوزير الخارجية المصري: خلافات تعرقل الهدنة في غزة والفرصة لا تزال قائمة للتوصل لاتفاقجامعة النجاح الوطنية: الجامعة الفلسطينية الوحيدة في تصنيف U.S. News لأفضل الجامعات العالمية 2025/2026
2025/7/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

طقوس ريفية بقلم محمود فودة

تاريخ النشر : 2020-08-04
طقوس ريفية بقلم محمود فودة
تغدى المعازيم وصعد نعيم (العريس) إلى شقة الزوجية التي حرم من دخولها بعد فرشها منذ أسبوع، تبعته أمه بيدها كيس منتفخ، سبقته إلى حمام حجرة النوم الكبيرة، خرجت بعد ثواني وفي يدها لفافة صغيرة، سرعان ما قدم الحلاق بصحبة صديقين حميمين له... ساعة ونصف جلس نعيم تحت يدي الحلاق، لم تخلُ من ضحكات وقفشات ولم يفت الحلاق أن يلقنه دروس ليلة الدخلة، دخل نعيم للاستحمام، وقفت أمه على باب الحمام تلقي عليه تعليماتها: البس الداخلي بالمقلوب، ما تنسى تحط الحبل اللي فيه الحجاب حوالين وسطك، اشبك المسامير في الفانلة، دق جرس الباب ودخلت أم العروسة، نزل نعيم إلى الصيوان يتلقى التهاني، بينما كانت أمه وحماته تفتشان الشقة و تقلبان في كل شيء خشية أن يكون أحدهم تسلل إلى الشقة ووضع عملا للعروسين ،أغلقتا باب الشقة، رَشّتا مياه ممزوجة بملح وشَبّة أمام الباب وعلى السلم، جلس نعيم بين أصدقائه وعلى وجهه فرحة لم تخفِ ما بداخلة، بعبع القلق يكاد يقتله وهاجس الخوف من الفشل لا ينفك عنه في هذه الليلة الثقيلة، هو عريس الليلة، و يعلم الآن أن الكل ينتظر البطل المغوار مع مطلع الصباح، مازالت أحداث ليلة عرس أخيه الأكبر في مخيلته، كان طفلا في الحادية عشرة، يقف بين الأهل يتلصصون على أخيه ويوجهونه دون خجل ويتعجلونه في الإجهاز على ذبيحته والظفر بالمنديل ذي البقع الحمراء، يزداد قلقه مع حكايات أصحابه فهو البطل المنتظر، ابتسم ابتسامة باهتة قلقة، تحسس بيده الحجاب الذي دفعت فيه أمه مالا كثيرا للشيخ مبروك؛ تجنبا لشره حين تحدى أهل القرية وأعلن أنه سيربط كل عريس ولن يفلت أحد من يده، مشهد أهل العرسان يتهافتون على الشيخ مبروك يتوسلون إليه ويبذلون له الكثير من المال، يمر بكل تفاصيله أمام عينيه، انقضى الحفل ، أغلق باب الشقة عليهما، رفعت الذبيحة المرهقة الراية البيضاء أمام جزارها الذي صار مثل إناء طبخ مضغوط ، لم يفلح حبل الشيخ مبروك ولا حجابه، لم يلقِ بالمنديل الأحمر من كوة الباب كعادة العرسان، زاد اضطرابه، فشلت كل محاولات نعيم، فقد هدوءه، رجته عروسه أن يكف عنها وأن ينتظر، فالصباح رباح، جرس الباب يدق تهز العروس نعيما، رأته جثة هامدة بلا حراك، مآذن القرية تعلن خبر موت المهندس نعيم، وطارت الشائعات في الآفاق: تهامس البعض بأن جنيا عاشقا لها قتله حين اقترب منها نعيم، بعضهم ادعى أنه تناول السم خوفا من الفضيحة، أم العريس أكدت أنها وجدت في ملابسه شريطا لم يكن فيه إلا حبة زرقاء واحدة، بعد تشريح الجثمان قدم الطبيب وفحصه، أكد للجمع المائج حوله أن الوفاة طبيعية... هموا أن يفتكوا به، أشار إليهم الطبيب صارخا وهو ينظر إليهم نظرات حادة: كلكم مشتركون في موته...قتله الوهم.
٢٠٢٠/٧/٢٢
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف