الأخبار
الاحتلال يقتحم عناتا وضاحية السلام ويخرب منازل وممتلكات المواطنينبرنامج الأغذية العالمي: سكان غزة يواجهون مستويات حادة من الجوعإعلام بريطاني: ماكرون سيضغط على ستارمر للاعتراف بدولة فلسطينالرئاسة التركية تنفي مزاعم تصدير بضائع لإسرائيل بقيمة 393.7 مليون دولارالأمم المتحدة: مقتل 613 شخصاً قرب مراكز الإغاثة في غزة خلال شهراستشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين في قصف الاحتلال جنوب لبنان(كابينت) الاحتلال يجتمع مساء اليوم لبحث تطورات صفقة التبادل المُرتقبةترامب: إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيومالمغرب تنظم 100 مظاهرة تضامنا مع غزة وتنديداً بحرب الإبادة الإسرائيليةإعلام مصري: القاهرة تكثّف اتصالاتها للتوصل إلى صيغة نهائية لاتفاق بغزة"القسام" تؤكد قتل جنود إسرائيليين في "عملية نوعية" بخان يونس"الصحة بغزة": أزمة وقود خانقة تهدد عمل المولدات الكهربائية في المستشفيات(يديعوت أحرونوت): المفاوضات ستحتاج لوقت طويل بعد تعديلات (حماس)ضابط إسرائيلي: مقاتلو (حماس) يهاجموننا بعزم غير مسبوقترامب: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحكيم.. ملك الحوار الشائق بقلم:د.يسري عبد الغني

تاريخ النشر : 2020-07-27
الحكيم.. ملك الحوار الشائق بقلم:د.يسري عبد الغني
الحكيم...ملك الحوار الشائق ...!!! بقلم/د.يسري عبد الغني
وفي تصورنا أن أبرز خصيصة اشتهر بها توفيق الحكيم في مسرحياته ـ التي جاوزت الثمانين ـ أسلوبه الحواري الشائق الرائق الذي امتاز واتسم بالسهولة الممتعة الممتنعة ، وبسلاسة العبارة ، وتسلسل الأفكار التي ترتدي أزياءها اللغوية السليمة الصحيحة البسيطة ، لتكون بحق السهولة الممتنعة ، وتتجافى التكلف والتقعر ، كما تتخلل لغته الحوارية في نفس الآن روحاً مصرية أصيلة ، تسرع في التقاط المفارقات في اللغة أو الموقف وتفجرها ـ إذا لزم الأمر ـ بالسخرية التي تولد الشجن أو البسمة الطربة المحببة إلى النفس الإنسانية .
وبهذا الأسلوب الحواري المتميز والذي تفرد به الحكيم ، شارك معاصريه من مزدوجي اللغة ، مثل : الدكتور / طه حسين ، والأستاذ / عباس محمود العقاد ،والأستاذ / إبراهيم عبد القادر المازني ، والدكتور / محمد حسين هيكل ، والأستاذ / أحمد حسن الزيات ، والدكتور / أحمد أمين.. وغيرهم ، شاركهم رحلة بحثهم الدائب في تعصير لغة الكتابة الأدبية ، وفي السعي المستمر إلى تحقيق هوية ثقافية عربية معاصرة مستنيرة تجاهد في مصالحة الماضي الموروث والحاضر المجلوب ، عن طريق تمثيل القديم بلا تعصب ، والاحتفاء بالتيارات الحضارية الوافدة بلا أدنى تهافت اعتباطي ، أو تحفظ يخرجها على نحو متشكك أو متردد .
ومن هنا كان من أميز كتابات الحكيم كلها ، تعبيرها عن تيار أللا شعور ، لقد رضع من الثقافة العربية الشرقية الأصيلة الموروثة ، وتغذى من الثقافة الغربية والعالمية الوافدة .
فإذا كان قلب الحكيم مع : الجاحظ ، وأشعب ، وأهل الكهف ، والقرطبي ، وابن هشام ، وأحمد بن عبد ربه , والطبري ، فقد كان عقله مع : أريستو فان ، وسوفو كليس ، وجوته ، وإبسن ، وبرنارد شو ، وبيتهوفن ، وموزارت ، ودافنشي ، وسيزار ، و رامبرانت .. وغيرهم ، ولذا كانت كتابات الحكيم تترقرق بنكهة الموقف الشرقي الذي هضمه جيداً ، واستوعب ما امتاحه من شتى الينابيع الثقافية التي استرفدها سواء كانت إسلامية أو عربية أو فرعونية أو يونانية أو فرنسية أو عالمية أو مصرية حديثة ، استوعب كل ذلك بمشاعر الفنان وعقله .
وهكذا إذا ما كانت الجذور مؤصلة معمقة في التربة الثقافية القومية ، وكان ريها من تهطال غيوم ريح الشمال الوافدة ، فإنها لا تفقد جوهر طبيعتها أو أصالتها ، وإنما تشعر ـ ما لا بد من استثماره الآن ـ فكراً عصرياً واعياً مستنيراً يصل الأمس باليوم ، واليوم بالغد .
ولا شك أن نتاج توفيق الحكيم الإبداعي والفكري الذي وصل إلى ما يربو عن مائة مؤلف ، تخصبه الدراسات الجادة الممنهجة ، التي لا يمكن بحال من الأحوال أن تنكر دوره الريادي في تاريخنا الفكري والثقافي والإبداعي المعاصر ، ولكنها يمكن أن تختلف وتتقارع حول قيمة هذا الإنتاج وطبيعته ، وتتقارع حول ما إذا كان لهذا الإنتاج دلالة أو أكثر ، وهذا يجعلنا نؤكد على ضرورة أن تكون الدراسات أو الكتابات النقدية عن توفيق الحكيم كتابات جادة تسبر الغور بعيداً عن التسطيح ، فلا يصح أن تكون مجرد أناشيد جوقية جوفاء بعيدة عن المنهج العلمي السليم .
وبعد ذلك يمكنا القول أن ميراث الحكيم الأدبي والفكري يشبه قطع الكريستال الأصيلة المعلقة في سماء أدبنا العربي الحديث التي تتضوأ باللمعان ، الرائقة الشفافة ، فيرى الواقفون حولها ألواناً تتنوع كلما زفزفتها ريح الزمن ، وبهذه المناسبة فإن تعبير الكريستال الأصيل هذا هو تعبير أستاذنا الدكتور / إبراهيم حماده أستاذ النقد والدراما (رحمه الله ) والذي تعلمنا منه الكثير ، وبالذات عندما عملت تحت قيادته كمحرر في مجلة القاهرة التي كانت تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف