الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ورقة سياسات: نحو سياسات للتعليم عن بعد- إعداد: أفراح عدنان الحمايل، وائل خليل سكر

تاريخ النشر : 2020-07-27
ورقة سياسات بعنوان: (نحو سياسات للتعليم عن بعد)
إعداد:
 أفراح عدنان حسن الحمايل، وائل خليل حسن سكر
فلسطين – رام الله

2020

المقدمة

 ان ما تتعرض له الدول من أزمات وكوارث بمختلف أشكالها وأنواعها، قد يؤدي إلى الإخلال بالنظام المتبع في المنظمة، مما يضعف المركز التنافسي لها ويهدد نشاطها بالتوقف، ما يستدعي ويتطلب منها تحركاً سريعاً واهتماماً فورياً، كحدوث حالات انتشار لمرض معين أو حدث آخر متعلق بالصحة، بأعداد تفوق بوضوح ما هو متوقع، الأمر الذي يؤدي إلى انعكاسات سلبية توقف أو تؤجل الدراسة في بعض أو كل المدارس والجامعات حرصا على سلامة أبنائنا التلاميذ والطلبة، والأخذ بمبدأ تجنب الأضرار والمخاطر يقدم على جلب المنافع، من هنا تبرز أهمية تكنولوجيا المعلومات المتمثلة في برامجها والتقنيات الالكترونية والتعليم عن بعد في الحد من انتشار الأمراض والأوبئة، وكونه شعار يرفع في جميع دول العالم الذي كان مجرد ترفيه او تسلية للأغنياء فقط، ولكن الآن أصبح شعاراً تطالب به الشعوب لتطبيقه،وباختصار فان دعم رؤيا التعلم بتطبيق تكنولوجيا المعلومات استثمـار عالي التكلفـة ولا يمكن القيـام بـه بطريقة غير مكلفـة وإلا سيعرض نجـاح التجربـة للخطر.

أدركت العديد من المؤسسات التعليمية في العالم القيمة الهائلة للتكنولوجيا في إدارة الأزمات،عند صدور قرارات بإغلاق المدارس والمعاهد مؤقتاً أو تأجيل الدراسة بها، وفى هذه الحالات يمكن الاستعاضة بنظام التعليم عن بعد بما له من دور هام ومحوري لاستمرار العملية التعليمية لدى المؤسسات التعليمية في ضوء البحث عن بديل للتواصل اليومي بين المعلم والمتعلم.

يمثل التعليم الالكتروني ثورة قامت على أكتاف ثورة تكنولوجية المعلومات التي هي حصاد دم ثلاثة أنواع من التكنولوجيا، تكنولوجيا الكمبيوتر، وتكنولوجيا البرمجيات، وتكنولوجيا الاتصالات أو نقل البيانات، وهذا النوع من الدمج أحدث قدرة تضاعفيه كبيرة للإنتاج العلمي من حيث الكم والكيف، وأصبحت أهم أدوات التنمية في الوقت الحاضر، ولعل التطورات التي شهدها العالم اليوم في مجال التعليم الالكتروني، فرضت واقعاً جديداً على غالبية المؤسسات التعليمية، بحيث أصبحت محطة الانطلاق الداعمة للتعليم عن بعد.

ويعد التعليم عن بعد رؤية حديثة يعتمد على أبعاد رئيسية، وهي: وجود تكنولوجيا "الانترنت"، التواصل بين المعلم والمتعلم، وجود معلومات فإذا ما اجتمعت هذه الأبعاد يمكن أن نعرف التعليم الإلكتروني بأنه" عملية نقل وإيصال المعلومات باستخدام الوسائل الالكترونية فإما ان تساعد في عرض المعلومات في الصفوف التقليدية، أو استخدام الوسائل الالكترونية في بناء الفصول الافتراضية من خلال تقنيات الانترنت والتلفزيون التفاعلي ليصبح تعليم عن بعد.

مشكلة الورقة إننا نعيش في زمن يهدد فيه الكتاب بالانقراض، وتسود فيه الأقراص المدمجة والهواتف الذكية وشبكات الاتصال، زمن يصعب فيه تحديد واختيار المعلومة المطلوبة بسبب كثرة المعلومات وكثافتها ونوعيتها، زمن يعتبر فيه الإنسان رأس المال الحقيقي للتنمية، ومدى قدرة التعليم على الاستثمار الأمثل فيه، ، ناهيك عن الحالة الفلسطينية الخاصة وسياسات الاحتلال العدوانية التي لم تراعِ أية مواثيق ولا قرارات دولية ولعبت أسوأ الأثر في العملية التعليمية، من نواحي مادية ونفسية وتربوية، ولطالما ما قام به الاحتلال الاسرائيلي من قصف واقتحام وهدم للمدارس والكليات والجامعات وتحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية، وتأثيره على انتظام العملية التعليمية، وما قد تتعرض له من أزمات كالأزمة الصحية العالمية، التي نمر بها حاليا في مواجهة انتشار فايروس كورونا الوبائي، حيث ظهرت الأهمية الحقيقة للتعليم عن بعد.

تكمن مشكلة الدراسة في هشاشة البنية التحتية للتعليم عن بعد الذي يعد حصاد ثمرة التعليم الالكتروني،وهو أمر مرهون بمدى قدرة المخططين على تصميم الخطط ووضع البرامج التي تعد الأجيال للمستقبل، فلم تعد عمليات الترميم والحذف والاضافة في المناهج التعليمية بديلا عن عملية تطوير المناهج ناهيك عن نظرة المجتمع له، فالتعليم عن بعدلا يحظى بالكثير من الاهتمام من قبل أفراد المجتمع ويرونه ذو مكانة أقل من التعليم النظامي، ما جعلها تحول دون بلوغه لأهدافه على أكمل وجه، فمنها ما يعود إلى حداثته ومنها ما يعود إلى ارتباطه بعوامل متعددة بشرية(معلمين ومتعلمين،..)، فهناك شحاً بالمعلمين الذين يجيدون(فن التعليم الالكتروني) ومن الخطأ التفكير بأن جميع المعلمين يستطيعون أن يسهموا في هذا النوع من التعليم بكفاءة، ناهيك عن بعض الجوانب المادية(أجهزة ومعامل)، وبرمجيات وبنية تحتية ضعيفة في تخصيص التمويل اللازم لتوفير أجهزة الحاسبات ومستلزماتها، وتوفر الصيانة الدائمة للإنترنت، حيث تجد صعوبة تغطية الانترنت في بعض الأحيان وبطئها.

هدف الورقة تهدف هذه الورقة إلى تحسين المناخ التعليمي والارتقاء بمستواه من خلال تقديم سياسات وبدائل توضح أبرز الاستراتيجيات والآليات التي يمكن من خلالهاخلق وسط تعليمي الكتروني بديل في حال التعليم عن بعد ومكمل في حال التعليم التقليدي، وينبثق عن هذا الهدف الرئيسي مجموعة من الأهداف الفرعية تتمثل في الآتي:

·         إبراز مزايا وعوائد استخدام التعليم الإلكتروني والتأكيد على أهميته في الارتقاء بمستوى التعليم وتطويره.

·         إعطاء اهتمام أكبر لتصميم أنظمة التعليم الالكتروني في مختلف المراحل.

·          أهم الصعوبات والمتطلبات اللازمة لتفعيل نظام التعليم الالكتروني.

·         تسليط الضوء على واقع التعليم عن بعد في فلسطين. 

تجارب الدول في دعم نظام التعليم عن بعد لقد اثبتت تجارب العديد من الدول أن الاهتمام بنظام التعليمعن بعد، قد ساهم وبشكل ملحوظ في احداث نقلة نوعية بمستوى التعليم ورقيه، والتغلب على العديد من المشاكل التي قد تحول دون استخدامه.

نستطيع هنا أن نذكر أمثلة كثيرة، ربما أبرزها تجربة دولة الامارات العربية المتحدة، حيث استحدثت وزارة التربية والتعليم نظام الدراسة عن بعد،  بحيث يكون على أتم الاستعداد لمواجهة أي تحديات قد تطرأ مستقبلاً، إذ يمكن الاستعانة في الظروف المناخية الصعبة أو الكوارث الطبيعية، أو كما في حالتنا هذه، عند انتشار الأمراض، كواحد من الإجراءات الوقائية والاحترازية المتّبعة للحدّ من انتشار فايروس كورونا المستجد، وتُباشر الوزارة بتطبيق برنامج التعليم عن بعد بشكل تجريبي في مختلف المدارسفي الدولة وتطويرها في المرحلة القادمة، ولإنجاح هذه المبادرة بكفاءة وفاعلية اتخذت الوزارة مجموعة من الاستراتيجيات حددت من خلالها مهام الفئات المستهدفة كالتالي1:

Ø     على مستوى وزارة التربية والتعليم

1.    أطلقت الوزارة بوابة التعلم الذكي(الالكتروني)،باستحداث تطبيق منظومة التعلم عن بعد مستهدفة جميع طلبة مدارس الدولة ومؤسسات التعليم العالي، حيث يندرج تحت هذه البوابة منصات تعليمية رقمية تمثل "مجمع مدرسي متكامل"، يتم توظيفها والاستفادة منها، بما يوفر أدوات داعمة لكل من المتعلم والمعلم، كمنصة أليكس التعليمية لمادة الرياضيات.

2.    أتاحت للمدارس الخاصة الراغبة استخدام هذه المنظومة ومنصاتها المتعدد الخاصة بها، وخصصت لجانا وفرق رقابة، ومتابعة للتأكد من سير عملية التعلم عن بعد، وأرسلت خططا استرشاديه للمدارس الخاصة المطبقة لمنهج الوزارة، وتركت لها الخيار لتطبيق خطة التعلم عن بعد وفق الجداول الزمنية المعتمدة لديها وما تراه مناسبا.

3.    عقدت الوزارة 1196 ورشة التدريب التخصصي عن بعد لأكثر من 25 ألف معلم وإداري في المدارس الحكومية إضافة الى أكثر من 9200 معلم ومدير مدرسة من المدارس الخاصة، خلال أسبوع واحد فقط، ضمن دورة مجانية إلكترونية بعنوان"كيف تصبح معلماً عن بعد في 24 ساعة"، لرفد الكوادر التدريسية والأكاديمية في مختلف المراحل التعليمية.

4.    حددت جدول زمني مخصص للحصص المدرسية الحكومية.

5.    عززت المنصة التعليمية الالكترونية لمنظومة التعليم عن بعد ب 5000 درس تعليمي بالفيديو في مختلف المواد، والمراحل الدراسية.

6.    جهزت مركزين عمليات متطورين، يتضمنان أنظمة حديثة وشاشات، لمتابعة التعلم من قبل قطاع العمليات المدرسية، وذلك لضمان سلاسة التعامل مع موارد تكنولوجيا المعلومات.

7.    قامت بتوزيع أجهزة تكنولوجيا على الطلبة مقابل دفع رسوم رمزية.

Ø     على مستوى الإدارات المدرسية

1.    تنفيذ برنامج توعوي حول المبادرة لكل الفئات المستهدفة (الطلبة، وأولياء أمورهم، والمعلمين والإداريين)، وتوجيههم للدخول على منصة التدريب للاطلاع على كيفية التعلم عن بعد وتطبيق الدروس التفاعلية.

2.    إعداد الجداول الزمنية لخطة المواد الدراسية للتعليم عن بعد لكل حلقة دراسية.

3.  إعداد المادة التعليمية التي ستقدم للطلبة.

Ø     على مستوى ذوي الطلبة

1.    توفير جاهزية البيئة التعليمية المناسبة لنظام دراسة عن بعد للطلبة في المنازل من خلال المكان المناسب والانترنت.

2.    توفير جهاز إلكتروني لاستخدامه في التعليم عن بعد(الحاسوب، والأجهزة اللوحية، والهاتف الذكي وغيرها).

3.    تشجيع الطلبة على ممارسة التعليم عن بعد، وذلك من خلال الحرص على استكمال جميع الدروس التعليمية، وإلزام الطلبة بالوقت الزمني المخصص، وفق جدول التعلم عن بعد المعتمد من المدرسة للمواد الدراسية.

4.    الالتزام بالسياسة العامة لاستخدام الأجهزة التعليمية أثناء تطبيق جدول التعليم عن بعد، وذلك بعدم التصوير والاطلاع المباشر على البث.

التجربة الفلسطينية في دعم نظام التعليم عن بعد ·        يعتبر التطور في طرق التعليم وصفة لرفع امكانيات الدول التعليمية في ظل الانفجار المعرفي والمعلوماتي المستمر، وعدم قدرة مناهجنا الدراسية على ملاحقة التطورات والتغيرات المتسارعة في المعرفة والمعلومات المعاصرة، وفي واقعنا الفلسطيني لا يعتبر نظام التعليم عن بعد أولوية وطنية ، بل في ظل ما يحدث من تقدم عالمي قد نعتبر بدائيين في هذا المجال، فالأمر هنا لا يقاس بانتشار الأجهزة الذكية وتطبيقاتها، انما يقاس بمدى الجاهزية لتطبيق هذا النوع من التعليم من بنية تحتية وتدريبية، أثبت العديد من الجامعات والمدارس نجاحا في استخدام نظام التعليم عن بعد، والتي تعتبر جامعة القدس المفتوحة نموذجا يحتذى به حيث أكد د. حسني عوض عميد كلية الدراسات العليا، في مقابلة معه أن جامعة القدس المفتوحة حققت نجاح كبير في تطبيق التعليم الالكتروني، والامتحانات العامة، ووصلت نسبة النجاح إلى 97%، وقال أنه وفي ظل حالة لطوارئ إلى أن عملية التعليم مستمرة ومنتظمة باستخدام تقنيات التعليم الالكتروني المختلفة بتوجيهات ومتابعة حثيثة من قبل اللجنة الادارية، حيث تم عقد 76 محاضرة في التخصصات المختلفة، تميزت بنسبة حضور تزيد عن 97%، وهي نسبة مماثلة للحضور الطبيعي وتزيد، كما أكد د. حسني على أننا اليوم نجني ثمار استثمارنا بالتعليم الالكتروني، من بنية تحتية متكاملة تمثلت بوجود برمجيات  وتقنيات خاصة بهم، بما يراعي خصوصيتهم ومنع الاختراقات ، ناهيك عن وجود تقنيات عالية الجودة تستخدم عبرها الصفوف الافتراضية التي تميزت بالتفاعل وتنوع الأنشطة والأساليب التعليمية والتي تحاكي مهارات التفكير العليا، بالتركيز على محتوى المحاضرات الرقمي واغنائها بالمؤثرات الصوتية والصور ومقاطع الفيديو والعروض التقديمية، واستخدام اساليب الحوار والمناقشة والعصف الذهني، بما يتيح فرص التفاعل بين الطلبة مع المحاضرة،هذا نتاج اكساب المحاضرين ومواكبتهم لمهارات الأساليب التعلمية التي تتوائم مع هذا النوع من التعليم، والتواصل مع الطلاب عبر مختلف الوسائل كالوا تساب وغيرها، وتوفر قاعدة بيانات للطلبة ليسهل الوصول لهم في نقل المعلومات، يما يعزز جاهزية التعليم عن بعد اذا تتطلب الامر ذلك، فمن لا يمتلك الارادة والخبرة والتدريب والثقافة، حتما سيعيق هذا النوع من التعليم، كما وقامت بعض الجامعات ك جامعة بيرزيت باشتراكات لمواقع  واستخدام برنامج zoomالذي يعمل عن بعد واجراء الامتحانات المباشرة للطلبة، وأكدت نور وليد مديرة مدرسة بيت لقيا الاساسية الحكومية على أنه يتم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك و الواتس اب وذلك بتسجيل لقاء مرئي وارسالها عبر المواقع الخاصة بها ويقوم المعلم بإرسال أوراق العمل للطالب في نهاية اللقاء وتكليف الطالب بالإجابة عليها.الا أنه تكمن المشكلة في اعتماد الية للتواصل مع عدم قدرة بعض الطلبة على توفر الاجهزة التكنولوجيا، بالإضافة إلى قلة عدد المعلمين الذين يجيدون فن التعليم الالكتروني التي تحتاج مهارات مدربة لجذب الطلبة لاستجابتهم وقلة وعي اولياء الامور وتحفيزهم ل أبنائهم.

أهمية التعليم عن بعد وتأثيره على المسيرة التعليمية في فلسطين يعتبر التعليم عن بعد من ابرز مظاهر التطور والتجديد التربوي الذي بدأت ملامحة تتبلور في العديد من الدول المتقدمة والنامية خلال العقدين الماضيين، وكما له اهمية في تطوير المجتمعات وتقدمها والالتحاق بقطار التقدم التكنولوجي ، فإن الدور الذي يلعبه التعليم المحوسب من خلال استخدام وسائل الاتصالات الحديثة كبير ليس فقط في فترة الأزمات فقط وانما في جميع الأوقات ، وتكمن أهمية استخدام الوسائل التعليمية التكنولوجية وفوائدها من تأثيرها العميق على العناصر الأساسية الثلاث (المعلم والمتعلم والمادة) وذلك من خلال اسهامها في العملية التعليمية في المجالات التالية2:

1.    الاستمرار في العملية التعليمية والمحافظة على انتظامها، فقد تتوقف المدارس، وتتوقف الجامعات، لكن التعليم لن يتوقف، من خلال التغلب على الحدود الزمنية والمكانية، فهي تقرب المسافة الزمانية والمكانية.

2.    رفع المستوى العلمي والثقافي والاجتماعي لدى أفراد المجتمع، حيث توفر بيئة تعلم متنوعة البدائل والخيارات التعليمية وما يناسبه من الأنشطة، والتنوع في طرائق عرض المحتوى التعليمي، بما يساعد على مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، وصقل شخصية الطالب عبر المناقشات الصفية الافتراضية.

3.    التقنيات المتطورة في التقديم والعرض تجعل له تأثيراً وفعالية أكثر من نظام التعليم التقليدي، حيث تتيح للطلبة فرص الاستماع والمشاهدة والتأمل والتفكير، ناهيك عن المساعدة الإضافية على التكرار، وتوافر المناهج طوال اليوم، مما يمكن المتعلم الرجوع للمحتوى واستحضاره في اي زمان ومكان4.

4.    تساعد على حل مشكلة التعليم ل طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال التغلب على صعوبة تنقلهم الى مراكز التعليم المختلفة، بسبب قلة الوسائل التي تتوفر لديهم.

5.    مشاركة أهل المتعلم، حيث يمكنهم الاطلاع على مستوى ابنهم في كل جزئيات التعلم خطوة بخطوة.

6.    سد النقص في أعضاء الهيئة التعليمية: حيث ساعد في علاج مشكلة أعداد المدرسين والمدربين المؤهلين في بعض المجالات.

7.    الارتقاء الوظيفي لمن فاته قطار التعليم المنتظم من الموظفين حيث يمكنه العمل والدراسة في آن واحد، بالإضافة إلى دوره بالقضاء على الأمية حيث يمكن ان تستفيد منه مختلف الفئات بغض النظر عن أعمارهم، وأماكن تواجدهم5.

أسباب ضعف نظام التعليم عن بعد تعددت الأسباب التي تعمل على كبح المسيرة التعليمية الحديثة في المجتمع الفلسطيني، لما تواجهه من معوقات تحول دون بلوغ التعليم عن بعد لأهدافه على أكمل وجه، ومن أبرزها3:

1.    قصور الدور الحكومية، في إقرار سياسات متعلقة بالتعليم لترسيخ استخدام التعلم الالكتروني ومأسسته مع التركيز على المدارس، لاستثماره بالتعليم عن بعد.

2.    عجز الإمكانيات المادية، والتكلفة المالية العالية لتوفر الادوات التكنولوجيا، وضعف البنية التحتية، من معدات، وأجهزة،وخطوط اتصال مناسبة عند الطرفين ليستطيع كل منهما التواصل مع الأخر، وتصميم البرمجيات التعليمية وانتاجها، والجهد المكثف لتدريب المعلمين والطلبة.

3.    التفاوت الكبير بين التلاميذ الذين يملكون الوسائل التقنية لمتابعة الدروس، ونظرائهم من الطبقة الفقيرة الذين تعوزهم هذه الرسائل، وادناها الهاتف الذكي لمتابعة الدروس التي تبث عبر تطبيق الواتساب الذي يستخدمه أغلب الأساتذة، هذا التفاوت جعل بعض الأساتذة يقررون توقف الدراسة والانطلاق منها من جديد عقب الرجوع للمدارس في مبدأ عدم ترسيخ الطبقية الاجتماعية، بشرح لفئة دون أخرى، والالتزام بتكافؤ الفرص.

4.    نظرة المجتمع السلبية، فلا شك في أن هناك شريحة كبيرة من الناس لا تؤمن بمبادئ التعليم عن بعد.

5.    قلة وعي المحاضرين بثقافة التعليم عن بعد وعدم المامهم بمهارات استخدام التقنيات الحديثة، بسبب ضعف خطط التدريب والبرامج التدريبية الموجهة لهم، فمن لا يملك الإرادة والتدريب والخبرة حتما سيعيق هذا النوع من التعليم، وبالتالي سينعكس سلبا على الطلاب، ففاقد الشيء لا يعطيه، وتخوف أعضاء الهيئة التدريسية من التقليل من دورهم في العملية التعليمية.

6.    مدى استجابة الطلاب مع النمط الجديد وتفاعلهم معه.

7.    ضعف الدور الارشادي والتربوي للمعلم، وضعف دور المؤسسة التعليمية كمؤسسات اجتماعية وتربوية وحضارية، وقلة الانضباط والمسؤولية والأمانة العلمية من حدوث غش وتدليس وعدم الانضباط في عملية الحضور والامتحانات.

البدائل البديل الأول: الدور الحكومي الواضح والاستراتيجي للسياسات التعليمية، والتوعية المجتمعية الخاصة بالتعليم الالكتروني بديلا في حال التعليم عن بعد، ومكملاً في حال التعليم التقليدي.

يقوم هذا البديل على العديد من الأنشطة المتداخلة كما يأتي:

1.    سن قوانين وتشريعات مشجعة وميسرة للتعليم الالكتروني ونشر وتعميم تقنيات التعليم الالكتروني في المؤسسات التعليمية وتقنية المعلومات والاتصالات في مختلف المراحل الدراسية والجامعية، ومحاولة تقليص الفجوة الرقمية، حيث تفتقر غالبية المؤسسات التعليمية-مدارس وجامعات-  للبنية التحتية اللازمة( جاهزية الكترونية) لتقديم خدمات التعليم التقني الالكتروني، مما يقف حائلا امام نشرها والافادة منها.

2.    العمل على تطوير البنية التحتية، من خلال تأسيس البوابات الالكترونية وتفعيل الفصول الافتراضية، والقاعات التقنية الذكية، والمنصات التفاعلية التي تستخدم برمجيات وتقنيات متطورة بحيث يسهل استخدام المؤثرات الجاذبة بكافة أنواعها، وتعززها بالفيديوهات التعليمية، ووضع أسس ومعايير تضمن أعلى مستويات الجودة في اداء المؤسسات التعليمية الالكترونية.

3.    التوعية بأهمية التعليم الالكتروني بين اواسط الطلبة والمعلمين ومدى مصداقيته وقدرته على تقديم حلول تعليمية بمستوى يضاهي مؤسسات التعليم التقليدية،من خلال ندوات تعريفية للجوانب الايجابية، ووضع الخطوط العريضة التي تشرح فيها الإجراءات والأدوار والمسؤوليات للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور.

4.    السعي لتدريب أعضاء الهيئة التدريسية، ورفع المستوى الأدائي لهم باعتماد سياسة التنمية المهنية المستدامة لهم وتجويدها، بحيث تغدو عملية مستمرة ومخططاً لها، من خلال تصميم برامج التدريب النوعي وفق الحاجات، وبما يلائم اتقان مهارات التعليم وتجويدها، وتعزيز التدريب التكنولوجي، لكي يضطلع المعلم بالدور الفاعل في نظم التعليم الالكتروني، واستخدام ادوات تقنية المعلومات والاتصالات، وتحفيزه لامتلاك اكفاءات المتخصصة وتنميتها باستمرار، وبخاصة في مجال توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنماذج والاساليب المختلفة بكيفية استخدام البرمجيات المتخصصة في نظام التعليم الالكتروني.

5.    تدريب الطلاب وتأهيلهم من خلال الدورات التدريبية، وتشجيعهم للتفاعل مع المقررات الالكترونية.

6.    تطوير المناهج وطرق التدريس وأساليب التقويم وفق منهجيات الابداع والابتكار، وبناء المقررات الالكترونية.

7.    ضرورة الإفادة البناءة من تجارب وخبرات الأخرين، بمعنى أقلمة هذه الافادة واخضاعها لمتطلبات واقعنا، والاستفادة من الشبكة العالمية الانترنت، في تصميم نماذج تدريبية للمعلمين والمعلمات في مختلف التخصصات

البديل الثاني: الشراكة مع القطاع الخاص، وتفعيل دوره من خلال مفهوم الشراكة المجتمعية من أجل التنمية وبناء المعرفة.

فقد كان القطاع الخاص السباق في حسن استثمار ثورة المعلومات، وما زال رائداً في تقنية المعلومات والاتصالات، فمنذ ابتكار الحاسب الشخصي وحتى الانترنت، كان للقطاع الخاص دور الريادة في طرح واستخدام التقنية، والإفادة من قدراتها، فأهمية هذه الشراكة تكمن في وتطوير وتنفيذ برامج تعليمية، لدعم وتمكين قطاع التعليم ، باعتبار أن أية موارد مالية ستعمل على تحقيق أسس التنمية الاجتماعية والاقتصادية في هذا المجال، والتعاون مع معاهد وشركات من القطاع الخاص تعمل في مجال الخدمات والبرمجيات التي من شأنها أن تقدم العون للعديد من المؤسسات التي ليس لديها خبرة سابقة في مجال التعليم عن بعد لدخولها هذا الميدان، وبذلك تكون قد سرعت في تطوير عملية التعليم الالكتروني، بالإضافة الى التزويد بمدربين ذو خبرة من القطاع الخاص، وعقد اتفاقيات في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات  على نحو يسمح بتأسيس علاقات تعاون قوية.

البديل المفضل أن البديل المفضل، هو الدمج بين البديلين المطروحين بشكل متوازٍ، اذ لا بد من اقتراح سياسات تدخٌل لتطوير العلاقة بين القطاعين الحكومي والقطاع الخاص من برمجيات ودعم مالي وفي مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشبكات الانترنت لرسم سياسات للتدريب التكنولوجي ودوره بالتعليم عن بعد، بما يحق أعلى معايير الكفاءة، وتطوير برنامج عمل يوائم وامكانيات مختلف الفئات وظروفها، ضمن دراسة معمقة للبيئة المحيطة وطرق واساليب نجاح هذا النظام ضمن معايير تتمثل بأقل التكاليف وأعلى النتائج.

المصادر والمراجع  

Ø      الرسائل الجامعية، بحوث مؤتمرات ومقالات أخرى

1.     الموقع الرسمي لوزارة التربية والتعليم الاماراتي

2.     المؤتمر الدولي لتقنيات المعلومات والاتصالات في التعليم والتدريب، تونس 7-10/5/2012م.

3.     العواودة، طارق: صعوبات توظيف التعليم الالكتروني في الجامعات الفلسطينية بغزة كما يراها الأساتذة والطلبة. رسالة ماجستير في أصول التربية، جامعة الأزهر، غزة.

Ø     الكتب

4.     بيتس، طوني وآخرون: التعليم الفعال بالتكنولوجيا في مراحل التعليم العالي، أسس النجاح.

5.     خليل، نبيل: مداخل حديثة في إدارة المؤسسات التعليمية،2015.

Ø     مقابلات

6.     الأخ د. حسني عوض رئيس قسم الدراسات العليا في جامعة القدس المفتوحة.

7.     الأخت نور وليد حرفوش مديرة مدرسة بيت سيرا الأساسية.

Ø      المواقع الإلكترونية
الموقع الالكتروني للموسوعة الحرة 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف