
الست هدى والبخيلة ..عن مشكلة اللغة نتحدث...!!!! بقلم/د.يسري عبد الغني
الأدب يجتاز مشكلة أعقد من مشكلة الصحافة ووسائل الإعلام لأنه لا يستطيع اصطناع لغة خاطئة ، ولكن جيل القصاصين والروائيين ابتداءً من يحيى حقي ، وحتى أديبنا العالمي / نجيب محفوظ ، ويوسف السباعي ، وإحسان عبد القدوس ، وغيرهم .. ، لم يملكوا اللغة العربية الفصحى على شروط طه حسين ، ولكننا لا نستطيع أن نقول أنهم لا يملكون فن الكلمة ، أو فن القول ، كما سماه شيخ الأمناء / أمين الخولي .
يبدو أننا سنعود إلى نظرية الناقد الفرنسي الشهير / سانت بيف ، الذي قال : إن الأسلوب هو الرجل ، ولكن طبيعة اللغة الفرنسية تختلف عن طبيعة اللغة العربية ، لأن الطفل الفرنسي يعرف اللغة في أشعار (فيكتور هوجو) ولكن الطفل العربي لا يعرف كيف يقرأ شعر المتنبي أو شعر شوقي ، وقد يصعب ذلك على بعض المعلمين والكتاب والأدباء .
لقد كان يوسف السباعي يفخر دائماً بترجمة والده / محمد السباعي لرباعيات الخيام ، ولكنه لم يحاول دراسة هذه الترجمة الشعرية أو المنظومة الشعرية دراسة جادة متأنية .
ويبدو لي أنه لو اتبع يوسف السباعي أسلوب والده في الكتابة ، لامتنع عن الكتابة من الأساس ، فإن أسلوب الأب لا يصلح لكتابة القصص أو الروايات التي كتبها الابن .
كثيرون لا يعرفون أن أمير الشعراء / أحمد شوقي حاول تأليف روايات شعرية عصرية ، فعجز عن ذلك بسبب اللغة .. هناك مسرحيتان شعريتان لشوقي هما (الست هدى ) و (البخيلة ) ، وكلاهما تدوران في حي (الحنفي) الذي يربط حي السيدة زينب بحي عابدين جنوب القاهرة ، والمعروف أن (شوقي) ولد وشب في حي (الحنفي) ، ويقال أن شوقي عانى الأمرين في كتابة هاتين الروايتين ، حيث أنه كتبهما أكثر من مرة ، وأنه لم يستكمل رواية (البخيلة) ، كما أنه أعاد كتابة (الست هدى) المسرحية الاجتماعية الوحيدة له ، ورغم إتمامه لها فقد اعترف بأنه لم يكتبها بالشكل الشعبي الذي كان يريده ، كما اعترف بأن المسودات الأولى لهذه المسرحية كانت مضحكة .
هل هذه اللغة العربية الفصحى لغة تاريخية ؟ ، كيف تحيا ؟ ، أو كيف تموت ؟ ، أو كيف تنبعث بعثاً جديداً ؟ ، لقد كتب يوسف السباعي كما أراد ، ولم يلتزم اللغة العربية الفصحى ، وهذه هي المشكلة التي تواجه الأدب العربي الآن ، لأن القراء في الأجيال القادمة لم ولن يستطيعوا فهم قصص وروايات وأشعار كتبت بألفاظ ليس لها قاموس خاص معترف به .
نحن اليوم لا نستطيع فهم بعض النصوص التي كتبت في عصور سابقة ، قبل هذه اللغة التي تمازج بين الفصحى والعامية ، أو التي كتبت بلهجة عامية متغيرة عبر العصور .
مساكين أدباء عصرنا من الروائيين والشعراء والقصاصين ، إنهم يحتاجون إلى مجامع لغوية جديدة ، تضع لهم قواميس جديدة تشرح ألفاظهم لمن يريد أن يقرأ كتاباتهم ، لأن لسان العرب لابن منظور ، وكذلك القاموس المحيط للفيروز آبادي وغيرهما من القواميس لن تستطيع شرح هذه الألفاظ ... !!
الأدب يجتاز مشكلة أعقد من مشكلة الصحافة ووسائل الإعلام لأنه لا يستطيع اصطناع لغة خاطئة ، ولكن جيل القصاصين والروائيين ابتداءً من يحيى حقي ، وحتى أديبنا العالمي / نجيب محفوظ ، ويوسف السباعي ، وإحسان عبد القدوس ، وغيرهم .. ، لم يملكوا اللغة العربية الفصحى على شروط طه حسين ، ولكننا لا نستطيع أن نقول أنهم لا يملكون فن الكلمة ، أو فن القول ، كما سماه شيخ الأمناء / أمين الخولي .
يبدو أننا سنعود إلى نظرية الناقد الفرنسي الشهير / سانت بيف ، الذي قال : إن الأسلوب هو الرجل ، ولكن طبيعة اللغة الفرنسية تختلف عن طبيعة اللغة العربية ، لأن الطفل الفرنسي يعرف اللغة في أشعار (فيكتور هوجو) ولكن الطفل العربي لا يعرف كيف يقرأ شعر المتنبي أو شعر شوقي ، وقد يصعب ذلك على بعض المعلمين والكتاب والأدباء .
لقد كان يوسف السباعي يفخر دائماً بترجمة والده / محمد السباعي لرباعيات الخيام ، ولكنه لم يحاول دراسة هذه الترجمة الشعرية أو المنظومة الشعرية دراسة جادة متأنية .
ويبدو لي أنه لو اتبع يوسف السباعي أسلوب والده في الكتابة ، لامتنع عن الكتابة من الأساس ، فإن أسلوب الأب لا يصلح لكتابة القصص أو الروايات التي كتبها الابن .
كثيرون لا يعرفون أن أمير الشعراء / أحمد شوقي حاول تأليف روايات شعرية عصرية ، فعجز عن ذلك بسبب اللغة .. هناك مسرحيتان شعريتان لشوقي هما (الست هدى ) و (البخيلة ) ، وكلاهما تدوران في حي (الحنفي) الذي يربط حي السيدة زينب بحي عابدين جنوب القاهرة ، والمعروف أن (شوقي) ولد وشب في حي (الحنفي) ، ويقال أن شوقي عانى الأمرين في كتابة هاتين الروايتين ، حيث أنه كتبهما أكثر من مرة ، وأنه لم يستكمل رواية (البخيلة) ، كما أنه أعاد كتابة (الست هدى) المسرحية الاجتماعية الوحيدة له ، ورغم إتمامه لها فقد اعترف بأنه لم يكتبها بالشكل الشعبي الذي كان يريده ، كما اعترف بأن المسودات الأولى لهذه المسرحية كانت مضحكة .
هل هذه اللغة العربية الفصحى لغة تاريخية ؟ ، كيف تحيا ؟ ، أو كيف تموت ؟ ، أو كيف تنبعث بعثاً جديداً ؟ ، لقد كتب يوسف السباعي كما أراد ، ولم يلتزم اللغة العربية الفصحى ، وهذه هي المشكلة التي تواجه الأدب العربي الآن ، لأن القراء في الأجيال القادمة لم ولن يستطيعوا فهم قصص وروايات وأشعار كتبت بألفاظ ليس لها قاموس خاص معترف به .
نحن اليوم لا نستطيع فهم بعض النصوص التي كتبت في عصور سابقة ، قبل هذه اللغة التي تمازج بين الفصحى والعامية ، أو التي كتبت بلهجة عامية متغيرة عبر العصور .
مساكين أدباء عصرنا من الروائيين والشعراء والقصاصين ، إنهم يحتاجون إلى مجامع لغوية جديدة ، تضع لهم قواميس جديدة تشرح ألفاظهم لمن يريد أن يقرأ كتاباتهم ، لأن لسان العرب لابن منظور ، وكذلك القاموس المحيط للفيروز آبادي وغيرهما من القواميس لن تستطيع شرح هذه الألفاظ ... !!