الأخبار
2024/5/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أولاً: مفهوم الروح عند فحول الشعراء العرب (1 من 2) بقلم: مجدي شلبي

تاريخ النشر : 2020-07-25
أولاً: مفهوم الروح عند فحول الشعراء العرب (1 من 2)  بقلم: مجدي شلبي
الروح والجسد من منظور شعري (2 من 2)
أولا: مفهوم الروح عند فحول الشعراء العرب (1 من 2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما بال بعض فحول الشعراء اليوم، قد حضروا متأهبين للحديث عن (الراح)، لا عن (الروح)!، فها هو الشاعر جبران خليل جبران؛ يقول:
أي ساقي الراح أجرها وأدر *** على الرفاق الأقداح تتقد
ـ ويحاول الشاعر صفي الدين الحلي أن يربط بين الراح والأرواح؛ فيقول:
إنّ الراحَ للأرواحِ روحٌ، *** إذا حضرتْ لدفعِ الهمّ غابا
ـ ويضيف الشاعر ابن شهاب:
روح الأرواح بالراح فما *** ذاق طيب العيش إلا من سكر
ـ فيرد الشاعر ابن الرومي؛ متعجبا:
تاللهِ ما أدري لأيَّة عِلَّة *** يدعونها في الرَّاحِ باسْم الرَّاحِ
ـ ويضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:
هي الرّاحُ أهلاً لطولِ الهِجاءِ، *** وإن خصّها معشرٌ بالمِدَحْ
ـ فيعود الشاعر جبران خليل جبران، عما ذكره في مطلع اللقاء؛ ويوجه النصح؛ قائلا:
لا تتوخوا لذة في محرم *** فشر مبيد للشعوب المحرم
ـ فيصر الشاعر ابن النبيه على موقفه؛ قائلا:
الراح روحي فكيف أهجرها *** منظرها طيب ومخبرها
ـ حينئذ اعترض الجميع عليه؛ فمضى إلى حال سبيله، على نحو وصف الشاعر عبد الصمد بن المعذل:
فولى وفعل الراح في حركاته *** من السكر فعل الريح بالغصن الغضِّ
ـ الآن يبدأ الشاعر حيدر بن سليمان الحلي ندوتنا عن الروح؛ قائلا:
إنَّ روحَ المحبوب رَوحٌ لقلبي *** ما لقلبي آسٍ سوى المحبوبِ
ـ فيرد عليه الشاعر جبران خليل جبران:
من ذلك الروح الكبير وما به *** يزدان نظمك من سنى وسناء
يسلسل اللفظ فالألباب في طرب *** من نشوة الروح لا من نشوة الراح
ـ فيضيف الشاعر أبو إسحاق الألبيري:
فَقوتُ الروحِ أَرواحُ المَعاني *** وَلَيسَ بِأَن طَعِمتَ وَأِن شَرِبتا
ـ فيقول الشاعر الفرزدق:
أرَى الشّمس فيها الرّوحُ سيقتْ هديّةً *** إليّ وَقَدْ أعْيَتْ عَليّ المَضَاجِعُ
ـ فيقول الشاعر عبد الجبار بن حمديس:
خلِّ الكرى عنكَ وخذْ قهوة ً *** تُهدى إلى الروح نسيم ارتياح
ـ فيرد الشاعر الخُبز أَرزي:
إذا لم يكن في الوصل رَوحٌ وراحةٌ *** هجرتُ وكان الهجر أشفى وأسلما
ـ فيقول الشاعر عبد الجبار بن حمديس:
يجذبُ الرُّوحَ إليه روحُها *** ألطف الشيئين عندي ما انجذب
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
أويت إلى السمح من ظلها *** وفي ظلها الروح لي والشفاء
ـ فيكمل الشاعر أحمد شوقي:
تأوي إليها الروحُ من رمضائها *** فتُصيب ظِلاًّ، أَو تُصادِفُ ماءَ
ـ فيقول الشاعر إبراهيم ناجي:
يا حبيبَ الروحِ يا روِحَ الأماني *** لستَ تدري عطش الروح إليكا
ـ فيكمل الشاعر أحمد محرم:
أغثنا بشرب كالذي ذاق قومنا *** فكان لهم نورا به الروح تهتدي
ـ فيضيف الشاعر أبو الفضل بن الأحنف:
تَتَبّعَ الحبُّ روحي في مَسالِكِهِ *** حتى جرَى الحبُّ مجرَى الرّوحِ في الجسدِ
ـ فيقول الشاعر صريع الغواني:
سَلَبتِ روحي وَأَسكَنتِ الهَوى بَدَني *** فَصارَ فيهِ مَكانَ الروحِ في الجَسَدِ
ـ فيكمل الشاعر السري الرفاء:
لو غَضِبَتْ روحٌ على جِسمِها *** أصلحَ بينَ الروحِ والجِسمِ
ـ فيقول الشاعر إبراهيم ناجي:
يا شفاء الروح، روحي تشتكي *** ظلمَ آسيها، إلى بارئها
ـ ويضيف الشاعر الهبل:
أرفق بجسم أنت سالب روحه *** أيعيش جسم فارقته الروح
ـ فيعزي الشاعر المتنبي نفسه؛ قائلا:
قَد أراني الشبابُ الرّوحَ في بَدَني *** وَقد أراني المَشيبُ الرّوحَ في بَدَلي
ـ فيضيف الشاعر إبراهيم ناجي:
ضعضع الجسم عزم روحي المُعَنَّى *** يا اخا الروح بُث فيه قواكا
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
مشعشعة ً حياة ُالروح فيها *** وعنها صِحَّة ُ البدنِ السقيم
ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:
ما العيشُ إلا الجسمُ في ظلِّ روحهِ *** ولا الموتُ إلا الرُّوحُ فارقَتِ الجِسما
ـ فيقول الشاعر الشريف المرتضى:
ومِنَ أينَ البقاءُ والجسمُ تُربٌ *** يَتَلاشى؟ وإنَّما الرُّوحُ روحُ
ـ فيقول علي بن أبي طالب:
و الروح فيك وديعة أودعتها *** سنردّها بالرغم منك وتسلب
ـ فيضيف الشاعر أبو العتاهية:
مَا زلْتُ مُذْ كانَ فِيَّ الرُّوحُ منقَبِضاً *** يَمُوتُ، في كلّ يَوْمٍ مرّ بي، بعضِي
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
الرّوحُ تنأى، فلا يُدرى بموضعها، *** وفي الترابِ، لعَمري، يُرفَثُ الجسدُ
ـ فيضيف الشاعر ابن عبد ربه:
الجِسمُ في بَلَدٍ والرُّوحُ في بَلَدِ *** يَا وحشَة الرُّوحِ، بَلْ يَا غُرْبَة َ الجَسَدِ
ـ ويكمل الشاعر إبراهيم ناجي:
ذاق ما ذاق في الصبابة إلا *** ذبحة الروح وانفصال التوائمْ
ـ ويقول الشاعر لسان الدين الخطيب:
ساكن الدار روحها كيف يبقى *** جسد بعدما تولى الروح
ـ فيضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس:
من غاب عن عينَيهِ وجه حبيبه *** فعن روحه روحُ الحياة يُغَيَّبُ
ـ ويقول الشاعر أبو تمام:
كانَ اللَّحاقُ بهِ أَوْلى وأَحسنَ بي *** منْ أنْ أعيشَ سقيمَ الروحِ والبدنِ
ـ فيقول الشاعر ابن عبد ربه:
يا أطيبَ الناسِ رُوحاً ضمَّهُ بَدَنٌ *** أَستودعُ اللّهَ ذاك الروحَ والبَدَنا
ـ فيضيف الشاعر أحمد شوقي:
فيه شهيدٌ بالكتاب مكفنٌ *** بمدامع الروحِ الأَمين غَسيل
فتًى بذَلَ الروحَ دونَ الرِّفاق *** إليكَ، وأَعطى الترابَ البَدن
ـ فيقول الشاعر قيس بن الملوح مجنون ليلى:
فلاَ تعْذلُونِي إنْ هَلَكْتُ تَرَحَّمُوا *** عَليَّ فَفَقْدُ الرُّوحِ ليْسَ يَعُوقُ
ـ ويخلص الشاعر ذو الرمة إلى الدعاء:
يَا مُخْرِجَ الرُّوحِ مِنْ جِسْمِي إِذَا احْتَضرَتْ *** وفارجَ الكربِ زحزحني عنْ النَّارِ
ـ فيضيف الشاعر إبراهيم ناجي:
يا منتهى مجدي إلى منتهى الغنى *** غنىَ الروحِ بعد الضّنكِ والذلِّ والفقرِ
ـ فيقول الشاعر أسامة بن منقذ:
يَا ساكنى جنَّةٍ، رِضوانُ خَازنُها *** هنيتم العيش في روح وريحان
ـ ويضيف الشاعر بهاء الدين زهير:
يُوافيكَ فيها أينَما كنتَ رَوْضَة ٌ*** ويلقاكَ أنى كنتَ روحٌ وريحانُ
ـ وعن الذكرى الباقية ـ رغم وفاة صاحبها ـ يقول الشاعر جبران خليل جبران:
ورب ذكرى سرت في جسم سامعها *** وردت الروح فيه بعدما ذهبا
ذاك أن الروح المردد فيها *** روح شعب والصوت صوت بلاد
ويبعث في شباب العصر روحا *** هو الروح الذي يبني ويعلى
خفيف الروح نقاد برفق *** يبصر بالعيوب ولا يعيب
ـ فيرد عليه الشاعر البحتري:
رَضِيتُ منكَ بأخلاقٍ قدِ امتَزَجَتْ *** بالمَكْرُمَاتِ امتِزَاجَ الرّوحِ بالبَدَنِ
ـ فيضيف الشاعر أبو تمام:
إنْ شئتَ أتبعتَ إحساناً بإحسانِ *** فكانَ جودكَ من روحٍ وريحانِ
من كلّ زَوج بهيج أنبتت ورَبَت *** لتنعش الروح في رَوح وريحان
ـ ويؤكد الشاعر البرعي أنه لا قنوط من روح الله؛ فيقول:
كيفَ ييأسُ منْ روحِ الإلهِ غداً *** عبدٌ عليهِ منِ الإسلامِ سرْبالُ
ـ فيهنئ الشاعر أحمد شوقي الحاضرين بموسم الحج، منهيا ندوتنا (الافتراضية) ببعض أبيات كتبها لصديقه الدكتور/ محجوب ثابت الذي أزمع السفر إلى الحجاز:
مَحجوبُ إِن جِئتَ الحِجا *** زَ وَفي جَوانِحِكَ الهَوى لَه
شَوقاً وَحُبّاً بِالرَسو *** لِ وَآلِهِ أَزكى سُلالَه
فَلَمَحتَ نَضرَةَ بانِهِ *** وَشَمَمتَ كَالرَيحانِ ضالَه
وَعَلى العَتيقِ مَشَيتَ تَنـ *** ـظُرُ فيهِ دَمعَكَ وَانهِمالَه
وَمَضى السُرى بِكَ حَيثُ كا *** نَ الروحُ يَسري وَالرِسالَه
وَبَلَغتَ بَيتاً بِالحِجا *** زِ يُبارِكُ الباري حِيالَه
اللَهُ فيهِ جَلا الحَرا *** مَ لِخَلقِهِ وَجَلا حَلالَه
فَهُناكَ طِبُّ الروحِ طِـ *** ـبُ العالَمينَ مِنَ الجَهالَه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف