الأخبار
(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مسار مستقيم بقلم: جميلة شحادة

تاريخ النشر : 2020-07-23
مسار مستقيم بقلم: جميلة شحادة
مسار مستقيم

*********************

كلما قالوا لها: اتركي مركبتكِ وسيري على قدميكِ نحو هدفكِ، تتخلصين بذلك من أرطال الشحوم التي غزت جسمكِ، وتزاحمت على تشويه ملامحكِ، وأدتْ الى توطين الخبائث في بدنكِ ونفسكِ؛ كانت تجيبهم:

- لا أستطيع.

كان ادعاؤها في ذلك، أن مركبتها تعينها على اختزال الوقت، وتجنّبها عناء المسير على الأقدام. الى أن استفاقت ذات صباح على عُطلٍ في مركبتها. غلَت الدماء في عروقها، وزاد هرمون الأدرينالين افرازاته في جسمها.  وكأنه لا يكفيها تعطّل مركبتها، حتى تكتشف أن الجميع قد سبقها، كلٌ الى غايته، وبقيت هي لوحدها أمام كتلة معدن جامدة، تأبى الحركة، وكأنها تسخر منها ومن قلة حيلتها. ما العمل؟ ما العمل الآن؟ راحت تسأل نفسها وتكرر السؤال. لا بد لي ان أختار، وليس عندي الا خياران اثنان لا ثالث لهما؛ إما أن أظل واقفة مكاني أنتظر رأفة الله بي علَّه يرسل لي مَن يقلّني الى هدفي؛ وإما ان أحثَّ الخطى، باتجاه هدفي. قالت في ذاتها.

 واختارتِ الخيار الثاني؛ لا لسهولته، وإنما لأنها كانت تمقت الانتظار، أو ربما ملّته. ولأنها كانت مجبرة على الوصول الى هدفها، بدأت المسير في مسار طويل وعسير؛ لكنه مستقيم. وما أن قطعت الأمتار الأولى من مشوارها وندى جبينها بقطرات عرق غزيرة؛ حتى اعترضت طريقها حبة شوكولاتة أنيقة التغليف. توقفت، انحنت والتقطتها عن الأرض. سعدت بلُقيتِها هذه، وتابعت سيرها وهي تتأمل حبة الشوكولاتة أنيقة التغليف، مداعبة إياها بأصابعها الرشيقة، والأمل والتفاؤل يملآن روحها وقلبها. لقد اعتبرت عثورها على حبة الشوكولاتة اشارة خير، وحافزا لمتابعة سيرها. حثّت خطاها أكثر وأكثر، وتابعت مسيرها في دربها المستقيم؛ ولما لم يبق على وصولها الى غايتها الا مسافة أمتار قليلة، تراءى لناظريْها جسم لامع في نهاية الطريق وكأنه ينتظرها لتصله. كان الجسم يلمع بفعل سقوط اشعة الشمس على سطحه، فانعكس البريق على عينيها. فرحت، أسرعت الخطى متلهفة متشجعة لتصل الى البريق الذي انعكس الى عينيها فزادهما بريقا؛ وغازل خيالها فتوردت وجنتاها، وقفزت روحها فرحا لِما ينتظرها.

 مدّت يدها اليمنى الى الجسم البرّاق اللامع تحت أشعة الشمس، التقطته، توقفت، راحت تتأمله، فوجدته سلسة ذهبية جميلة التصميم؛ ضغطت عليها بيدها، وتابعت سيرها مغتبطة بلقيتها وبقرارها الذي اتخذته.  لقد قررت التخلي عن مركبتها، غير آبهة بإصلاح عطلها. 

***************************

جميلة شحادة، كاتبة وقاصة فلسطينية من الناصرة
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف