الأخبار
"الرئاسة الفلسطينية": وقف حرب غزة والاعتداءات على الضفة الغربية هو الذي يحقق الأمن والاستقرارالأمم المتحدة تحذر: على العالم أن يتأقلم مع موجات الحر.. والقادم "أسوأ"وزير العدل الإسرائيلي: الوقت قد حان لضم الضفة الغربيةشرطة دبي تضبط عصابة روجت لحلويات تحتوي على مواد مخدرةإسرائيل تعلن اعتقال "خلية إيرانية" جنوب سوريا..(فيديو)جيش الاحتلال يرفع تصنيف "المنطقة العسكرية المغلقة" عن مستوطنات غلاف غزة"سرايا القدس" تعلن تنفيذ عملية مركبة استهدفت جنود الاحتلال في الشجاعيةإعلام الاحتلال: مقتل جندي وإصابة أربعة آخرين في حوادث متفرقة بقطاع غزةالاحتلال يقتحم روضة أطفال وسط الخليل ويحتجز أكثر من 70 طفلاجهود سعودية إماراتية قطرية لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة لإدارة غزةالجيش الإسرائيلي يزعم إحباط تهريب رشاشات متطورة من مصر..(صور)الشوا: آلية عمل ما تسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" خطيرةالاحتلال يخطر 50 عائلة بإخلاء منازلهم تمهيداً لهدمها بطولكرمنتنياهو يطلب تأجيل محاكمته بسبب سفره إلى واشنطن والمحكمة توافقمظاهرة مغربية تدعو لإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة
2025/7/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التشكيلي حسين الكداني عندما يستطيع الفنان أن يمنح للعمل الفني توازنه الانساني

التشكيلي حسين الكداني عندما يستطيع الفنان أن يمنح للعمل الفني توازنه الانساني
تاريخ النشر : 2020-07-19
الفنان التشكيلي حسين الكداني
عندما يستطيع الفنان أن يمنح للعمل الفني توازنه الانساني

محمد الصفى

    و أنت تدقق النظر في أعماله، تتراءى لك ألوانها المتداخلة كحروف ناطقة و كلمات تعبر عن ذاتها مختزلة كل المساحات في قالب صاغته أنامل رقيقة و بأحاسيس رهيفة، رهافة مبدعها، أعمال تنبض تنبض بما تبض به قلوبنا المتعطشة للجمال و الحب و الإنسانية، إنها أعمال الفنان التشكيلي العصامي الذي أنجبته مدينة آزمور سنة 1991 " حسين الكداني "، الذي نشأت بينه و بين الألوان و الصباغة قصة عشق لا منتهي منذ الصغر، لتتحول إلى روح سكنته و هو ابن الرابعة عشر، حيث استهوته المدرسة الواقعية، جاعلا من مدينة آزمور محور اشتغاله، متجردا من الخيال و الأحاسيس، مصورا الحياة اليومية التي استهوته من طبيعة و عادات و شخوص و عمارة كما هي دون زيادات أو نقصان، شأن عدد من رواد هذه المدرسة من قبيل الفنان الفرنسي جان فرانسوا ميليه، الذي دأب في أعماله على إبراز الطبقة العاملة في لوحاته، كونه كان ابن البادية، و كان يقول " إن مواضيع الفلاحين تناسب طبيتي بشكل أفضل فالجانب الإنساني هو ما يلمسني أكثر في الفن ".

     استطاع حسين الكداني من تطوير نفسه و أسلوب اشتغاله من خلال البحث و التواصل مع نخبة من الفنانين على المستوى المحلي و الوطني من قبيل الفنان أنس بوعناني و الفنان رضوان الجوهري والأستاذ عبدالكريم الأزهر، ليقتحم المجال الانطباعي والتعبيري والرمزي و منه يبلغ لعالم  التجريد، بحرفية ودقة في الأداء، مستعينا بكل ما تلقنه من تجارب و من مشاركاته في جملة من المعارض الجماعية، مغترفا من بحر مليئ بالأشكال والألوان، وهي العناصر التي تغذي اللوحة التجريدية من جهة وتمنحها عنصر التوليف بين عالم الفنان وعناصره الأساسية، مما جعل أعماله الإبداعية تظهر فيها ملامح التلقائية والعمل المقارب بين المادة والفضاء من جهة و بالرموز الإيحائية، والعلامات الأيقونية الدالة على جملة من الأشياء التي يحب أن يوصلها الفنان من جهة أخرى.   لقد استطاع و هو ينجز أعماله التي تختلف من حيث ثيماتها و مواضيعها و أشكالها و توليفاتها من تحقيق مبتغاه بعيدا عن الألوان التي تحتاج إلى المزج و غيرها من العمليات التي تمكنه من الوصول إلى اللون المرغوب فيه، تقنية وظف من خلالها طريقة فريدة في القص للجزئيات التي يوظفها في منجزه حيث يعمد إلى توظيفها في الظلال و الخلفيات و كل فضاءات اللوحة و رغم تنوع المواضيع، التي اشتغل عليها يمكن القول أن أبرزها و التي برع فيها هو مجال البورتريه مما جعله يرسم بصمته الخاصة، و قد عنه الفنان رضوان الجوهري " حسين الكداني من الفنانين الواعدين الذين رافقوني ضمن مساري الفني وانتمائنا إلى نفس المدينة، حسين فنان حتى  في أخلاقه وطيبته مجد ومتجدد في أعماله وانتقاله من الواقعية إلى التجريد إنما هو نتيجة الهم الذي يحمله كسائر الفنانين، للإجابة عن ماهيات وألغاز الرموزية واللون"، من الفنانين الذي تأثر، به كونه أول من استخدم الكولاج في الرسومات الزيتية، الفنان العالمي بابلو بيكاسو، مما جعله ينغمس في هذه التقنية بشكل كبير مستخدما قصاصات الصور بشكل عشوائي كإحدى الطرق السريالية خاصة عند اشتغاله على وجوه كبار السن لما تحمله هذه الوجوه من خطوط و تجاعيد توحي بسنوات الحياة و أسرارها.

     بهذا يمكننا القول بكون المنتج البصري للفنان حسين الكداني يختزل حالة مدهشة من البحث والتجريب التقني والتوليفي، الذي يعتمد فيه على الهوية العربية المغربية الشعبية التي تعكس خصوصية المكان الذي أنجز فيه هذا المنجز، و مدى انتمائه لزمانه، و إلى ثقافته البصريية، واطلاعاته الواسعة على التجارب الفنيّة الحديثة، كأنما يوثق لنا جانبا من الحياة اليومية الذي يهتم بالإنسان ومشاغله وهمومه، وفق مسحة تظهر بمستويات متفاوتة ورؤى مختلفة، في علاقة هذا الفنان الخاصة بالخطوط والألوان والأشكال، وقبل ذلك في الأفكار والموضوعات، التي كان فيها قريبا جدا من الناس بمعاناتهم اليومية وأوجاعهم الحياتية بما فيها من تضحيات، مانحا به للعمل الفني توازنه الإنساني.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف