الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غالب هلسا مفاهيم ورؤى نقدية 5/6 المكان عند غالب هلسا بقلم: د. محمد عبدالله القواسمة

تاريخ النشر : 2020-07-19
غالب هلسا مفاهيم ورؤى نقدية
5/6 المكان عند غالب هلسا
د. محمد عبدالله القواسمة
اهتمّ غالب هلسا بالمكان اهتمامًا كبيرًا، تجلّى في ترجمته كتاب باشلار" جماليّات المكان"، ثمّ في بحثه الذي قدّمه في ندوة الرواية العربية: واقع وآفاق التي عقدت في فاس ـ المغرب عام 1979، وصدرت في كتيب ـ بعنوان" المكان في الرواية العربية".
في مقدّمة ترجمته لكتاب باشلار يلحّ غالب هلسا على أهميّة المكان في العمل الأدبيّ. يقول: "العمل الأدبي حين يفتقد المكانيّة فهو يفقد خصوصيته وبالتالي أصالته". ويقسم العمل الأدبي من حيث الاهتمام بالمكان إلى أدب عالمي تشكل المكانية عنصره البارز، ويجد فيه الإنسان خصوصيته القوميّة، وأدب كوزموبوليتاني يفتقد المكانيّة، ويفقد فيه الإنسان خصوصية وأصالته، ويشعره بأنّه غريب عن العالم، لهذا فإنّ المكانيّة هي المحور الذي يدور حوله الأدب.
وفي كتاب "المكان في الرواية العربيّة" ينطلق غالب هلسا من الأفكار الباشلاريّة أو الظاهراتيّة إلى تقسيم المكان إلى أربعة أقسام:
ـ المكان المجازيّ، ونجده في رواية الأحداث المتتالية، وهو بخلاف المكان الحقيقي، مكان عام غير محدد، يفتقد الخصوصيّة الاجتماعيّة أو الإنسانية، لا يجعلنا نتذكّر الأماكن التي عشنا فيها، أو حلمنا بالعيش فيها.
ـ المكان الهندسي، وهو المكان الذي يُعرض بحياديّة، ودقة بصريّة من خلال وصف أبعاده: "المكان يتحوّل هنا إلى درس في الهندسة المعمارية".
ـ المكان تجربة معايشة وهو المكان الذي عايشه المؤلف حقيقة ثم راح بعد أن ابتعد عنه يعايشه بالخيال.
ـ المكان المعادي كالسجن والطبيعة الخالية والمنفى. ويتخذ صفة المكان الأبوي، وهو يدار بهرميّة السلطة، ويواجه بالعنف كلّ من يخالف قوانينه وتعليماته.
هذا الفهم للمكان كان محور نقاش جاد دار بين غالب هلسا ومحمد برادة في ندوة الرواية العربية المذكورة سابقًا، وانتقد فيه برادة هشاشة منظور غالب للأمكنة، وقال إنّه لا يمكن تقسيم الأمكنة أو " الفضاءات في هذه الحال إلى مجازية، لأنها كلها مجازية، أي لا تساوي الواقع، والمكان داخل أي نصّ أدبي يصبح في النهاية نوعا من السعة في المجازية. كما لا يمكن أن نقول: مكان هندسي أو مكان معاش، لأن جميع الأمكنة لها أبعاد هندسية قد يصفها الكاتب وقد لا يصفها، وقد يستبطنها من خلال إحساساته الداخلية. والمكان المعادي يظل بدوره فضاء، وهذا الفضاء إمّا أنه بالإمكان التأكد من وجوده، وإرجاعه بالتالي إلى مرجع معين، وإمّا هو فضاءات متخيلة تمامًا مثل فضاءات كافكا بالخصوص التي لا يمكن أن تعود بها إلى خارج النص أو إلى مرجع" ونعت برادة تصنيفات غالب بأنها لا تساعد على تمثل جيد، و" تعوم إدراكنا لأهمية الفضاء".
ونحن نرى أنّ هذه الرؤية للمكان هي ثمرة اطلاع واسع على الفكر الظاهراتي والفلسفة الظاهراتيّة، وبخاصة تراث باشلار وكتابه الذي ترجمه غالب هلسا نفسه، وهي وإن كانت ليست كما يقول غالب: "مجرد انطباعات ". فإنّها كانت رائدة في وقتها، وما زالت تثير النقاش بين النقاد والباحثين العرب، وكان لها دور كبير في دراسة المكان في الرواية بوصف المكان أحد مكوناتها الرئيسيّة، وبإعلائها، خاصة، من شأن المكان المعايش كتجربة، ينقل غالب عن باشلار:"المكان الممسوك بواسطة الخيال لن يظل مكانًا محايدًا، خاضعًا لقياسات وتقييم مساح الأراضي. لقد عيش فيه، لا بشكل وضعي، بل بكل ما للخيال من تحيّز. وهو بشكل خاص، في الغالب مركز اجتذاب دائم. وذلك، لأنه يركز الوجود في حدود تحميه".
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف