
بعض نبضي لابتسام إبراهيم حين تكون القصيدة أنثى
قراءة : أثير محسن الهاشمي
ناقد وأكاديمي عراقي
تتميز نصوص الشاعرة ابتسام إبراهيم بالبراءة الممزوجة بالخوف و القلق ، فقصيدتها قصيدة أنثوية، وأعني بالأنثوية، ما تتسم به الكلمة من براءة الأنثى في تصوير الأشياء ، بالإضافة إلى ما تتميز به الجملة من أناقة اللفظ وتجدد المعنى
بشر أنا ولستُ تمثالا
يتوسط ساحات الظنون
تصفعُ ثنايا الأعاصير
بشر أنا اكدّ واشقى
وعند المساء
أرخي سدول الأساطير ص17
نجد ثمة نصوص ممزوجة ببراءة الشاعرة لا مكرها ، بدءا من بلاغة الكلمة ساحات الظنون » تصفع ثنايا الأعاصير إلى روحية المعنى وإيحاءه بشر انا أكد وأشقى»وعند المساء أرخي سدول الأساطير
وبذلك تضع الشاعرة تلك الإيحاءات لدى المتلقي باعتباره مشاركا للنص
أخافُ على نفسي منك
من شتائك القادم نحوي
أخاف على طفولتي، كبريائي
قلاعي المحصنة بالأسى ص 25
ما يميز ذات المرأة أو الأنثى البريئة أنها ذات قلقة و خائفة، وهنا نجد الشاعرة تعترف ببراءتها المقرنة بالخوف ، والذات القلقة تستمدها من ذاتها الأنثوية المفكرة تارة، والخائفة تارة أخرى، وما يميز النص أيضا تلك الرمزية الشعرية التي تُستنهض نحو دلالات أعمق
منذ أمد
اتكأت على كرسي يقظتي
ورحتُ أرقصُ
على ايقاعٍ سمعته مرة
ما كان ينبغي الوقوف
على حافة البقاء
ما كان يجدر بي البقاء
بعد ان غادرتني القصائد ص39
تتكئ الشاعرة في نصوصها على المعنى الرمزي الذي ينتج صورا وشفرات دلالية ترتقي وجوّ القصيدة العام الاتكاء»يقظة الكرسي ــ حافة البقاء»غادرتني القصائد
ان الابتعاد عن المباشرة اللغوية في النص الشعري يبرز صورا شعرية كالاستعارة والرمز والايحاء
عند المساء
وقبل ان يهبط الفجر
إلى مضجعي
حيث يغلق الجميع
أفواههم وأنوفهم عن التدخل
أفتحُ حقيبة مواساتي
لأ لتقط منها حلما ص 45
ان التقاط الكلمات المناسبة مقابل إنتاج معنى مناسب يصنع رؤى شعرية تكون غطاءها المعرفة وعمقها التفكير بالآخر، فتنسجم روحية الشاعرة مع قابلية المتلقي المختلفة للتأمل واحتواء الفكرة والمعنى، خاصة عندما نجد تلك الثنائيات المتداخلة فيما بينها يهبوط»يغلق»افتح ُ ، انها افعال مضارعة قابلة للتجديد والاستمرارية
يعانق صمتي خوفي
يراقص احتضاراتي
يشتري عزلتي
او يقايضها ببعض الرفاق
يكتب على جدران أجفاني
ممنوع البكاء ص47
ان ما يميز الشاعرة ابتسام إبراهيم انها تكتب بروحية الكلمة ورونقها، فاللفظ يوازي المعنى، والمعنى ينتج صورا شعرية تهيمن عليها الدلالات الرمزية والبلاغية، مما يطور النص شكلا ومضمونا
وأخيرا نقول ان الشاعرة ابتسام إبراهيم وهي تتجه نحو كتابة قصيدة أنثى، تبتعد في أكثر الأحيان عن المباشرة اللغوية، وتمزج ما بين المعنى المعبّر وانسجام الشكل الرتيب، ليغدو النص ناضجا يحتاج إلى قارئ مثقف يتأمل ألفاظه على أحرّ من المعنى.
قراءة : أثير محسن الهاشمي
ناقد وأكاديمي عراقي
تتميز نصوص الشاعرة ابتسام إبراهيم بالبراءة الممزوجة بالخوف و القلق ، فقصيدتها قصيدة أنثوية، وأعني بالأنثوية، ما تتسم به الكلمة من براءة الأنثى في تصوير الأشياء ، بالإضافة إلى ما تتميز به الجملة من أناقة اللفظ وتجدد المعنى
بشر أنا ولستُ تمثالا
يتوسط ساحات الظنون
تصفعُ ثنايا الأعاصير
بشر أنا اكدّ واشقى
وعند المساء
أرخي سدول الأساطير ص17
نجد ثمة نصوص ممزوجة ببراءة الشاعرة لا مكرها ، بدءا من بلاغة الكلمة ساحات الظنون » تصفع ثنايا الأعاصير إلى روحية المعنى وإيحاءه بشر انا أكد وأشقى»وعند المساء أرخي سدول الأساطير
وبذلك تضع الشاعرة تلك الإيحاءات لدى المتلقي باعتباره مشاركا للنص
أخافُ على نفسي منك
من شتائك القادم نحوي
أخاف على طفولتي، كبريائي
قلاعي المحصنة بالأسى ص 25
ما يميز ذات المرأة أو الأنثى البريئة أنها ذات قلقة و خائفة، وهنا نجد الشاعرة تعترف ببراءتها المقرنة بالخوف ، والذات القلقة تستمدها من ذاتها الأنثوية المفكرة تارة، والخائفة تارة أخرى، وما يميز النص أيضا تلك الرمزية الشعرية التي تُستنهض نحو دلالات أعمق
منذ أمد
اتكأت على كرسي يقظتي
ورحتُ أرقصُ
على ايقاعٍ سمعته مرة
ما كان ينبغي الوقوف
على حافة البقاء
ما كان يجدر بي البقاء
بعد ان غادرتني القصائد ص39
تتكئ الشاعرة في نصوصها على المعنى الرمزي الذي ينتج صورا وشفرات دلالية ترتقي وجوّ القصيدة العام الاتكاء»يقظة الكرسي ــ حافة البقاء»غادرتني القصائد
ان الابتعاد عن المباشرة اللغوية في النص الشعري يبرز صورا شعرية كالاستعارة والرمز والايحاء
عند المساء
وقبل ان يهبط الفجر
إلى مضجعي
حيث يغلق الجميع
أفواههم وأنوفهم عن التدخل
أفتحُ حقيبة مواساتي
لأ لتقط منها حلما ص 45
ان التقاط الكلمات المناسبة مقابل إنتاج معنى مناسب يصنع رؤى شعرية تكون غطاءها المعرفة وعمقها التفكير بالآخر، فتنسجم روحية الشاعرة مع قابلية المتلقي المختلفة للتأمل واحتواء الفكرة والمعنى، خاصة عندما نجد تلك الثنائيات المتداخلة فيما بينها يهبوط»يغلق»افتح ُ ، انها افعال مضارعة قابلة للتجديد والاستمرارية
يعانق صمتي خوفي
يراقص احتضاراتي
يشتري عزلتي
او يقايضها ببعض الرفاق
يكتب على جدران أجفاني
ممنوع البكاء ص47
ان ما يميز الشاعرة ابتسام إبراهيم انها تكتب بروحية الكلمة ورونقها، فاللفظ يوازي المعنى، والمعنى ينتج صورا شعرية تهيمن عليها الدلالات الرمزية والبلاغية، مما يطور النص شكلا ومضمونا
وأخيرا نقول ان الشاعرة ابتسام إبراهيم وهي تتجه نحو كتابة قصيدة أنثى، تبتعد في أكثر الأحيان عن المباشرة اللغوية، وتمزج ما بين المعنى المعبّر وانسجام الشكل الرتيب، ليغدو النص ناضجا يحتاج إلى قارئ مثقف يتأمل ألفاظه على أحرّ من المعنى.