
أغلق العالم حدوده وتوارى وراء السحاب ، ليس النمر وحده من سيلقى على الأرض وتسحب عظامه ، حتى الإنسان الذي فاق بقوته وجبروته وعلمه قوة النمر، جاءته تلك اللحظة التي وجد نفسه فيها أضعف من بعوضة ، سقطت نجوم الحضارات واحدة تلو الأخرى معلنة عجزها كما عجز النمر في مدخل الرواية (تهاوى النمر ليصبح جاهزا لوجبة تشبه الشاورما )، بقدر جمال الوصف الذي بدأ به الكاتب مصطفى القرنة روايته بقدر ما كانت الرواية مشوقة في آن واحد .
ينطلق الكاتب من عالم ظل غريبا عن بساطة الإنسانية ، ليرصد لنا بكل المعطيات الواقعية والعلمية كيف تغير العالم فجأة وهو ضحية من يطاردون الحيوانات البرية فتغيرت المعادلة ليصبح الجميع هاربون من لعنة الكورونا بحثا عن اسرار القوة والنجاة .
كعادته الكاتب يفتح شهيتنا على رؤية عالمه بالتعابير الجميلة والهادفة ، الصادقة في ذات الوقت .
يصيح الديك إعجابا بجمال الصباح مؤمنا أنه على الإنسان أن يستقبله فاتحا له نوافذ النور ، وينبح الكلب ليكتمل جمال الطبيعة في خلقها الأول وأما أصوات الصغار وهم ذاهبون إلى المدرسة فكاتبنا جعل من هذا المنظرالجميل تثبيت خطى الإنسانية في توجهها نحو الحياة والمستقبل المشرق .
لكن هذا الكون ما ترك لينعم بجماله وطبيعته الساحرة حينما حضر عالم العصا ليخرب طقوس الحياة ،عالم الذين يوقدون النار ويتغنون في مطاردة ما تخفيه الأشجار من أسرار .
صارت أشجار البامبو في الرواية شاهدا على آحتراق ضحايا الغاب وأما النهر فلا تسأله عن أوجاعه وهو يودع بطريقته آخر ما يستوي على النيران .
من قلب عدد من الشخصيات المحركة للرواية يصر الكاتب هذه المرة على كشف عالم الغاب الحاضر في الإنسانية ، وحينما يعجز الإنسان عن علاج أسقامه يصر على التمسك بالقوة التي تزيده بشاعة ومهما كلفه الأمر فللغاب سيده الذي لا يعنيه أحد سوى مصالحه .
في المثلث الذهبي الواقع بين ميانمار ولاوس وتايلند قلب الرواية حيث تبدأ رواية غير عادية في أحداثها وما ترمي إليه من حقائق تجعل من الإنسانية تعرف وجها بشعا ، والشمين سيد القبيلة ينتظر إستواء عظام النمر والقرد والفيل ليسعد زبونا يحلم بقوة الفيل ورشاقة القرد وسطوة النمر ليكون مغريا مرضيا لغروره .
وتحمل إمبراطورية تجارة الحيوانات البرية عددا لا بأس به من القائمين على تسلسل وآمتداد هذه الحركة البشعة ، فهناك سيدها الأعظم الذي يقدسه الجميع وهو وحش النهر الكاسر ، الذي له الكلمة العليا في المثلث الذهبي و حضور شخصية لو الموظف المكلف بتوزيع البضاعة ، وهناك شخصية يا وهو صديق مقرب ومساعد لوحش النهر ،وهناك أيضا رو وهو يمثل شخصية رجل أعمال من فيتنام وأيضا شخصية روي وهو غني من ميانمار يأتي كزبون يبحث عن دواء لشلل أصابه . والدكتور ري الذي ستطلب منه العصابة لاحقا تحضير اللقاح ضد وباء كورونا للسيطرة على تجارة هذا الدواء .
ثم تدخل شخصية الساحر واسي الذي يشبه الشيطان في لمحة جميلة من الكاتب تعبيرا عن إقتران روحه بمنح مظهره الخارجي الوصف المناسب (يشبه الشيطان وشعره طويل جدا وأنفه طويل وعيناه حمراوان )
زمن الرواية واضح جدا فتطرقها إلى وباء كورونا يضعنا بصفة مباشرة في زمنها المحدد هو زمننا الحالي .
وحش النهر الذي جعله الكاتب يشبه الذئب المسيطر وصديقة يا يشبه بدوره الضبع الكاسر ، يقترنون بعالم مظلم مظهرا وروحا ، يعقدون الصفقات ليتلذذوا بالقوة والسطوة واكتناز المال غير بعيدين في ذلك عن وحشية الحيوانات البرية التي تفتك وتلتهم كل ما يعترض طريقها .
لم يعد لصوت بائعي الأرز وكعكة الأرز والزلابية المقلية ذلك السر الجميل الذي جعل من فيتنام مدينة جميلة ببساطتها ، فوحش النهر لا يحب رائحة الفقر الموجودة هناك ،يحلم هو بالسيارات الفارهة واللحم والمنزل الفاخر والفتيات الصغيرات .
ثم في تسلسل محكم للأحداث تحضر القارة الإفريقية عبر تنزانيا ،الساحر واسي يجعل من القارة الفقيرة قابلة لهكذا نوع من التجارة السوداء ،لطالما برر الفقر في بعض البؤر الإجرام وسفك الدماء كحق من حقوقه في سبيل البقاء و ينجح الكاتب فعلا في منح هذه المعادلة رمزيتها في الواقع ،ليس من باب الخيال فقط بل هو الخيال الذي يتحدث عن واقع يشبهه بآمتياز .
عالم السحر والخرافات التي يترصد لاصطياد المال سيرتكب بجهله جريمة قتل طلبها منه وحش النهر الكاسر ، هناك تجارة تطلب عظام سيدة بهقاء وآبنها كدواء ، سيعمل واسي كل ما في وسعه لينفذ جريمته في سبيل الحصول على مائة الف دولار ،
في المثلث الذهبي تكشر التجارة القذرة عن أنيابها ،يتحس أخ وحش النهر يو الذي يشتغل هناك كحارس ليلي على فقره ، إنه مازال يقتات على كبد البط والثوم ، يحاور صديقة آو ليكشف لنا حال تجارة المثلث القذرة .
-أو :يجب أن نستفيد من مكاننا هذا ؟
-يو:كيف سنعمل مالا ،اللصوص هنا كثر ،هل سنحضر العاهرات مثلا ؟
-آو :الكل يتاجر في هذا المكان
-يو:إنها ليست لنا يا صديقي نحن بؤساء .
آو:أخي وحش النهر أصبح غنيا وتاجرا كبيرا وأنا مازلت متسولا
كيف لحارس بسيط لا يحصل قوت يومه ان يلتحق بتاجر الحيوانات البرية وعالمها المستتر ؟
ويضيف يو أن تجارة الحيوانات راحت علينا بعد ظهور مرض الكورونا
يؤمن هؤلاء بأكل الأفاعي ولحم الكلاب
-أنا أشك أن تكون الخفافيش هي السبب بل أمريكا هي السبب
في غمرة البحث عن أسباب هذا الوباء الذي ظهر لأول مرة في مدينة تتناول الخفافيش ،يبقى النقاش في الرواية يوجه أصابع الإتهام إلى غيره ، و لمداواة أسقامهم تثبت الرواية عن معرفة الكاتب بثقافة المنطقة ، خاصة في مجال الطبخ والأكل على تناول اَهلها الصراصير والفئران وعظام الحيوانات ، حتى أصبح الأطباء الشعبيين أكثر حضورا من غيرهم في أسواقها مثل سوق تشونغ تشينغ وذلك ..لمداواة أمراض مستعصية مثل السرطان وعدم الإنجاب .
ويقول وحش النهر في دفاعه عن الضرر الذي يسببه أكل الحيوانات البرية :
-هل الغرب الذي يأكل الأغنام والبقر يفكر مثلها وقد آخترعوا الكثير ؟ هل ستقنعني أن من يأكلون الغنم أناس فضلاء ؟
يرد يا :ربما يصبحون أكثر إنقيادا للآخرين حتى كلب يمكن أن يسوقهم .
ثم في حركة ذكية يصور لنا الكاتب محاكمة وحش النهر للجمل والخفاش ، محاكمة يريد من خلالها البحث عن مسبب هذا الوباءالخطير وفي ذلك إشارة إستهداف الشعوب الضعيفة
الوحش متحدثا إلى الجمل :هل أنت الجاني الذي سبب لنا كل هذه المتاعب أيها الغبي ؟
نظر إليه بغضب ،ثم قال :لا أعرف أيها الجمل لماذا يحترمك الناس ،إنك ضخم الجثة وأبله .
آي :يقولون إن لبنه يشفي السرطان
الوحش :إنهم يكذبون ،إياك أن تحكي هذا الأمر لأحد ،ستفسد علينا تجارتنا
عذب الجمل وقطعت رأسه ولم يعترف أنه سبب الكورونا
يشير هذا الحديث إلى سطوة الكبار على الضعفاء وتحكمهم بفضل عالمهم الأسود في ذهنيات بعيدة كل البعد عن العلم وكيف يسود الجهل بعض المناطق في العالم .
وفي الأخير يتم إحضار الدكتور ري ويطلب منه إيجاد لقاح للكورونا ،فالعالم صار مطاردا من شبحها وزوجة الوحش ماتت بسبب الكورونا والادوية التي يصفها ني لصديقه يا بعد إصابته بمرض السرطان لم تنفع ،
يريد وحش النهر إيجاد اللقاح ليسيطر على تجارة مقبلة ذات ربح عالي جدا ،وهي تجارة اللقاح الذي يخلص البشرية من لعنة الكورونا ويقول للدكتور ري :
-الألاف يصابون بهذا الفيروس ،عليك أن تسرع لأن الوضع الآن حياة أو موت ،إما أن تنهار مجتمعات كاملة وتسقط أمم وتفرغ مدن من سكانها أو نستطيع أن نسيطر على هذا الوباء .
هدف بارونات العالم الأسود هو التحكم في السوق الجديدة بعد سقوط تجارة الحيوانات البرية ،والإنتقال من كونهم سبب الداء إلى معالجي الداء ،في هذا رمز إلى التحكم في جميع إقتصاديات العالم الكبرى وتوجيهها صوب ما يريدون .ويضيف الوحش قائلا :هناك مبلغا ينتظرنا إذا وصل هذا العالم إلى اللقاح .
وتحت ضغط وإصرار الوحش على الدكتور ري يقوم هذا الأخير بتجربة رائعة ،يطلب منهم إحضار النمر والغزال ثم يقوم بتجربة السيطرة على دماغ كل حيوان على حدة ،يصبح النمر وديعا مطيعا ،وأصبح الغزال بدوره هادئا بعدما تمت السيطرة على خلاياه العصبية ،أدخل الطبيب الغزال إلى غرفة النمر لكن المفارقة أن النمر بقي هادئا ولم يتهجم على الغزال كما عودتنا الفطرة والطبيعة .قال الدكتور :هذا ما نريده ،لقد إستطعت السيطرة على دماغ هذين الحيوانين ثم أضاف سنحاول الوصول إلى دماغ الفيروس ،الفيروس صغير أحاول الوصول إلى دماغه .
والجملة التي تلفت النظر وتستوجب الإهتمام حينما قال الشمين للطبيب :لقد أصبحنا صديقين .
رد الطبيب :إنه العلم يا صديقي .
قال الشمين :أريد أن تغير عقول الدجاج لتبيض أكثر وكذلك القرود لتصبح هادئة .
عندما يصبح العلم في أيدي من يتحكمون في مصير الإنسانية ظلما وعدوانا ،حينما ينساق العلماء لسطوة هؤلاء وأموالهم يصبح مصير الإنسان في خطر ويعم ظلام يجعل البشرية تفقد الضوء الذي يجعلها ترى الطريق الذي يقودها نحو المستقبل ،
لكنهم نسوا بعد أن أعماهم جهلهم أن للكون خالقا لا أحد يقدر على قوته ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) صدق الله العظيم .
بقلم حياة قاصدي
ينطلق الكاتب من عالم ظل غريبا عن بساطة الإنسانية ، ليرصد لنا بكل المعطيات الواقعية والعلمية كيف تغير العالم فجأة وهو ضحية من يطاردون الحيوانات البرية فتغيرت المعادلة ليصبح الجميع هاربون من لعنة الكورونا بحثا عن اسرار القوة والنجاة .
كعادته الكاتب يفتح شهيتنا على رؤية عالمه بالتعابير الجميلة والهادفة ، الصادقة في ذات الوقت .
يصيح الديك إعجابا بجمال الصباح مؤمنا أنه على الإنسان أن يستقبله فاتحا له نوافذ النور ، وينبح الكلب ليكتمل جمال الطبيعة في خلقها الأول وأما أصوات الصغار وهم ذاهبون إلى المدرسة فكاتبنا جعل من هذا المنظرالجميل تثبيت خطى الإنسانية في توجهها نحو الحياة والمستقبل المشرق .
لكن هذا الكون ما ترك لينعم بجماله وطبيعته الساحرة حينما حضر عالم العصا ليخرب طقوس الحياة ،عالم الذين يوقدون النار ويتغنون في مطاردة ما تخفيه الأشجار من أسرار .
صارت أشجار البامبو في الرواية شاهدا على آحتراق ضحايا الغاب وأما النهر فلا تسأله عن أوجاعه وهو يودع بطريقته آخر ما يستوي على النيران .
من قلب عدد من الشخصيات المحركة للرواية يصر الكاتب هذه المرة على كشف عالم الغاب الحاضر في الإنسانية ، وحينما يعجز الإنسان عن علاج أسقامه يصر على التمسك بالقوة التي تزيده بشاعة ومهما كلفه الأمر فللغاب سيده الذي لا يعنيه أحد سوى مصالحه .
في المثلث الذهبي الواقع بين ميانمار ولاوس وتايلند قلب الرواية حيث تبدأ رواية غير عادية في أحداثها وما ترمي إليه من حقائق تجعل من الإنسانية تعرف وجها بشعا ، والشمين سيد القبيلة ينتظر إستواء عظام النمر والقرد والفيل ليسعد زبونا يحلم بقوة الفيل ورشاقة القرد وسطوة النمر ليكون مغريا مرضيا لغروره .
وتحمل إمبراطورية تجارة الحيوانات البرية عددا لا بأس به من القائمين على تسلسل وآمتداد هذه الحركة البشعة ، فهناك سيدها الأعظم الذي يقدسه الجميع وهو وحش النهر الكاسر ، الذي له الكلمة العليا في المثلث الذهبي و حضور شخصية لو الموظف المكلف بتوزيع البضاعة ، وهناك شخصية يا وهو صديق مقرب ومساعد لوحش النهر ،وهناك أيضا رو وهو يمثل شخصية رجل أعمال من فيتنام وأيضا شخصية روي وهو غني من ميانمار يأتي كزبون يبحث عن دواء لشلل أصابه . والدكتور ري الذي ستطلب منه العصابة لاحقا تحضير اللقاح ضد وباء كورونا للسيطرة على تجارة هذا الدواء .
ثم تدخل شخصية الساحر واسي الذي يشبه الشيطان في لمحة جميلة من الكاتب تعبيرا عن إقتران روحه بمنح مظهره الخارجي الوصف المناسب (يشبه الشيطان وشعره طويل جدا وأنفه طويل وعيناه حمراوان )
زمن الرواية واضح جدا فتطرقها إلى وباء كورونا يضعنا بصفة مباشرة في زمنها المحدد هو زمننا الحالي .
وحش النهر الذي جعله الكاتب يشبه الذئب المسيطر وصديقة يا يشبه بدوره الضبع الكاسر ، يقترنون بعالم مظلم مظهرا وروحا ، يعقدون الصفقات ليتلذذوا بالقوة والسطوة واكتناز المال غير بعيدين في ذلك عن وحشية الحيوانات البرية التي تفتك وتلتهم كل ما يعترض طريقها .
لم يعد لصوت بائعي الأرز وكعكة الأرز والزلابية المقلية ذلك السر الجميل الذي جعل من فيتنام مدينة جميلة ببساطتها ، فوحش النهر لا يحب رائحة الفقر الموجودة هناك ،يحلم هو بالسيارات الفارهة واللحم والمنزل الفاخر والفتيات الصغيرات .
ثم في تسلسل محكم للأحداث تحضر القارة الإفريقية عبر تنزانيا ،الساحر واسي يجعل من القارة الفقيرة قابلة لهكذا نوع من التجارة السوداء ،لطالما برر الفقر في بعض البؤر الإجرام وسفك الدماء كحق من حقوقه في سبيل البقاء و ينجح الكاتب فعلا في منح هذه المعادلة رمزيتها في الواقع ،ليس من باب الخيال فقط بل هو الخيال الذي يتحدث عن واقع يشبهه بآمتياز .
عالم السحر والخرافات التي يترصد لاصطياد المال سيرتكب بجهله جريمة قتل طلبها منه وحش النهر الكاسر ، هناك تجارة تطلب عظام سيدة بهقاء وآبنها كدواء ، سيعمل واسي كل ما في وسعه لينفذ جريمته في سبيل الحصول على مائة الف دولار ،
في المثلث الذهبي تكشر التجارة القذرة عن أنيابها ،يتحس أخ وحش النهر يو الذي يشتغل هناك كحارس ليلي على فقره ، إنه مازال يقتات على كبد البط والثوم ، يحاور صديقة آو ليكشف لنا حال تجارة المثلث القذرة .
-أو :يجب أن نستفيد من مكاننا هذا ؟
-يو:كيف سنعمل مالا ،اللصوص هنا كثر ،هل سنحضر العاهرات مثلا ؟
-آو :الكل يتاجر في هذا المكان
-يو:إنها ليست لنا يا صديقي نحن بؤساء .
آو:أخي وحش النهر أصبح غنيا وتاجرا كبيرا وأنا مازلت متسولا
كيف لحارس بسيط لا يحصل قوت يومه ان يلتحق بتاجر الحيوانات البرية وعالمها المستتر ؟
ويضيف يو أن تجارة الحيوانات راحت علينا بعد ظهور مرض الكورونا
يؤمن هؤلاء بأكل الأفاعي ولحم الكلاب
-أنا أشك أن تكون الخفافيش هي السبب بل أمريكا هي السبب
في غمرة البحث عن أسباب هذا الوباء الذي ظهر لأول مرة في مدينة تتناول الخفافيش ،يبقى النقاش في الرواية يوجه أصابع الإتهام إلى غيره ، و لمداواة أسقامهم تثبت الرواية عن معرفة الكاتب بثقافة المنطقة ، خاصة في مجال الطبخ والأكل على تناول اَهلها الصراصير والفئران وعظام الحيوانات ، حتى أصبح الأطباء الشعبيين أكثر حضورا من غيرهم في أسواقها مثل سوق تشونغ تشينغ وذلك ..لمداواة أمراض مستعصية مثل السرطان وعدم الإنجاب .
ويقول وحش النهر في دفاعه عن الضرر الذي يسببه أكل الحيوانات البرية :
-هل الغرب الذي يأكل الأغنام والبقر يفكر مثلها وقد آخترعوا الكثير ؟ هل ستقنعني أن من يأكلون الغنم أناس فضلاء ؟
يرد يا :ربما يصبحون أكثر إنقيادا للآخرين حتى كلب يمكن أن يسوقهم .
ثم في حركة ذكية يصور لنا الكاتب محاكمة وحش النهر للجمل والخفاش ، محاكمة يريد من خلالها البحث عن مسبب هذا الوباءالخطير وفي ذلك إشارة إستهداف الشعوب الضعيفة
الوحش متحدثا إلى الجمل :هل أنت الجاني الذي سبب لنا كل هذه المتاعب أيها الغبي ؟
نظر إليه بغضب ،ثم قال :لا أعرف أيها الجمل لماذا يحترمك الناس ،إنك ضخم الجثة وأبله .
آي :يقولون إن لبنه يشفي السرطان
الوحش :إنهم يكذبون ،إياك أن تحكي هذا الأمر لأحد ،ستفسد علينا تجارتنا
عذب الجمل وقطعت رأسه ولم يعترف أنه سبب الكورونا
يشير هذا الحديث إلى سطوة الكبار على الضعفاء وتحكمهم بفضل عالمهم الأسود في ذهنيات بعيدة كل البعد عن العلم وكيف يسود الجهل بعض المناطق في العالم .
وفي الأخير يتم إحضار الدكتور ري ويطلب منه إيجاد لقاح للكورونا ،فالعالم صار مطاردا من شبحها وزوجة الوحش ماتت بسبب الكورونا والادوية التي يصفها ني لصديقه يا بعد إصابته بمرض السرطان لم تنفع ،
يريد وحش النهر إيجاد اللقاح ليسيطر على تجارة مقبلة ذات ربح عالي جدا ،وهي تجارة اللقاح الذي يخلص البشرية من لعنة الكورونا ويقول للدكتور ري :
-الألاف يصابون بهذا الفيروس ،عليك أن تسرع لأن الوضع الآن حياة أو موت ،إما أن تنهار مجتمعات كاملة وتسقط أمم وتفرغ مدن من سكانها أو نستطيع أن نسيطر على هذا الوباء .
هدف بارونات العالم الأسود هو التحكم في السوق الجديدة بعد سقوط تجارة الحيوانات البرية ،والإنتقال من كونهم سبب الداء إلى معالجي الداء ،في هذا رمز إلى التحكم في جميع إقتصاديات العالم الكبرى وتوجيهها صوب ما يريدون .ويضيف الوحش قائلا :هناك مبلغا ينتظرنا إذا وصل هذا العالم إلى اللقاح .
وتحت ضغط وإصرار الوحش على الدكتور ري يقوم هذا الأخير بتجربة رائعة ،يطلب منهم إحضار النمر والغزال ثم يقوم بتجربة السيطرة على دماغ كل حيوان على حدة ،يصبح النمر وديعا مطيعا ،وأصبح الغزال بدوره هادئا بعدما تمت السيطرة على خلاياه العصبية ،أدخل الطبيب الغزال إلى غرفة النمر لكن المفارقة أن النمر بقي هادئا ولم يتهجم على الغزال كما عودتنا الفطرة والطبيعة .قال الدكتور :هذا ما نريده ،لقد إستطعت السيطرة على دماغ هذين الحيوانين ثم أضاف سنحاول الوصول إلى دماغ الفيروس ،الفيروس صغير أحاول الوصول إلى دماغه .
والجملة التي تلفت النظر وتستوجب الإهتمام حينما قال الشمين للطبيب :لقد أصبحنا صديقين .
رد الطبيب :إنه العلم يا صديقي .
قال الشمين :أريد أن تغير عقول الدجاج لتبيض أكثر وكذلك القرود لتصبح هادئة .
عندما يصبح العلم في أيدي من يتحكمون في مصير الإنسانية ظلما وعدوانا ،حينما ينساق العلماء لسطوة هؤلاء وأموالهم يصبح مصير الإنسان في خطر ويعم ظلام يجعل البشرية تفقد الضوء الذي يجعلها ترى الطريق الذي يقودها نحو المستقبل ،
لكنهم نسوا بعد أن أعماهم جهلهم أن للكون خالقا لا أحد يقدر على قوته ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) صدق الله العظيم .
بقلم حياة قاصدي