الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العنصرية والصهينة بقلم:ماهر الصديق

تاريخ النشر : 2020-07-13
العنصرية والصهينة بقلم:ماهر الصديق
العنصرية والصهينة

 عند النائبات تنكشف طبائع و معادن الناس ، فيظهر الشخص على حقيقته بلا تصنع و لا مراوغة ، بلا اقنعة و لا رتوش . خلال الحقبة التاريخية المفصلية التي بدأت عام 2011 ازيلت اقنعة لا حصر لها عن وجوه لطالما كانت خادعة ، بانت بملامحها و استفرغت ما بداخلها من امراض و خبائث و عرضت ما كانت تخفيه من افكار على الملأ بلا تنميق و لا تمحيص و لا لباقة . منهم من كان يدعي  الانتماء للمعارضة و رفض الظلم و الطغيان ثم ظهر موقفه جليا عندما انحاز للاستبداد و حكم الفرد و الحزب و العائلة . و منهم من كان يركب موجة  التقدمية والوطنية و القومية و الدينية ثم تبين انه من رجال استخبارات الدولة او تابع لاجهزة مخابرات محلية او اقليمية او عابرة للحدود . و من الذين كشفت الوقائع طبائعهم و قبحهم اؤلئك الذين كانوا يتركوننا نغرق بوصلات من البكاء تأثرا بمواعظهم الدينية و الذين كانوا يملؤون الشاشات بكلمات التسامح و المحبة و عدم التفرقة بين الناس على اساس اللون و العرق و القطر ، و عدم التعرض للناس من اجل افكارهم و سياساتهم و عقائدهم ، ثم فجأة و بلا مقدمات بانت انيابهم الحادة التي تقطر دما و تبين انهم من رجال الامير  او الملك او الرئيس و انهم يقبضون من خزينة الدولة عدا ما يأتيهم من حوافز و عطايا و رشاوى .

ان الاحداث المأساوية و الاحوال الداخلية المتردية و الحروب و النزاعات السياسية و المشكلات الاقتصادية كثيرا ما تخلف انقسامات اجتماعية و معيشية تنعكس بشكل خاص على الفقراء الذين لا يعرف معظمهم اسباب تلك المشكلات و من يقف خلفها و من له مصلحة في استمرارها . هذا الوضع بما يحمله من آلام  و ما يسببه من زيادة في الفقر و البطالة و الضيق و ما تؤثره على الاسر و العلاقات الاجتماعية الا انه يحمل معه طابع ايجابي وحيد ! فإنه يكشف المستور و يبين ما كان مطمور بطبقات من الغش و الكذب و الخداع ، و يجعل المخادعين وجها لوجه امام الحقيقة .

تماما كما يكون حال الشمطاء بعدما ازيلت الدهون التجميلية فظهر قبحها و دمامتها و سوء منظرها . عندها فقط يقف العاقل الحر النظيف موقفا نقديا امام نفسه ، يراجع حساباته و يدقق بمواقفه و يصحح مساره . عليه ان يسأل نفسه : كم صفقت لاشخاص خدعت بهم ، كم هتفت حتى بحت حنجرتي ، كم مدحت من لا يستحق المدح ؟ و كم ظلمت اشخاص طيبين ، كم هجوتهم و قللت من مكانتهم و اتهمتهم بعقولهم و نلت حتى من انسابهم و احسابهم و مرغت ماضيهم بالوحل ، كل هذا لخلافي معهم في الرأي او بالاصح لخلاف من اسير وراءه بلا دراية او عقل .

ان الذين يكيدون من الدهاة الفاسدين  يتمتعون بملكات لا حصر لها من المكر و الخداع و هو ما يفتقده الكثير من الناس ، فهم قادرون على تحمل الاهانات و حتى الصفعات و الشتائم ، لا يغضبون بل يبتسمون في وجوه مخالفيهم بينما قلوبهم تشتعل من الداخل و عقولهم تعمل بالتخطيط للانتقام . هكذا هم جبناء لا يواجهون و لكنهم حاقدون ينتظرون الفرصة المناسبة للانقضاض . و من كانت طبيعته بهذه الخساسة و النقص فانه قابل للتلون و لتغيير المواقف كما يغير ثيابه الرثة . و جاهز للارتماء باحضان اي جهة معادية للوطن و الامة و العقيدة من اجل مصالحه  المادية و المعنوية . و تبقى ميزة يتمتعون بها تضاف الى ميزاتهم المتعددة الاوجه، ميزة العنصرية ! فكل من ينطبق عليه الكلام آنفا لا بد ان يكون عنصريا وضيعا كارها لكل من يحمل في نفسه روح الكرامة و عزة العقيدة و حب التضحية و الفداء من اجل عقيدته و امته  و وطنه و شعبة و حقه . و في هذه البقعة البائسة على خريطة العالم هناك امة مبتلية بمفسدين وكلاء للصهيونية و الغرب ، و هناك احتلال لقطعة مقدسة من بلاد العرب ، و شعب يأبى الاستسلام . و هناك من يريد القضاء على مقاومة هذا الشعب بعدما فشلت القوة العسكرية الصهيونية على مدار عشرات السنين من القيام بتلك المهمة و بعدما فشلت الصهيونية بمكائدها و دسائسها من اجتثاث القضية و اذابة ما تبقى من اصحابها في المجتمعات الاخرى . فكان لا بد من تحريك الادوات الرخيصة المتواجدة في بلاد العرب . فكانت السهام تنهمر من كل حدب و صوب تشكك بعدالة القضية و تدعو للتطبيع مع الصهاينة . كان لا بد لهم من اجل

استكمال مشروعهم من الضغط و التضييق و استعمال وسائل الاعلام و الدراما و البيانات و اللقاءات المباشرة او عبر القنوات الفضائية ، حتى بدا الصهيوني هو " الشقيق" و الفلسطيني هو العدو ! و واكب هذه الحملات بعض السياسيين و العسكر و رجال الدين ، فالقوا على الفلسطيني مسؤولية مصائبهم الاقتصادية و السياسية بل ان كل اخفاقاتهم التي سببها الفساد السياسي و الاداري و التبعية لامريكا و  " اسرائيل" وضعوها على فلسطين و الشعب الفلسطيني . فإن كان هذا شاملا بلاد العرب من محيطها الى خليجها و بنسب متفاوته ، فان البعض من ابناء الشعب اللبناني الشقيق برزوا اكثر من غيرهم في هذا المضمار و سبقوا بذلك اقرانهم في السعودية و الامارات ، فلم يفوتوا فرصة الا و حشروا بها الفلسطيني  حتى الوباء استخدموه للتحريض عليه ، و حتى لقمة الخبز و ازمة المحروقات .

كل ازمة من ازمات النظام السياسي غير المتوازن كان للفلسطيني حصة  في الملامة و الاتهام . اؤلئك العنصريون لا يرون ايجابية في الفلسطيني ، لا في دعم اقتصاد بلدهم من قبل الاثرياء و المغتربين الفلسطينيين و في مساهمة اللاجئين في كافة المجالات الحيوية التي تنمي الاقتصاد و العلوم و الحياة العامة .

انهم لا يرون هذا الكم الهائل من الظلم الواقع على الفلسطيني بموجب قوانين غير انسانية ، و هذا التضييق الذي يشمل التنقل و العلاج و البناء ، و مع ذلك فانهم دائما في الجانب الايجابي الداعم لامن  لبنان و سلمه الاهلي و استقراره الاقتصادي ، و انهم يقفون على مسافة واحدة من الجميع و لا يتدخلون بالشؤون اللبنانية لا من قريب و لا من بعيد الا ما يتعلق بالخدمات الضرورية للاجئين .

فلماذا هذه النغمة التي تتنقل من مكان الى مكان و من وزير الى نائب و من حزب الى حزب و من طائفة الى طائفة ، لماذا هذا الانهيار الاخلاقي المبني على الكذب . هم يعلمون علم اليقين ان الفلسطيني ليس مسؤولا عن مشكلاتهم فلماذا يستخدم اللاجئ الفلسطيني دائما و يتم وضعه على رأس القائمة ؟ انها ليست العنصرية وحدها بل هي الصهينة ، هذه حقيقة يجب ان يدركها كل مواطن شريف حر في الوطن العربي . يراد لهذه الامة ان تبتلع من قبل  الصهاينة و هذا لن يكون الا بمساعدة ادواتهم و معهم الجهلة الذين يتبعون اسيادهم على غير هدى . ان الذي يستهدف القضية الفلسطينية و شعبها المكافح في هذه المرحلة التطبيعية انما يعمل بشكل مباشر او غير مباشر في المسار الذي يخدم اهداف المشروع الصهيوني في تصفية القضية الفلسطينية .

ماهر الصديق
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف