الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لقد نجح الجميع و فشلنا نحن بقلم:سعيد محمد الكحلوت

تاريخ النشر : 2020-07-13
لقد نجح الجميع و فشلنا نحن بقلم:سعيد محمد الكحلوت
لقد نجح الجميع و فشلنا نحن :
سعيد محمد الكحلوت 

كاتب فلسطيني

نجحتْ التوجيهي في إدخال السرور من أوسع أبوابه و وجدنا انفسنا غارقين في فرح عابر  ،  اذ أن  الفرح  صار عزيزاً و بخيلا في هذه الرقعة التي تتناوب عليها الخُطوب تناوبَ الليل و النهار. 

لكن  فرحاً كهذا الذي اشتعلت السماء بالمفرقعات لأجله ، و امتلئت به صفاحتنا الفيس بوكية ، ليس إلا فرحاً فردياً   ،  هذا لأن أنس  و ديما و محمد و مُنيف و فِراس و آية  فرحوا لأنهم وحدهم أصحاب هذا الإنجاز .

   حتى الطالبة صاحبة معدل 99 و أعشار لم يشاركها أحد في صناعة النجاح اذ كانت تقارع مرارة العيش  بيدها المجردة إلا من العزيمة  ، و تقف وحيدة تحت الأمطار   اذ تغرق غرفتها المشتركة مع سكان البيت الآخرين و حاجيتهم  و تحترق و اياهم صيفاً ، ولولا أنها انتصرتْ في حربها  لما علمنا  بهذه المعركة الفردية المباركة .

اذن سيكمل هؤلاء  الناجحون مشوار الدراسة و بشكل فردي أيضاً سيخوضون معارك جديدة أبسط تلك المعارك و أقربها  بعد أيام معركتهم  مع الجامعات و أشباه الجامعات اذ تزين لهم تخصصات تغرق السوق الغارق أصلا بمزيد من أكوام خريجين أمثالهم  استدان بعض ذويهم و باع بعضهم أثاث بيته ليدفع الأقساط الجامعية .

ثم سينضم بعد بضع سنين أبطال فرحة اليوم إلى سلسلة البطالة التي تلتف حول عنق المجتمع،  فتضاعف أمراضه الموجودة من فقر و حرمان و طلاق و عنف أسري و إدمان و هجرة  و تطرف في مواجهة الآخر  و عمالة و ما خفي أعظم.

هذا النجاح الذي سالت له دموع الآباء قبل الأمهات يجب أن يقابل باعتراف شجاع من قبل من قرر أن يصير قطبان  للسفينة و التوقف عن تكرار أن المجتمع شاشة بيضاء و أن كل شىء على ما يرام .

فنظرة عابرة للوضع العام كفيلة بأن نعلم أننا لسنا على ما يرام و أن الشاشة البيضاء لم تعد شاشة أصلا .

لكي ننجح كما نجح هؤلاء الفتية اليوم يجب أن نعترف انه قد نجح الأفراد و فشلتْ ال "نحن " .

  فشلنا جميعاً في أن نعترف أن غيوم الخيبة ما زالت كبيرة و سوداء و ما زالت تمطرنا كل يوم بمزيد من الإخفاقات التي يجتر بعضها بعضا، ثم تصير سدودا منيعة في طريق التحرير و العودة و بناء الدولة ، فالعقول التي بات أكبر همها  تلبية الاحتياجات الأساسية و ترواح في الدرجة الأولى من سلم الحاجات الانسانية لن تكون قادرة على التفكير لا بالقدس و لا بالعودة  .

فالبتزامن  مع اعلان نتائج امتحانات  الثانوية العامة ، كان جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني يعرض ورقة عمل بمناسبة اليوم العالمي للسكان .

  أذكر سريعاً هنا بعض منها  :  بلغ معدل كثافة السكان هنا 5,453 نسمة لكل كيلو متر مربع و هو الأعلى عالمياً ،  يعاني أكثر من 52 % منهم من البطالة. في حين بلغت نسبة الآمنين غذائياً منهم  فقط ٣٠% ، اذ أن 83.3 % منهم يرزحون تحت خط الفقر المدقع _ و لمن لا يعرف هذا الخط اللعين فهو 1900 شيقل لأسرة مكونة من أب و أم و ثلاث أطفال _  .

 و قد تراجع  متوسط الانفاق الشهري للفرد الواحد بحوالي 17% عن العام 2011 . أما المياه الصالحة للشرب الآدمي وفق معايير الجودة العالمية و التنمية المستدامة فقد حصلت على 11% .

في حين حصل جميع أبناء أصدقائي تقريباً على معدلات تجاوزت 85% .

لقد نجح الجميع و فشلنا نحن .. حظاً أوفر لنا .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف