الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سراب العدالة بقلم:ولاء العاني

تاريخ النشر : 2020-07-13
سراب العدالة بقلم:ولاء العاني
بسم الله الرحمن الرحيم

سراب العدالة

ولاء العاني

كانت تُسابق الخطى إلى المطار لانها لم تعد تطيق الإنتظار ...

بعد أن وصلتها رسالة زوجها الهارب مع أطفالها إلى جهة مجهولة لانها لم تكن تسمع عنهم شيئا ولم يعينها اهله رغم توسلاتها لانهم كانوا متفقين على كلمة واحدة . الكل عند سؤاله يقول :

لااعلم ؟

جلست متوترة في قاعة الإنتظار وهي تعدُ الثواني وتجهز نفسها للقاءٍ كانت تحلُم به منذ سنين طوال . قد لا يتعرف عليها أبناءها . ماذا تراه أخبرهم وبماذا حدثهم عني ؟ وجدت نفسها تقف فجأة لتنظر في المرآة . هل ابدو جميلة ؟ ... نعم نعم سيكونوا سعداء ولابد انهم كبروا الان فالصغرى اصبح عمرها احد عشر عاما والوسطى ثلاث عشر والكبير ستة عشر . كانت تكرر كلمة عشرة . عشرة . عشرة ...

حتى قاطعها أبوها وقال لها : اهدئي حبيبتي وفكري بالايام القادمة وليس بالسنين الصادمة . دعيها تكون دافعا لك حتى تكوني قوية ومتماسكة لأجل الاولاد ! .

قوية ومتماسكة ؟ ما الذي تعرفه ابي ولم تخبرني به ؟

لا شي ... دعينا نستعد فالطائرة على وشك الوصول .

خفق قلبها بشدة حتى شعرت انها قد يغمى عليها فقد صارت الثواني سنوات . لاحظت حركة غريبة ولم تكن تسمع سوى ( لكن خدمة المطار عندهم جيدة ) ثم شاهدت من بعيد سيارة إسعاف متوقفة لم تعرها اهتماماً .

وبدأت تسأل اين اولادي ؟

خرج طاقم طبي يحملون رجلا على نقالة وحوله ثلاثة صبيان مُمسكين بيديه . توجهوا إلى قسم الأختام والجوازات ثم خرجوا فنادى أحدهم بإسمها . ذهبت دون أن تفهم شي ...

قال : اقتربي سيدتي ووقعي باستلام اولادك . وهذا السيد يريد ان يقول لك شئ !!! ... قالت : من هذا ؟

اجابها بصوت متقطع : زوجك ولا املك الا ان اقول لك انا اسف . تعب من الكلام ثم عاد ليقول : خرجت من البلد بعد أن تراكمت عليَّ المشاكل المادية والديون ثم وصل بي الأمر الى ارتكاب الجريمة حيث قتلت أحدهم . دفعته بعصبية فسقط ومات ...

قاطعته ولكن !

لكنه قال لها : من فضلك لم يعد ينفع الكلام فقد اصبت بمرض خطير ولا اريد ان يبقى اولادي وحيدين . ليس لدي في الحياة إلا أشهر . هم أمانة اعيدها اليك وفي الحقيبة الصغيرة بعض النقود ومذكرة سجلت فيها كل شيء عن تفاصيل حياتنا لتكوني معهم خطوة بخطوة ...

ترفقي بهم فقد قلت لهم انك رفضت المجئ معنا حتى حصل ما حصل . قد تحتاجي الى بعض الوقت لتتعودي عليهم فهم في حالة صدمة فقد انهارت صورة الأب المثالي في نفوسهم ليسامحوني . أريدك ان تصفحي عني . حاولت أن تسكته ...

فقال لها : دعيني من فضلك . المسؤولية عليك ثقيلة . لكنني واثق من قدرتك عليها . عديني انك ستعتني بهم ليس من اجلي فقط . لا ذنب لهم بما حصل . ثم غاب عن الوعي في الطريق إلى المستشفى لانها رافقته واستمعت لكل ما قاله بحرص شديد وفي غرفة العناية المركزة كانت تزوره وتجلس قربه لساعات حتى يفتح عينيه ويلوح لها بيديه ثم يغيب عن الوعي .

لم يستمر على حاله فغادرهم الى العالم الاخر حيث كلا ياخذ ما له ويدفع ما عليه ... وهذه احدى صور الحياة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف