الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حكمة اللقاء بقلم:إيمى الأشقر

تاريخ النشر : 2020-07-13
حكمة اللقاء
قصة قصيرة

بقلم / إيمى الأشقر

ودائما البدايات تكون جميلة بجمال الوهم المُرتدي ثوب الحلم وعلي حسب الواهم وقدرته على الإبداع والتفنن وإتقان رسم الخطوط والألوان ولكن النهايات تكون قبيحه بقباحة الحقيقة ودرجة وقاحة الوجوه بعد سقوط الأقنعة الزائفة ذات الملامح الرقيقة الحالمة والصفات المثالية الراقية .. وكانت هذه الكلمات هي أخر كلمات قالتها العاشقة العائدة من رحلة وهم طالت مدتها وأهلكت من عمرها سنوات ,سنوات مفعمة بالهوى والعشق بالشد والجذب بالغيرة والشوق بالراحة والقلق سنوات لم تمر مرور الكرام بل مرت ثقيلة فوق عاتقها وكل لحظة بها كانت تدب فوق رأسها دبيب الموت فالخوف كان يقتلها كل لحظة ويحطم كيانها كله ويزهق روحها حينما يأتي في ذهنها فكرة أن القدر ربما يجعل نصيبها في رجل آخر غير الرجل الذي تحبه وحبه يسرى في دمها وينبض به قلبها وتحيا به روحها الرقيقة الحالمة
وبعد مرور تلك السنوات وقفت بكل قوتها ونظرت إلى حاضرها واستندت بيدها اليمنى على مقعدها الباهت الساكن في مكانه لايتحرك منذ سنوات , ونظرت امامها نظرة قوية تغلغلت في السنوات الماضية فرأت ماجلعها تندفع بكل قوتها إلى كهف الحقيقة فوجدت سنوات عمرها الماضية التي مرت في الحب والعشق وجدت أنها مرت في سراب ودققت النظر بشدة لتتمكن من الرؤية بوضوح أكثر

فوجدت من حبيبها الذي عشقته نسختان أحدهما تقف على اليمين والثانية تقف على اليسار داخل كهف الحقيقة المظلم البعيد الذي يخيم عليه الوهم والجو الساحر الذي يجعل أي انسان يقع فى التيه والغفله وكأنه بين الصحو والغفلة وانتباتها الدهشة وأخذت تقارن بين النسختين لتتأكد من انها ترى الحقيقة بكل موضوعيه وان الذى تراه ليس حلما او لحظة غفلة

فرأت حبيبها فى نسخته التى تقف على اليمين بملامح رقيقه حالمه ونظرة عين صافية ,يداه مبسوطتان و يمد يده اليها ليعطيها كل الخير واذا بكت ضمها بكل حنانه بين ذراعيه ليحميها من كل البشر , معه احلام كثيرة هى ايضا تحلم بها ومعه قدرة تجعله يحقق لها كل احلامها ويأخذها من عالم الاحلام لتكن واقعا , وجدت احضانه واسعه تفيض بالحنان والرغبة فى العطاء وجدت قلبه نابضا بكل انواع الحب والعطاء فنبضات قلبه تتغنى بلغات كثيرة, لغة الاب المُحملة بالعطاء بلا مقابل , لغة الأخ التى تشع خوف وحرص على شقيقته وحبيبته , لغة الصديق الذى دوما يوجد وقت الضيق , لغة الحبيب الذى لايريد شىء من الدنيا سوى ان يرى حبيبته سعيدة والابتسامه لاتفارق وجهها , لغة العاشق الذى لايرى سوى معشوقته ولايعرف شىء يسمى انانية بل حبيبته هى نفسه وهى روحه وهى الجسد الأخر الذى يحمل نصف روحه الأخر انه انسان يرتدى ثوب العطاء ولايبخل ابدا باى شكل من الاشكال ولاباى لغه من اللغات وقتما تحتاجه تجده بجوارها الحضن الواسع الفياض الذى يفيض بالحب والحنان فلايوجد للجفاء متسع فى ثوبه الفضفاض
ثم استدارت ونظرت على يسارها لتحدد ما الفرق بين النسخة التي تقف على اليمين والنسخة التي تقف على اليسار
ودققت النظر وتركت نظرتها الحالمة العاشقة بعيدا واستبدلتها بنظرة إنسانه موضوعية تنظر بعين المنطق لا بعين العاشقة .. وانتابتها الدهشة والذهول والحزن وخيبة الأمل حينما رأت ما لم تكون تريد أن تراه .. إنها رأت شيء عجيب وقد سقط من عليه ثوب المثالية والتميز ووجهه غابت عنه الرقة والعذوبة ويداه مغلولتان بشدة وذراعيه يضم كل منهم الأخر وكأنه يريد أن يقول لها .. ليس لكِ مكان بين ذراعي وفي حضني , أنها رأت أمامها بحر جف ماؤه بعد أن كان كثير العطاء والخير كلما رأى نظرة احتياج له في عينيها أدار وجهه عنها وإذا عاتبته يرتدى قناع المظلوم ويرد عليها باللوم رافعا رأيه مكتوبة عليها ..لا احتواء لكِ بعد اليوم , وما هذا اليوم وماذا حدث به ليكن هذا شعاره بعد ذاك اليوم ؟ أنه اليوم الذي حقق فيه هدفه ونال فيه غرضه وامتلك قلبها في قبضة يده وباحت له عن احتياجها لقلبه واطمئن وهدئ باله وبعدها قرر نهاية العطاء وبدأ مرحلة الأخذ بلا عطاء
وتعجبت وتعجبت وفوق التعجب جاءت الحسرة والندم وخيبة الأمل لتجلس وتتربع وتندب حالها على تغير الحال من حال إلى حال أن البحر جف ماؤه والحضن الواسع اغلق أبوابه واليد المبسوطة غلت ومنبع الحنان جف وكل الناس الذين اجتمعوا في قلب شخص واحد لم يعد لهم وجود ذهبوا كما ذهبت سنوات عمرها هباء

أدارت رأسها وأخذت تدور معها بكل جسدها وتاهت روحها وخفق قلبها بنبضات صاخبة وكأنها طبول الإنذار وأخذت تدور مع دوامة الدهشة وعلي يمينها حبيبها المُقنع وعلي يسارها النسخة الثانية منه بلا قناع وأخذوا يدورون حولها وأحدهما مبتسم اِبتسامة رقيقة والآخر مبتسم ابتسامة خبيثة وهي تدور وتدور بينهم وصوت روحها يحاصرها بالتساؤلات ونفسها تكاد تسقط من شدة قسوة الموقف ولكن جاء صوت عقلها الراجح من بعيد يناديها والتقطها وجذبها بعيدا قبل أن تسقطها التساؤلات فى بئر الحيرة الذى نهايته الغضب والإعتراض على القدر وإتهامه بأنه ظالم وقال لها

انظرى الى الجانب الإيجابى من القصة انظرى الى الدرس الذى ارسله اليكِ القدر لتتعلميه وتُعلميه لم بعدك .. إن القدر أراد أن يعلمكِ أن الحبيب لن يكون أبدا اب لكِ لان الأب يعطى بلا حساب وبلا مقابل أما الحبيب فهو يعطى ليأخذ وإن لم يجد مايخؤذه لن يعطى أبدا , وكذلك الأخ أيضا حبه لشقيقته حب بالفطرة بلا مقابل وبلا أسباب , أما الصديق فنحن في عالم لايجتمع فيه الحب مع الإحساس بالنقص والصديق إذا وجد في صديقه مالايوجد فيه او لديه يكرهه ويبتعد عنه ولذلك لم يعد هناك شىء اسمه الصداقه الا بين الاشخاص الذين يحملون نفس الصفات وليس بينهم اختلاف وبالتالى ليس هناك احساس بالنقص عند احدهم تجاه الاخر , اما الحبيب الذى كان بحر من العطاء عندما كان يريدك ان تعرفى انه يحبك وجف هذا البحر بعد ان امتلك قلبك .. إنه لم يكن حبيب منذ البداية أنه كان ينسج حولك خيوط الوهم لتقعي في حبه ويمتلك قلبك وبمجرد أن حقق هدفه وبلغ غايته أصبح ليس هناك أي دافع ليتعامل معكِ بعطاء فلقد انتهت الخطة بامتلاكه قلبك
استمعت إلى صوت عقلها الراجح واقتنعت بتحليله للقصة ولكن انتابتها الحيرة من جديد وقالت له ... ولماذا ألقاه القدر فى طريقي ولماذا كان اللقاء ؟ طالما أن النهاية عذاب وندم وضياع لسنوات العمر فلم يكن هناك أي داعي للقاء من البداية ؟

فابتسم العقل المؤمن بقضاء الله وقدره والذي يعي جيدا أن كل شيء من القدر يحمل في أعماقه خير وإن كان في الظاهر شر وان القدر هدفه تلقينها درسا يفيدها مدى الحياة ثم قال لها ... يا حبيبتي لتنظري إلى الأمور بهذه السطحية ولتنظري إلى وقاحة الحقيقة وألم الفراق بل انظري إلى .. حكمة اللقاء

فالحكمة من اللقاء هو أن تعي الدرس وَتُدْرِك معناه جيدا لتصبحى صاحبة خبرة في الحياة وتجيدى التميز بين الأمور وتصنيف الأحاسيس والمشاعر التي تشبه الحب ولكنها ليست لها علاقة به وأيضا بين المشاعر الفطرية مثل مشاعر الأب والأخ وبين المشاعر بين الرجل والمرأة والتي لا يمكن أن تتماثل أبدا ولا تقعي في هذا الخطأ مرة ثانية بل وتعلميه لمن اضغر منكِ ولمن يطلب منكِ النصيحه والتوجيه , ولذلك لاتثورى على القدر وتعترضى على النهاية وعلى البداية بل تذكرى دائما ... الحكمة من اللقاء .
إيمى الأشقر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف