آيا صوفيا وخبير الرياء
أحياناً نتجنب الأحاديث التي تسبب الحساسية الفكرية والذهنية، وتأخذ البعض نحو تفسيرات معينة تستغل فيها الانتماءات على حساب المنطقية والممارسة الأدبية والسلوكيات الأخلاقية. ولا شك أن قصة تأييد قرار أردوغان في تحويل آيا صوفيا إلى مسجد بعد أن مرره عبر أروقة المحاكم فيها ما فيها من الأهداف السياسية التي ليست لها علاقة بالتوجه الديني المستغل شعبياً، حتى أنه حاول استغلال ذلك في الإشارة إلى الخطوة التالية بعد آيا صوفيا وهي المسجد الأقصى، وقد أصابتني هذه الخطوة وهذا التصريح بهستيريا الضحك؛ لأن القائل خبير في الرياء، وفي ممارسة اللعب بمشاعر الناس على وتر الانتماءات الدينية. ومن وجهة نظري المتواضعة أن خسارة معلم تاريخي وبناء فريد، وقصة ملفتة وكل ما تحمله من حضارة وثقافة أمر غير مستوعب أدبياً وأخلاقياً وفكرياً، ولعل المحافظة عليه وعلى محتوياته كان أمراً بالغ الأهمية بدلاً من تحويله إلى مسجد، وتغطية محتوياته ولوحاته وطبيعة بناءه بوسائل متقدمة لإخفاء تاريخ وحضارة مهما اختلفنا أو اتفقنا معها! فالقصة ليست في مسجد، والقدرة متوفرة لبناء عشر مساجد بدلاً عنه، إنما القصة في ظهور آخر لخبير الرياء الذي يقول على لسانه ما يخفيه الباطن وما يفكر به العقل! لذلك بجب أن لا ننجر نحو المربع الذي ينصبه ويشيده أردوغان بحجة أنه حامي ديار المسلمين، والقائد الذي سيعيد للإسلام مكانته! ويجب أن يدرك كل متابع أن أردوغان مجرد أداة تعبث في عالمنا العربي من سوريا إلى ليبيا مرورا بمصر، وكل ما يريده هو في عودة تثبيت وثبات العثمانيين من جديد، وخلق مكانة لهم اقليمياً ودولياً من أجل تغييب كامل للتأثير العربي، وللأسف لقد ساهم العرب في مساره وأهدافه؛ بسبب غباءهم من جهة وتعلقهم بسياسات مرتبطة بالأمريكان الذين هم سعداء بمسار أردوغان وإن أظهروا عكس ذلك! وما يزيد الطين بلة، وجود عرب يلهثون نحو التطبيع مع إسرائيل، وهم لا يعلمون بأن أردوغان سبقهم إلى ذلك، ولكن بطرق مختلفة. وفي حقيقة الأمر لست مؤيدة لخطوة أردوغان وقرار المحكمة المسير، والأمر ليس له علاقة بالإسلام كما يحاول مرضى الفكر من إظهار ذلك! كما ليس له علاقة نهائياً لا بفلسطين ولا بالمسجد الأقصى كما يقول بلغة، ولا يذكره بلغة أخرى! وتجدر الإشارة هنا أن المسلمين الحقيقيين هم من حافظوا على الكنائس، ومنحوها الحصانة، ووفروا لها سبل البقاء والاستمرار على عكس ما يقوم به أردوغان الذي قد يكون يوفر حجج للصهاينة لتغيير معالم معينة في فلسطين! وفي النهاية فإن القرار وباطنه، وما حدث من تمرير أيضاً لصراع الحضارات والاعتداء على مكوناتها فرصة للآخرين بأن يفعلوا ما يشبه ما فعله أردوغان في قصة آيا صوفيا وخبير الرياء.
كاتم الصوت: قبل أن تحدد رأيك، اقرأ التاريخ أولاً، وافتح صفحة الإخوان مع أردوغان ثانياً، ولا تنسى أن تعبر على علاقة تركيا الحقيقية مع إسرائيل ثالثاً.
كلام في سرك: مع اختلاف الزمان والمكان يمكن أن نعبر دون كلام اعتراض على ما حدث مع كنيسة يوحنا المعمدان (الجامع الأموي) في دمشق! وما حدث لكنيسة القليس في اليمن (أخذ أبوابها وعمدانها)! لكن في زماننا الحالي لا يمكن القبول بسلوكيات تشبه السلوكيات الصهيونية!
أحياناً نتجنب الأحاديث التي تسبب الحساسية الفكرية والذهنية، وتأخذ البعض نحو تفسيرات معينة تستغل فيها الانتماءات على حساب المنطقية والممارسة الأدبية والسلوكيات الأخلاقية. ولا شك أن قصة تأييد قرار أردوغان في تحويل آيا صوفيا إلى مسجد بعد أن مرره عبر أروقة المحاكم فيها ما فيها من الأهداف السياسية التي ليست لها علاقة بالتوجه الديني المستغل شعبياً، حتى أنه حاول استغلال ذلك في الإشارة إلى الخطوة التالية بعد آيا صوفيا وهي المسجد الأقصى، وقد أصابتني هذه الخطوة وهذا التصريح بهستيريا الضحك؛ لأن القائل خبير في الرياء، وفي ممارسة اللعب بمشاعر الناس على وتر الانتماءات الدينية. ومن وجهة نظري المتواضعة أن خسارة معلم تاريخي وبناء فريد، وقصة ملفتة وكل ما تحمله من حضارة وثقافة أمر غير مستوعب أدبياً وأخلاقياً وفكرياً، ولعل المحافظة عليه وعلى محتوياته كان أمراً بالغ الأهمية بدلاً من تحويله إلى مسجد، وتغطية محتوياته ولوحاته وطبيعة بناءه بوسائل متقدمة لإخفاء تاريخ وحضارة مهما اختلفنا أو اتفقنا معها! فالقصة ليست في مسجد، والقدرة متوفرة لبناء عشر مساجد بدلاً عنه، إنما القصة في ظهور آخر لخبير الرياء الذي يقول على لسانه ما يخفيه الباطن وما يفكر به العقل! لذلك بجب أن لا ننجر نحو المربع الذي ينصبه ويشيده أردوغان بحجة أنه حامي ديار المسلمين، والقائد الذي سيعيد للإسلام مكانته! ويجب أن يدرك كل متابع أن أردوغان مجرد أداة تعبث في عالمنا العربي من سوريا إلى ليبيا مرورا بمصر، وكل ما يريده هو في عودة تثبيت وثبات العثمانيين من جديد، وخلق مكانة لهم اقليمياً ودولياً من أجل تغييب كامل للتأثير العربي، وللأسف لقد ساهم العرب في مساره وأهدافه؛ بسبب غباءهم من جهة وتعلقهم بسياسات مرتبطة بالأمريكان الذين هم سعداء بمسار أردوغان وإن أظهروا عكس ذلك! وما يزيد الطين بلة، وجود عرب يلهثون نحو التطبيع مع إسرائيل، وهم لا يعلمون بأن أردوغان سبقهم إلى ذلك، ولكن بطرق مختلفة. وفي حقيقة الأمر لست مؤيدة لخطوة أردوغان وقرار المحكمة المسير، والأمر ليس له علاقة بالإسلام كما يحاول مرضى الفكر من إظهار ذلك! كما ليس له علاقة نهائياً لا بفلسطين ولا بالمسجد الأقصى كما يقول بلغة، ولا يذكره بلغة أخرى! وتجدر الإشارة هنا أن المسلمين الحقيقيين هم من حافظوا على الكنائس، ومنحوها الحصانة، ووفروا لها سبل البقاء والاستمرار على عكس ما يقوم به أردوغان الذي قد يكون يوفر حجج للصهاينة لتغيير معالم معينة في فلسطين! وفي النهاية فإن القرار وباطنه، وما حدث من تمرير أيضاً لصراع الحضارات والاعتداء على مكوناتها فرصة للآخرين بأن يفعلوا ما يشبه ما فعله أردوغان في قصة آيا صوفيا وخبير الرياء.
كاتم الصوت: قبل أن تحدد رأيك، اقرأ التاريخ أولاً، وافتح صفحة الإخوان مع أردوغان ثانياً، ولا تنسى أن تعبر على علاقة تركيا الحقيقية مع إسرائيل ثالثاً.
كلام في سرك: مع اختلاف الزمان والمكان يمكن أن نعبر دون كلام اعتراض على ما حدث مع كنيسة يوحنا المعمدان (الجامع الأموي) في دمشق! وما حدث لكنيسة القليس في اليمن (أخذ أبوابها وعمدانها)! لكن في زماننا الحالي لا يمكن القبول بسلوكيات تشبه السلوكيات الصهيونية!