الأخبار
2024/5/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أولاً: مفهوم الصدق عند فحول الشعراء العرب (1من 2) بقلم: مجدي شلبي

تاريخ النشر : 2020-07-08
أولاً: مفهوم الصدق عند فحول الشعراء العرب (1من 2)  بقلم: مجدي شلبي
الصدق والكذب في ميزان الضمائر الحية لفحول الشعراء العرب (2 من 2)
أولا: مفهوم الصدق عند فحول الشعراء العرب (1من 2)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على غرار ندواتنا الشعرية السابقة؛ أبدأ باستقبال ضيوفنا الأعزاء؛ فها هو الشاعر أحمد محرم قد حضر حضورا (افتراضيا) من القاهرة، مرورا بمسقط رأسه (إبيا الحمراء ـ مركز الدلنجات ـ محافظة البحيرة)، ويقوم الآن بدعوة أصدقائه من مختلف العصور والأماكن:
هلموا يا (فحول الشعر) نسعى *** عسى الزمن الذي ولى يعود
هلموا فارفعوه منار صدق *** يفيض شعاعه شرفا ومجدا
ـ فيجيبه الشاعر الفرزدق؛ ملبيا:
أتَيْنَاكَ زُوّاراً، وَوَفْداً، وَشَامَةً، *** لخالك خالِ الصّدقِ مُجدٍ وَنافِعِ
ـ فيرحب الشاعر جبران خليل جبران بالحاضرين:
مصر فخور بأن حللتم *** محل صدق في هؤلاء
وكمال الجمال من كل وجه *** أن يرى في الوجوه صدق المرائي
نياتهم نيات صدق *** تأنف المجد الكذابا
وتراءى فيه بمرآة صدق *** مصر ذات الإكرام والإجلال
ـ فيلمح الشاعر ابن دارج القسطلي الشاعر عمر ابن أبي ربيعة قادما؛ فيقول له:
هلم إلى حيث يؤوى الغريب...
ـ فيرد عليه الشاعر عمر ابن أبي ربيعة (يامن):
جلستْ مجلسَ صدقٍ *** جَمَعَتْ حُسْناً وَطيبا
ـ فيقول علي بن أبي طالب:
وَكُنْ لِلْعِلْمِ ذا طَلَبٍ وَبَحْثٍ *** وناقش في الحلال وفي الحرام
ـ فيومئ الشاعر أحمد محرم برأسه إيجابا، مشيرا إلى علاقة الصدق (موضوع ندوتنا) بالإيمان؛ فيقول:
تعلموا الصدق والإيمان وارتدعوا *** إن كان يعجبكم صدق وإيمان
ـ فيتوقف الشاعر حسان بن ثابت عند عبارة (تعلموا الصدق...)؛ فيضيف:
إمامٌ لهمْ يهديهمُ الحقَّ جاهداً، *** معلمُ صدقٍ، إنْ يطيعوهُ يسعدوا
ـ ويقول الشاعر أبو العتاهية:
منْ صدقَ اللهَ علاَ *** من طلبَ العلمَ علمْ
ـ فيقول الشاعر كثير عزة:
بَصَائِرُ رُشْدٍ للفَتى مُسْتَبينَة ٌ *** وأخلاقُ صدقٍ علمُها بالتَّعلُّمِ
ـ فيوضح الشاعر أحمد شوقي أن تعلم الصدق بالنصح، ينبغي أن يكون (بالمختصر المفيد)؛ فيقول:
قلْ للبنين مقالَ صدقٍ، واقْتَصِدْ *** ذَرْعُ الشباب يضيق بالنَّصّاحِ
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
صدق النصيحة خير ما *** يهدي المشيب إلى الشباب
أراني صدق ما قالوه *** عن علم وعن خبر
فقد الشيوخ خطيب صدق همه *** تمكين حق لا اهتزاز منابر
ويرى من المزري تكلف سيد *** في يوم صدق أن يقول كذابا
ـ ويؤكد الشاعر البحتري على ضرورة أن تكون القدوة بالأفعال:
آباءُ صِدْقٍ قَوّمُوا بِفَعالِهِمْ *** صَعَرَ الزّمانِ، وكان غيرَ مُقَوَّمِ
ـ فيشير الشاعر ابن الرومي إلى ضرورة الاهتمام بصدق النصح، وفضل المشورة:
وما زال صدقُ المستشير معاوناً *** على الرأي لُبَّ المستشار المحازِبِ
بصِحة ِ آراءٍ ويُمْنِ نَقائبِ *** وما زال صدقُ المستشير معاوِناً
فَكِّرْ لَقيتَ الرشْدَ فيَّ فلم يزل *** لك رأيُ صدقٍ في الأمور مسدَّدُ
ـ فيرى الشاعر جبران خليل جبران أن التماس العذر لذلة الصادق أمر واجب؛ فيقول:
صادق الوعد صدق حر ولكن *** قد يرى وهو مخلف الإيعاد
ـ فيعترض الشاعر أبو فراس الحمداني؛ مؤكدا على حقيقة أن الصدق لا ينبغي أن تشوبه شائبة:
ألْحَظُ أحْوَالَ الزّمَانِ بِمُقْلَة ٍ *** بها الصدقُ صدقٌ والكذابُ كذابُ
ـ فيقول الشاعر البرعي:
كلُّ منْ فيِ مقامِ صدقٍ صديقيِ *** و فريقُ الموحدينَ فريقيِ
ـ (ولكن البعد جفا) كما يقول الشاعر الواواء الدمشقي:
صَدِيقُ صِدْقٍ أَطَالَ غُرْبَتَهُ *** أعرفهُ تارة ً وأنكرهُ
ـ فيقول الشاعر الشاب الظريف:
وَلِي فِيكَ بَيْنَ القُرْبِ والبُعْدِ مَشْهدٌ *** يريني صدقَ الهجرِ في كذبِ السِّرِّ
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
فيا كذب اللقاءِ وقد تلاقى *** خيالانا ويا صدق الفراقِ
ـ ولأن لأهل الصدق علامات يتميزون بها؛ يقول الشاعر عماد الدين الأصبهاني:
وإخوان صدق للصداقة بيننا *** صفاء صدور طهروها من الغل
ـ فيوضح الشاعر حسان بن ثابت أن (صفاء الصدور لا يعني الضعف والاستكانة)؛ فيقول:
فِتْيَانُ صِدْقٍ، كاللّيوثِ، مَسَاعِرٌ، *** مَنْ يَلقَهُمْ يوْمَ الهِيَاجِ يُعَرِّدِ
ـ ويقول الشاعر أبو نواس:
و القومُ إخوانُ صدْقٍ بينهم نسبٌ *** من الموَدّة ِ ما يرْقَى له نسَبُ
واخترْتُ إخوَة َ صِدْقٍ *** من خيرِ هذي العِبادِ
ـ ويضيف الشاعر ابن زريق البغدادي صفة (صدق العهود)؛ فيقول:
مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ *** كَما لَهُ عَهدُ صِدقٍ لا أُضَيِّعُهُ
ـ ومن صدق العهود إلى صدق الغرام؛ يقول الشاعر جبران خليل جبران:
وقد ختما هذي العهود بقبلة *** وأكدها صدق الغرام بمدمع
ـ ويقول الشاعر أبو تمام:
ولِذاكَ قِيلَ مِنَ الظُّنُونِ جَلِيَّة ٌ *** صِدْقٌ وفي بعضِ القُلُوبِ عُيُونُ
ـ ويقول الشاعر الشاب الظريف:
كم رُمتُ لولا اشتياقي ان تُباعدني *** لكي ترى صدق ودّي بعد تجريبي
ـ فيقول الشاعر أبو فراس الحمداني:
فإنْ أنا لمْ أمنحكَ صدقَ مودتي *** فَمَا لي إلى المَجدِ المُؤثَّلِ من عُذْرِ
ـ هنا يبادر الشاعر مهيار الديلمي للحديث عن صدق القول وحفظ الأمانة؛ فيقول:
منْ ناقلٍ صدقَ الحديثِ معوَّدٍ *** حفظَ الأمانة َ للصَّديقِ المودعِ
ـ فيؤكد الشاعر عروة بن أذينة على أن (من الصدق صون العرض والإكرام)؛ فيقول:
إني امروءٌ من عشيرة ٍ صدقٍ *** أَصوُنُ أَعْراضَها وأُكْرِمُها
ـ فيحييه الشاعر أحمد محرم، ويضيف (أن ثروة الإنسان الحقيقية تكمن في الأمانة والصدق)؛ فيقول:
وما ملكت يدي في الدهر إلا *** يراع أمانة ٍ ولسان صدق
ـ فيؤكد الشاعر عروة بن حزام (على أن من علامات الصدق نصح الصديق):
معي صاحبا صِدْقٍ إذَا مِلْتُ مَيْلَة ً *** وكانَ بدفّتي نضوتي عدلاني
ـ فيقول الشاعر ابن دارج القسطلي:
فناطق صدق عنك بالصدق والنهى *** وشاهد عدل فيك بالعدل والبر
ـ فيضيف الشاعر أحمد محرم:
لسان صدق وراو غير متهم *** العدل إن ذم والإنصاف إن مدحا
ـ فيعبر الشاعر ابن الرومي عما قدمه من شهادة عدل وصدق:
فقلت لهم كذبٌ مديحي فيكُمُ *** وهجوي لكم صدقٌ وللصدق رونقُ
ـ فيحييه الشاعر أبوالعلاء المعري؛ قائلا:
لا تَحلِفَنّ على صِدقٍ ولا كَذِبٍ، *** فما يُفيدُكَ، إلاّ المأثمَ، الحَلِف
ـ ويضيف علي بن أبي طالب:
و دع الكذب فلا يكن لك صاحباً *** إِنّ الكذوب لَبِئْسَ خِلٌّ يُصْحَبُ
ـ فيسخر الشاعر البحتري ممن يأنف من الصدق؛ فيقول على لسانه:
إن كان صدق الحديث يحزنني *** فعاطني ما يسر من كذبه
ـ فينبري الشاعر ابن الرومي؛ قائلا:
إذا كذَب الناسُ أو كُذِّبوا *** لدى القولِ والفعل يوماً صدقْ
صَدْقٌ إذ ما حَمِس الخصامُ *** لولاه أضحتْ تُعبدُ الأصنامُ
وإن كان ذنباً صِدقُ وُدِّي فإنني *** مُصِرٌّ وإن عافانيَ الصَّفح والغُفر
ـ فيقول الشاعر ابن القيسراني:
وأرخص شوقي في الهوى صدق خلتي *** ويهدي النفاق من أراد التنفقا
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
وأحسَنُ من مدحِ امرىء الصّدق كاذباً *** بما ليسَ فيهِ، رميُهُ بالمَشاتم
(تكرم بالاطلاع على مقالي السابق بعنوان: بوح فحول الشعراء بالمدح والهجاء على الرابط التالي:

ـ فيصف الشاعر أبو الشمقمق هؤلاء الذين يبغون نفاقا؛ فيقول:
الصِّدْقُ في أفْوَاهِهِمْ عَلْقَمٌ *** والإفكُ مثلُ العسلِ الماذي
ـ ويضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس عن كراهية البعض للصدق؛ فيقول:
وقالوا وما في القول لسامع *** وإنْ جَدَعَ الصّدقُ الأُنوفَ وأرغما
مَنَعَ الصدقُ أكاذيبَ العدى *** فإذا خاضوا بها خاضوا عنادا
ـ فيضيف الشاعر أحمد محرم؛ متهكما:
يا صادق العهد فيما تدعي فئة ٌ *** الذئب أصدق عهداً منك للضان
ـ فيقول الشاعر المتنبي:
لَقد أباحَكَ غِشّاً في مُعامَلَةٍ *** مَن كنتَ منهُ بغَيرِ الصّدقِ تَنتَفعُ
ـ فيقرر علي بن أبي طالب:
تغيرتِ المودة ُ والاخاءُ *** و قلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ
ـ ويؤكد المعنى الشاعر أبوالعلاء المعري:
قد فُقِد الصدق ومات الهدى، *** واستُحسنَ الغدرُ وقلّ الوفاء
ـ فيرد عليه الشاعر معاوية بن أبي سفيان:
نَفَى النّومُ ما لا تَبْتَغِيهِ الأَضالعُ *** وكلُّ امرىء ٍ يوماً إلى الصّدقِ راجعُ
ـ ويضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:
ما نَفَقَ الصّدْقُ في البرايا، *** ولم تَزَلْ للمُحالِ سوقُ
ـ فيتعجب الشاعر أحمد محرم؛ قائلا:
(أنا) كلما قلت قول الصدق أنكرني *** (من) يرى الصدق تضليلاً وتمويها
ـ فيضيف الشاعر الأبيوردي:
أُراعُ ولَمْ أُذنِبْ، وأُجفى وَلَمْ أُخنْ *** وَقَدْ صُدِّقَ الواشي فَأَخْنى وَأَقْذَعا
ـ ويكمل الشاعر الشريف الرضي:
صَدّقَ الوَاشِينَ، فِيمَا زَعَمُوا *** فنأى بالود عني وشحط
ـ فيقول الشاعر البوصيري ساخرا:
وَإذا جِئْتَ بآياتِ صدْقٍ *** لم تَزِدْهم بِكَ إلاَّ ارْتيابا
ـ ويقول الشاعر البرعي:
أجابَ وقدْ صموا وأبصرَ إذْ عموا *** و صدَّقَ بالحقِ المبينِ وكذبوا
ـ فيطمئنهم الإمام الشافعي:
منْ صدق الله لم ينلهُ أذى *** ومن رجَاهُ يكونُ حيثُ رَجَا
ـ ويوجه الشاعر ابن النبيه رسالته لمن بنى موقفه على وشاية سمع بها؛ فيقول:
خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به *** هذا هو الصدق لا ما تكذب السير
ـ ويشير الشاعر ابن نباتة المصري إلى أن (التصدق بالصدق صدقة)؛ فيقول:
من فعلك اشتق المقال فمن يقل *** هذا تصدق قيل إذ هذا صدق
ـ فيضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس:
والله أعطاه في خَلْقٍ وفي خُلُق *** الصدقَ بالقولِ والإخلاص بالعمل
ـ ويكمل الشاعر أبو الفضل بن الأحنف معبرا عن حقيقة أن (الصدق يصدق إن بدا فعلا):
لَسْنا نُصَدّقُكُمْ ولَوْ أخبرْتُمُ *** حتى نَرَى فِعلاً يُصَدِّقُ قِيلا
ـ فيرد عليه الشاعر أبو العتاهية:
ونِيّاتُ أهلِ الصّدقِ بِيضٌ نَقِيّة ٌ، *** وألسُنُّ أهْلِ الصِدْقِ لاَ تتجلَجُ
ـ ويضيف الشاعر لسان الدين الخطيب:
فخذ منهم أوفى وأصدق لهجة *** فليس أخو التمويه مثل أخي الصدق
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
فهم أولياء الحق مهما يعيروا *** وهم حلفاء الصدق مهما يؤثموا
ـ ويقول الشاعر أسامة بن منقذ:
رونقُ الصِّدقِ فِيهِ بادٍ، وما زَا *** لَ إلى الصِّدقِ كلُّ سمعٍ يتُوقُ
ـ وهنا يشير الشاعر عمر ابن أبي ربيعة إلى علاقة الصدق بصفاء القلب (فلا صدق إلا بالصفاء)؛ فيقول:
للناسِ فضلكِ في حسن الصفاءِ وفي *** صدقِ الحديثِ، وشرُّ الخلة ِ الكذب
ـ ويضيف الشاعر جبران خليل جبران
أبدا في الصفاء مرآة صدق *** لصفاء في النفس غير مشوب
ـ ويقول الشاعر كثير عزة:
إنَّ المُحِبَّ إذا أَحَبَّ حَبِيبَهُ *** صدقَ الصَّفاءَ وأنجزَ الموعودا
ـ أما الكاذب (فهو كاذب حتى وإن صدق)؛ يقول عنه الشاعر أحمد شوقي:
قد قال في هذا المقامِ مَن سَبَقْ *** أكذبُ ما يلفي الكذوبُ إن صدق
بلوت المدعين بلاء صدقٍ *** فلا أدباً وجدت ولا خلاقا
ـ ويهجو الشاعر ابن المعتز المدعي، المخادع:
يا من مدحهُ كذبٌ، *** و يا من ذمهُ صدقُ
ـ ويشبه الشاعر ابن الرومي هؤلاء المخادعين تشبيها بليغا؛ فيقول:
فهُنَّ فاكهة ٌ شتَّى وريْحان *** ثمارُ صدقٍ إذا عاينْتَ ظاهرها
ثمارُ صدقٍ إذا عاينتَ ظاهرَها *** لكنها حين تبلو الطعمَ خُطبان
ـ فيقول الشاعر صفي الدين الحلي:
لي صَديقٌ لا يَعرِفُ الصّدقَ في القو *** لِ، وليسَ الصّديقُ إلاَّ الصّدوقُ
(تكرم بمطالعة مقالي السابق بعنوان هل بانقضاء المصلحة؛ تنمحي الصداقة؟!) على الرابط التالي:

ـ ويضيف الشاعر ابن المعتز (صديق):
كأنهُ صاغهُ النفاقُ، فما *** يخلصُ منهُ صدقٌ ولا كذبُ
ـ ويقول الشاعر ابن حيوس؛ ساخرا:
ولوْ أنَّ أحكامَ النُّجومِ صحيحة ٌ *** لخلناكَ منْ صدقِ النُّجومِ منجِّما
ـ ويقول الشاعر أحمد شوقي:
روى زيد وحدث عنك عمروٌ *** فما صدق الحديث ولا الرواية
ـ وعن تأويل الصدق تبعا للأهواء؛ يضيف الشاعر أحمد شوقي:
تَكادُ لِرَوعَةِ الأَحداثِ فيها *** تُخالُ مِنَ الخُرافَةِ وَهيَ صِدقُ
ـ فيقول الشاعر بدوي الجبل ساخرا ممن لم يصدق النبأ:
و هل نبأ رواه البرق صدق *** أم الأسلاك فيه كاذبات
ـ ويقول الشاعر بدوي الجبل:
قد ضاع في الاويل صدق عهودكم *** ألكلّ عهد عندكم تأويل
ـ ومن التأويل إلى التهويل؛ يقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
قد صَدّقَ النّاسُ ما الألبابُ تُبطِلُه، *** حتى لظنّوا عَجوزاً تحلُبُ القَمَرا
ولا تصدّق بما البرهانُ يُبطلهُ، *** فتستفيدَ من التّصديق تكذيبا
ومما أدامَ الرُّزءَ تكذيبُ صادقٍ، *** على خُبرةٍ منّا، وتصديق كاذبِ
نُكَذّبُ العقلَ في تَصديقِ كاذبهم؛ *** والعَقلُ أولى بإكرامٍ وتَصديقِ
يُكاذِبُني، وأصْدُقُهُ وَداداً، *** وَمِنْ كَلَفٍ مُصَادَقَةُ الكَذُوبِ
وَإِنِّي بَرِيٌّ مِنْ وِدَادِ أَصادِقٍ *** وِدَادُهُمُ بالغَيْبِ غَيْرُ صَدُوقِ
ـ فيقول الشاعر البحتري:
لم تلْقَ فيها صَدُوقاً صادِقاً أَبداً *** ولاَ أَخاً يَبْذُلُ الإِنصافَ إِنْ صافَى
صَدَقَتْ محَاسِنُهُ، فصَارَتْ فتنةً *** للنّاظِرينَ، وَوَعْدُهُ لمْ يَصْدُقِ
ـ ويقول الشاعر أبو الفضل بن الأحنف:
وما نصدّقُ إنساناً يُحدّثنا *** حتّى يجيءَ على قولٍ بمصداقِ
ـ فيأتي الشاعر جبران خليل جبران واصفا حال من لا يتغير صدقه بتغير الظروف والأحوال؛ فيقول:
صادق والزمان غير ذميم *** صدقه والزمان غير حميد
ـ وها هو الشاعر ابن الرومي يعبر عن جميل الخصال؛ (يقول الحق ولو على نفسه):
أُقرُّ على نفسي بعيبي لأنني *** أرى الصدقَ يمحو بَيّنات المعايبِ
أرى الصدقَ يمحو بَيّنات المعايبِ *** لَؤُمْتُ لَعمر اللَّه فيما أَتيته
فالزمِ الصّدْق إنه للفريقي *** يْنِ نجاة ٌ والخَتْلُ يجزيك خَتلا
ـ فيحييه الشاعر ابن المعتز معبرا عن حقيقة أنه (لا يعرف الصدق إلا أهل الصدق)؛ فيقول:
و الصدقُ لا يعرفُ من غرابها، *** كغادة ٍ عزت على طلابها
ـ فيرفع الشاعر بشار بن برد لواء (الصدق منجي)؛ فيقول:
الصدقُ أفْضَلُ ما حضرتَ به *** ولربما ضر الفتى كذبهُ
ـ ويضيف الشاعر ابن الزيات:
وَاصدقاني هُديتُما *** إِنَّ في الصِّدقِ شافِيا
ـ فيؤكد الشاعر محيي الدين بن عربي تلك الحقيقة بقوله:
وهذه البشرى أتانا بها *** مجربٌ في الصدقِ لن يكذبا
الصدقُ سيف الله في الأرض *** يقطع بالطولِ وبالعرضِ
الصدقُ حليتنا والحقُّ حُلتنا *** فمنْ يخالفُ حالي فهوَ زنديقُ
ـ فيقول الشاعر حسان بن ثابت؛ ناصحا:
يا أيّها النّاسُ أبْدُوا ذَاتَ أنفسِكُمْ، *** لا يَسْتَوِي الصّدقُ عندَ اللَّهِ والكذِبُ
ـ فيكمل الشاعر البرعي بقوله:
فكنْ رفيقيَ في دارِ السلامِ إذا *** كنا بمقعدِ صدقٍ جيرة َ الصمدِ
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
صدقوا دنيا ودينا *** نعم أجر الصادقين
ـ ويقول الشاعر عبد الغفار الأخرس:
تبوَّأتَ (بالصدق) مقعدَ الصدق مكرماً *** ونلْتَ مقاماً عند ربك عالياً
ـ ويضيف الشاعر ابن شهاب؛ مهللا فرحا:
وترتوي من شراب الأنس صافيه *** في مقعد الصدق والمحبوب ساقيه
"اللهم اسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً".
ـ وبعد انتهاء ندوة اليوم؛ حضر ـ متأخرا ـ الشاعر عبد الجبار بن حمديس قادما من مثواه الأخير بـ(جزيرة ميورقة في إسبانيا) مرورا بمسقط رأسه (مدينة نوتو بصقلية)؛ قائلا:
سلوني، واسمعوا الصدق، إنني *** أحدّثُ عن همّاتهِ وفواضله
فوعدناه بلقاء قادم ـ بإذن الله ـ نستكمل فيه ما بدأناه، حديثا عن: الكذب مقابحه و رذائله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف