الأخبار
أبو الغيط: الاستقرار الإقليمي يظل هشاً ما لم تحل القضية الفلسطينيةدبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي تتوغل في أحياء سكنية شرق رفحالأمم المتحدة: أبلغنا الجيش الإسرائيلي بتحرك موظفينا الذين تم إطلاق النار عليهم برفحصحيفة: مصر تدرس تقليص علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيلالرئاسة الفلسطينية: اجتياح رفح خطأ كبير والإدارة الأمريكية تتحمل المسؤوليةإسرائيل ترسل طلباً للسلطة الفلسطينية لتشغيل معبر رفحسيناتور أمريكي يطالب منح إسرائيل قنابل نووية لإنهاء الحرب بغزةرئيس وزراء قطر: مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تمر بحالة جموداللجنة الدولية للصليب الأحمر تفتتح مستشفى ميداني في رفحكتائب القسام: فجرنا عين نفق بقوة هندسة إسرائيلية شرق رفحجيش الاحتلال يعترف بإصابة 22 جندياً خلال 24 ساعة الماضيةرداً على إسرائيل.. الصحة العالمية تعلن ثقتها بإحصائيات الشهداء بقطاع غزةاستشهاد طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية بغزةمسؤولون أمريكيون: إسرائيل حشدت قوات كبيرة لعملية واسعة برفحنتنياهو يستفز الإمارات باقتراحها للاشتراك في إدارة غزة
2024/5/15
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مفهوم الجحود والوفاء عند فحول الشعراء العرب بقلم: مجدي شلبي

تاريخ النشر : 2020-07-07
مفهوم الجحود والوفاء عند فحول الشعراء العرب بقلم: مجدي شلبي
مفهوم الجحود والوفاء عند فحول الشعراء العرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أَقْبَلَ الآن وفدٌ من فحول الشعراء العرب: "وفد (القصيد) من قادة وأولي نهى *** فوق التصاريف الكبار كبار" (جبران خليل جبران)؛
ـ فيدخلون من باب (الوفاء) حاملين راية كُتب عليها بيت شعر للشاعر أحمد محرم؛ يقول فيه:
أقمنا على عهدي وفاءٍ وألفة ٍ *** فما بيننا قالٍ ولا ثم صارم
فيصفهم الشاعر حيدر بن سليمان الحلي؛ بأنهم:
وفد السرورُ بها لتهنئة العلى *** فيما حبيتَ به من الألطاف
ـ ويضيف الشاعر جبران خليل جبران؛ وصفا لهم:
وفد الربيع إليك قبل أوانه *** يهدي حلى جناته الفيحاء
وهناك ألمح وفدا آخر؛ يدخل من باب (الجحود) حاملا راية كُتب عليها بيت شعر للشاعر أبوالعلاء المعري: "أهلُ كلّ جدالٍ يُمسِكونَ به، *** إذا رأوا نورَ حقٍّ ظاهرٍ جحدوا"!
فيصفهم الشاعر أبو تمام؛ قائلا:
وما وفدَ (الجحود) عليكَ إلا *** بأخلاقِ الدناءة ِوالوضاعهْ
ـ أي أننا إزاء وفدين: "يمدّ إليه كفّه وفد راغب *** ويقرع عنه خصمه سنّ نادم" (عبد الغفار الأخرس)
ـ ويضيف الشاعر ابن الرومي:
يَحُلُّ عليه بالرغبات وفْدٌ *** ويرحل بالرغائب عنه وفْدُ
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
فيا للأسى أن فرق اليوم بينهم *** زمان إذا ألفى وفاء رمى غدرا
ـ ويقول الشاعر البحتري:
وَرَأيتَ وَفْدَ الرُّومِ، بَعْدَ عِنَادِهِمْ، *** عَرَفُوا فَضَائِلَكَ، التي لا تُجهَلُ
ـ فيضيف الشاعر سبط ابن التعاويذي:
همُ الوفيُّونَ بالعهودِ إذا *** قَلَّ وفاءُ الرجالِ بالذِّمَمِ
ـ فينبري الشاعر أحمد محرم؛ قائلا:
جزيت بني مصر وفاءً ونجدة ً *** كذلك يجزي قومه الماجد الحر
فمن يك صادقاً في حب مصرٍ *** فما بالحب نكرٌ أو جحود
ـ فيقول الشاعر بدوي الجبل:
برّأ الله قلب (بعض) من الحقد *** وفاء للكبرياء و حمدا
ـ فيقول الشاعر عبد الغفار الأخرس:
وما أسداه من كرم السجايا *** وفاءٌ بالمودة والذمام
ـ فيحييهم الشاعر جبران خليل جبران؛ قائلا:
إني لهذا الفضل عنهم شاكر *** والشكر في السادات خير وفاء
هو بالمتانة والسنى مرآة ما *** بك من وفاء ثابت وذكاء
وهيهات أن يوفى بشعر جميله *** ولو كان ديوانا لقل وفاء
ـ فيقول الشاعر البحتري:
إنّي، وإنْ كُنتُ ذا وَفَاءٍ، *** لا يَتَخَطّى إليّ غَدْرُ
ـ فيحييه الشاعر بدوي الجبل:
وفاء يصون الرّاحلين من الرّدى *** إذا راح يدني من مناياهم الغدر
ـ فيضيف الشاعر ابن نباتة المصري:
جعلت وفاء العهد زينة شيمتي *** كما زان أبناء الزمان جماله
ـ فيتعجب الشاعر أبوالعلاء المعري:
أترومُ من زمنٍ وفاءً مُرضياً، *** إنّ الزّمانَ، كأهلِه، غدّار
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
أرى الأيّامَ تَجْحَدُ ثمّ تَثني *** بإيجاب، وتُوجِبُ ثُمّ تَنفي
ـ فينبري الشاعر البحتري؛ قائلا:
يا دهر، كم قد سؤتني فوجدتني *** لا أشتكي السوأى، ولست بجاحد
ـ فيومئ الشاعر عماد الدين الأصبهاني برأسه إيجابا، ويقول:
خانه الدهر في مناه ولا يطمع *** ذو اللب في وفاء الدهر
ـ فيعلن الشاعر أبو العتاهية عن رأيه في انعدام الوفاء والصدق؛ فيقول:
وَلمْ أرَ كالدّنْيا، وَكَشفي لأهْلِها، *** فما انكشفوا لي عن وفاءٍ ولا صدقِ
ـ فيقول الشاعر بهاء الدين زهير:
وَحيثُ يكونُ في الدّنْيا وَفَاءٌ *** هنالكَ إنْ تسلْ عني تجدني
ـ ويضيف الشاعر بدوي الجبل:
ولا وفاء لقلب حين نؤثره *** حتى تكون رزايانا رزاياه
ـ ويضيف الشاعر البحتري:
ولم يك واعداً وعداً كذوباً، *** ولا قولاً يقول بلا وفاء
ـ ويقول الشاعر جبران خليل جبران:
جد الوفي لصحبه ولأهله *** ولقومه إن عز جد وفاء
ـ ويضيف: إن وفاء الخدن غير مصنع
ـ فيرد الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني؛ قائلا:
ذهب الوفاء فما أحس وفاء *** وأرى الحفاظ تكلفاً ورياء
ـ فيقول الشاعر مهيار الديلمي:
متى تكلفْ من وفاء شيمة ً *** تعدْ إلى شيمتها وعادها
ـ ويتهكم الشاعر بشرُ بنُ أَبي خازِم على اللئام؛ فيقول:
فَيا عَجَباً عَجِبتُ لِآلِ لَأمٍ *** أَما لَهُمُ إِذا عَقَدوا وَفاءُ
ـ ويضيف الشاعر البحتري:
أرَاهُ وَفِيّاً، وَأنْى لَهُ *** وَفَاءٌ، إذا كانَ لا أصْلَ لَهْ
ـ ويعتب الشاعر الراعي النميري على عدم وفاء صديقه له؛ فيقول:
تُعَامِلُنِي بِغَيْرِ وَفَاءِ وَعْدٍ *** وقولٍ بئسَ أفعالُ الصّديقِ
ـ ويضيف الشاعر البحتري:
بأبي أنتَ كيفَ أخلَفتَ وَعْدِي، *** وَتَثاقَلْتَ عَنْ وَفَاءٍ بعَهْدِي
سَلامٌ عَلَيْكُمْ، لا وَفَاءٌ وَلاَ عَهْدُ، *** أما لَكُمُ من هَجرِ أحبابكُمْ بُدُّ
ـ ويصف الشاعر البرعي هؤلاء؛ بقوله:
إذا عهدوا فليسَ لهمْ وفاءُ *** و إنْ وعدوا فموعدهمْ هباءُ
ـ فيقول الشاعر عماد الدين الأصبهاني:
ما اعتدت إلا وفاء *** وعادة القوم غدر
ـ فيكمل الشاعر الأبيوردي:
وَلَسْتَ بِواجِدٍ لَهُمُ ضَميراً *** أَبَنَّ به وَفاءٌ أَو وِدادُ
ـ فيضيف الشاعر عبد الله الخفاجي:
لِئَامُ السَّجَايَا لا وَفَاءَ ولا قِرى *** فلا غدرهمْ يخفى ولا نارهمْ تبدُو
ـ فيقول الشاعر الشريف المرتضى:
وليسَ وفاءٌ للجميل بموعدٍ *** لَدَيَّ ويأتيني القبيحُ بلا وَعْدِ
ـ فيضيف علي بن أبي طالب:
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ *** و لكن لا يدومُ له وفاءُ
ـ فيتهكم الشاعر ربيعة الرقي على من لا يستحق المدح:
فأنتَ المرءُ ليس له وفاءٌ *** كأني إذ مدحتكَ قد زنيتُ
ـ ويقول الشاعر الخُبز أَرزي:
واذا هُمُ مَلُّوا وفاءً أنكروا *** ما لم يكن من قبل ذلك يُنكَرُ
ـ فيضيف الشاعر البحتري:
فرأوا جميل العفو ضعفاً بعد ما *** كفروا جميل الطول كفر الجاحد
طَوْلٌ، إذا لمْ يَستَطعْ شُكرَهْ *** هَمُّ لَئيمِ القَوْمِ أنْ يَجحَدَهْ
ـ فيقول الشاعر البحتري:
وَعَجبتُ لابنِ المَرْزُبانِ وَجَحدِهِ *** إيّايَ حُسنَ مَوَاقفي وَمَشاهِدِي
ـ فيضيف الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:
(هو) كالذئب خدن غدر ولؤم *** ليس للذئب في الورى من وفاء
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
من كلابٍ نأى بها كلَّ نأيٍ *** عن وفاءِ الكلابِ غدرُ الذئابِ
عن وفاءِ الكلابِ غدرُ الذئابِ *** وإثباتٍ على الظِّباء ضِعافٍ
ـ فيعبر الشاعر ابن زيدون عن حزنه لما أصابه من جراء الجفاء وعدم الوفاء؛ فيقول:
أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً، *** فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا
ـ ويضيف الشاعر البحتري:
وما زادني إلا اشتياقاً صدودها *** وإلا وفاء واصطبارا على العهد
ـ ويبدع الشاعر عبد الجبار بن حمديس في وصف جحود حبيبته؛ فيقول:
إني لجمرُ وفاءٍ يُسْتَضَاءُ بِهِ *** وأنتِ بالغدر تختارين إطفائي
ـ فينبهه الشاعر البحتري؛ قائلا:
كُنْتُ تَبِيعَ الغَانِيَاتِ، ولمْ يزَلْ *** يَذُمّ وَفَاءَ الغَانِيَاتِ تَبِيعُهَا
ـ ويضيف الشاعر سبط ابن التعاويذي:
إذا وصلَتْ فليسَ لها وفاءٌ *** وَإنْ عَهِدَتْ فَلَيْسَ لَهَا ذِمَامُ
ـ ويؤكد المعنى الشاعر ابن المعتز:
أبى الله، ما للعاشقين عزاءُ ، *** وما للمِلاحِ الغانياتِ وَفاءُ
ـ فيعترض عليهم الشاعر أحمد شوقي؛ ويقول:
أيها المُنكِرُ الغرامَ علينا *** حَسْبُكَ الله، قد جَحدت الجمالا
ـ فيرد عليه علي بن أبي طالب:
دعْ ذكرهنَّ فما لهن وفاءُ *** ريح الصبا وعهودهنَّ سواءُ
ـ ويكمل الشاعر ابن شهاب:
فلا تأمن الأنثى وإن خلت عندها *** وفاء وإخلاصاً به يضرب المثل
ـ ويضيف الشاعر أحمد محرم:
أعيذكم من وفاءٍ راح ينكره *** ما في الجوانح من صبرٍ وسلوان
ـ ويقول الشاعر سبط ابن التعاويذي:
وَمِنَ الْبَلِيَّة ِ أَنْ تَكُونَ مَطَالِبِي *** جَدْوَى بَخِيلٍ أَوْ وَفَاءَ خَؤُونِ
ـ ويعترف الشاعر أبو فراس الحمداني:
وفيتُ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلة ٌ *** لآنسة ٍ في الحي شيمتها الغدرُ
ـ فيدهشنا الشاعر ابن عنين برأيه في الغدر:
أناساً أعدُ الغدرَ منهم بذمتي *** وفاءً وألقى كلَّ ما ساءَني حسنْ
ـ وكأنه يعقد علاقة بين ضرورة أن يكون الوفاء عن شجاعة وقدرة وذكاء؛ اتساقا مع قول الشاعر المتنبي:
كَرَمٌ في شَجَاعَةٍ وَذَكَاءٌ *** في بَهَاءٍ وَقُدْرَةٌ في وَفَاءِ
ـ فيقول الشاعر ابن دارج القسطلي:
وفاء لنفس أمدت سناها *** بنور النهى وبنار الذكاء
ـ ويضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس:
وكان العروة الوثقى وفاءً *** لمن فيه المودة والإخاء
ـ ويبالغ الشاعر البحتري في وصف الوفاء الحقيقي؛ (عندما):
رأيتُكَ تُنْجِزُ ما لَمْ تَعِدْ *** وفاءً، وتَفعَلُ ما لمْ تَقُلْ
(أي يسبق قولك الفعل)
ـ فيأتي الشاعر جبران خليل جبران؛ قائلا:
سما في المفاخر هذا الفخار *** لنا وأبى الحق أن يجحدا
سوى الأهلة من علم ومن أدب *** مؤملين لفضل غير مجحود
يحاربني الأولى جحدوا جميلي *** ولم تردعهم حرمات أصلي
ـ فيوضح الشاعر ابن الخياط حقيقة ما ذكره الشاعر السرِيّ الرّفّاء: "وشمائلٌ شهِد العدو بفضلها *** والفضل ما شهدت به الأعداء"؛ فيقول:
شُكراً وكيفَ جحودُ فضلِ مؤمَّلٍ *** شهدتْ بباهرِ فضلهِ أعداؤُهُ
ـ ويقول الشاعر عبد الغفار الأخرس:
وإنْ عُرِضَت كرامتهم علينا *** فما للمنكرين لها جحود
ـ ويؤكد المعنى الشاعر البوصيري:
إذا جحدتْ شمس النهارِ ضياءها *** فَفَضْلُكِ لم يَجْحَدُهُ في الناسِ جاحِدُ
ـ ويضيف الشاعر ابن حيوس:
لَمْ يَجْحَدِ الأَعْدَاءُ وَاضِحَ مَجْدِهِمْ *** كَيْفَ الْجُحُودُ وَسَابِقٌ بُرْهَانُهُ
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
أُثني عليك ولستُ مثْ *** لِكَ للصنيعة ِ جاحدا
إن تكن جاحداً لنُعماك عندي *** لا تجدني لها كفوراً سَروقا
فهي معروفة ٌ لدينا وإن كا *** نتْ لديه مجحودة ً مجهوله
ـ ويقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
إذا كنتَ من فرطِ السّفاهِ مُعطِّلاً، *** فيا جاحدُ اشهَدْ أنّني غيرُ جاحِدِ
ـ ويضيف الشاعر الشاب الظريف:
مَا أَنَا مُنْكِرٌ تِلْكَ العَطَايَا *** وما أنا جاحِدٌ ذاكَ الجميلا
ـ ويؤكد المعنى الشاعر بدوي الجبل:
لكم نعمة عليّ و ما كنت *** لنعماء بيتكم بالجحود
ـ ويضيف الشاعر أبو تمام:
وكمْ لكِ عندي منْ يدِ مستهلة ٍ *** عليَّ ولا كُفْرَانَ عِنْدِي ولا جَحْدُ
ـ ويؤكد المعنى الشاعر السري الرفاء:
و لم أَجحَدْ صنائعَ مِنْكَ جلَّتْ *** و لم أسلُبْكَ مدحاً فيك سارا
ـ غير أنه قابل المدح بالجحود؛ فقال الشاعر أبوالعلاء المعري:
سألتُك، عن الحقائقِ، كلَّ يومٍ، *** فما ألفَيتُ إلاّ حرْفَ جَحد
ـ فينبري الشاعر ابن الخياط واصفا الخطوب بأنها الدواء الناجع لداء الجحود والإصرار عليه:
وكيفَ جُحُودُ معروفٍ توالى *** فكانَ مِنَ الخُطُوبِ دواء دائِي
ـ ويقول الشاعر البوصيري:
تبارَكَ الله عَمَّا قالَ جاحِدُه *** وجاحِدُ الحَقِّ عِنْدَ النَّصْرِ مَخْذُول
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
غدا ظالماً جاحداً نعمتي *** وما كان حقّيَ أن أُجحدا
ـ فيطرح الشاعر عماد الدين الأصبهاني سؤالا استنكاريا:
يا جاحدي حق الوداد وهل *** حق الوداد يضيع بالجحد؟!
ـ فيقول الشاعر لسان الدين الخطيب:
هيهات يجحد فضل مجدك جاحد *** إن العلا علم وفخرك ناره
ـ ويضيف الشاعر عبد الغفار الأخرس:
وإنك معروف بكلِّ فضيلة ٍ *** وهلْ يجحد الشمس المضيئة جاحد
ـ فيقول الشاعر الفرزدق:
عَجِبْتُ إلى الجَحّادِ أيَّ إمَارَةٍ *** أرَادَ لأنْ يَزْدادَهَا، أوْ درَاهِمِ
فعلَمّا عَتَا الجحّادُ حِينَ طَغَى بِهِ *** غِنىً قال: إني مُرْتَقٍ في السّلالِمِ
ـ فيسخر الشاعر أبو تمام من أمثال هؤلاء؛ فيقول:
لا شاهِداً أخزَى لِجَاحدِ لُؤْمِه *** منْ أنْ تراهُ زاهداً في راغبِ
ـ ويقول الشاعر أبو فراس الحمداني:
ما زَالَ يَجحَدُها قَوْمٌ، وَيُنكِرُها *** حَتى أقَرّوا، وَفي آنَافِهِمْ رَغَمُ
ـ ويقول الشاعر أسامة بن منقذ:
هل يغنين عنك الجحود إذا *** شهد النحول عليك والكلف
ـ ويشير الشاعر ابن الرومي إلى حقيقة أن عمل الخير لن يذهب هباء:
لم تزالوا يقومُ بالشكر عنكم *** ما فعلتم والجاحدون سُكوتُ
ـ ويقول الشاعر أحمد شوقي:
فلا تَحتَقِرْ عالَماً أَنتَ فيه *** ولا تجْحَدِ الآخَرَ المُنْتَظَر
وإنْ لَقِيتُ ابنَ أُنثى لي عليه يد *** جحدتْ في جنبِ فضلِ الله أفضالي
ـ ويضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:
فلتشهدِ الساعاتُ، والأنفاسُ لي، *** أني بَرِئتُ من الغَويّ الجاحدِ
ـ فيكمل الشاعر بدوي الجبل:
و سموت في صور النعيم تعدّها *** من نعمة الله التي لا تجحد
ـ فيقول الشاعر أحمد محرم:
عبق النبوة ماله من جاحد *** إلا إذا طمس العقول خبال
ـ ويقول الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:
يا جاحداً فضل الإله *** عليه ويحك من كنود
ـ فيضيف الشاعر أحمد محرم:
والأرض ما بسطت لتجحد ربها *** وتمد من ظلم العباد أديما
ضل الألى جحدوه واتخذوا له *** شركاء من أربابهم وخصوما
ـ ويشير الشاعر أبوالعلاء المعري إلى العلاقة بين الجحود والإلحاد؛ فيقول:
إنّ المجوسَ لأزكى منكمُ عملاً؛ *** وإنّما شأنُكم جَحْدٌ وإلحادُ
تَباينَ في الدّينِ المقالُ، فجاحدٌ، *** وصاحبُ تَوحيدٍ، وآخَرُ مُشرِكُ
ـ ويربط الشاعر ابن الرومي بين الجحود والكفر؛ فيقول:
وكيف تكون النفس بالحمد سمحة ً *** على حالة تدعو إلى الكفر والجحدِ
ـ فيضيف الشاعر ابن حيوس:
إذا جحدناكَ ما أوليتَ منْ حسنٍ *** فقدْ كفرناكَ والمغبونُ منْ كفرا
ـ ويقول الشاعر البوصيري:
فقد تكرَّرَ منهم في جحودهم *** للكفرِ كفرٌ وللتجهيل تجهيلُ
ـ ويضيف الشاعر جحظة البرمكي:
ضاقَت عَلَيَّ وُجوهُ الرَأي في نَفَرٍ *** يَلقون بِالجَحدِ وَالكُفرانِ إِحساني
ـ ويأتي الشاعر البرعي واصفا الجحود بالعار؛ فيقول:
تجلتْ لوحدانية ِ الحقِّ أنوارُ *** فدلتْ على أنَّ الجحودَ هوَ العارُ
ـ ويضيف الشاعر الشاب الظريف إشارة إلى علاقة الجحود بالكذب؛ فيقول:
إن المعالي براءٌ مِنْ تجشُّمها *** تَلبَّسَ المَجحدُ فِيها بالأَكاذِيبِ
ـ وفي الجحود ظلم وإثم؛ يقول الشاعر أبو العتاهية:
مَنْ عَفّ وَاكْتَفّ زَكا، *** مَنْ جَحَدَ الحَقَّ أثِمْ
ـ ويقول الشاعر ابن حيوس:
فلأثنينَّ مدى حياتي موقناً *** أَنِّي مَتى أَجْحَدْ جَمِيلاً أَظْلِمِ
مَكَارِمُ زَانَهَا الإِكْرَامُ وَاتَّصَلَتْ *** أَرى الْجُحُودَ لَهاً ظُلْماً وَعُدْوَانا
ـ فهل الفضائل يحجبها الجحود والنكران؟
ـ ينبري الشاعر ابن حيوس مؤكدا على حقيقة أن الفضائل كالشمس (لا يمكن جحدها):
حزتَ الفضائلَ ليسَ يمكنُ جحدها *** وَالصُّبْحُ لَيْسَ بِمُمْكِنٍ كِتْمانُهُ
ـ ويقول الشاعر الأبيوردي:
وسقناهمُ والخيرُ فينا سجيَّة ٌ *** إلى نِعَمٍ لا يُسْتَطاع جُحودُها
ـ ويقول الشاعر الشريف الرضي:
إذا جَحَدُوا نُعمَاكَ لَوّتْ رِقابَهُمْ *** لمنك اطواق بها وقلائد
أُقَرُّ بِلُبْسِهِ، وَلَقَدْ أرَاني *** أُجَاحِدُهُ إبَاءً وَامتِعَاضَا
ـ ويقول الشاعر الشريف المرتضى:
ولقد أعضَلَ امرءاً جحدَ البَدْ *** رَ أَوِ الشّمسَ مُشرقٌ وطُلوعُ
ـ فيؤيده الشاعر بديع الزمان الهمذاني؛ قائلا:
وهل يجحد الشمس إلا العميُّ *** وهل يعرف الفضل إلا ذووه
ـ ويقول الشاعر بدوي الجبل:
نعمة الشعر نعمة الشمس لا يعذر *** فيها الجحود و النكران
ـ ويقول الشاعر بهاء الدين زهير:
ظهرتْ وبانتْ لي قضيـ *** ـتكم فما هذا الجحودُ
ـ ويقول الشاعر سبط ابن التعاويذي:
أَحِلُّ مَحَلِّي مِنْ أَهْلِهَا *** بِفَضْلٍ وَفَضْلِي لاَ يُجْحَدُ
ـ فيضيف الشاعر ابن حيوس:
قدْ شاعَ مجدكَ فهو أشهرُ في الورى *** منْ أنْ ترومَ لهُ عداكَ جحودا
وَلَسْتُ عَنِ النُّصْحِ الصَّرِيحِ مُدَافِعاً *** إذا وضحَ الإحسانُ لمْ يمكنِ الجحدُ
فَمَتَى يُضْمِرُ الْحَسُودُ لِمَعْرُو *** فِكَ جَحْداً وَعَرْفُهُ نَمَّامُ
ـ فيضيف الشاعر البحتري:
وكيف يجوز لكم جحده *** وطلحتكم بعض طلحاته
ـ فيوشك الشاعر ابن دريد أن ينصرف عائدا إلى بغداد؛ ملخصا رأيه في بيت حكمة:
ما الناسُ إلاَّ جاحدٌ ومعاندٌ *** وذو حسدٍ قدْ بانَ فيهِ التخاتلُ
ـ فيهم الشاعر الشريف الرضي بالانصراف مصاحبا الشاعر ابن دريد في رحلة عودتهما؛ قائلا:
أصْحَبُ مَنْ لا ألُومُ صُحْبَتَهُ *** غير نزور الندى ولا جحد
ـ أما الشاعر إبراهيم عبدالقادر المازني فقد آثر المغادرة وحيدا، وهو يقول:
هيهات يؤنسني قومٌ نكرتهم *** لا هم عداةٌ ولا صحبٌ وخلصان
ـ وهاهو الشاعر البحتري يودعنا وفي عينيه دمع؛ قائلا:
إني لأجحد حبكم وأسره *** والدمع معترف به لم يجحد
ـ ويضيف الشاعر البرعي:
أحيبابَ قلبي كيفَ أكتمُ حبكمْ *** وأجحدهُ والدمعُ لا يعرفُ الجحدا
ـ أما الشاعر الحكم بن أبي الصلت (أمية بن أبي الصَّلْت الثقفي)؛ فآثر أن ينهي ندوتنا الافتراضية ـ عائدا إلى الطائف ـ ببيتي حكمة:
إذا ألفيت حرا ذا وفاء *** وكيف به فدونك فاغتنمه
وإن آخيت ذا أصل خبيث *** وساءك في الفعال فلا تلمه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف