**حفلة عرس...!!*
***************
بقلم: عبد السلام العابد
حدّد موعد حفلة عرسه، منذ العام الماضي . وأعلن لأصدقائه ومحبيه ، أن الخامس من شهر تموز عام ألفين وعشرين، سيكون موعد زفافه الميمون .
أعد جيدا لهذه المناسبة المهمة في تاريخ حياته. جهز بيته الجديد، وأثثه، ودفع مهر عروسه، وراح يخطط للحفلة ومتطلباتها، وما سيجري فيها، من أغانٍ ودبكات، وموسيقى، ودعوات ، وولائم، وأكد للأصدقاء ضرورة عدم استعمال المفرقعات، بأشكالها كافة ، فهي منفرة، ولها سلبياتها و مخاطرها الكثيرة .
منذ صغره، وهو يحب حفلات الأعراس، وعندما كبر أصبح يشارك فيها، ويلبي الدعوات التي تصل بيته، من المعارف والأقارب والأصدقاء ، يشاركهم سعادتهم وفرحتهم، ويؤدي واجبه تجاههم، ويرقص، ويدبك، ويردد الأهازيج والأغاني التراثية ، وهو سعيد ومسرور.
قرّر بعد مشاورات أسرية، أن يدعوَ فنانا شعبيا مع فرقته؛لإحياء الحفل، فهو يعتقد أنّ التراث الشعبي الغنائي الفلسطيني يجب التمسك به ، وإحياؤه، ودعمه ومساندته، من خلال إشراك الشعراء والزجالين والفنانين، في هذه الحفلات الشعبية التي تُدخل السعادة والفرح، في قلوب المواطنين الذين يعانون في بلادنا ، ويتألمون، ولكن، ورغم كل شيء ، فإننا بحاجة إلى جرعات من الفرح ؛ لنواصل مشوار الحياة في هذا الوطن المعذب والحبيب.
ذهب العريس إلى الفنان ، واتفق معه على الموعد، وكذلك إلى صاحب المنصات وآلات الصوت، والمصورين ، والطباخين، ومقدمي الموائد ، وكانت الترتيبات تجري كلها ، حسب المخطط الذي أعده ، بإتقان.
لم يَدُر بخَلَدِ أحد أن يحدث هذا التغير المفاجئ الذي قلب الموازين كلها، ليس في فلسطين وحدها، ولكن في العالم كله!!!.
إنه فايروس الكورونا الذي لا يُرى بالعين ، عطّل السفر، والتنقل عبر الدول ، والمطارات، وحال دون التجمعات والمناسبات والاحتفالات التي اعتبرتها الجهات المسؤولة، سببا رئيسا لنقل العدوى بين الناس.
حار عريسنا ، ماذا يفعل ؟!،وما المطلوب ؟! .
في الأسابيع الأولى لظهور الفايروس،قال: موعد فرحي بعيد ،و علينا أن ننتظر ، فربما تتغير الظروف ، وربما يجد الأطباء والعلماء له دواء أو لقاحا...!!.
ومرت الأيام، وتجاوزت فلسطين الجولة الأولى من هجمات الفايروس، بأقل المخاطر والخسائر ، وراح بعض الناس يقيمون العزائم والحفلات والمآتم، ثم بدأت التحذيرات تتراكم ، ورغم ذلك أصرّ بعض الناس على التشكيك و التغافل و التجاهل، فيما سادت بين جموع المواطنين ظاهرة التبرم والشكوى، وعدم الرضى ؛ بسبب عدم الالتزام ، وتزاحم المناسبات ، وتكاليفها العالية ، والمبالغات التي تجري فيها، ولا سيما ضجيج الرصاص والمفرقعات ، رغم أننا لم نتجاوز المخاطر والمهالك .
وفي هذه الأثناء ، شنّ الفايروس هجماته الأشد ، فحصد الأرواح ، وأصاب المئات من المواطنين، في فترة زمنية قصيرة .
أعلنت الجهات المختصة الإغلاق الشامل ، ومنعت الاحتفالات والتجمعات .
وقبل الإعلان عن هذه القرارات ، كان عريسنا المحبوب قد أجرى مشاوراتٍ لا بدّ منها ،و اتخذ قراره الحكيم، والقاضي بتأجيل موعد عرسه ، إلى موعد مناسب آخر، يتمكّن فيه مع أهله، وأحبائه، وأهالي بلدته، من التعبير عن فرحهم وسعادتهم، دون خوف وقلق وتوتر ، وفي أجواء من بحبوحة العيش ، والأمن والأمان والطمأنينة .
***************
بقلم: عبد السلام العابد
حدّد موعد حفلة عرسه، منذ العام الماضي . وأعلن لأصدقائه ومحبيه ، أن الخامس من شهر تموز عام ألفين وعشرين، سيكون موعد زفافه الميمون .
أعد جيدا لهذه المناسبة المهمة في تاريخ حياته. جهز بيته الجديد، وأثثه، ودفع مهر عروسه، وراح يخطط للحفلة ومتطلباتها، وما سيجري فيها، من أغانٍ ودبكات، وموسيقى، ودعوات ، وولائم، وأكد للأصدقاء ضرورة عدم استعمال المفرقعات، بأشكالها كافة ، فهي منفرة، ولها سلبياتها و مخاطرها الكثيرة .
منذ صغره، وهو يحب حفلات الأعراس، وعندما كبر أصبح يشارك فيها، ويلبي الدعوات التي تصل بيته، من المعارف والأقارب والأصدقاء ، يشاركهم سعادتهم وفرحتهم، ويؤدي واجبه تجاههم، ويرقص، ويدبك، ويردد الأهازيج والأغاني التراثية ، وهو سعيد ومسرور.
قرّر بعد مشاورات أسرية، أن يدعوَ فنانا شعبيا مع فرقته؛لإحياء الحفل، فهو يعتقد أنّ التراث الشعبي الغنائي الفلسطيني يجب التمسك به ، وإحياؤه، ودعمه ومساندته، من خلال إشراك الشعراء والزجالين والفنانين، في هذه الحفلات الشعبية التي تُدخل السعادة والفرح، في قلوب المواطنين الذين يعانون في بلادنا ، ويتألمون، ولكن، ورغم كل شيء ، فإننا بحاجة إلى جرعات من الفرح ؛ لنواصل مشوار الحياة في هذا الوطن المعذب والحبيب.
ذهب العريس إلى الفنان ، واتفق معه على الموعد، وكذلك إلى صاحب المنصات وآلات الصوت، والمصورين ، والطباخين، ومقدمي الموائد ، وكانت الترتيبات تجري كلها ، حسب المخطط الذي أعده ، بإتقان.
لم يَدُر بخَلَدِ أحد أن يحدث هذا التغير المفاجئ الذي قلب الموازين كلها، ليس في فلسطين وحدها، ولكن في العالم كله!!!.
إنه فايروس الكورونا الذي لا يُرى بالعين ، عطّل السفر، والتنقل عبر الدول ، والمطارات، وحال دون التجمعات والمناسبات والاحتفالات التي اعتبرتها الجهات المسؤولة، سببا رئيسا لنقل العدوى بين الناس.
حار عريسنا ، ماذا يفعل ؟!،وما المطلوب ؟! .
في الأسابيع الأولى لظهور الفايروس،قال: موعد فرحي بعيد ،و علينا أن ننتظر ، فربما تتغير الظروف ، وربما يجد الأطباء والعلماء له دواء أو لقاحا...!!.
ومرت الأيام، وتجاوزت فلسطين الجولة الأولى من هجمات الفايروس، بأقل المخاطر والخسائر ، وراح بعض الناس يقيمون العزائم والحفلات والمآتم، ثم بدأت التحذيرات تتراكم ، ورغم ذلك أصرّ بعض الناس على التشكيك و التغافل و التجاهل، فيما سادت بين جموع المواطنين ظاهرة التبرم والشكوى، وعدم الرضى ؛ بسبب عدم الالتزام ، وتزاحم المناسبات ، وتكاليفها العالية ، والمبالغات التي تجري فيها، ولا سيما ضجيج الرصاص والمفرقعات ، رغم أننا لم نتجاوز المخاطر والمهالك .
وفي هذه الأثناء ، شنّ الفايروس هجماته الأشد ، فحصد الأرواح ، وأصاب المئات من المواطنين، في فترة زمنية قصيرة .
أعلنت الجهات المختصة الإغلاق الشامل ، ومنعت الاحتفالات والتجمعات .
وقبل الإعلان عن هذه القرارات ، كان عريسنا المحبوب قد أجرى مشاوراتٍ لا بدّ منها ،و اتخذ قراره الحكيم، والقاضي بتأجيل موعد عرسه ، إلى موعد مناسب آخر، يتمكّن فيه مع أهله، وأحبائه، وأهالي بلدته، من التعبير عن فرحهم وسعادتهم، دون خوف وقلق وتوتر ، وفي أجواء من بحبوحة العيش ، والأمن والأمان والطمأنينة .