نتانياهو والكورونا يتقاسمان مصير صفقة القرن
يتقاسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وفيروس كوفيد 19 زمام أمور الحكم في اسرائيل ، ويساعد أحدهما الآخر سواء ببسط سيطرته أو تطبيق مشاريعه . فلا شك أن الموجة الأولى للفيروس ساعدت نتانياهو على تشكيل الحكومة ، وهي العامل الرئيسي الذي قام بهذه المهمة بعد كل التعقيدات الحزبية والتحالفات المستحيلة ومحاولات تشكيل الحكومة . ودفع نتانياهو أثناء تشكيل الحكومة ثمناً باهظاً لليمين الذي أوصله الى سدة الحكم : الوعد بتنفيذ أحادي الجانب لصفقة القرن وفرض السيادة الاسرائيية على المستوطنات .
وقد كان واضحاً لمراقبي السياسة الاسرائيلية أن حديث نتانياهو عن الضم وفرض السيادة ، وتمسكه حتى اللحظة الأخيرة بالتاريخ الذي وعد به ، أن الضم وفرض السيادة لن يتم تنفيذهما، على الأقل بدون موافقة أمريكية ، وبدون سكوت فلسطيني . وهنا يكمن السبب الرئيسي لعدم الإقدام على تنفيذها وهو رد فعل السلطة الفلسطينية والشارع الفلسطيني ، وهذا العامل له وزن أكبر بكثير من رد فعل العاهل الأردني . فقد حشرت السلطة الفلسطينية إسرائيل في الزاوية : ففي حالة حل السلطة وحل اتفاقات أوسلو ستضطر اسرائيل الى العودة لحكم الضفة الغربية المدني ، من حفظ الأمن الى الصحة والتعليم والمواصلات والبنية التحتية والرواتب والبنوك والاقتصاد ، والأهم من هذا كله : قمع الانتفاضات والمظاهرات والمواجهات اليومية والعمليات ، وهذه عملية شبه مستحيلة ، تستنزف طاقات الدولة العبرية التي استنزفتها وما زالت تستنزفها الكورونا ، ويؤدي هذا الوضع بالتالي لعودة المصالحة الفلسطينية ومواجهة حماس أخرى في الضفة الغربية لنهر الأردن .
ولا شك أن تعقيدات التحالف بين نتانياهو وغانتس ألقت بظلالها على عدم القيام بخطوة فرض السيادة ، وعملياً بتجميد العمل على تنفيذ صفقة القرن . فغانتس يعلم جيداً أن تحالفه مع نتانياهو مؤقت ، وأن جمهوره لا يؤيد فرض السيادة أحادية الجانب ، وأنه سيعود ليطلب ثقة ناخبيه خلال أقل من سنة . فجميع السياسيين والمراقبين والمحللين للسياسة الداخلية الإسرائيلية يؤمنون أن نتانياهو لن يمكن غانتس من ترؤس الحكومة وأنه سيفجر أزمة معه قبل الموعد المحدد وهوعام ونصف منذ تشكيل الحكومة . لقد استعمل نتانياهو غانتس كوسيلة للبقاء في الحكم رئيساً للوزراء لسنة أخرى عله يفلت من محاكماته أو يستطيع التأثير عليها من ناحية ، ومن ناحية أخرى ليكون حجة له أمام اليمين ليتبع سياسة متوازنة تضمن له البقاء في الحكم أطول مدة ممكنة . إلا أن كل المؤشرات تشير إلى أن هذه المدة لن تتعدى السنة ، على الأكثر ، وسوف يذهب لانتخابات جديدة عله يبقى رئيساً للوزراء طيلة فترة محاكماته .
وتأتي الموجة الثانية من الكورونا لتساعد نتانياهو مرة أخرى ، فكلما اختلف مع غانتس على قضية ( وهذا يحدث أسبوعياً ) يضطر غانتس الى التراجع عن التسبب بأزمة ائتلافية وحل الحكومة بسبب " أوضاع الدولة في ظل الكورونا " حيث من غير المناسب إجراء انتخابات في هذا الوضع ، ومن المستحيل عملياً إجراء انتخابات أثناء هذا الانتشار الواسع للكورونا وتسارع وتيرة الإصابات .
الكورونا صديقة نتانياهو المخلصة تهب لنجدته مرة أخرى !
إلى جانب التعقيدات الاسرائيلية هناك أيضاً الرفض الأوربي والتعقيدات الأمريكية : ورطة ترامب مع الكورونا وورطته مع استطلاعات الرأي . فإنكاره للكورونا واستهاتره بها جعل الولايات المتحدة الأمريكية المتضررة الأولى عالمياً اقتصادياً ، والأولى عالمياً يالإصابات والوفيات . وبدأت أصابع الاتهام تشير إليه . وتشير جميع استطلاعات الرأي بشأن الانتخابات الأمريكية المقبلة قريباً إلى أنه سيخسر الرئاسة . وهذا سبب آخر لتأخير معالجة صفقة القرن التي ليس فقط لم تصبح من أولوياته ، وإنما أصبح تنفيذها يزيد من ضائقته الانتخابية .
فهل تتكرمين أيتها الكورونا برفع يدك عن قضيتنا الفلسطينية وبوقف حمايتك لنتانياهو ؟!
سميرة الخطيب – برلين
يتقاسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وفيروس كوفيد 19 زمام أمور الحكم في اسرائيل ، ويساعد أحدهما الآخر سواء ببسط سيطرته أو تطبيق مشاريعه . فلا شك أن الموجة الأولى للفيروس ساعدت نتانياهو على تشكيل الحكومة ، وهي العامل الرئيسي الذي قام بهذه المهمة بعد كل التعقيدات الحزبية والتحالفات المستحيلة ومحاولات تشكيل الحكومة . ودفع نتانياهو أثناء تشكيل الحكومة ثمناً باهظاً لليمين الذي أوصله الى سدة الحكم : الوعد بتنفيذ أحادي الجانب لصفقة القرن وفرض السيادة الاسرائيية على المستوطنات .
وقد كان واضحاً لمراقبي السياسة الاسرائيلية أن حديث نتانياهو عن الضم وفرض السيادة ، وتمسكه حتى اللحظة الأخيرة بالتاريخ الذي وعد به ، أن الضم وفرض السيادة لن يتم تنفيذهما، على الأقل بدون موافقة أمريكية ، وبدون سكوت فلسطيني . وهنا يكمن السبب الرئيسي لعدم الإقدام على تنفيذها وهو رد فعل السلطة الفلسطينية والشارع الفلسطيني ، وهذا العامل له وزن أكبر بكثير من رد فعل العاهل الأردني . فقد حشرت السلطة الفلسطينية إسرائيل في الزاوية : ففي حالة حل السلطة وحل اتفاقات أوسلو ستضطر اسرائيل الى العودة لحكم الضفة الغربية المدني ، من حفظ الأمن الى الصحة والتعليم والمواصلات والبنية التحتية والرواتب والبنوك والاقتصاد ، والأهم من هذا كله : قمع الانتفاضات والمظاهرات والمواجهات اليومية والعمليات ، وهذه عملية شبه مستحيلة ، تستنزف طاقات الدولة العبرية التي استنزفتها وما زالت تستنزفها الكورونا ، ويؤدي هذا الوضع بالتالي لعودة المصالحة الفلسطينية ومواجهة حماس أخرى في الضفة الغربية لنهر الأردن .
ولا شك أن تعقيدات التحالف بين نتانياهو وغانتس ألقت بظلالها على عدم القيام بخطوة فرض السيادة ، وعملياً بتجميد العمل على تنفيذ صفقة القرن . فغانتس يعلم جيداً أن تحالفه مع نتانياهو مؤقت ، وأن جمهوره لا يؤيد فرض السيادة أحادية الجانب ، وأنه سيعود ليطلب ثقة ناخبيه خلال أقل من سنة . فجميع السياسيين والمراقبين والمحللين للسياسة الداخلية الإسرائيلية يؤمنون أن نتانياهو لن يمكن غانتس من ترؤس الحكومة وأنه سيفجر أزمة معه قبل الموعد المحدد وهوعام ونصف منذ تشكيل الحكومة . لقد استعمل نتانياهو غانتس كوسيلة للبقاء في الحكم رئيساً للوزراء لسنة أخرى عله يفلت من محاكماته أو يستطيع التأثير عليها من ناحية ، ومن ناحية أخرى ليكون حجة له أمام اليمين ليتبع سياسة متوازنة تضمن له البقاء في الحكم أطول مدة ممكنة . إلا أن كل المؤشرات تشير إلى أن هذه المدة لن تتعدى السنة ، على الأكثر ، وسوف يذهب لانتخابات جديدة عله يبقى رئيساً للوزراء طيلة فترة محاكماته .
وتأتي الموجة الثانية من الكورونا لتساعد نتانياهو مرة أخرى ، فكلما اختلف مع غانتس على قضية ( وهذا يحدث أسبوعياً ) يضطر غانتس الى التراجع عن التسبب بأزمة ائتلافية وحل الحكومة بسبب " أوضاع الدولة في ظل الكورونا " حيث من غير المناسب إجراء انتخابات في هذا الوضع ، ومن المستحيل عملياً إجراء انتخابات أثناء هذا الانتشار الواسع للكورونا وتسارع وتيرة الإصابات .
الكورونا صديقة نتانياهو المخلصة تهب لنجدته مرة أخرى !
إلى جانب التعقيدات الاسرائيلية هناك أيضاً الرفض الأوربي والتعقيدات الأمريكية : ورطة ترامب مع الكورونا وورطته مع استطلاعات الرأي . فإنكاره للكورونا واستهاتره بها جعل الولايات المتحدة الأمريكية المتضررة الأولى عالمياً اقتصادياً ، والأولى عالمياً يالإصابات والوفيات . وبدأت أصابع الاتهام تشير إليه . وتشير جميع استطلاعات الرأي بشأن الانتخابات الأمريكية المقبلة قريباً إلى أنه سيخسر الرئاسة . وهذا سبب آخر لتأخير معالجة صفقة القرن التي ليس فقط لم تصبح من أولوياته ، وإنما أصبح تنفيذها يزيد من ضائقته الانتخابية .
فهل تتكرمين أيتها الكورونا برفع يدك عن قضيتنا الفلسطينية وبوقف حمايتك لنتانياهو ؟!
سميرة الخطيب – برلين