المحتل عبر الزمن و عبر التاريخ نفسيته دائما تكون مهزوزة رغم القوة التي يكون يمتلكها. لأن لو لم يكون يملك فائض من القوة لما فكر في غزو بلد اخر...
و يغطي ذلك الاهتزاز النفسي بالكذب و محاولة تزييف الحقائق لرفع معنويات قوته التي تكون توحلت في الميدان و يصبحون لقمة سائغة لأهل البلد الأحرار...
قلت الأحرار ، لأن دائما يكون هناك عملاء و خونة يساعدون المحتل ، لولاهم لما استطاع الغزاة المكوث شهرا واحدا في بلد خالي من هذا الصنف ( الخونة و العملاء)...
وهناك قصص متداولة عن الحالة التي يكون فيها هؤلاء الغزاة و المحتلين ، وكل نسمة ريح يحسبونها خصم ترتعد منها فرائسهم ...
من هذه القصص ، في إحدى الليالي قوة من الاحتلال كانت في دورية قرب سفح جبل ، وفجأة أحست تلك القوة أن هناك تحركات غير عادية في أحراش قرب المكان المذكور ...
ظنت تلك الدورية أن هناك مجموعة من المقاومين (أو مخربين على حسب القاموس القديم ، إرهابيين على حسب القاموس الجديد)...
بسرعة تم استدعاء تعزيزات و تطويق المكان و تم طلب ،عبر مكبرات الصوت ، من هؤلاء المقاومين ، الافتراضيين الاستسلام ، وبعد عدم تلقي أي رد أطلقت تلك القوة العنين لقذائفها لتدك المكان دكا ، وتم استدعاء سلاح الطيران لمسح ناري للمنطقة...
وبين برهة و أخرى يتوقف القصف لتعاود طلب الاستسلام بدون جدوى . قوة القصف التي كانت تسمع إلى مسافات بعيدة أدخلت الرعب في قلوب السكان ، وخيل لهم أن هناك اشتباكات عنيفة تدور في تلك المنطقة بين خصمين متساويين في العدد و العدة...
وفي الصباح ، بعد استبيان الخيط الأبيض من خيط الأسود ، تقدمت تلك القوة بحذر شديد لتكتشف الورطة التي وقعت فيها : لقد كان خصمها حمارا ، مزقه ذلك القصف العنيف تمزيقا ، حمارا كان ، على ما يبدو ، يبحث عن مكان في تلك الأحراش ليقضي ليلته بعد يوم شاق من حمل الأثقال ...
لتستر على تلك الورطة ، تم تطويق الكامل للمنطقة ومنع أي من كان الاقتراب . وصدر بيان جاء فيه : بعد رصد قوة كبيرة من "المخربين" ، كانت تضم قادة كبار مطلوبين للعدالة ، و بعد محاصرتهم و الاشتباك معهم طيلة ليلة كاملة ، تم القضاء عليهم جميعا " ...
وتم العثور بحوزتهم على أسلحة كبيرة و متطورة، (لم يقولوا فقط أنهم عثروا بحوزته على أسلحة الدمار الشامل)...
أما القصة الأخرى ، إحدى الصحفيات كانت تتابع يوميا بيانات قيادة المحتل المكلفة بالقضاء على "المخربين" ، تلك البيانات تعد و تحصي يوميا عدد القتلى و الجرحى و المقبوض عليهم من المقاومة ( المخربين على حسب تصنيف المحتل)...
تلك الصحفية تسجل بعناية تلك الأرقام المعلنة و في احد الأيام سألت تلك الصحفية هؤلاء كم هو عدد سكان البلد المنتمي إليه هؤلاء "المخربين" ، فكان الجواب " رقم كذا" ...
صرخت تلك الصحفية بأعلى صوتها : " لكن عدد القتلى المعلن عنهم في بياناتكم يفوق أضعاف و أضعاف عدد السكان ، هل تعدون أيضا الأموات و الأجنة التي مازالت في بطون الأمهات ... " . فكانت فضيحة ...
أما القصة الأخرى ، مرة في منطقة نائية كانت تمر مجموعة من المقاومة لا حظوا من بعيد أن هناك سيارة لأحد المستعمرين متوقفة على حاشية الطريق...
فهموا أنها معطلة من نفاذ البنزين. وتم وضع خطة، يذهب واحد منهم لإحضار دلو من البنزين و الانتظار من خلف احد الأشجار القريبة...
تقدم احد المقاومين من الرجل و استفسره عن سبب توقفه، بالفعل اخبره أن البنزين نفذ من سيارته و المنطقة نائية و لا يدرى ماذا يفعل...
طمأنه الشخص ( المقاوم) واخبره أن المسالة بسيطة جدا . نزع طربوشه الأحمر من فوق رأسه و بدا يتكلم منه ، كأنه جهاز إرسال لاسلكي ، طالبا من محدثه "الافتراضي" بان يحضر في الحال ومعه كمية من البنزين لأن احد المارة تعطلت سيارته ولابد من مساعدته ، و المنطقة نائية لا يوجد بها محطات بنزين .
وبالفعل بعد برهة قصيرة حضر رجلا و معه البنزين أمام دهشة و استغراب ذاك المستعمر...
وفي اليوم التالي ، بعد أن نشر الخبر، جن جنون قوات الاحتلال وبدأت حملات واسعة في الطرقات و الأسواق وفي كل مكان تصادر كل طربوش احمر من فوق رؤوس الناس ، وأصدرت قانون يمنع بموجبه استعمال ، بيع أو شراء "الطرابيش الحمراء اللاسلكية " ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
23.03.2016
و يغطي ذلك الاهتزاز النفسي بالكذب و محاولة تزييف الحقائق لرفع معنويات قوته التي تكون توحلت في الميدان و يصبحون لقمة سائغة لأهل البلد الأحرار...
قلت الأحرار ، لأن دائما يكون هناك عملاء و خونة يساعدون المحتل ، لولاهم لما استطاع الغزاة المكوث شهرا واحدا في بلد خالي من هذا الصنف ( الخونة و العملاء)...
وهناك قصص متداولة عن الحالة التي يكون فيها هؤلاء الغزاة و المحتلين ، وكل نسمة ريح يحسبونها خصم ترتعد منها فرائسهم ...
من هذه القصص ، في إحدى الليالي قوة من الاحتلال كانت في دورية قرب سفح جبل ، وفجأة أحست تلك القوة أن هناك تحركات غير عادية في أحراش قرب المكان المذكور ...
ظنت تلك الدورية أن هناك مجموعة من المقاومين (أو مخربين على حسب القاموس القديم ، إرهابيين على حسب القاموس الجديد)...
بسرعة تم استدعاء تعزيزات و تطويق المكان و تم طلب ،عبر مكبرات الصوت ، من هؤلاء المقاومين ، الافتراضيين الاستسلام ، وبعد عدم تلقي أي رد أطلقت تلك القوة العنين لقذائفها لتدك المكان دكا ، وتم استدعاء سلاح الطيران لمسح ناري للمنطقة...
وبين برهة و أخرى يتوقف القصف لتعاود طلب الاستسلام بدون جدوى . قوة القصف التي كانت تسمع إلى مسافات بعيدة أدخلت الرعب في قلوب السكان ، وخيل لهم أن هناك اشتباكات عنيفة تدور في تلك المنطقة بين خصمين متساويين في العدد و العدة...
وفي الصباح ، بعد استبيان الخيط الأبيض من خيط الأسود ، تقدمت تلك القوة بحذر شديد لتكتشف الورطة التي وقعت فيها : لقد كان خصمها حمارا ، مزقه ذلك القصف العنيف تمزيقا ، حمارا كان ، على ما يبدو ، يبحث عن مكان في تلك الأحراش ليقضي ليلته بعد يوم شاق من حمل الأثقال ...
لتستر على تلك الورطة ، تم تطويق الكامل للمنطقة ومنع أي من كان الاقتراب . وصدر بيان جاء فيه : بعد رصد قوة كبيرة من "المخربين" ، كانت تضم قادة كبار مطلوبين للعدالة ، و بعد محاصرتهم و الاشتباك معهم طيلة ليلة كاملة ، تم القضاء عليهم جميعا " ...
وتم العثور بحوزتهم على أسلحة كبيرة و متطورة، (لم يقولوا فقط أنهم عثروا بحوزته على أسلحة الدمار الشامل)...
أما القصة الأخرى ، إحدى الصحفيات كانت تتابع يوميا بيانات قيادة المحتل المكلفة بالقضاء على "المخربين" ، تلك البيانات تعد و تحصي يوميا عدد القتلى و الجرحى و المقبوض عليهم من المقاومة ( المخربين على حسب تصنيف المحتل)...
تلك الصحفية تسجل بعناية تلك الأرقام المعلنة و في احد الأيام سألت تلك الصحفية هؤلاء كم هو عدد سكان البلد المنتمي إليه هؤلاء "المخربين" ، فكان الجواب " رقم كذا" ...
صرخت تلك الصحفية بأعلى صوتها : " لكن عدد القتلى المعلن عنهم في بياناتكم يفوق أضعاف و أضعاف عدد السكان ، هل تعدون أيضا الأموات و الأجنة التي مازالت في بطون الأمهات ... " . فكانت فضيحة ...
أما القصة الأخرى ، مرة في منطقة نائية كانت تمر مجموعة من المقاومة لا حظوا من بعيد أن هناك سيارة لأحد المستعمرين متوقفة على حاشية الطريق...
فهموا أنها معطلة من نفاذ البنزين. وتم وضع خطة، يذهب واحد منهم لإحضار دلو من البنزين و الانتظار من خلف احد الأشجار القريبة...
تقدم احد المقاومين من الرجل و استفسره عن سبب توقفه، بالفعل اخبره أن البنزين نفذ من سيارته و المنطقة نائية و لا يدرى ماذا يفعل...
طمأنه الشخص ( المقاوم) واخبره أن المسالة بسيطة جدا . نزع طربوشه الأحمر من فوق رأسه و بدا يتكلم منه ، كأنه جهاز إرسال لاسلكي ، طالبا من محدثه "الافتراضي" بان يحضر في الحال ومعه كمية من البنزين لأن احد المارة تعطلت سيارته ولابد من مساعدته ، و المنطقة نائية لا يوجد بها محطات بنزين .
وبالفعل بعد برهة قصيرة حضر رجلا و معه البنزين أمام دهشة و استغراب ذاك المستعمر...
وفي اليوم التالي ، بعد أن نشر الخبر، جن جنون قوات الاحتلال وبدأت حملات واسعة في الطرقات و الأسواق وفي كل مكان تصادر كل طربوش احمر من فوق رؤوس الناس ، وأصدرت قانون يمنع بموجبه استعمال ، بيع أو شراء "الطرابيش الحمراء اللاسلكية " ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
23.03.2016