الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بوح فحول الشعراء بالمديح والهجاء بقلم: مجدي شلبي

تاريخ النشر : 2020-07-05
بوح فحول الشعراء بالمديح والهجاء  بقلم: مجدي شلبي
بوح فحول الشعراء بالمديح والهجاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد (أَفلحَ قومٌ إذا دُعوا وَثَبُوا): هكذا قال الشاعر مهيار الديلمي وهو أول من لبى دعوتنا لندوة اليوم...
ـ والشاعر بهاء الدين زهير يدعو الشاعر ابن دارج القسطلي؛ فيقول له:
أدعوكَ دعوة َ من تيقنَ أنهُ *** سَيَنالُ ما يَرجُوهُ إذْ يَدعوكا
ـ فيومئ الشاعر ابن دارج القسطلي برأسه إيجابا؛ ويقول:
أعليتها في دعوة الحق دعوة *** كفاك بها بشرى وأعداءها نعيا
ـ فيتمنى الشاعر عبدالغفار الأخرس أن يشهد ندوتنا هذه ألف شاهد:
إذا ما دعيتم دَعوة المجد كلّها *** أقمتم على دعواكم ألفَ شاهد
ـ فيحضر الشاعر جبران خليل جبران حضورا (افتراضيا) من مثواه الأخير في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، مرورا بمسقط رأسه ـ بلدة بشري في شمال لبنان ـ إلى مصر؛ فيقول:
مصر الهوى لم يلهه عنها هوى *** فإذا دعت لبى ولم يتردد
ـ فيرحب به الشاعر أحمد محرم؛ قائلا:
دعاك هوى سكانها فدعوتها *** فبوركت مدعواً وبوركت داعيا
ـ فيرد الشاعر جبران خليل جبران:
ما ألطف (الندوة) الجميلة من *** جميل وجه لبى وما اعتلا
ـ فيحييه الشاعر المتنبي على إبداعه الشعري؛ قائلا:
أطاعَكَ (الشعر) العَصِيُّ كأنّهُ *** عَبْدٌ إذا نادَيْتَ لَبّى مُسْرِعَا
ـ ولأن المادح ممدوح بمدحه؛ يقول الشاعر مهيار الديلمي:
وإذا وصفتك فهو وصفُ محاسني *** وإذا مدحتك فهو مدحُ قبائلي
ـ فيصف الشاعر الشريف الرضي نفسه؛ فيقول:
أنَا القائِلُ المَحسودُ قَوْلي من الوَرَى *** عَلَوْتُ، وَمَا يَعلُو عَليّ مَقَالُ
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
أنت زَينٌ لكلِّ مدح وحَلْيٌ *** يُتَبَاهَى به ويُزْهَى رويُّهْ
لو سكتَ المادحونَ لاجتلبَ ال *** مدحُ له نفسه ولانتظما
ـ ويضيف الشاعر بهاء الدين زهير:
ولَيسَ بمُحتاجٍ إلى مَدْحِ مادِحٍ *** مكارِمُهُ تُثْني علَيْهِ وَتَمدَحُ
ـ فيقول الشاعر كشاجم:
ـ طَهُرْتُمْ فكْنْتُمْ مديحَ المديحِ *** وكانَ سواكُمْ هِجاءَ الهجاءِ
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
وما افتقرتم إلى مدحٍ يزينكُم *** تالله يا زينة َ الأيامِ في الحفلِ
ـ فيضيف الشاعر ابن حيوس:
مدحٌ كزهرِ الرَّوضِ إلاَّ أنَّهُ *** يَبْقى إِذَا زَهْرُ الرِّياضِ تَصَرَّما
ـ فينبه الشاعر الأبيوردي إلى خطورة ما يفعله المدح الزائد عن الحد؛ فيقول:
وَهَزَّكَ مَدْحٌ كادَ يُصيبُكَ حُسْنُهُ *** وَفي الشِّعْرِ ما هَزَّ الكَريمَ وَ أَصْبَى
ـ فيرد عليه الشاعر الشريف الرضي؛ قائلا:
وَحَسبُكَ مِنْ ذَمّ الفتى تَرْكُ مدحهِ *** لأمرٍ يَضِيقُ القَوْلُ وَهوَ وَسِيعُ
ذُمّ رِجَالاً بتَرْكِ المَديحِ *** وَبَعضُ السّكوتِ عن المَدحِ ذَمّ
ـ فيفاجئنا الشاعر عبد الله الخفاجي؛ بقوله:
إِذَا هَجَوْتُكُمُ لَمْ أَخْشَ سَطْوَتَكُمْ *** وَإِنْ مَدَحْتُ فَمَا حَظَي سِوى التَّعَبِ
فحينَ لَمْ ألفِ لا خوفاً ولا أملاً *** رغبتُ في الهجوِ إشفاقاً منَ الكذبِ
ـ ويضيف الشاعر الأبيوردي:
وَأَهْجُو رِجالاً في العَشيرَة ِ سادَة ً *** وبي مِن بَقايا الجاهِلِيَّة ِعَجْرَفُ
ـ فيرد الشاعر كشاجم متعجبا:
يُهْدِي المدائحَ للّئآمِ وإنْ هجا *** فهِجَاؤُه أَبداً لأَهلِ السّودَدِ!
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
مديحُك مَنْ تبتغي رِفْدَهُ *** هجاءٌ وإن كنتَ لا تُظهِرُه
والشعر ما كان غير مُنْتَحَلٍ *** يَحْرُمُ في مدح كل مُنْتَحِلِ
ـ ويقول الشاعر البحتري:
وَلمْ أُحابِكَ في مَدْحٍ تُكَذِّبُهُ *** بالفِعلِ منك، وَبعضُ المدحِ من كذِبِ
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
إذا حاضت الأفواه من مدح جاهلٍ *** لئيمٍ فما أضحت بمدحك حُيَّضا
مِدَحٌ كأردية الرياض جعلتُها *** بالجهل أرديَة ً لشرّ من ارتدى
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري:
وأحسَنُ من مدحِ امرىء الصّدق كاذباً *** بما ليسَ فيهِ، رميُهُ بالمَشاتم
ـ فيضيف الشاعر ابن الرومي:
وكم شعرٍ مدحتُ به ظلوماً *** فصار هجاءَه لا بافتعالي
كل امرىء مدح امرأ لنواله *** فأطال فيه فقد أراد هجاءَهُ
ـ وعمن يتمدّح إلى النَّاس وليس أهلاً للمديح؛ يقول الشاعر الشريف الرضي:
وليس مديح ما قدرت فان يكن *** مديح على رغمي فليس ثواب
ـ فيقول الشاعر عبد الصمد بن المعذل:
لكل أخي مدحٍ ثوابٌ يُعده *** وليس لمدح الباهليّ ثوابُ
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
وكنت متى يُنشَدْ مديحٌ ظلمتَه *** يكن لك أهجى كلما كان أَمْدحا
إذا ما المدح سار بلا ثواب *** من الممدوح فهو لهُ هجاءُ
إنَّ بخس الثواب إن دام ظلماً *** قَلَب المدحَ ذاتَ يومٍ هجاء
ـ هنا يعبر الشاعر الشاب الظريف عن مصير هؤلاء: الذين يتبنون (مديح النفاق والرياء)؛ فيقول:
هجاهم الله في القرآن فاهجهم *** والعنهم الدَّهْرَ واشكرْ كل من لعنا
ـ ويدخل بعض الشعر من باب النفاق أيضا (طمع المادحُ في عطاء الممدوح)؛ فيقول الشاعر ابن الرومي:
وشريدِ مدحٍ لا يزال مبارياً *** سَيّاحُ سَيْبِ أكفِّكم سَيَّاحُه
ـ ويقول الشاعر الشريف الرضي:
ومدحك هذا بكر مدحٍ مدحته *** وَكنتُ أرُوضُ القَوْلَ حتّى تَسَدّدَا
ـ ويقول الشاعر ابن الخياط:
فلأمنحَنَّكَ ذا الثَّناءَ محبَّباً *** مادامَ مدْحُ الباخِلِينَ مُبَغَّضا
ـ ويقول الشاعر الفرزدق:
لأمْدَحَنّكَ مَدْحاً لا يُوَازِنُهُ *** مَدْحٌ على كُلّ مَدْحٍ كانَ عِلْيانَا
ـ ويقول الشاعر علي بن محمد التهامي:
كم حدتُ عنهُ فنادتني فضائلهُ *** يا خاتمَ الأدب امدح خاتم الكرم
ـ ويقول الشاعر البحتري:
لَهُ مَكرُماتٌ يَقصُرُ الوَصْفُ دونَهَا، *** وأبْلَغُ مَدْحٍ يُستَعَارُ لَهَا مَدْحي
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
مدحتُك مدح المستِنيم إلى امرىء ٍ *** كريم فقلتُ الشعر وسنانَ هاجعا
ـ ويقول الشاعر سبط ابن التعاويذي:
ولِي مِدَحٌ فِيهِ سَارَ کلرُّوَاة ُ *** بِهَا وَهُوَ أَكْرَمُ مَنْ يُمْدَحُ
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
لو كُنْتَ غَيْثاً صَائباً *** لَمْ يُهْجَ رَعْدُكَ بَلْ مُدِحْ
ـ فيبتسم الشاعر البحتري؛ ويقول:
إنْ أنا شَبّهْتُهُ بالغَيْثِ في مِدَحي، *** غَضَضْتُ منهُ فكُنتُ المادحَ الهاجي
وَمُخْتَشٍ للهِجاءِ قُلْتُ لَهُ، *** فخَافَ عندي جَريرَةَ البُخُلِ
ـ فيؤيده الشاعر ابن عنين:
ما إِنْ مدحتُكَ أرتجي لكَ نائلاً *** فحرمتَني فهجوتُ باستحقاقِ
ـ فيؤكد المعنى قول الشاعر ابن الرومي:
كل امرىء مدح امرأ لنواله *** فأطال فيه فقد أراد هجاءَهُ
ـ فيقول الشاعر الحطيئة:
سئلتَ فلم تبخلْ ولم تعطِ طائلاً *** فَسِيَّانِ لا ذَمٌّ عليكَ ولا حَمْدُ
ـ فيعقب الشاعر الشريف المرتضى؛ قائلا:
أشقى الورى من كان أكبرَ همّه *** هجاءُ ضَنينٍ أو مديحُ مُنيلِ
ـ فيقول الشاعر محمد مهدي الجواهري:
الله يُخزي مهازيلاً ضمائرهُم *** مأجورة بين إطراء وإزراء
ـ فيؤيده الشاعر أبو نواس في قوله؛ ويؤكد:
لقد آلَيتُ أن أهجو دَعِيّاً، *** و لوْ بلغتْ مروءَتهُ السّماءَ
ـ فيقول الشاعر ابن حيوس:
فَاضِلْ بِها الأَشْعارَ تَعْرِفْ فَضْلَها *** ما كُلُّ مَنْ مَدَحَ المَجِيدَ مُجِيدُ
ـ فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري متعجبا:
لَبّى الغنيَّ بَنو حَوّاءَ، من طَمَعٍ، *** ولو دَعاهمْ فَقيرٌ ما أجابُوه!
ـ فيلتقط الخيط الشاعر ابن نباتة المصري؛ موضحا العلاقة بين المدح والغزل:
فيها وفي مدح أوفى السائدين علاً *** تقسم الشعر في مدحٍ وفي غزل
ـ فيؤيده الشاعر أحمد شوقي؛ بقوله:
خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ *** وَالغَواني يَغُرُّهُنَّ الثَناءُ
ـ فيتعجب الشاعر البحتري ممن فقد الحياء في غزله:
أمَا استَحْيَيْتَ مِنْ مِدَحٍ سَوَارٍ *** بوَصْفِكَ، في التّهَائمِ والنُّجُودِ
ـ فينصح الشاعر جبران خليل جبران الشعراء بصدق المدح؛ فيقول:
لا تغل في مدح العظيم *** ولا تضع جهد الصغير
ـ فيعلن الشاعر ابن الرومي؛ قائلا:
مدحتُك مدحَ امرىء ٍ واثقٍ *** ومولى ً وَصُولٍ وخلٍّ مُصافي
ـ ويرى الشاعر السيد الحميري؛ (أن):
مدَح الملوكَ ذوي الغِنى لِعطائِهمْ *** والمدحُ منك لهم لغيرِ عَطاءِ
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
ولا مدحُ ما لم يمدح المرءُ نفسهُ *** بأفعال صدقٍ لم تَشُبها الخسائس
ـ فيعترض الشاعر كثير عزة؛ قائلا:
إذا مَدَحَ البكْريٌّ عِنْدَكَ نَفْسهُ *** فقلْ: كذبَ البكريُّ وهو كذوبُ
ـ ويضيف الشاعر ابن المعتز:
ذمكِ بيا دنياي مدحُ نفسي، *** أقلَلتِ زادي وأطَلْتِ حَبسِي
ـ فيقول الشاعر الشاب الظريف:
فَلَيْسَ مَجْدُكَ في مَجْدٍ بِمُحْتَجَبٍ *** وليس مدْحُكَ في مدْحٍ بمكذوبِ
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
كل مدح أراه فيك قليلا *** وكثير ما يقتضيني فؤادي
ـ ويقول الشاعر ابن نباتة المصري:
مليك التقى والعلم والبأس والندى *** فمدحٌ على مدحٍ وشكرٌ على شكر
ـ ويقول الشاعر ذو الرمة:
مَكَارِمَ لَيْسَ يُحْصِيهِنَّ مَدْحٌ *** ولا كذباً أقولُ ولا انتحالا
ـ ويبدع الشاعر البرعي في الوصف؛ فانبرى قائلا:
فاسمعْ جواهرَ مدحٍ فيكَ حبرها *** حبرٌ إذا ماجَ بحرُ الشعرِ أملاهُ
ـ ويضيف الشاعر الهبل؛ قائلا:
توصلت في مدحي إلى مدح ماجد *** به افتخرت أبنا معد وعدنان
ـ فينقلنا البيت السابق إلى مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؛ فيضيف الشاعر محيي الدين بن عربي:
مدحتك للأسماع مدحَ معرِّف *** وقمت به في موقفِ العدلِ مُنشدا
ـ فيكمل الشاعر البرعي:
إذا مدح الشعراء أرباب عصرهم *** مدحت الذي من نوره الكون أبهجُ
ـ فيقول الشاعر ابن نباتة المصري:
في مدح أحمد للفتى شغلٌ *** فاخلصْ لمدح علاه بالوثب
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
وهَلْ مأثَمٌ في مدحِ من كان مدحُه *** يوازِنُ عندَ اللَّهِ تسبيحَ صائم
ـ ويقول الشاعر حيدر بن سليمان الحلي:
إن كان زانَ الشعرُ غيرك في *** مدحٍ فمدحُك زينة ُ الشِعر
ـ ويقول الشاعر الأبيوردي:
وكم ماجِدٍ يَبْغي ثَناءً أَصوغُهُ *** وَلكنّني عَنْ مَدْحِ غَيْرِكَ أَزْوَرُ
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
ما قيل في القاسم مدح له *** إلا وفي القاسم مصداقه
ـ فيقول الشاعر أحمد شوقي:
فاقرأ على حَسّانَ منه، لعله *** بفتاه في مدحِ الرسولِ مُباه
ـ فيقول الشاعر حسان بن ثابت:
أَغـرّ عليه للنبوة خاتم *** مـن الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه *** إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد
وشق لــه من اسمه ليجله *** فـذو العرش محمود وهذا محمد
نبي أتانا بعــد يأس وفترة *** من الرسل والأوثانُ في الأرض تعبد
فأمسى سراجاً مستنيراً وهادياً *** يلوح كما لاح الصقيل المهند
وأنذرنا ناراً وبشّر جنةً *** وعلمنا الإسلام فالله نحمد
ـ فيستزيده الشاعر البوصيري؛ قائلا:
فادْعُني حَسَّانَ مَدْحٍ وزِدْني *** إنني أحسنت منه المنابا
ـ فيقول الشاعر المتنبي واصفا الشاعر حسان بن ثابت:
شَغَلَتْ قَلْبَهُ حِسانُ المَعالي *** عَنْ حِسانِ الوُجوهِ والأعجازِ
ـ فيردف الشاعر البوصيري؛ قائلا:
يا نَفْسُ دُونَكِ مَدْح أحْمَدَ إنَّهُ *** مِسْكٌ تَمَسَّكَ ريحُهُ والرُّوحُ
ـ فيتأهب الجميع للانصراف؛ غير أن هناك شيئا أغفلناه؛ فقال الشاعر الخُبز أَرزي:
فإن شئتَ أُذكِرك ما قد نسيتَ *** وإن أنت أغفلتَ لم أغفَلِ
ـ فيقول الشاعر عبد الجبار بن حمديس:
هاتِ الحديث عن الزمانِ وحُسنهِ *** وخُذِ الحديث من المُحدِّث عن علي
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
شعارُ الفتى ذمُّ الزمان الذي أتى *** ومن شأنه حمدُ الزمانِ الذي مضى
ـ ويضيف الشاعر الشريف الرضي:
ومما يحلل ذم الزمان *** نِ إقْصَاؤهُ المَاجِدِينَ الخِيَارَا
ـ فيقول الإمام الشافعي:
نعيب زمانَنا والعيب فينا *** وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ *** ولو نطق الزمان لنا هجانا
ـ فيقول الشاعر الأبيوردي:
وبئسَ زميلُ السَّفرِ منْ كانَ دأبهُ *** إذا عيِّرَ التقصيرَ ذمَّ المقادرِ
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
فلستُ الدهرَ هاجِيَهُ حياتي *** ولكنِّي سأهجو مَنْ هجاهُ
ـ ويقول الشاعر الشريف المرتضى معاتبا صديقه اللدود:
قد كنتُ قبلك أهجو الدَّهرَ مجتهداً *** وقد رزقتك لا عتبٌ على الزّمنِ
ـ فيضيف الشاعر ابن حيوس:
وَكانَ يَحْمَدُ أَنْصاراً لهُ ذَهَبُوا *** فَمُذْ رَآكَ نَصِيراً ذَمَّ مَنْ حَمِدا
ـ ويقول الشاعر الشريف الرضي:
فغر العدو يريد ذم فضائلي *** هَيهَاتَ أُلْجِمَ فُوكَ بالجُلمُودِ
ـ فيفاجئنا الشاعر ابن الرومي بدعوته للحديث حول (الهجاء)
ـ فيبتسم الشاعر ابن زيدون؛ ويقول له:
حتى تكُونَ لمَن أحبَبتُ خَاتِمَة ً، *** نَسَختُ، في حُبّها، (هَجْوًا) بـ(تَقْرِيظ)
ـ فيقول الشاعر الشريف الرضي:
أُعِيذُكَ مِنْ هِجَاءٍ بَعْدَ مَدْحِ *** فعذني من قتال بعد صلح
ـ فيرد الشاعر ابن الرومي:
أقسمتُ لازلتُ هاجياً لهمُ *** ما التطم البحر قاذفاً زَبَدَهْ
أفحش القذف والهجاء لبورا *** رانَ طهورٌ كالرجمِ للمرجوم
ـ فيقول الشاعر البحتري:
هَجَاني النّغيلُ، وَما خِلْتُني *** أخَافُ هِجَاءَ أبي حَرْمَلَهْ
ـ فقال الشاعر ابن الرومي:
يا بُحتريُّ لقد أقبلتَ مُنقلباً *** يوم اكتسبتَ هجائي شرَّ منقلَبِ
ـ فقال الشاعر البحتري:
جَلّ عَنْ مَذهَبِ المَديحِ، فقد كا *** د يَكُونُ المَديحُ فيهِ هِجَاءَ
فداؤك منهم من ليس يدري *** ويعلم كيف مدحي من هجائي
فلا تخطب بما تجري إليه *** هجائي، فهو أغلى من مديحي
وَكمْ مِنْ آمِلٍ هَجْوِي ليَحظى *** بذِكْرٍ منهُ يَصْعَدُ، أوْ يَصُوبُ
ـ ففتح الشاعر ابن الرومي النار، وأطلق رصاصاته الشعرية:
ما قلْتُ فيك هجاء خلتَهُ كذباً *** إلا بدت منك سوْءاتٌ تُحقِّقه
فلا تَهْجُنِي إني أخُوك لآدمٍ *** وحَسْبي هجاءً أن أكون أخاكا
فاحمدِ اللَّهَ قد رُزِقْتَ هجاءً *** بعد طول الخُمول نوَّه باسْمِك
أنَّى هجوتَ بني ثوابَهْ *** يا صاحبَ العينِ المُصابهْ
ومُعنِّفٍ لي أَنْ هَجَوْ *** تُك يا أقلَّ من الصُّؤَابهْ
لم تهجهُم إلا لكي *** تُهجَى فتُذكَرَ في عِصابهْ
بما أهجوكَ يا أنتَ *** أليسَ أنتَ الذي أنتَ
فاخشَ ربَّ السماء وأْمَنْ هجائي *** قد كفتني أخبارُك المبثوثهْ
مدحتُك مختاراً فلم تكُ طائلاً *** فلا تلْحني إنْ هجوتُك مُحْرَجا
مطرَّحُ الشعرِ في مدائحه *** وفي الأهاجيِّ غير مطّرحِ
أهجوتني وحسبتني *** يا ابن الخبيثة راقدا
وكنتُ إذا ماهجاني اللئي *** م أرهقتُه من هجائي صَعُودا
فأين هُبلتَ تهرب من هجائي *** وأين هبلتَ تهرب من قصيدي
فكلَّما عارَضْتَني هاجياً *** فَهْو لِقولي فيك تأكيدُ
فدعِ الملامة للهجاء فإنه *** إن كان جار أو اعتدى فبك اقتدى
يسوم هجائي كي ينوِّه باسمه *** وفي السب ذكر للَّئيم ومفخر
هجوتُكَ وغدا يرفعُ الشَّتمُ قدرهُ *** فشعريَ مرحومٌ وأنت الذي غُبطْ
هجوتك إنذاراً لغيرك حِسبة ً *** وخطبك لولا ذاك مما يُحقّرُ
أقولُ وقد جاءني أنه *** ينوشُ هِجائي مع النُّوَّش
قد كنتُ أحسبُهُ شيئاً فأهْجوَهُ *** حتى أزالَ ظنوني فيه حُسبْاني
نباهة ُ أشعار الفتى وخمولُها *** على حَسْبِ من تلقاه يهجو ويمدحُ
فقلت لهم كذبٌ مديحي فيكُمُ *** وهجوي لكم صدقٌ وللصدق رونقُ
أيظلُّ مدحي في مقام مبارزٍ *** وترى هجائي في مُغار كَمين
ولما هجوْتُك بل وعظتُك إنني *** لا أجعل الأعراض كالأغراض
كيف أهجو مذبذبا بين شتى *** لا إلى هؤلاء ولا هؤلاء
ـ فيقول الشاعر الفرزدق:
وَلَكِنّي هَجَوْتُ، وَقَدْ هَجَتْني *** مَعاشِرُ قَدْ رَضَخْتُ لَهمْ سِجَالا
ولَكِنّ اللّئَامَ إذا هَجَوْني *** غَضْبتُ فكانَ نُصْرَتي الجِهَارَا
هَجَوْتُ صِغَارَ يَرْبُوعٍ بُيُوتاً، *** وَأعْظَمَهُمْ مِنَ المَخْزَاةِ عَارَا
إني كَذَاكَ إذا هَجَوْتُ قَبِيلَةً، *** جَدّعْتُهُمْ بِعَوَارِمِ الأمْثَالِ
ـ ويقول الشاعر ابن المعتز:
مَن رامَ هجوَ عليٍّ، *** فشعرهُ قد هجاه
لو أنّه لأبيهِ *** ما كانَ يهجو أباه
ـ ويقول الشاعر الشريف الرضي:
وانا الذي واليت فيك مدائحاً *** وَعَبَأتُ للباغي عَلَيْكَ هِجَاءَ
كَفَى بقَوْمٍ هجَاءً أنَّ مَادِحَهُمْ *** يُهدِي الثّنَاءَ إلى أعرَاضِهِمْ فَرَقَا
فإنّكَ إنْ هَجَوْتَ هَجَوْتَ لَيثاً *** وَإنّي إنْ هَجَوْتُ هَجَوْتُ كَلْبَا
ـ فيقول الشاعر أبو نواس:
لَما بَدَا الثّعلَبٌ في سَفْحِ الجَبَلْ *** صِحْتُ بكَلبي: ها!... فهاجَ كالبطلْ
ـ فيقول الشاعر ابن عنين:
شَكا شِعري إِليَّ وقالَ تَهجو *** بمثلي عرضَ ذا الكلبِ اللئيمِ
ولا أهجو الوجودَ وقد حواهُ *** فإنَّ وجودهُ هجوُ الوجودِ
أَيطمعُ أنني أَهجوهُ كلاَّ *** كفاني أنْ يقالَ أخر رقيَّهْ
هجوتُ الأكابرَ في جِلَّقٍ *** ورعتُ الوضيعَ بهجوِ الرفعِ
ـ ويضيف الشاعر السيد الحميري:
والعاندون لهم عليهم لعنتي *** واخصهم مني بقصد هجاء
ـ فيقول الشاعر الأخطل:
مُحاوِلون هجائي، عِندَ نِسْوَتِهِمْ *** ولَوْ رأوْني أسرُّوا القَوْلَ، واتّضَعوا
ـ ويضيف الشاعر الشماخ بن ضرار:
فإنْ كرهتَ هجائي فاجتنبْ سخطي *** لا يُدْرِكنَّك تفريعي وتصْعيدي
ـ فيقول الشاعر جرير:
كانَ الذينَ هجوني منْ ضلالتهمْ *** مثلَ الفراشِ وحرَّ النارِ إذْ يقعُ
ـ ويضيف الشاعر المتنبي:
وعُظْمُ قَدْرِكَ في الآفاقِ أوْهَمَني *** أنّي بِقِلّةِ ما أثْنَيْتُ أهْجُوكَا
وَلمّا أنْ هَجَوْتُ رَأيْتُ عِيّاً *** مَقَاليَ لابنِ آوَى يا لَئِيمُ
وَلَوْلا فُضُولُ النّاسِ جِئْتُكَ مادحاً *** بما كنتُ في سرّي بهِ لكَ هاجِيَا
فأصْبَحْتَ مَسرُوراً بمَا أنَا مُنشِدٌ *** وَإنْ كانَ بالإنْشادِ هَجوُكَ غَالِيَا
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
قد أُغريا بي يهجواني معاً *** وحدي وكان الأكثرُ الغالبا
ـ فيقول الشاعر الخالديان:
سوف أهجوكَ بعَدَ مدْحٍ وتَحْريـ *** ـكٍ وعَتْبٍ، وآخر الدّاءِ كيُّ
ـ فيحاول الشاعر محمد بن حازم الباهلي تهدئة الأجواء:
بشعرً يعجبُ الشعراءُ منهُ *** يشبَّهُ بالهجاءِ وبالعتابِ
ـ ويقول الشاعر أحمد شوقي:
وما حطَّ مِنْ رَبِّ القصائد مادحاً *** وأنزله عن رتبة ِ الشعر هاجيا
فليس البيانُ الهجوَ إن كنت ساخطاً *** ولا هو زُورُ المدحِ إن كنتَ راضيا
ـ فيباغتنا الشاعر ابن الرومي برأي مدهش عن الحقد وعلاقته بالمدح؛ فيقول:
يسمَّى الحقد عيباً وهْو مدحٌ *** كما يدعون حلو الحق مرّا
ـ ويقول الشاعر بدوي الجبل:
و أطل هجاءك ما تشاء فخلفه *** غرر منضّرة من الأمداح
ـ فيهدأ الشاعر ابن الرومي، ويقدم النصح:
وإذا سمعتَ هجاءَهُ *** فاجعلْ وقارك ثمَّ وقرا
ـ فيضيف الشاعر أبوالعلاء المعري:
لا تحفِلنْ هَجْوَهمْ ومدحَهُمُ؛ *** فإنّما القوْمُ أكلُبٌ نُبُحُ
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
آليتُ لا أهجو طِوا *** لَ الدهر إلا من هجاني
سأَهجو مَن هَجاهُم مِن سِواهِم *** وأَعرِضُ مِنهُم عَمَّن هَجاني
ـ ثم زاد فأعلن توبتة عن الهجاء؛ فقال:
فأقسمتُ لا أهجوه ماعاش بعدها *** ولو نالني بالمنكراتِ العظائمِ
أُقسمُ بالله الأجلِّ الأعظم *** لأرمينَّ بالهجاء الأعرم
لا يراني الإلهُ أهجوكَ عُمري *** أنت عندي في حالة المرحوم
وكنتُ إذا ما هجاني امرؤٌ *** لئيمٌ عرفت دواءَ اللئيم
أعدُّ هجائي له نائلاً *** وأبذُلُه بذلَ سَمْح كريم
ـ ثم يرفع شعار (ماهجا إلا من فتن)؛ فقال:
قالوا هجاكَ أبو المزَّاق قلتُ لهم *** ولمْ هجاني فقالوا للذي بَلَغَهْ
يخال في فِتِن اللاهي ضلالَته *** وإنما فِتنُ الجهلِ الأضاليل
ـ فيقول الشاعر الواواء الدمشقي:
يا مُفردا بمادِحٍ كذَّابِ *** وصادقٍ في هجوه مغتابي
ـ ويقول الشاعر الأبيوردي:
لَنْ يَبْلُغَ المَدْحُ في تَقْريظِ مَجْدِهُمُ *** مَداهُ حَتّى كَأَنَّ المادِحَ الهاجي
وَالمَدْحُ والهَجْوُ سَواءٌ عِنْدَهُمْ *** فَمَنْ هَذي بِمَدْحِهِمْ كَمَنْ هَجا
ـ ويقول الشاعر جحظة البرمكي:
وَكانوا يَهرُبونَ مِنَ الأَهاجي *** فَصاروا يَهرُبونَ مِنَ المَديحِ
ـ هنا يؤكد الشاعر عرقلة الكلبي أن للموت حرمة؛ فيقول:
لقد حسنت به اليومَ المراثي *** كما حسُنت به أَمسِ الأَهاجي
ـ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
ترثي الحصافة والثقافة والتقى *** من عاش لا ذم ولا تفنيد
ـ فيضيف الشاعر البحتري:
بَعْضَ هَذا العِتَابِ وَالتّفْنيدِ، *** لَيسَ ذَمُّ الوَفَاءِ بالمَحْمُودِ
ـ الشاعر أبو فراس الحمداني:
ولا خيرَ في هجرِ العشيرة ِ لامريءٍ *** يَرُوحُ عَلى ذَمّ العَشِيرَة ِ أوْ يَغْدُو
ـ يقول الشاعر البوصيري:
فهو في المدح قطرة ٌ من سحابي *** وهو في الهجو من زنادي شراره
ـ يقول الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني:
ورأيت الهجاء يرفع منك *** إن ذم الوضيع كالإطراء
ـ فيضيف الشاعر أبو تمام:
قال لي الناصحونَ وهوَ مقالٌ: *** ذَمُّ مَنْ كانَ خامِلاً إطرَاءُ
ـ فيقول الشاعر ابن الزيات:
لَولا اليَمينُ هَجَوته *** وَأَشاعَ فَضحتَهُ قَصيدُك
ـ ويقول الشاعر ابن المعتز:
و كم ذمَ لهم في جنبِ مدحٍ، *** وجِدٍّ بينَ أثناءِ المُزاحِ
ـ واتساقا مع المثل العامي (العايبة تبليك وتجيب اللي فيها فيك)؛ يقول الشاعر صريع الغواني:
عابَني مِن مَعايبٍ هُنَّ فيهِ *** حَكَمٌ فَاِشتَفى بِها مَن هَجاني
ـ فيتأهب الشاعر جبران خليل جبران للرحيل؛ مشيدا بما دار في هذه الندوة:
تقوى وعقل راجح وطوية *** لا تلتوي وكياسة وذكاء
وعزيمة غلابة وفصاحة *** خلابة وكرامة وإباء
هذي مناقبه وحسبي ذكرها *** حتى يخيل أنه إطراء
إن لم يكن شكر العدول جزاءها *** فعلام في الدنيا يكون جزاء
ـ فيقول الشاعر الباخرزي:
ليستِ الدنيا سوى قحبة ٍ *** تبرزُ في الزينة ِ للزاني
ـ فيرد الشاعر بهاء الدين زهير:
قد عابَها الواشي فقالَ طويلة ٌ *** مَقَالَ حَسودٍ مُظهِرٍ لعِنادِ
ـ فيحييه الشاعر المتنبي:
فإذا تَتَوّجَ كُنتَ دُرّةَ تاجِهِ *** وَإذا تَخَتّمَ كنتَ فَصّ الخاتِمِ
ـ ويضيف الشاعر صفي الدين الحلي:
ختَمتَ على دُرّ الثّنايا بخاتَمٍ *** عقيقٍ وتحتَ الختمِ تُخبَى الجواهرُ
ـ فيودعنا الشاعر مهيار الديلمي؛ مؤكدا على حقيقة أنه هو من بدأ هذه الندوة، وهو من ختمها أيضا:
يشهدُ لي مفتاحها وختمها *** بأنني للشعراءِ خاتمُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف