**وداعا، أختنا الأديبة سامية فارس الخليلي **
********************
بقلم : عبد السلام العابد
أوّل مرة رأيتُ فيها الأختَ الكاتبة سامية، وزوجَها الأديب المرحوم علي الخليلي ،كانت في مدينة نابلس ، وفي حرم جامعة النجاح الوطنية في بداية الثمانينيات من القرن الماضي .
كانا قادميْن مشيا ، من جهة الشارع الرئيس الصاعد نحو الجامعة .
كانت الجامعة قد نظمت أمسية شعرية ، فألقى الشاعر علي الخليلي قصيدة شعرية جميلة، ما زلتُ أذكر بيتها الأول :
عتّق جراحَك وانبلجْ وطنا
وانشر قصيدك بينهم عَلَنا
.........
وكنتُ أقرأ لسامية خواطرَ ومقالاتٍ وحكاياتٍ وقصصا للأطفال ، في صحيفة الفجر ، ومجلة الفجر الأدبي. وكانت قد أصدرت مجموعة من الكتب ، وهي: حكاية عمار، وكف حمدان ،و فارس يكتب حكاية الصباح ، و حذاء عائشة .
وبعد العام ستة وتسعين عرفتُها عن قرب، حينما عملنا معا في إذاعة صوت فلسطين في رام الله.وكانت تحب عملها الإعلامي، وتنتمي له ، وتخلص له، ولا سيما في برامجها الثقافية والاجتماعية الهادفة . وما زلتُ أذكرُ رنة صوتها ، في برنامجها عن جغرافية الوطن، وهي تقول: مستمعينا الكرام، نحييكم من صوت فلسطين ....
ذكرتُ لها، ذات مرة ، قصة الأمسية الشعرية ، وذكّرتها ببيت الشعر السابق ، وهل ما زال يذكره أبو سري ؟ ، فأجابت في لقاء ثانٍ : ذكَرتُه لعلي فقال: ربما هذا البيت ضمن ديوان (نابلس تمضي إلى البحر ).
بعد سنوات، التقيتُها، في الإذاعة ،وقلت لها: هل رأيتِ قصتك القصيرة (المفتاح )في كتاب اللغة العربية للصف السادس الأساسي ؟!. فتفاجأت سامية، وفرحت وقالت: لم أعلم بالموضوع، بشّرك الله بكل الخير، هذا خبر جميل يسر القلب.
في سنواتها الأخيرة، عانت أختنا سامية؛ بسبب مرض ووفاة زوجها الأديب المرحوم علي الخليلي ، وكذلك بسبب أمراض تناوشتها، وعلل أعيت الطب والأطباء، وحالت دون شفائها .
ومن كان يتابع كتاباتها ، يلحظ مقدارا كبيرا من الألم والحزن والمرارة والعتاب علينا جميعا ؛ بسبب إهمالنا وتقصيرنا، وعدم القيام بواجبنا، و السؤال عن أعزائنا الذين يعانون من الظروف القاسية والعسيرة، في الوقت الذي كانت لهم، فيما مضى صولات وجولات ومواقف نظيفة و مشرفة ونبيلة .
وختاما ، لا يسعنا إلا القول : رحم الله أديبتنا الأخت سامية فارس الخليلي رحمة واسعة ،وأسكنها فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
********************
بقلم : عبد السلام العابد
أوّل مرة رأيتُ فيها الأختَ الكاتبة سامية، وزوجَها الأديب المرحوم علي الخليلي ،كانت في مدينة نابلس ، وفي حرم جامعة النجاح الوطنية في بداية الثمانينيات من القرن الماضي .
كانا قادميْن مشيا ، من جهة الشارع الرئيس الصاعد نحو الجامعة .
كانت الجامعة قد نظمت أمسية شعرية ، فألقى الشاعر علي الخليلي قصيدة شعرية جميلة، ما زلتُ أذكر بيتها الأول :
عتّق جراحَك وانبلجْ وطنا
وانشر قصيدك بينهم عَلَنا
.........
وكنتُ أقرأ لسامية خواطرَ ومقالاتٍ وحكاياتٍ وقصصا للأطفال ، في صحيفة الفجر ، ومجلة الفجر الأدبي. وكانت قد أصدرت مجموعة من الكتب ، وهي: حكاية عمار، وكف حمدان ،و فارس يكتب حكاية الصباح ، و حذاء عائشة .
وبعد العام ستة وتسعين عرفتُها عن قرب، حينما عملنا معا في إذاعة صوت فلسطين في رام الله.وكانت تحب عملها الإعلامي، وتنتمي له ، وتخلص له، ولا سيما في برامجها الثقافية والاجتماعية الهادفة . وما زلتُ أذكرُ رنة صوتها ، في برنامجها عن جغرافية الوطن، وهي تقول: مستمعينا الكرام، نحييكم من صوت فلسطين ....
ذكرتُ لها، ذات مرة ، قصة الأمسية الشعرية ، وذكّرتها ببيت الشعر السابق ، وهل ما زال يذكره أبو سري ؟ ، فأجابت في لقاء ثانٍ : ذكَرتُه لعلي فقال: ربما هذا البيت ضمن ديوان (نابلس تمضي إلى البحر ).
بعد سنوات، التقيتُها، في الإذاعة ،وقلت لها: هل رأيتِ قصتك القصيرة (المفتاح )في كتاب اللغة العربية للصف السادس الأساسي ؟!. فتفاجأت سامية، وفرحت وقالت: لم أعلم بالموضوع، بشّرك الله بكل الخير، هذا خبر جميل يسر القلب.
في سنواتها الأخيرة، عانت أختنا سامية؛ بسبب مرض ووفاة زوجها الأديب المرحوم علي الخليلي ، وكذلك بسبب أمراض تناوشتها، وعلل أعيت الطب والأطباء، وحالت دون شفائها .
ومن كان يتابع كتاباتها ، يلحظ مقدارا كبيرا من الألم والحزن والمرارة والعتاب علينا جميعا ؛ بسبب إهمالنا وتقصيرنا، وعدم القيام بواجبنا، و السؤال عن أعزائنا الذين يعانون من الظروف القاسية والعسيرة، في الوقت الذي كانت لهم، فيما مضى صولات وجولات ومواقف نظيفة و مشرفة ونبيلة .
وختاما ، لا يسعنا إلا القول : رحم الله أديبتنا الأخت سامية فارس الخليلي رحمة واسعة ،وأسكنها فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون .