الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشاعر جلال باباي..ايغال في الإبداع..رغم جراحات السنين بقلم:محمد المحسن

تاريخ النشر : 2020-07-04
الشاعر جلال باباي..ايغال في الإبداع..رغم جراحات السنين بقلم:محمد المحسن
الشاعر التونسي جلال باباي..ايغال في الإبداع..رغم جراحات السنين

تنعقد بين الشّعراء وبين الطّبيعة وعناصرها والكون وعوالمه وشائج لا تخلو من إثارة وتعجيب، فقد تغنّوا باللّيل وسكونه وشكوا إليه مواجدهم وأحزانهم كما سهروا مع السّماء وأقمارها وناجوا كواكبها ونجومها، ووصفوا الصّحراء وامتدادها وأعجبوا برمالها الذّهبيّة وسرابها يتراءى أودية وأنهارا. غير أنّ لهم مع البحر شأنا وأيَّ شأن!
فقد اقترن عندهم أحيانا بالسّهرات اللّيليّة وأجــواء الأنــس والاحتفال لأنّ للبحر كرنفالا في أكثر من مرفإ ومدينة، وارتبط عند آخرين بذكريات الصّبا والشّباب ولقاءات العشّاق والمحبّين، واتّخذه بعضهم سببا للتّأمّل والتّفكير والغوص على ما ينطوي عليه جلال البحر من غموض وأسرار. ورأى البعض الآخر أنّ في البحر عرائس بشريّة من الحور العين فوصفهنّ سابحات تلاعبن الموج والزّبد.
لا شكّ في أنَّ الشعر فنّ مثير كباقي الفنون؛ وفن الشعر لا يعتمد فقط إيقاع التشكيل الجمالي؛ وإنما إيقاع الشعور الحسي التأمليّ في صناعة ذلك الدفق الروحاني،أو الومضة الروحيّة التي تعتصر مكنون الذات،وتبث ألقها بشرارة الإبداع؛والشاعر المبدع ليس خلاّقاً للغة فقط؛وإنما خلاّق لعالم آخر يسعى إلى الدخول في أتونه ألا وهو (عالم الرؤية) أو( عالم الحلم)،والقصيدة اللوحة هي قصيدة الحلم أو قصيدة الولادة الجديدة،بحس جديد،وشعور جديد؛ومن لا يملك هذا الشعور المتجدّد لن يصل في شعره إلى مرتبة الفنّ،وإننا-في مطالعتنا لتجربة الشاعر التونسي جلال باباي- جزم بأنَّ -جلال باباي-فنَّان تشكيلي،وفنّان غنائي روحيّ،وفنّان في ترسيم شعوره بألق اللحظة العاطفية الصوفية المحمومة التي تسعى إلى حيِّز المطلق والانفتاح التأملي،فحدود الرؤية -لديه-مطلقة مفتوحة،تجوب فضاء الآخر دون قيود اللحظة الزمنية أو الآنية الضيقة،إنَّ حدود قصائده تجوب الحاضر،وتفتح آفاق المستقبل، تولد كل لحظة،لتبعث أمل جديد،وحلم جديد؛ وعالم جديد؛ لذلك؛ فالفنّ -في شعره-يكمن في طريقة تشعير الكلمة في فضاء السياق، فالكلمة تحسّ أنها تصنعك،والجملة تتدفق من ومض روحك،والقصيدة تترك بصمتها في قلبك وتجوب حلمك،لتتربع على عرش فؤادك،وتتلوّن ببريق عينيك..لترى ما لا تراه من سابق..وتحلم أحلاماً كانت في حلمك الأزلي..تفتقت أمامك من جديد...وعاودت إليك هدهدة الأحلام وضحكة الطفولة؛التي أذبلتها جهامة الأيام؛وجففت..ينابيعها جراح موجعة..وجراحك-يا جلال- ستندمل بإعتبارك من عتاة الصابرين على-مواجعهم-
تتفاعل-في هذه اللوحة الشعرية للشاعر القدير جلال باباي-الإيقاعات البصريَّة،بالإيقاعات الصوتية بالأنساق اللغويّة التصويريَّة،بإمكانات فريدة، تؤكّد جدارة شعريته وجسارتها،وعمقها في بث الرؤى،وتكثيف المواقف،والأشكال التي تفرزها حركة الألوان والإيحاءات في قصائده التشكيليَّة ذات الترسيم اللوحاتي في حركتها وتماوج إيقاعاتها الداخلية.
امتــــــــداد
شعر: جلال باباي ( تونس )
يتيمة ذاكرتي من الرفقاء
إلاٌ طللي على البحر
يمسٌح على وجهي الكءيب
ويدوٌن بدفاتري
درسا جديدا في الوفاء
أين جلاٌس الصالونات والمقاهي ؟
متى يستقيم اعوجاج الجسد؟
من يعيد طفولة قصائدي
التي تاهت منيٌ هذا المساء؟
أيتها الوردة البريئة
أزيلي غماماتي
فلا المطر غسٌلتني بالأغنيات
ولا القمر أذاب يسراي من السقم
إلاٌ....هذا البحر يمتدٌ بلاجزع
إلى واحة القلب رغم الأنواء .
أكودة : جوان 2020
والمحصّل أنّ الشّعراء العـرب قد اختلفت زوايا نظرهــم إلى «تيمة» Thème البحــر وتنوّعت طرائق تناولهم لها،فمنهم من اتّخذ البحر موضوعا وصفيّا ومنهم من اتّخذه موضوعا عاطفيّا ومنهم من جعله موضوعا فلسفيّا تأمّليّا،ورغم ذلك فإنّ الثّابت هو أنّ البحر قد أَصْباهم وشاقهم واستهواهم فكان القاسم المشترك لأشعارهم فيه صبوات في هيكل البحر.

محمد المحسن (شاعر وناقد تونسي)
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف