الأخبار
أبو الغيط: الاستقرار الإقليمي يظل هشاً ما لم تحل القضية الفلسطينيةدبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي تتوغل في أحياء سكنية شرق رفحالأمم المتحدة: أبلغنا الجيش الإسرائيلي بتحرك موظفينا الذين تم إطلاق النار عليهم برفحصحيفة: مصر تدرس تقليص علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيلالرئاسة الفلسطينية: اجتياح رفح خطأ كبير والإدارة الأمريكية تتحمل المسؤوليةإسرائيل ترسل طلباً للسلطة الفلسطينية لتشغيل معبر رفحسيناتور أمريكي يطالب منح إسرائيل قنابل نووية لإنهاء الحرب بغزةرئيس وزراء قطر: مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تمر بحالة جموداللجنة الدولية للصليب الأحمر تفتتح مستشفى ميداني في رفحكتائب القسام: فجرنا عين نفق بقوة هندسة إسرائيلية شرق رفحجيش الاحتلال يعترف بإصابة 22 جندياً خلال 24 ساعة الماضيةرداً على إسرائيل.. الصحة العالمية تعلن ثقتها بإحصائيات الشهداء بقطاع غزةاستشهاد طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية بغزةمسؤولون أمريكيون: إسرائيل حشدت قوات كبيرة لعملية واسعة برفحنتنياهو يستفز الإمارات باقتراحها للاشتراك في إدارة غزة
2024/5/15
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مفهوم (الجمال) و(القبح) عند فحول الشعراء العرب بقلم: مجدي شلبي

تاريخ النشر : 2020-07-04
مفهوم (الجمال) و(القبح) عند فحول الشعراء العرب بقلم: مجدي شلبي
مفهوم (الجمال) و(القبح) عند فحول الشعراء العرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما نتناول مقالا عن مفهوم (الجمال)؛ يجمل بنا ألا نغفل التعرض لمفهوم (القبح) أيضا؛ تأكيدا لحقيقة لخصها الشاعر المتنبي بقوله:
والضد يُظهر حسنه الضد *** و بضدها تتميز الأشياء
وإلى أن يكتمل الحضور (الافتراضي) لضيوفنا من فحول الشعراء العرب؛ أدعو القارئ الكريم إلى مطالعة مقالي (مفهوم الجمال في الأدب قديما وحديثا) ـ الذي سبق أن نشرته لي جريدة المغرب الأوسط الجزائرية يوم السبت 18 يناير 2020 وأعيد نشره في موقع دنيا الرأي في اليوم التالي على الرابط:

وذلك كمقدمة لندوتنا الافتراضية:
ـ وها أنذا أرى الشاعر ابن الرومي يومئ لي برأسه إيجابا؛ ويقول (نعم نعم):
من المقال فرائضٌ ونوافل *** والفرضُ مفترضٌ له التقديم
ـ والآن أرى الشاعر ابن نباتة المصري؛ يدعونا ـ بتصرف ـ لبداية اللقاء:
(تقدموا) في كل محفل سؤددٍ *** تقديمَ بسم اللهِ في (الندوات)
ـ حينئذ يتساءل الشاعر إبراهيم ناجي:
يا ندوة السمار هل من مسجل *** يدوّن إعجاز القرائح منصفا
ـ فيجيبه الشاعر بدوي الجبل؛ مشيرا إليَّ:
(نحن هنا) في ندوة المجد (التي) *** (نحلق فيها بشعرٍ ومجدي مسجلا)
ـ فيتهكم الشاعر أحمد محرم على العبد لله؛ قائلا:
يقول غواة الناس مجدٌ وسؤددٌ *** ولا سؤددٌ فيما بدا لي ولا مجد!
ـ فيعتقد الشاعر بدوي الجبل أنه يقصده هو بهذا الهجاء؛ فيرد عليه:
كلّ مجد يفنى و يبقى لشعري *** شرف باذخ و مجد أثيل
ـ فيرد الشاعر ابن النبيه نيابة عن الشاعر أحمد محرم، الذى رحل مغاضبا:
في أحسن الناس لا في غيره غزلي *** وإن مدحت (فبدوي) خير مقصود
ـ فيتهلل وجه الشاعر بدوي الجبل بشرا؛ ويقول للشاعر ابن النبيه:
معدن الخير و الجمال المصفّى *** وجهك الخيّر الكريم الجميل
ـ فيستحثهم الشاعر ابن الرومي؛ قائلا:
يا محبَّ الجمال ليس جميلاً *** بجميلٍ ألاَّ يريك جماله
ـ فيقول الشاعر الشاب الظريف:
نشبت إلى الجمال وفيك بعدٌ *** أَضَافَ لَكَ الجَمَالَ إلى الحِجَابِ
ـ ويضيف الشاعر الشريف المرتضى:
ومُنتَقِباتٍ بالجمال ملكْنَنا *** وما كنّ لى لولا الجمالُ موالكا
ـ فيعترض الشاعر عبد القادر الجيلاني؛ قائلا:
رُفِعَ الحَجْبُ عَنْ بُدُورِ الجَمَالِ *** مَرْحَباً مَرْحَباً بِأَهْلِ الجَمَالِ
ـ ويقول الشاعر جبران خليل جبران:
ألقى الجمال عليك آية سحره *** فغدوت ما شاء الجمال حبيبا
ـ فيرد الشاعر بدوي الجبل:
ظلم الجمال أبا عليّ من رأى *** أنّ الجمال غواية تتودّد
حبّ الجمال عبادة مقبولة *** و الله يلمح في الجمال و يعبد
ـ فيضيف الشاعر ابن نباتة المصري:
جمال الدين قد أتقنت خطّاً *** حوت أوضاعه معنى الجمال
ـ ويقول الشاعر عبد الغفار الأخرس:
وما سرَّني إلاّ جميلُ محمد *** وليسَ جميلٌ بعد آل جميل
ـ فيأتي الشاعر أبوالعلاء المعري واصفا من حادوا عن الطريق القويم؛ فيقول فيهم:
خالَفوا الشّرعَ، لمّا جاءهم بتُقًى؛ *** واستَحسنوا، من قبيح الفعل، ما شرَعوا
ـ فيفاجئنا الشاعر بهاء الدين زهير؛ بقوله:
ويحسنُ قبحُ الفعلِ إن جاءَ منكمُ *** كما طابَ ريحُ العُودِ وهو دُخانُ
ـ فيهجوه الشاعر جميل بثينة؛ بقوله:
ألاّ يا غرابُ البينِ، فيمَ تصيحُ *** فصوتُكَ مَشيٌّ إليّ، قَبيحُ
ـ ويضيف الشاعر ابن الرومي:
لا يتَّقي في جميلٍ هولَ مُرتكَبٍ *** إذا اتَّقى في رَغيبٍ قُبْحٌ مُرتكَبِ
ـ فيقول الشاعر أسامة بن منقذ:
فإذا أقمت دليل قبح فعاله *** دفعَ العيانَ بحُجة المتجَاهلِ
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
يؤنِسُهُ حُسنهُ ويوحشهُ *** قبحُ أفاعيلهِ إذا ذكره
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
أليس جميل الفعل أولى لديكم *** بظن جميل مثله أو بأمثل
ـ فيوافقه الشاعر الشريف الرضي في سؤاله الاستنكاري:
إذا (قال) كانَ الفِعلُ ثانيَ نُطقِهِ *** وخير مقال ما تلاه فعال
ـ فيبادر الشاعر ابن الرومي بقوله:
ومنْ إذا ما فعلتُ الفعلَ أيَّدني *** إقبالهُ فوقيت العَثْرَ والزللا
ـ وهكذا أجمع الشعراء على أن (الجمال: صفة الحسن في القول والفعل، في الأشكال والأخلاق معا)؛ فيقول الشاعر جبران خليل جبران:
تم فيك الجمال حسا ومعنى *** هكذا هكذا تمام الجمال
ـ فيصيح الشاعر ابن الرومي موضحا صورة من اهتم بالمظهر دون الجوهر؛ قائلا:
له مُحَيّاً جميلٌ تَستدلُّ به *** على جميل وللبُطْنانِ ظُهرانُ
ـ فيضيف الشاعر المتنبي:
تَفنى عُيُونُهُمُ دَمْعاً وَأنْفُسُهُمْ *** في إثْرِ كُلّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ
ـ ويقول الشاعر ابن الرومي:
وأخرى على مافيك من حسن منظرٍ *** غدوتَ وقد أصحبتَهُ قُبحَ مسمعِ
ويضيف:
عواء كلب على أوتارِ مندفة ٍ *** في قُبحِ قردٍ وفي استكبار هامانِ
قبَّحَ الإله إخاءَ ظُلْمٍ بيننا *** أرعاك فيه وأنت لا ترعاني
ـ فيقول الشاعر السري الرفاء:
لقد كانَت جِلاءَ العَينِ حُسناً *** فعادَت وهي من قُبحٍ قَذاها
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
قُلْ لمنْ ألبسَ الجمالَ جمالا *** بالمعاني وهيبة ً وجلالا
ـ فيكمل علي بن أبي طالب:
لَيْسَ الجَمَال بأَثْوابٍ تُزَيِّنُنَا *** إن الجمال جمال العلم والأدب
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
قبحت فجاوزت المدى قبح منظرٍ *** ويا حسنَهُ من منظرٍ حين تُخبَر
ـ فيقول الشاعر صفي الدين الحلي:
إذا عدمَ الفتى خلقاً جميلاً، *** يَسودُ بِهِ، فَلا خُلِقَ الجَمالُ
ـ فيضيف الشاعر جبران خليل جبران:
ومن يهوى كذي وجه جميل *** جلا إشراقه طبعا جميلا
ـ ويقول الشاعر كثير عزة:
وإلاّ فإجمالٌ إليّ فإنّني *** أُحِبُّ من الأخلاقِ كُلّ جميلِ
ـ فيحييه الشاعر جبران خليل جبران؛ قائلا:
سبحان من جمع الخلق الجميل إلى *** خلق جميل وبالحسنين حلاك
ـ فيشير الشاعر ابن النبيه إلى ارتباط الجميل بالجمال؛ فيقول:
ولك الجمال مع الجميل *** فمنظر حسن ومخبر
ـ فيكمل الشاعر الشريف المرتضى:
جَمعوا الجميلَ إلى الجمالِ وإنَّما *** ختموا إلى المرأى الممدحِ مخبرا
ـ ويضيف الشاعر جبران خليل جبران:
شفافة يبدي جميل نقائها *** ما في ضميرك من جميل نقاء
ـ فيقول الشاعر الشاب الظريف:
وإنْ رُمْتُمُ وَصْفِي بَدِيعَ جَمَالِهِ *** فأيسرُ ما فيهِ الجمالُ بأسرهِ
ـ فيردف الشاعر جبران خليل جبران؛ قائلا:
أقيلوا أخاكم إذا ما عثر *** فإن الجميل جميل الأثر
ـ هنا يتوجه الشاعر بهاء الدين زهير له بالشكر؛ فائلا:
وإنّي على ذاكَ الجَميلِ لَشاكِرٌ *** وَإنّي إلى ذاكَ الجَمالِ لمُشتاقُ
ـ فيأتي الشاعر ابن الرومي؛ مشيرا لصانع الجميل، بألا يردف جميله بما هو ليس جميلا؛ فيقول له ناصحا:
وكلّ الذي أسلفتني من صنيعة ٍ *** جميلٌ فلا تُردفه غيرَ جميلِ
ـ فيضيف الشاعر البحتري:
وكم عانيت قبلك من جميل *** قبيح الفعل عند الاجتداء
ـ فاعتقد الشاعر جميل بثينة، أنه المقصود ببيت البحتري؛ فقال:
بثينة ُ قالتْ: يَا جَميلُ أرَبْتَني، *** فقلتُ: كِلانَا، يا بُثينَ، مُريبُ
وأضاف:
يقولون: جاهِدْ يا جميلُ، بغَزوة ٍ، *** وأيّ جهادٍ، غيرهنّ، أريدُ
ـ فيبتسم الشاعر جبران خليل جبران في وجه الشاعر جميل بثينة؛ قائلا:
إن الجميل في الجمال وفنه *** لأدق مبتدع وخير مجدد
ويضيف:
كل ضرب من الجميل جميل *** غير أن العزيز فيه التمام
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
البسْ جمالك عند كلّ قبيحة ٍ *** إن التجمّلَ بالرجالِ جميلُ
ـ فيعترض الشاعر أبوالعلاء المعري:
إذا كانَ الجَمالُ إلى انتِساخٍ، *** فحُزْناً جَرَّ مَوهوبُ الجَمال
ـ فيكمل الشاعر ابن الرومي:
ألا قُبحاً على قبح وسُحقاً *** لهاتيك المناظرِ والجُسومِ
ويضيف:
تخاله أبداً من قبح منظره *** مُجاذباً وتراً أو بالعاً حجرا
ـ ويقول الشاعر أبو تمام:
بَرزَتْ بهمْ هَفَواتُ عِلْجهمُ وقَدْ *** يردي الجمالَ تعسفُ الجمالِ
ـ فيضيف الشاعر مهيار الديلمي:
وجسَّره الجمالُ على التجنّي *** ألا يا قبحَ ما صنع الجمالُ
ـ ويضيف الشاعر أبو الفضل بن الأحنف:
يَحسُدنَ وَجهَكِ يا ظلومُ جَمالَهُ *** هَيهاتَ! ما لَكِ في الجَمالِ قَسيمُ
ـ فيدهشنا الشاعر أبو تمام، بتبنيه شعار (مرآة الحب عمياء)؛ فيقول:
و ما زادهُ عندي قبيحُ فعالهِ *** و لا الصدُّ والاعراضُ إلا تحببا
ـ ويتبنى الشاعر عمر ابن أبي ربيعة شعار (حبيبك يبلع لك الزلط...)؛ فيعترف:
حسنٌ لديّ حديثُ منْ أحببته، *** وحديثُ منْ لا يستلذُّ قبيحُ
ـ ويضيف الشاعر أبو فراس الحمداني:
جميلُ العدوِّ غيرُ جميلٍ، *** و قبيحُ الصديقِ غيرُ قبيحِ
ـ فينصح الشاعر أبوالعلاء المعري بالتخلي عن هذا الشعار:
ما تُريكَ مَرائي العينِ، صادِقَةً، *** فاجعلْ لنَفسِكَ مرآةً من الفِكَر
ـ ويضيف الشاعر البحتري محذرا من المخادعين؛ فيقول:
إِياكَ تغْتَرّ أَو تَخْدعْكَ بارِقَةٌ *** مَنْ ذِي خِداعٍ يُرِي بِشْراً وإِلْطَافا
ـ فيعتذر الشاعر أبو نواس نيابة عن الشاعر أبو تمام؛ ويقول:
لا تلُمْني على التي فَتنتْني، *** و أرَتْني القَبيحَ غيرَ قبيحِ
ـ فينتقل الشاعر المتنبي إلى وجه آخر من وجوه القبح؛ قائلا:
الغِنى في يَدِ اللّئيمِ قَبيحٌ *** قَدْرَ قُبْحِ الكَريمِ في الإمْلاقِ
ـ ويؤيده الشاعر الشريف المرتضى:
وليس بخافٍ قبحُ حرصٍ على غنًى *** ولكنْ عقولٌ بالضّراعة ِ جُنّتِ
ويضيف:
ألا قَبح الإلهُ وجوه قومٍ *** أذلُّوا في طِلابِهمُ الرِّقابا
ـ فيقول الشاعر ابن الرومي:
فإن الظلم من كلِّ قبيحٌ *** وأقبحُ ما يكون مَن النبيه
ـ ثم يعبر الشاعر المتنبي عن أبشع وجوه القبح (قبح التلون والتغير)؛ فيقول:
قُبْحاً لوَجهِكَ يا زَمَانُ فإنّهُ *** وَجهٌ لَهُ من كُلّ قُبحٍ بُرْقُعُ
ـ فيستبشر الشاعر الأقيشر السعدي خيرا بقادم الأيام؛ فيقول:
قَدِ اخْتَلَجَتْ عَيْنِي فَدَلَّ اخْتِلاَجُهَا *** عَلَى حُسْنٍ وَصْلٍ بَعْدَ قُبْحِ صُدُودِ
ـ فيدعو الشاعر عمر ابن أبي ربيعة؛ قائلا:
أوْ صليه (ياأيام) وصلاً يقرُّ عليه، *** إنَّ شَرَّ الوِصَالِ وَصْلُ الكِذَابِ!
ـ ويهم الجميع بالانصراف على وعد ـ غير مكذوب ـ بلقاء قادم في ندوة (افتراضية) أخرى؛ يلبي فيها فحول الشعراء النداء؛ اتساقا مع قول الشاعر ابن حيوس:
فأتاكَ أهلُ (الشعر) منْ آفاقه *** رغباً لقدْ نادى نداكَ فأسمعا
ـ وها هو الشاعر إبراهيم ناجي؛ يقول مودعا:
فمفترقان فيه إلى لقاء *** وملتقيان حتى في التنائي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف