الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لحاق بقلم:عبد العزيز شبراط

تاريخ النشر : 2020-07-02
لحاق

كان الشارع فارغا الا من بعض الكلاب الضالة والقطط المتشردة؛ والعربات المركونة على امتداد طوله؛ حتى النوافذ كانت مغلقة؛والحركة منعدمة؛كان يبدو كأن حربا دارت فيه أو اكتسحه وباء قاتل؛فيما كان هو يسير بخطى متسارعة؛ ويلتفت من حين لآخر ليتأكد انها لا زالت تسير خلفه؛ نظر الى ساعته اليدوية التي كانت تشير الى الواحدة والنصف ظهرا؛ وهو يتصبب عرقا؛ من كثرة الحر في ذلك اليوم من منتصف شهر غشت؛ والاسفلت الأسود يلتصق بحذائه بعدما أذابته الشمس الحارقة؛بينما كانت هي تحاول الاسراع للحاق به؛كان هو يسرع ولا يبالي بالعذاب الذي تعانيه لتسير بجانبه؛فقد كان يتعمد أن تظل خلفه حتى لا تسير بجانبه؛مدججا بوصايا قديمة كانت تجبره على أن يرى النور ظلاما رماديا؛ والعواصف الشمسية أشد عنفا من العواصف الرعدية؛كانت قطرات العرق تتساقط من على جبينه؛ وكأنها حبات برد لاسعة؛ ما كان يشغل باله؛ إصرارها اللامتناهي بأن تصبح بجانبه؛وإصراره اللامتناهي بأن تظل خلفه.
وكان في أول منعرج يصادفه أمامه؛ يلوي رأسه من جديد نحوها؛ويتابع سيره؛ بينما كاد نفسها أن يسقط وراءه؛كانت تجهد قلبها المتعب لمسايرته؛وهو يجهد قلبه القوي لتظل خلفه؛ما أعنف شدة الحر المقرون بالمشي السريع؛إنه عذاب شديد لا يشعر و يحس به إلا الذين خبروا العواصف الرملية وغياب الماء؛كانت نظراته الحائرة عندما يلتفت اليها؛توجعها وتسبب لها مغص معوي؛لا يتوقف عن لسعها الا حينما يلوي رأسه مرة أخرى الى نهاية الشارع المهجور؛كانت الاستقامة خلفه؛ و لا يدري أن التعثر أمامه. وهي تلاحقه؛ لاح امامها أفق ضبابي كسر روحها؛ وتسارعت نبضات قلبها الذي لم يعد يقوى على التوازن؛ وهو لا يرى في سيرها بجانبه سوى إذلال لكرامته.
اشتدت عاصفة الحر؛ وازداد سيلان العرق الممزوج برائحة العنف الجاهلي؛واختفت الحركات الخفيفة؛و تعالى ضجيج القهر؛ لكنه ما زال يسرع ويلتفت خلفه؛ثم يلوي رأسه -كما اعتاد- الى نهاية الشارع التي لم يلحقها بعد؛وبدت له وكأنها تتمدد ضدا عنه.
ظل متمسكا بالسرعة ذاتها ظنا منه أنه قد يلحق نهاية الشارع قبل المغيب؛ ويستريح من النظرات الخبيثة التي تحاصره رغم العواصف الحارة التي استنزفت كل المياه التي افرزتها مخاوفه المتسارعة.
رغم ما اكتسبه من خبرات وتجارب في طي الزمن؛ استعصى عليه هذا الزمن المحاط بالأشواك الملتوية كما هو حينما يتفقدها خلفه؛ و هي لا تنتظر منه سوى السير بجانبه والظفر برضاه قبل المغيب؛ كانت التناقضات تتصارع بسرعة جنونية داخله؛ وهو يراقب ما سينتجه ذاك الصراع المحتدم؛ ظل ايقاع سرعته ثابتًا؛ وكأنه على بينة بما ستحسم به الأمور؛ لكنه ظل محافظا على هدوء خجول؛ كما السحاب الرمادي الداكن غير الممطر؛كان له همُّ واحدُ يشغل باله؛ ويعتقد أنه سيخلصه من المتاهات التي ولجها ولم يستطع ايجاد مخرج لها؛ كان يريد فقط بلوغ نهاية الشارع قبل المغيب.

عبد العزيز شبراط كاتب من المغرب 01/07/2020
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف