الخاتمُ
عطا الله شاهين
حين غابت الشمس وراء الأفق، وانتشرت خيوط العتمة في صحراء قاحلة.. كانت السماء ليلتها مليئة بالسحب، دنت منه المرأة المرتبكة، وقالت له: أضعت خاتمي، لم يتمالك الرّجل أعصابه، وصرخ في وجهها بصوته المدوّي.. كانا يقفا في صحراء مخيفة، وراح في ولاعته يضيء المكان، ألذي أوقعت تلك المرأة خاتمها، وبقيا يدوران في ذات المكان لدقائق.. كان الرّجُل، الذي راح يتصبب عرقا، ويشعل سيجارة تلو سيجارة ويبحث بجنون عن الخاتم يتمتم بكلمات غير مفهومة، وقال لها: كيف تضيّعين خاتما أهديته لك البارحة.. كانت المرأة صامتة طوال الوقت، ولم تردّ عليه.. بعد مرور نصف ساعة من بحثهما عن الخاتم تعبا وجلسا على الرّمال.. كانت تصرّ في كلامها على أنها أضاعتْ الخاتم هناك في تلك المساحة، التي جاباها ذهابا وإيابا مرات عدة.. بقيا ينظران إلى السيارات المسرعة على طريق سريعة تقابلهما، ومن شدة التعب فاستراحا مدة خمس دقائق، وقاما وسارا صوب الطريق السريع، وأوقفا سيارة خاصة، وأقلّتهما نحو بيتِها، وقبل أن يقوم الرّجل الغاضب بتوديعها، قالت له: سنبحث في النهار عن الخاتم، فقال لها: انسي موضوع الخاتم فقالت: ماذا تقصد؟ فردّ عليها بصوت مسموع: ولا يهمك، سأشتري لك خاتما آخر، فقالت له: سامحني، لأنني أضعتُ خاتما أحببته، لأنه أغلى هدية تلقيتُها في حياتي..أما هو فعاد سيرا على الأقدام صوب منزله، وفي الطريق قال في ذاته: هذه الخطيبة أضاعت الخاتم، الله يسامحها، فأنا لست غاضبا على ثمن الخاتم، لكنني غاضب من استهتارها، لأنها كانتْ تلعب بالخاتم كلعبة..
عطا الله شاهين
حين غابت الشمس وراء الأفق، وانتشرت خيوط العتمة في صحراء قاحلة.. كانت السماء ليلتها مليئة بالسحب، دنت منه المرأة المرتبكة، وقالت له: أضعت خاتمي، لم يتمالك الرّجل أعصابه، وصرخ في وجهها بصوته المدوّي.. كانا يقفا في صحراء مخيفة، وراح في ولاعته يضيء المكان، ألذي أوقعت تلك المرأة خاتمها، وبقيا يدوران في ذات المكان لدقائق.. كان الرّجُل، الذي راح يتصبب عرقا، ويشعل سيجارة تلو سيجارة ويبحث بجنون عن الخاتم يتمتم بكلمات غير مفهومة، وقال لها: كيف تضيّعين خاتما أهديته لك البارحة.. كانت المرأة صامتة طوال الوقت، ولم تردّ عليه.. بعد مرور نصف ساعة من بحثهما عن الخاتم تعبا وجلسا على الرّمال.. كانت تصرّ في كلامها على أنها أضاعتْ الخاتم هناك في تلك المساحة، التي جاباها ذهابا وإيابا مرات عدة.. بقيا ينظران إلى السيارات المسرعة على طريق سريعة تقابلهما، ومن شدة التعب فاستراحا مدة خمس دقائق، وقاما وسارا صوب الطريق السريع، وأوقفا سيارة خاصة، وأقلّتهما نحو بيتِها، وقبل أن يقوم الرّجل الغاضب بتوديعها، قالت له: سنبحث في النهار عن الخاتم، فقال لها: انسي موضوع الخاتم فقالت: ماذا تقصد؟ فردّ عليها بصوت مسموع: ولا يهمك، سأشتري لك خاتما آخر، فقالت له: سامحني، لأنني أضعتُ خاتما أحببته، لأنه أغلى هدية تلقيتُها في حياتي..أما هو فعاد سيرا على الأقدام صوب منزله، وفي الطريق قال في ذاته: هذه الخطيبة أضاعت الخاتم، الله يسامحها، فأنا لست غاضبا على ثمن الخاتم، لكنني غاضب من استهتارها، لأنها كانتْ تلعب بالخاتم كلعبة..