الأخبار
"التربية" توضح طبيعة أسئلة امتحان الثانوية العامة لطلبة غزةسلطة النقد تصدر تعليمات للمصارف برفع نسبة الإيداعات الإلكترونية لمحطات الوقود إلى 50%يوم دامٍ في غزة: أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى والمفقودينإعلام إسرائيلي: نتنياهو يبحث "صيغاً مخففة" لإنهاء الحرب على غزةجيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمنأول اتصال هاتفي بين بوتين وماكرون منذ ثلاث سنواتبالأسماء.. الاحتلال يفرج عن 14 أسيرًا من قطاع غزةتوجيه تهم القتل والشروع به لـ 25 متهماً في قضية الكحول بالأردنالسعودية تسجل أعلى درجة حرارة في العالم خلال الـ24 ساعة الماضيةمصر: أمطار غزيرة تفاجئ القاهرة والجيزة رغم ارتفاع درجات الحرارةمسؤولون إسرائيليون: تقدم في محادثات صفقة المحتجزين.. والفجوات لا تزال قائمة(كان): قطر تسلّم إسرائيل مقترحًا جديدًا لوقف لإطلاق النار في غزةترامب: سأكون حازمًا مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة وأتوقع هدنة خلال أسبوعوزير الخارجية المصري: خلافات تعرقل الهدنة في غزة والفرصة لا تزال قائمة للتوصل لاتفاقجامعة النجاح الوطنية: الجامعة الفلسطينية الوحيدة في تصنيف U.S. News لأفضل الجامعات العالمية 2025/2026
2025/7/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بنية العلاقات الاجتماعية وتطور تقنيات الإنترنت بقلم:د. مصطفى يسري عبد الغني

تاريخ النشر : 2020-06-30
بنية العلاقات الاجتماعية وتطور تقنيات الإنترنت بقلم ..د/مصطفى يسري عبد الغني
مما لا ريب فيه أن العلاقات الاجتماعية وما يترتب عليها من تفاعل اجتماعي ، تأثرت بطريقة ما بالتطورات الهائلة المتتالية التي حدثت في المجتمعات البشرية في ظل العولمة وتداعياتها ، خاصة فيما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، وتقنيات شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت ) ، وما ترتب عليها من شبكات التواصل الاجتماعي بجميع مسمياتها ، وهو ما يتيح الفرص لتغيرات قد تكون جذرية في المجالين المادي والمعنوي ، والذي تتخذه وتتشكل في إطاره مختلف نماذج العلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي التي أشرنا إليها فيما سبق ، أو غيرها من نماذج أخرى قائمة على أرض الواقع ولم يتم تناولها .
إن نظرة تحليلية معمقة تجعلنا نؤكد على أن شبكة الإنترنت لم تعد مجرد شبكة عالمية أو مخزن ضخم هائل أو أداة استثنائية للتبادل السريع للمعلومات ، بل أضحت تؤدي اليوم مهامًا استثنائية ذات مردودات أو منعكسات سياسية وإعلامية واقتصادية وثقافية وعلمية واجتماعية ، كما تدور حول الإنترنت وما نتج عنه من شبكات التواصل الاجتماعي ، حوارات معمقة في جميع أرجاء العالم ، ولكن رغم أهمية الإنترنت بوجه عام ، ومواقع التواصل الاجتماعي بوجه خاص ، والتي لا ينكرها أحد على الإطلاق ، إلا أن الباحث يرى تعارضًا شديدًا بين الآراء حول منعكسات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ، والتي تصل هذه الآراء أحيانًا إلى حد التناقض الكلي ، فيراها البعض نعمة فريدة متفردة ، وإنها أفضل إنجاز تقني في أيامنا الراهنة ، ويدافعون عن أهمية مردوداتها الإيجابية دفاعًا مستميتًا ، في حين يرى فريق آخر : أن منعكساتها السلبية تشكل مخاطر جمة لا حصر لها يتحتم علينا كمثقفين وباحثين أن نرصدها ، وأن نتعامل معها بعلمية وإيجابية .
وعليه فقد ازداد الاهتمام العلمي بدراسة الإقبال على الإنترنت والذي وصل إلى حد الإدمان عند البعض كظاهرة مجتمعية انتشرت بين الأفراد في المجتمعات المختلفة ، وربما يرجع ذلك إلى ما لهذه الظاهرة من آثار متعددة نفسية واجتماعية وصحية تؤثر على الأشخاص المستخدمين لهذه الشبكات ، فمع استمرار قضاء مستخدمي الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي المزيد من الوقت على الخط المباشر ، فمن الطبيعي جدًا أنهم لا يخصصون وقتًا كافيًا للنشاطات الحياتية الأخرى مثل : القراءة الجادة ، والأنشطة الرياضية ، والرحلات العلمية والثقافية ، وتذوق الفنون الرفيعة ، والتزاور مع الأهل والأصدقاء ، وأداء الواجبات الاجتماعية ، والاهتمام بأهله وأفراد أسرته ، وعلى الإجمال التفاعل والتعامل مع الأشخاص المحيطين بهم في مجتمعاتنا .
وفي هذا الصدد نذكر مجموعة من الأساتذة الأجلاء الذين اهتموا ببحث ظاهرة إدمان الإنترنت ، منهم دكتورة / عزة عزت ، والدكتور / سعيد عبد العظيم ، والدكتورة / هالة سليمان ، والدكتور سيد صبحي ، والدكتورة / سامية الساعاتي ، والدكتورة / أمنية علوان ، وقد توصلوا إلى نتائج جادة مفيدة ، ولكن في واقع الأمر أنهم قاموا بأبحاثهم قبل أن يصبح استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الشكل الهائل ، وما استتبع ذلك من تداعيات تراوحت بين السلب والإيجاب ، ومن هذا المنطلق علينا دراسة هذه القضية دراسة علمية ممنهجة مستمرة لا تنتهي بالتقادم ، لأهميتها وخطورتها .
وفي هذا الصدد يذكر لنا كل من فريزر ودوتا ، أن : الشبكات الاجتماعية على الإنترنت أصبحت ظاهرة عالمية واسعة الانتشار بصورة لا تصدق ، فالمواقع التي من قبيل ماي سبيس ، وفيس بوك ، وتيو توب ، وتويتر ، وهاي فايف ، وأور كوت ، وفرند ستر ، ... يعد أعضاؤها الآن بمئات الملايين في جميع أنحاء العالم ، كما أن ثورة الجيل الثاني والثالث من الإنترنت وصلت الآن إلى مرحلة الانقلاب الاجتماعي ، ويتم اعتناقها بحماسة منقطعة النظير من قبل الشباب في الشرق الأوسط ، ولعل ما حدث خلال عام 2011 من احتجاجات وانتفاضات واضطرابات في بعض بلادنا العربية من جانب الشباب أكبر مردود لما نتحدث عنه .
وغني عن البيان أن هناك مجموعة من الحوافز تدفع الناس دفعًا للاشتراك في مواقع الشبكات الاجتماعية ، فهي أسباب متعددة ومعقدة ، يمكن تقسيمها على نحو مبسط ، إلى فئتين واسعتين : الحوافز المهنية و الحوافز الاجتماعية ، فالمهنيون الذين يشتركون في مواقع التواصل يفعلون ذلك بالدرجة الأولى بناءًا على حسابات عقلية مرتبطة باهتماماتهم الخاصة بحياتهم المهنية ، في حين أن معظم الشباب الذين يجمعون الأصدقاء على هذه المواقع لا يسعون لتحسين آفاق حياتهم المهنية بشكل إيجابي ، حيث يكمن الحافز الرئيسي وراء تفاعلهم الاجتماعي في حاجاتهم الغريزية العقلانية لعقد روابط اجتماعية تقوم على القيم والمعتقدات والأحاسيس المشتركة ، أو رغبتهم في أن يعبروا عن أنفسهم بأي أسلوب دون قيود أو حدود أو شروط مسبقة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف