الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حديث صريح مع الشاعر جمال قعوار عن الشعر وتجربته الشعرية

حديث صريح مع الشاعر جمال قعوار عن الشعر وتجربته الشعرية
تاريخ النشر : 2020-06-28
حديث صريح مع الشاعر الفلسطيني، ابن الناصرة، جمال قعوار عن الشعر وتجربته الشعرية

حاوره نبيل عودة

وثيقة بذكرى غياب الشاعر جمال قعوار

جمال قعوار( 81 عاما) من رعيل الشعراء الأوائل الذين برزوا بعد نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، وبسبب ظروف العمل الصعبة وفرض الحكم العسكري الارهابي على الجماهير العربية، ومن ضمنها كانت ظاهرة طرد المعلمين من جهاز التعليم بشكل ارهابي وعشوائي، اضطر الكثيرين من الأدباء والمعلمين الى الابتعاد عن معترك الفعل السياسي ، لضمان لقمة الخبز التي كان الحصول عليها صعبا ومليئا بالقيود العسكرية، والعمل الحذر وبصمت واخلاص لخلق جيل مثقف مرتبط بلغته وانتمائه القومي. جمال كان غزير الانتاج الشعري ، وقد لفت انتباهي لأمرين ، شعره الذي يتميز بالغنائية وسهولة اللفظ وجمالية المعاني ، وتجاهله الاعلامي والثقافي ، في فترة الانفتاح التي كسرنا فيها قيود الحكم العسكري وانطلق شعرنا ليشكل رافدا اساسيا وهاما في الشعر العربي. ولكن عددا من الشعراء جرى تجاهلهم ، وكان الانتماء السياسي الحزبي ، يشكل نافذة اساسية ، واكاد اقول أن المكانة الحزبية شكلت ايضا رافعة ثقافية للكثيرين. من هنا ما شكل الظاهرة الثقافية في ثقافتنا، لم يكن في الكثير من جوانبه ثقافيا..

1- الشاعر جمال قعوار أحدث في شعرنا المحلي اتجاهاً خاصاً ومميزاً غير أنه لم يحظ بالأضواء بما يتلاءم مع قيمة نصوصه الشعرية. كيف تفسر الموضوع؟

جمال قعوار : مع أن تفسير الموضوع يتعلق بالأضواء نفسها وليس بالشاعر إلا إنني أحب أن ابدي بعض الملاحظات، فالشعر في بلادنا مرتبط بالحياة ارتباطاً وثيقاً كما انه مرتبط بالسياسة، فان الأحزاب التي بيدها تسليط الضوء لا تعني بتسليطه على من لا يساعد في إكسابها بعض الأصوات، أذكر أنني مررت بعدة تجارب احدها أن المرحوم إميل حبيبي ( من قادة الحزب الشيوعي ، اديب مرموق ) قال مرة في إحدى محاضراته لدى طلاب جامعة حيفا: الشعراء لدينا هم أربعة لم يذكر غيرهم، وعندما سأله أحد الطلاب ألا يوجد غيرهم؟ قال بالنسبة لنا لا يوجد سوى هؤلاء الأربعة.

وهكذا كان في مقالات المرحوم الدكتور أميل توما ( مؤرخ وناقد ومفكر شيوعي بارز)، فالشعراء الذين لا يدورون في فلك حزبه غير موجودين، وليس هذا فقط، كان بعض أصحاب تسليط الضوء لا يدعون فرصة دون أن يحاولوا تجريح غيرهم. الأمر الذي هو مستمر حتى الآن فإن بعض محرري الصحف المحليين لدينا يتخذون من صحيفتهم وما ينشر فيها وسيلة لتسليط الضوء على رئيس تحريرها والتعتيم أو عدم الإفساح للآراء الحرة أن تنشر في تلك الصحيفة. أنني لا أحب أن أذكر كل ما يجري من صراعات أدبية في بلادنا وتطبيق الأدباء للقول العامي القائل:"شحاد ما بحب شحاد" إلا أنني أود أن يساند الأدباء بعضهم للسير بالأدب ورفع مستواه الإبداعي ليعبر عن تطلعاتنا في الحياة الحرة الكريمة.

2- في السنوات الأخيرة ظهر في شعرنا عشرات الأسماء الشعرية وعدد من المجموعات الشعرية من الصعب إحصاؤها، ومع ذلك فإنه من الصعب الإشارة إلى نسبة صغيرة من الشعر الجيد، فهل هناك انقطاع في التواصل الشعري بين الأجيال؟

قديماً قالوا: كثر الشعراء وقل الشعر، وهذا لا يتعلق بما يجري في بلادنا الان إلا أن ظاهرة زوال القيود الشعرية واللغوية عند مروجي فضل التجديد وإمكانية الطباعة المتيسرة لكثير من الناس، ودعم دائرة الثقافة العربية في وزارة الثقافة والعلوم لكتب دون النظر إلى مستواها الإبداعي ساهم كثيراً في انتشار هذه الظاهرة التي تسأل عنها. ولكنني أقول أنها ليست ظاهرة مرفوضة فكثير من هؤلاء الشعراء الجدد واعدون وربما أصبحوا شعراء عظاماً وأما غير الواعدين فينتهي أمرهم سريعاً.

أما عن التواصل الشعري بين الأجيال فإن بعض شعراء الجيل الجديد متواصلون، ومازالوا يحترمون شعراء الجيل السابق وشعرهم ويستمتعون بهذا الشعر ويتمنون أن يصلوا إلى مستواه ولكن معظم الشعراء الشباب انصرفوا إلى ما اعتبروه تجديداً ورفضوا قيود الشعر من الوزن والقافية والنحو وغير ذلك واستسهلوا الكتابة بغير قيود، وذهبوا إلى أبعد من ذلك فقد اعتبروا الشعر العمودي من مخلفات العصور السابقة، وأنه لا يتناسب مع العصر الحديث، وأنا أعتقد أن هذا الإدعاء غير منصف لأن ما يسمونه "بالتجديد" في هذا الشعر لا يستمر طويلاً وبعد فترة يصبح قديماً فأي تجديد سيجرونه على هذا التجديد؟ ثم لماذا يصرون على تسميتة شعراً ما داموا يرفضون أصول الشعر التي نعرفها؟

3- ربما هناك هبوط في دور الشعر السياسي كما كان الحال في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي؟

في تلك السنوات كان العرب الفلسطينيون في هذه البلاد يناضلون معاً ضد الحكم العسكري، واستملاك الأراضي وضد العدوان الامبريالي على الدول العربية، وكان شعرهم في هذا المجال يستقبل بصدور ظمأى كما تستقبل البراعم قطرات الندى وكان حماس القوم لاستقبال هذا الشعر عظيماً وكان الشعراء على منصة الشعر في المهرجانات الشعرية آنذاك يشدون على أيدي بعضهم وكلهم في تطلع واحد نحو الأهداف الواحدة.

اما اليوم فقد انقسم الشعب الفلسطيني في هذه البلاد حسب الاختلافات الحزبية المحلية، وتكونت حركات محلية مغرضة من أجل كسب بعض الأصوات للوصول إلى عضوية الكنيست لا للنضال من أجل يوم الأرض، وإن كان يوم الأرض هو وسيلة لأهداف أخرى، فكان المهرجان الذي تقيمه هذه الحركة أو تلك تقتصر على مؤيديها وتناهض من الحركات الأخرى، لكنني أرى أن الشعر السياسي إن لم يكن وطنياً، ليس شعراً والشعر ينبغي أن يكون إنسانياً أولاً يعرب عن الحب ويدافع عن الحرية والكرامة ويناصر الحق ويعادي الظالمين.

4- يتميز شعرك بالوضوح والشفافية والرقة وتدفق الصور والمعان دون أن ترهق القارئ في فهم المعنى بينما بعض ما ينشر من شعرنا (وأحياناً ممهور بشهادة أحد الأسماء الشعرية العربية الكبيرة) هو عبارة عن نصوص لا أظنها مفهومة بل وفي شدة الغرابة ولا أستطيع حتى أن أضعها مع الشعر الرمزي الذي عرفناه في نهاية الستينيات. إنها نصوص مبهمة وتفتقر حتى للوزن أو للموسيقى الذاتية. ربما مفهم الشعر يتغير ويتركنا في الخلف؟

نحن نعرف أن شخصية الشاعر ونفسيته تنعكسان في شعره فالشاعر الصادق الذي لم يعرف "مضغ الكلام ولا صبغ الحواجيب" كما يقول المتنبي، يكون شعره شفافاً ينمّ عن شخصيته بوضوح دون محاولة لإخفاء أمر أو صبغ أمر آخر بغير لونه الحقيقي، ولكن هناك ظروف تضطر الشاعر لأن يلجأ إلى الرمز كما فعل خليل مطران في قصيدة "نيرون" أو قصيد "مقتل بزر حجهر" في أثناء الطغيان العثماني، وكما فعل معظم شعرائنا في ظل حكومات إسرائيل المختلفة وخصوصاً في أثناء الحكم العسكري، أما هذا الشعر السريالي أو ما هو بعد السريالية أو بعد الحداثة فأمر لا ينتسب إلى طبيعة شعرنا الذي نشأ تحت سماء الشرق الواضحة. ربما كان أصحابه لا يعرفون ما يريدون فيقولون ما لا يفهمونه، أذكر نكتة حدثت مع أحد هؤلاء الشعراء عندما سأله قارئ أن يفسر له قصيدته وقال: أنني لا أفهم ما تقول؟ أجاب الشاعر: وأنا أيضا لا أفهمه. أقول ربما كانت نكتة ولكنها تعبر عن الإبهام في بعض شعرنا، أقول الإبهام وليس الغموض، لأن الغموض مستحب في بعض الأحيان وتستطيع أن تفهمه بمجرد التعمق فيه. مفهوم الشعر لم يتغير ولم يتقدم ويتركنا في الخلف، ولكن هنالك بعض مدارس شعرية جاءت من الغرب يظن متبعوها بأنها أكثر حضارة من أصولنا الشعرية العريقة.

5- - ألا تظن حالة اغتراب، اغتراب فكري ولغوي ونصي وربما اغتراب سياسي واجتماعي أيضاً.؟

ذلك هو حالة اغتراب لا شك في ذلك، وإن هذا التحول عن الشعر الأصيل إلى هذه النماذج الجديدة ليس تجديداً كما يدعون، لأن التجديد في نظري ليس هدفاً إلى أن يكون تحولاً إلى الأفضل. لقد كان التجديد الذي جاء به أبو تمام في العصر العباسي يعتمد اختراع المعاني وتوليدها فأعجب به رجال عصره، وأنا لا أرى الإعجاب على وجوه أبناء عصرنا بهذه النماذج من الإنتاج الشعري الجديد.

6- هل لدينا مشروع ثقافي وطني أم أن الثقافة لم تعد جزءاً من مشروعنا الوطني، دورها السياسي تقلص ودورها الثقافي أصبح محصوراً في حلقات ضيقة؟

إننا نعيش في أوضاع شاذة قاسية وليس لنا تخطيط واضح طويل الأمد، فأحياناً ينصب اهتمامنا على النشاط السياسي والمحاضرات السياسية التي تهدف إلى توعية الناس سياسياً وربماً حزبياً، وفي غمرة البحث عن أصوات أو مقاعد ينحسر الاهتمام بالثقافة الوطنية، وتنحصر هذه الثقافة في حلقات ضيقة، وأعتقد أن هذه الحلقات الضيقة من شأنها أن تتسع وأن تغتصب الاهتمام من مشاريع أخرى، فالناس اليوم وبتأثير الإعلام الغربي ينصرفون إلى مواكب الرياضة والألعاب الأولمبية ومباريات كرة القدم والمصارعة وغيرها منصرفين بذلك عن الثقافة الوطنية، وبعضهم يلاحق مسابقات ملكات الجمال المحلية والعالمية وبعضهم ينصرف إلى معرفة الفائزين في الأورفزيون أو مهرجان السينما في "كان" كل ذلك وكثر غيره وبتأثير العولمة والإعلام الغربي أصبح شغل الغالبية العظمى من الشعوب بما فيهم شعبنا الذي يجب أن تحمله ظروفه الصعبة إلى نبذ هذه المسابقات الرياضية أو الفنية والانصراف إلى همومنا الوطنية.

وفي اعتقادي وكما أقول دائماً أن الشعر خاصة والأدب عامة سيعرف طريقه إلى قلوب الشعب، فيشحنه بشحنات كهربائية تجعله يعود إلى الثقافة الوطنية التي هي الآن ليست في الأولويات لتحتل مركز الصدارة في اهتمامات الشعوب وخصوصاً شعبنا.

7- ما هو دور الثقافة العربية بشكل عام في عصر التطبيع السياسي العربي الإسرائيلي ولماذا غيبت الثقافة الإستراتيجية العربية؟

ما أعرفه وما لمسته أن المثقفين وخصوصاً رجال الأدب يحاربون التطبيع ويمارسون شتى أنواع الضغوط لمحاربته بما فيها طرد الأدباء الذين يتعاملون مع التطبيع من اتحادات أو روابط كتاب في الدول العربية، وحتى في مجال الأدب فعندما كان اتحاد الكتاب الفلسطينيين يعقدون المهرجانات أو المؤتمرات الأدبية أو الثقافية كان الأدباء المدعوون من الأردن أو مصر أو مختلف الدول العربية يقاطعون ولا يشاركون.

أما الجهاز الرسمي الذي يقيم علاقات دبلوماسية في إسرائيل فإن أعضاءه يشاركون فهم ملزمون بذلك.

8- جلينا يواجه مشاكل غير قليلة في اللغة، رؤيتي أنه تنشأ لغة معاصرة جديدة من الممكن تسميتها "الفصحى السهلة" أو "الفصحى الحديثة" أو "لغة الصحافة" وهي كما أرى اللغة الأكثر سرعة في التكيف مع الواقع. جمال قعوار كلغوي كيف يرى الموضوع؟

يصح القول أن اللغة كائن حي تتطور مع العصور كما تتطور مختلف الكائنات الحية، ونحن نعرف أن لغة الجاهليين كانت أقرب إلى خشونة الصحراء من لغة الحضر في دمشق أو بغداد التي أصبحت أكثر رقة، فكانوا يفاضلون بين جرير والفرزدق فيصفون شعر الفرزدق بأنه أقرب إلى البادية خصوصاً وأنه أحيا الألفاظ المستهجنة بالنسبة للحضر فقالوا: لولا الفرزدق لضاع ثلث اللغة، بينما يصفون "جرير" بأنه أقرب إلى الحضارة الحديثة.

أما نحن اليوم فقد فقدنا السليقة اللغوية السليمة وأصبح أهلنا يجهلون الكثير من مفردات اللغة وقواعدها وأساليبها، وأصبح التحدث بلغة العصور القديمة مستهجناً، وأنا لا أرى غباراً في ذلك ما دامت أصول اللغة محفوظة وقواعدها سليمة، لأن الخروج عن علم المعاني أو علم النحو يفقدنا الوسيلة الصحيحة للاتصال.

9- حول نفس الموضوع، هل هناك قداسة للغة؟ أو هل يجوز أن تحول اللغة إلى غاية بحد ذاتها؟ أم أن اللغة هي وسيلة للتخاطب وتبادل المعرفة والتطوير وبالتالي لا قدسية لها. ألا تشعر معي أننا نتعامل مع اللغة العربية بصفتها ديناً آخر؟

اللغة العربية ليست مقدسة بالطبع ولكن المقدس هو لغة القرآن الكريم التي لا يجوز انتهاك حرمتها وتغيير كلماتها أو حروفها أو حركات إعرابها. ومن حرص العرب على لغة القرآن الكريم اهتموا باللغة بصورة عامة وحافظوا على أساليب استعمالها وقواعدها وأنا أعتقد أنه لا يجوز التلاعب باللغة كيفما شاء الأديب أو الكاتب باعتبار التغيير الذي يحدثه نوعاً من التجديد، إن هذا المنطق الجديد الذي سيحدث تغييراً جذرياً في اللغة مرفوض، لأنه ما دامت اللغة وسيلة الاتصال فيجب أن تبقى مفهومة لدى المتلقي أو المخاطب فإذا غيرت في قواعدها فقد غيرت في المعاني التي يمكن أن يفهمها المخاطب فيصبح الفاعل مفعولاً به أو المفعول به فاعلاً. أما ما عدا ذلك فيجب أن تمر اللغة بمراحل التطور والتجديد بشرط أن لا تفقد كونها وسيلة اتصال يفهم بها المتلقي ما يريده الكاتب أو المتحدث.

10- هل فكرت مرة بالتحرر من عبودية الشعر؟

نحن لا نعتقد أن أصول الشعر وقواعده عبودية ، فالشاعر المتمكن من فنه ومن لغته كشوقي مثلاً، لا تقف أمامه قواعد اللغة والشعر حائلاً دون الإبداع، وفي اعتقادي أن هذه التجديدات التي طرأت على الشعر الحديث من أسلوب الشعر العراقي أو وحدة التفعيلة إلى الشعر المنثور وهي وسائل تساعد على الانطلاق، وأنا بدوري كتبت كثيراً من القصائد بأسلوب الشعر العراقي أو وحدة التفعيلة أو الشعر المنثور، ولكن معظم ما كتبته من الشعر كان بأسلوب عمود الشعر.

11- ما هو مشروع جمال قعوار للسنوات القادمة؟

أود أن أقول أنني مدمن على الشعر كإدمان بعضهم على المخدرات، لا أستطيع التخلص من ممارسته خصوصاً في هذه الأوضاع والظروف الصعبة، فأنا أكتب القصائد التي تعكس شعوري تجاه هذه الأوضاع وأنتظر المناسبة لجمعها في مجموعات جديدة. إلى جانب أن اهتمامي باللغة وقواعدها واختصاصي في هذا الأمر يلزمني أن أكتب الأبحاث في اللغة والنحو وأنشرها في مجلة المواكب علها تضيف إلى القراء فوائد لغوية أو نحوية جديدة. 

• نبذة: ولد الشاعر جمال قعوار في الناصرة في 19 / 12 / 1930 وتعلم في مدارسها وما زال من سكانها. عمل معلماً للغة العربية في دار المعلمين العرب بحيفا ، حصل من جامعة حيفا على شهادته الجامعية الأولى " B.A. " في اللغة العربية وآدابها والتربية ومن الجامعة االعبرية في القدس على شهادة الماجستير " M.A. " في اللغة العربية .ومن جامعة تل أبيب على شهادة الدكتوراة وكانت رسالته للدكتوراة في موضوع إعراب القرآن الكريم وعلاقته بعلمي التفسير والنحو . اصدر وحرر مجلة " المواكب " الثقافية في الناصرة ، وتوقفت عن الصدور قبل فترة وجيزة . له ما يزيد عن عشرين ديوانا شعريا ، عدا مشاركته في اصدار كتبا تربوية .

• ( أجريت المقابلة في حزيران 2001)

من قصائده: زينب - للشاعر د. جمال قعوار

غَذِّ انطلاقَكَ يا جَنَاحُ

واخفقْ ! فقد ضحكَ الصباحُ

واطوِ المدى , فكما تشاءُ

وتشتهي تجري الرياحُ

طِرْ بي إلى القمرِ الذي

في جوِّهِ يحلو الصُّداحُ

لا يَسْعَدِ العشَّاقُ إلاَّ

إنْ هُمُ شَرَحُوا وباحُوا

وتَكَثَّرُوا ذِكْرَ الحبيب

فذكْرُهُ شدوٌ وراحُ

***

يا زينبُ انطلقي !

جدائلُكِ السنابلُ والمَرَاحُ

وتلفَّتِي ! فوميضُ عينيكِ

الحواكيرُ الفساحُ

ورقيقُ همستكِ الغديرُ

وماؤهُ العذبُ القَرَاحُ

وكريمُ خُلْقِكِ بعضُهُ

كَرَمُ العروبةِ والسَّماحُ

فإذا تمادى الليلُ

بددهُ الصباحُ وَالاصْطِبَاحُ

جَدَّ الفجورُ فلم يحاذِرْهُ

التصدّي والكفاحُ

واعتزَّ بالأمجادِ ميدانُ الصمودِ

فلا بَرَاحُ

يا زينبُ انتظري !

إن مدَّ مدُّ الشرِّ أو جَمَحَ الجِمَاحُ

أم ننزوي إن جُنَّتِ الدنيا

فأجهشتِ الملاحُ

وذَرَتْ لآليءَ أدمعٍ

وابتل بالدمعِ الوشاحُ

يا زينبُ انتظري الربيعَ

فقد تعهدت القداحُ

ومضاءُ عزمِكِ إن أرادَ

تَهيَّأ القدرُ المتاحُ

عن ديوانه " زينب " .  
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف