كَــأَنَّــهُ لي .
يُذكِّرُني رحيلُ النَّوارِسِ بالكِتابة
فأَرسُمُ قلبًا مشروخًا على حائطِ الجيرانْ.
أُلوِّنهُ بشيءٍ من بقايا دمي...
...ومِنَ البارودِ ...و الزّعفرَانْ.
أرسُمُ أُمًّا تصنع خُبْزًا
بِمِلحِ الأرضِ يا وطني
وطِفلًا يرقصُ على خطِّ النِّيرانْ
وجِيادًا بالسُّــحْــبِ صَوَافِنُ
وزَبَدًا يُداعِبُ أقدامي
وكُراتِ ثَلْــجٍ ... وأبًا ... وفُسْتانْ
يُذكِّرُني رحيلُ النَّوارِسِ بالكِتابة
فأَرسُمُ قلبًا مشروخًا على حائطِ الجيرانْ.
أرسم كاساتٍ تُقْـرَعُ فوقَ رؤوسنا
فالنّصرُ لهم
ولَنا بعْدَ الموتِ الجِنانْ.
أرسم حيًّا أسكُنُ فيهِ
وكُتَّــابًا ... و خارِطَةً ... و عُنوانْ
فمُنذُ سُلِبتُ العيشَ فيكَ يا وطني
تعلّمتُ العيشَ على الجُدرانْ.
***
يُذكِّرُني الغيابُ أنّني فجأةً كَبُرْتُ
وأنّي أقسَمْتُ يَومًا ألاّ أشتاقَ ،
وخَلَفْتُ
وألاّ أرسُمكَ على جُدرانِ جِيرَانِنا
أوْ أصرُخَ باسمِكَ يا وطني
حين يقفزُ من قلبيَ الصّوتُ
أن أضحك حين تُشرّدُني اللّواعِجُ
ألاّ أبكي على فراشاتِنا
ومعَ أوّلِ خَفْقَةٍ بكيْتُ
يُذكِّرُني الغياب أنّ الرياح تجري بلا سُفُنٍ
أنّي عائدةٌ من مَوْتٍ...
يبحثُ عنّيَ الْمَوْتُ
أرقصُ على البرقِ رقصةَ المصلوبِ
ذِكْراكَ نَـعْشي ، وغُسْـــلِي غَيْـــثُ
إلى متى أشْكُو للموجِ مَنْفايَ
والموجُ من شَكْوايَ صاح :
"تَــعِبتُ"
إِنّــي سُلِبْتُ العيْشَ فيكَ يا وطني
وإِنّي على جِراحِ الفقْدِ صابِرَةٌ
كما يَـصْــبِرُ على جِراحِهِ اللّــيْثُ.
نرجس ريشة
المغرب 10 يونيو 2020
يُذكِّرُني رحيلُ النَّوارِسِ بالكِتابة
فأَرسُمُ قلبًا مشروخًا على حائطِ الجيرانْ.
أُلوِّنهُ بشيءٍ من بقايا دمي...
...ومِنَ البارودِ ...و الزّعفرَانْ.
أرسُمُ أُمًّا تصنع خُبْزًا
بِمِلحِ الأرضِ يا وطني
وطِفلًا يرقصُ على خطِّ النِّيرانْ
وجِيادًا بالسُّــحْــبِ صَوَافِنُ
وزَبَدًا يُداعِبُ أقدامي
وكُراتِ ثَلْــجٍ ... وأبًا ... وفُسْتانْ
يُذكِّرُني رحيلُ النَّوارِسِ بالكِتابة
فأَرسُمُ قلبًا مشروخًا على حائطِ الجيرانْ.
أرسم كاساتٍ تُقْـرَعُ فوقَ رؤوسنا
فالنّصرُ لهم
ولَنا بعْدَ الموتِ الجِنانْ.
أرسم حيًّا أسكُنُ فيهِ
وكُتَّــابًا ... و خارِطَةً ... و عُنوانْ
فمُنذُ سُلِبتُ العيشَ فيكَ يا وطني
تعلّمتُ العيشَ على الجُدرانْ.
***
يُذكِّرُني الغيابُ أنّني فجأةً كَبُرْتُ
وأنّي أقسَمْتُ يَومًا ألاّ أشتاقَ ،
وخَلَفْتُ
وألاّ أرسُمكَ على جُدرانِ جِيرَانِنا
أوْ أصرُخَ باسمِكَ يا وطني
حين يقفزُ من قلبيَ الصّوتُ
أن أضحك حين تُشرّدُني اللّواعِجُ
ألاّ أبكي على فراشاتِنا
ومعَ أوّلِ خَفْقَةٍ بكيْتُ
يُذكِّرُني الغياب أنّ الرياح تجري بلا سُفُنٍ
أنّي عائدةٌ من مَوْتٍ...
يبحثُ عنّيَ الْمَوْتُ
أرقصُ على البرقِ رقصةَ المصلوبِ
ذِكْراكَ نَـعْشي ، وغُسْـــلِي غَيْـــثُ
إلى متى أشْكُو للموجِ مَنْفايَ
والموجُ من شَكْوايَ صاح :
"تَــعِبتُ"
إِنّــي سُلِبْتُ العيْشَ فيكَ يا وطني
وإِنّي على جِراحِ الفقْدِ صابِرَةٌ
كما يَـصْــبِرُ على جِراحِهِ اللّــيْثُ.
نرجس ريشة
المغرب 10 يونيو 2020