الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دم الشمعة بقلم:عبده حقي

تاريخ النشر : 2020-06-23
دم الشمعة بقلم:عبده حقي
"دم الشمعة" قصة قصيرة عبده حقي

مثل ولي صالح .. متلفع في جوخه الحليبي .. بات يحوم في سماوات حلمي الأبيض بلون الكفن .. ينهض من قبره كل ليلة منذ عشرين سنة .. يهيل على حيطان غرفتي نور شمعته الحزين.. فأخال أنه ما يزال حيا يرزق .. يمشي بيننا .. عشرات الأطفال خلفه يتسابقون .. يلقون بكتبهم القديمة إلى عنان السماء .. يلاحقونه .. يهتفون باسمه .. يقتفون أثار أقدامه المتشققة من كثرة الترحال في أعالي الأسئلة الميتافيزيقية  .. في حلكة النهار .. يناوشون بشغبهم الفطري نور شمعته الذي يتراقص بين أنامله .. نورها الذي يشبه ذؤابة الشفق الأرجواني.

وفي لحظة قد يتوقف جانحا قليلا إلى اليسار.. ونور شمعته يتراقص في جذبته الصامتة .. يقاوم ضوء نهاره الزائف .. يتحلق حوله الأطفال والناس .. حائرون .. يسألونه في انبهار عن سر ترحاله بشمعته في عز النهار .. فيهتف فيهم : أما أنا فلا أرى من حولي غير الظلام !!

زعموا أنه اختفى فجأة مثلما يختفي القمر في بطن غيمة .. وزعموا أنهم شاهدوا رأسه في تلك الليلة يقهقه من غباء الحبل الملتف حول عنقه .. ثم دحرجته ريح عاتية إلى ربوة النسيان مع زمرة الرعاة الطيبين الذين قضوا من غطرسة الظلام .

منذ عشرين سنة باتت تتناهى إلى سمعي حشرجات صوته .. وهدير قلقه الوجودي .. صراخه المدوي .. المبلل بالدموع الحارة .. الحائر بسؤال الكينونة  .. وهو يحفر سريره الأخير في مقبرة الشهداء .. يتفقد بقايا رميم الرفاق الأشقياء في الأرض .. المعذبين في السماء .. مثلما يزعم الكهنة .. تارة يبكيها بحرقة وتارة يسخر من فؤوس حفار القبور .. ثم يلفها في كفن السؤال ويهيل عليها ترابها الأبدي من جديد.

كنا قد نسينا حكايته منذ سنين خلت.. تلك التراجيديا التي كانت ترقد في كهف سؤالها المبهم .. وها هو اليوم يلوح  لنا من جديد بنور شمعته التي تقطر بدم الحقيقة .. من أطفأها ؟ من مزقها إلى أشلاء ووزع أطرافها هناك في الغابة التي يسكنها الحطابون المعتوهون وقاطفي شقائق النعمان وقاطعي رؤوس الأغصان بمناشير الدجل .

منذ سنوات وروحه تحوم في سماء المدينة مرة ومرة تنزل إلى الأرض .. تسير بين دروبها .. تطرق الأبواب .. تسأل النساء الحوامل هل أودع في بطن إحداهن نطفة النبوة لعلها يوما ما تسترد نور الشمعة من قبو الوقت .. تمشي هي أيضا .. يلاحقها الأطفال .. يلقون خلفهم بدفاترهم المعبأة بسطور الخيبة .. لا شيء يشغل فكرهم غير فك لغز اختفاء الشمعة ورتق أشلاء نورها الأزلي بخيوط القلق والحقيقة .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف