الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ساقية الفناء بقلم: أحمد خميس

تاريخ النشر : 2020-06-22
ساقية الفناء بقلم: أحمد خميس
أحمد خميس روائي سوري مقيم في أثينا

************

ساقية الفناء

  لستُ واثقاً بأني نجوتُ، فتحتُ فمي منتظراً انبجاس أحشائي، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث.
رفعتُ جثّة أحدهم عن ظهري، فلم أشعر بالراحة التي يفترض بي أن أشعر بها، ربما كان ينبغي أن أُبقيها وأركض في هذا الدغل الواسع لكنني وللأسف لا أستطيع الحراك.
لم يتبق أحد في مجموعتي سواي، رفستُ الأرض برجلي عساها تتدفق ماءً فتذكرتُ بأني لستُ نبيّاً، ولم يكن والدي رسولاً، ولم يرث عن الأنبياء سوى زواجه باثنتين.
ماءٌ أريد ماءً وبعدها فجّروا جمجمتي لكيلا أحيا وأسلبكم حيواتكم مرّة أخرى، فجّروها مرتين، وثلاثٌ، وأربع، حتى تضمنوا موتي فلو عشتُ ألفاً ومتُّ، ثم عشتُ مرة أخرى فلن أنسى ثأري وسأبقى الجاثوم القابع على صدوركم ولن يهنأ قلبي دون فنائكم.
أزيز الرصاص لم يهدأ البتة والقناص الذي يعتلي برج الاتصالات كان يراني بشكل دقيق لكنه آثر عدم قتلي والتلذذ بتعذيبي هكذا، لا تجربوا الموت نزفاً لأنه يشبه إلى حدّ ما الذبح بمدية صدئة. صرختُ بأسماء أعرفها، وأخرى لم أسمع بها أبداً، لم أسمع لصوتي صدىً ولم يوقظ لهاثي أحداً من الراقدين حولي.
لطالما خشيتُ الفناء، الفناء بالنسبة لي كان ولازال صرخة في جبّ العدم، وصوت لا صدى له، ووحدة أزلية، ورقاد خالد.
زحفتُ وزحفتُ إلى أن وصلتْ بي دربي إلى ساقية ماء تلك الساقية التي تفصل ما بين الأوتوستراد والفرقة السابعة عشر، تأملتُ وجهي كما فعل نرسيس ذات يوم إلا أنني لم أقع في حبّ نفسي كما فعل. "العاشقون أوطانناً يلوذون بالموت عن الدنيا في سبيل أن تكون الديار كريمة" هذا ما علمتني أمي حبّهُ حينما ابتاعت لي بـ( جهادياتها ) التي ورثتها عن جدّتي بندقيّة ومشطي ذخيرة وجعبة. استلقيتُ بالساقية. كانت ضيّقة كقبر، طويلة كالمدى، وشرعتُ أنظر إلى السماء، أشرتُ بأصبعي إلى درب التبانة" (مسحال الكبش) في مثيولوجية أهلي.
أيفتديني الله وصحبي بقطيع من الغنم! أم سيتركنا عرضة للعساكر؟ يحزّون أعناقنا، ويحتسون نخب انتصارهم فوق أجسادنا الرّثّة.
يدٌ تقطر دماً التفت على عنقي، حاولتُ نزعها عني، بينما راحت أنفاسي تغور وتغور.
يد لا أصابع فيها لن تتمكن من خنقي... هذا ما قلته وأنا أحتضر.
انتزعتُ إبهامها ورميته في الساقية واقتلعتُ أوسطها وخنصرها وبنصرها وتركتها تنزف. أخرجَ مسدسه من حيث لا أعلم وأطلق النار على رأسي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف