الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إنهم لا يشبهوننا بقلم:زياد محمد حسن " مخيمر"

تاريخ النشر : 2020-06-20
إنهم لا يشبهوننا
___

كنّا نمشط المنطقة , نجلس في جيب عسكري قديم أشبه ما يكون بكيس طحين نحمله فوق ظهورنا ,
لم يتجاوزعمري وقتها ال18 عاماً , ندخن , نتسامر ونضحك
أحمل البندقية على كتفي , أفرك راحتي بالأحلام المؤجلة وأتلذذ بالقشعريرة والبرد .. كوب شاي ساخن في هذا الوقت أعذب من قسوة المطر وأشهى من أن تحتفظ بنفسك حيّا ً ..
كنّا أطفالاً لانفهم في السياسة , لانعي شيئاً إلا الراتب الذي
نتقاضاه من أجل اكمال دراستنا الجامعية ..
لماذا جاء نحونا هذا الملتحي المعفّر بالتراب
وقال لنا _ يا كفرة ..

لا أعلم أن الطريق له نهاية , وأن نهايتي قد تكون في نفس الطريق الذي سلكته سابقاً , حتى وإن مت ُ من الوجع فإن مهمتي في الحياة لم تنته بعد , كنّا نتقاضى الراتب عبر الحقائب ولم نحصل على أي ورقة نقدية من تحت الحذاء , نصلي في الخيام القريبة من حاجز" نتساريم" ويصطف معنا بعض الرجال والأطفال الذين كانوا يقذفون جنود الإحتلال بالحجارة و في يوم الراحة من الدوام وفي طريقنا إلى الجامعة
كنّا نخلع البزة العسكرية ونتحوّل إلى مدنيين ,نتوقف عند نفس الحاجز ونلقي على جنود الإحتلال الحجارة ولكن لماذا قال لنا
_ يا كفرة ..

مجدي صديقي الحالم ,الساذج البسيط , لا يعرف كم عدد
الرصاصات في مشط السلاح لكنّه كان يعرف أنه يعيل أسرة كاملة , يعرف عددهم جيدا ً , ويعرف أيضا ًأن الرصاصة إذا أخطأت لا تصيب وإذا أصابت فلابد أن تكون بإتجاه العدو وإلا ستكون قاطعة طريق, يعرف أن الأجنحة المكسورة تتعلق في قشّة و أن تلك الإتفاقيات السخيفة مع العدو قشّة بلا أغصان ولا قلاع..

كان لا يتحدث كثيراً ولكن عندما قالت لنا امرأة ذات يوم
_ يا ابتاعين أوسلو ياخونة ..
انتفض قائلاً بحزن _ حقك على راسنا يا حجة ..

بعد ذلك استرحنا قليلاً من هول الصدمة , جلسنا في منطقة
تسمى "الشوكة " وفجأة جاءت المرأة العجوز ومعها بعض الأطعمة قائلة لمجدي
_ سامحني يمّا ..

مرّت الأيام بأقصى سرعة , بدأنا نشعر بالخوف , العسكري المقاتل لا يخاف , يعرف كيف يضحك حين ينتصر وكيف يمسح دموع الأمهات حين يموت؟
اشتد قصف الإحتلال على مواقعنا العسكرية , كنت ُ كسولاً جداً ,
إذا حلّ موعد النوم , أذهب إلى " البركس " وأستلقي في
فراشي , أفتح المذياع على أغنية وطنية أوأستمع للعندليب أو أقرأ رواية ثم أنام , أحلم بالإنتقال من فرقة المدرعات إلى فرقة الموسيقى التي تستقبل الرئيس في المنتدى أو المطار لكن شيئاً من هذا لم يحدث ..

استشهد مجدي , صار دليلنا نحو البكاء , لكن ثمة شخص آخر
كان يصوب سلاحه نحونا من بعيد , ذاك الشبح الأسود , الملثم الحاقد
الذي كان يقول لنا
_ يا كفرة ..

__________
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف