
بعد إغفاءة ليست بطويلة عصر اليوم، نهضت ورأسي يترنح فوق عنقي كحمل ناء ببعير ضعيف، سرت مترنحا باتجاه المطبخ ومازلت أغمض جفوني خوف أن يهرب منهما النوم ألتمس التلاجة، عند عروجي على باب المطبخ سمعت أنينا شاحبا يأتي من زاوية بعيدة في الغرفة المقابلة للمطبخ، لم أُلقِ له بالا، فتحت باب الثلاجة وتحسست زجاجة مياه، ألقيت منها جرعات كثيرة في جوفي، لعلها تطفئ لهيب وجبة غداء نووية تناولتها قبل القيلولة، عدت و مازال النعاس يداعب جفنيّ اللذين يحملان قناطير من الإرهاق بفعل الحر و السهر و العمل، هممت بالعودة أدراجي، ارتسمت فوق شفتي ابتسامة متكاسلة،فهذا الغلام الغِر كعادته يزاولنا بإصدار أصوات متشاجرة بين همهمات وصرخات وضحكات، الأنين صار نحيبا دفعني أن أدير جسدي كما يدار جسم ثقيل فوق ترس أكله الصدأ، بشيء من الجهد نجحت في الاستدارة، استدعيت كل طاقتي لأفتح عينيّ؛ فإذا بطفلي الصغير ذي الثمانية أعوام ينتحب ودموعه تتلألأ فوق شاشة جواله، عندما رآني ألقى جواله على السرير وانكفأ على وجهه، الابتسامة المتكاسلة ارتدت ألما يصفع قلبي، بعد محاولات مضنية مني، وبكاء مرهق منه، أخبرني أنه ظل لشهور طويلة يجمع ثروته يدفعه المكسب تلو المكسب أن يجمع المزيد، اليوم سطا الهكر (نواف) على حساب لعبته وسرق ماساته الثلاثمائة والستين.
...............
٢٠٢٠/٦/١٧م
...............
٢٠٢٠/٦/١٧م