(القدس) ابنة كنعان.......وصفي مسرات
إلى نِصفينِ شَطَرَ (يَمُ) الوِشَاح
وقَدَّ قَميصَهَا على مَرأى القَنَاديلِ واسْتَباح
ذَاكَ الذي نَسَجَتْهُ بَنَاتُ كَنعانَ من غزْلِ الشمسِ حينَ مَدّت أصابعها تَمْسُدُ المدينة
كانَ (يَمُ) يَسْلُكُ طَريقَ العَمَاء ليَقْطَعَ أغصَانَها الخُضْر اليَانِعات
وقَبلَ صياح الدّيك أنْكَرَهَا الضوءُ ثَلاثَ مرات
"من كلِ حدبٍ ينسلون"
قالوا : أن هناك ثأراً قديماً لمن سَتَرَ سوءةَ أبيهِ
والمجدُ كلُ المجدِ لمن حَمَلَ إلى أبيهِ الرداء
(عجباً
يُمَجِدُونَ السّتَرَ وسوءاتُهم مكشوفة في العراء!!)
جَسَدي صَارَ طَريقَاً للمارةِ
وظهري بلونِ السِياط
طَعَنَاتُ الصّدْرِ أدْمَت الخَاصِرة
والرأسُ مُعلقٌ على غُصنٍ من يَبَاس
تاجُ الشوكِ أدمى جبهةَ المدينة
"فإن كانوا قد فعلوا هذا بالغصنِ الأخضرِ فماذا يجري لليابس؟"
(هكذا السيدُ قال......)
الخيطُ واهنٌ بينَ الدمِ والماء
فرُدي نَبيذَكِ يا (عَنَاةُ) فالخبز كفافنا وبه نحيا
أفيقي من سَكْرَةِ العَمَاءِ واشربي كأسَنَا الأحمرَ القاني
وكفكفي يا (عناةُ) دمعَ البناتِ النّائحات
المدينةُ عَطْشى
وعنها رحلَ الزُّرّاعُ و السُقَاة
“فضعي في الأرضِ خُبزاً
وضعي في الترابِ لفُاحاً
واسكبي في الأرضِ قَربان السلام
والتّقْدُمَاتِ في وسطِ الحقول”
يا أمَ البنينِ يا بَهيّةَ البنات
يا مدينة الخمسِ آلافٍ من النّكَبَات
في الجبهةِ جُرحٌ غائرٌ في السؤال
وعيناكِ تُغْمِضَانِ الإجابة
كي لا يَفزَعَ الحَمَامْ
السربُ مَرّ من هنا يا أماهُ
وردَّ عليكِ التحيةَوالسلام
والمُهَاجِراتُ من طُيورِ الشمال
حَطّت على كتفيها وتَلَتْ ما تَيَسّرَ من المزاميرِ والإنجيلِ والقُران
(يبوسُ....أورسالم....إيلياء........اورشليم..
بيتُ المقدس...القدس....
الله الله يا أُمّاه ....كيفَ تَحْفَظُ الطّيُورُ كُلَ هذهِ الأسماء !!
ولِمَا على طريقِ الآلامِ يَنُوحُ يا أُمّاه الحمام؟!
الطّوبى لَكِ يا مدينةَ الحَمَام
والمجدُ للهِ في الأعالي وعلى الارضِ السلام
طُوبى لبَنِيْكِ فإنهم أحبابُ اللهِ يُدْعَون
وطُوبى لِمن على الأسّوارِ ما وهنوا
ولا استكانوا
وطُوبى لمن سَكنَ الرحَابَ
وطُوبى لِمن تلا ما تَيَسَّرَ من الاسراءِ ومريمَ وآلِ عِمْرانْ
وطُوبى للحَامِلِينَ على الكفوفِ أرْوَاحَهُم
وسَلامٌ عليهم يَومَ ولِدوا
ويومَ اسْتَشْهدوا
ويومَ البَعْثِ
عليهم من اللهِ ألف ألف سلام
..........
يا زريف الطول يابو الدلاعين
جفرا وجفراتين عالقدس تنين
سلم عالقبه والاقصى وحطين
سلم عالحمام يرفرف بارضنا
يا زريف الطول وين مغربين
طايح عالغور و دربك فلسطين
ولفي من شهرين بالحبس سجين
غمزات خدوده دراق ملونا
.........بقلم: وصفي مسرات
إلى نِصفينِ شَطَرَ (يَمُ) الوِشَاح
وقَدَّ قَميصَهَا على مَرأى القَنَاديلِ واسْتَباح
ذَاكَ الذي نَسَجَتْهُ بَنَاتُ كَنعانَ من غزْلِ الشمسِ حينَ مَدّت أصابعها تَمْسُدُ المدينة
كانَ (يَمُ) يَسْلُكُ طَريقَ العَمَاء ليَقْطَعَ أغصَانَها الخُضْر اليَانِعات
وقَبلَ صياح الدّيك أنْكَرَهَا الضوءُ ثَلاثَ مرات
"من كلِ حدبٍ ينسلون"
قالوا : أن هناك ثأراً قديماً لمن سَتَرَ سوءةَ أبيهِ
والمجدُ كلُ المجدِ لمن حَمَلَ إلى أبيهِ الرداء
(عجباً
يُمَجِدُونَ السّتَرَ وسوءاتُهم مكشوفة في العراء!!)
جَسَدي صَارَ طَريقَاً للمارةِ
وظهري بلونِ السِياط
طَعَنَاتُ الصّدْرِ أدْمَت الخَاصِرة
والرأسُ مُعلقٌ على غُصنٍ من يَبَاس
تاجُ الشوكِ أدمى جبهةَ المدينة
"فإن كانوا قد فعلوا هذا بالغصنِ الأخضرِ فماذا يجري لليابس؟"
(هكذا السيدُ قال......)
الخيطُ واهنٌ بينَ الدمِ والماء
فرُدي نَبيذَكِ يا (عَنَاةُ) فالخبز كفافنا وبه نحيا
أفيقي من سَكْرَةِ العَمَاءِ واشربي كأسَنَا الأحمرَ القاني
وكفكفي يا (عناةُ) دمعَ البناتِ النّائحات
المدينةُ عَطْشى
وعنها رحلَ الزُّرّاعُ و السُقَاة
“فضعي في الأرضِ خُبزاً
وضعي في الترابِ لفُاحاً
واسكبي في الأرضِ قَربان السلام
والتّقْدُمَاتِ في وسطِ الحقول”
يا أمَ البنينِ يا بَهيّةَ البنات
يا مدينة الخمسِ آلافٍ من النّكَبَات
في الجبهةِ جُرحٌ غائرٌ في السؤال
وعيناكِ تُغْمِضَانِ الإجابة
كي لا يَفزَعَ الحَمَامْ
السربُ مَرّ من هنا يا أماهُ
وردَّ عليكِ التحيةَوالسلام
والمُهَاجِراتُ من طُيورِ الشمال
حَطّت على كتفيها وتَلَتْ ما تَيَسّرَ من المزاميرِ والإنجيلِ والقُران
(يبوسُ....أورسالم....إيلياء........اورشليم..
بيتُ المقدس...القدس....
الله الله يا أُمّاه ....كيفَ تَحْفَظُ الطّيُورُ كُلَ هذهِ الأسماء !!
ولِمَا على طريقِ الآلامِ يَنُوحُ يا أُمّاه الحمام؟!
الطّوبى لَكِ يا مدينةَ الحَمَام
والمجدُ للهِ في الأعالي وعلى الارضِ السلام
طُوبى لبَنِيْكِ فإنهم أحبابُ اللهِ يُدْعَون
وطُوبى لِمن على الأسّوارِ ما وهنوا
ولا استكانوا
وطُوبى لمن سَكنَ الرحَابَ
وطُوبى لِمن تلا ما تَيَسَّرَ من الاسراءِ ومريمَ وآلِ عِمْرانْ
وطُوبى للحَامِلِينَ على الكفوفِ أرْوَاحَهُم
وسَلامٌ عليهم يَومَ ولِدوا
ويومَ اسْتَشْهدوا
ويومَ البَعْثِ
عليهم من اللهِ ألف ألف سلام
..........
يا زريف الطول يابو الدلاعين
جفرا وجفراتين عالقدس تنين
سلم عالقبه والاقصى وحطين
سلم عالحمام يرفرف بارضنا
يا زريف الطول وين مغربين
طايح عالغور و دربك فلسطين
ولفي من شهرين بالحبس سجين
غمزات خدوده دراق ملونا
.........بقلم: وصفي مسرات