الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صحو التعري بقلم:فرج الجطيلاوي

تاريخ النشر : 2020-06-16
قصة قصيرة: صحو التعري

في زمن يكون فيه التقارب الإجتماعي مذموما إلا إذا أتخذ من الشبكة العنكبوتية ملاذا بينما التباعد ألإجتماعي صار حالة مستحبة . تحولت كلتا الحالتين في وطننا إلى منتدى لجدل الفتاوى والمبا ريات البغيضة تماما مثلما حصل أثناء ربيع التغابن.
كان الجدل محتدما بالتقارب وعلى مقربة من المنفى القسري" مخيم الفلاح" الذي وضعتنا فيه أتفاقية الصخيرات والتي يطلق عليها انصار ليفي تيمنا " حكومة الوفاق" في الضاحية الجنوبية الغربية من طرابلس. الجدل هذه المرة بين زمرتي ليفي احداهما تمتدح العقيد "قنونو" المتحدث الرسمي باسم بركان الغضب. بينما ألأخرى تكيل الثناء للمتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة كما يحب ان يسمي نفسه" اللواء المسماري". عبر أحد المتحدثين عن النعمة التي جلبتها "17 فبراير" على الليبين وهم يتحاورن بكل شفافية عن المشاهد التي يرويها الناطقان باسم المتحاربين اوالمتخاربين . يقول هذا المتحدث: ألإختلاف في حجم التدمير الذي يحصل في الركن الجنوبي لطرابلس الكبرى من كلي الطرفين لا يفسد الود بيننا.
أنا حنظلة كنت كأحد ابناء الشتات الداخلي قد أقتعدت طوبة أسمنتية مهشرة مبتعدا عن التجمعين مستندا على عمود ضؤ متهالك . وقد تهدلت ألأسلاك المتشعلقة به . أنصت واجما واغطي أنفي وفمي بكمامة تحسبا من جائحة كورونا ورائحة القمامة النتنة المنبعثة والتي تسيج أكوامها جوانب مختلفة من المخيم ، بينما أعماقي ومشاعري تتأجج. وتترتسم في ذاكرتي المشاهد المؤلمة وألأصوات المفزعة التي عشتها عند أحد المليشيات ذات ليالي مظلمة . كنت اتلقى الصفعات على وجهي والركل بالحذاء المتسخ على قفاي. يصيح في زعيم مليشياوي : "أنت ضد ثورة فبراير ياعبد" ا عترف:
كانت الجملة الوحيدة التي توقف عندها قدري هي" انا ضد الناتو بس......".
أنت إذا مع الطاغية ... أه.. ياكلب " يلعن دينك !هذه ثورة التكبير! باقية وتتمدد" .
لابد أن تؤمن أن هذه ثورة تكبير. فهمت !....أه ... فهمت ّ!
كان الدم ينزف من فمي والألام المبرحة تكبح صراخها إرادتي التي منحها ألله لي وكانت أنات " بلال أبن رباح هي ألزاد الذي أمدني بهذه الرباطة “أحــــــد.... أحــــــد”.
لقد انهمكت في هذه الهموم المتجذرة . تنغرز في رأسي كالحراب وأنا أستمع مرغما إلى الحوارات المسمومة التي يمتطيها الدجالون والمنافقون والخائبون والمتعلقون با لأوهام .
طلب أحد أنصار المسماري بصخرية من احد المدافعين عن قنونو وكان هذا ألأخير يعرف أنني تاورغي ومن سكان المخيم . قا ئلا :أسأل الواقف على العمود المائل هل عرف أعداء فبراير سحر الديمقراطية التي حرمنا منها صا حبه القذافي. رد نصير المسماري : اشتم أنت المشير لنعلمه نحن كيف أننا لا نعبد ألأشخاص !
لم أبال .غير ان حدسي حدثني أن هذا الود سينفجر حقدا بعد لحظات.
أتجه الحوار الديمقراطي بين الجانبين عن من وراء مؤامرة جا ئحة كورونا الصين أم..
اسر ع أحدهم متهما دهاء العيون الضيقة قائلا: إن هذه مؤامرة صينية تماما كما قال الرائيس ترامب.
أنطلق أخرمفندا إلإدعاء بلهجة ماكرة: البلاء دائما يأتي من عمك ترامب يا سيد!
تسألت في نفسي مشدوها : لماذا يتحدثون ألأن فقط عن مؤامرة؟ هل فعلها العدو صن أم العم سام ! نهضت من مكاني ولم اتمالك نفسي، ثم دنوت من أحدهما قائلا بتوجس سمعت كلمة " مؤامرة !".
أنبرى صاحب قنونو قائلا وقد عزز كلامه: ألا تعرف يا تورغي أنهم يتدخلون في بلادنا؟ ويحاولون ثورتنا إلى ثورة ذليلة! . ثم أردف ساخرا: أنتم لا حرج عليكم هذه نركة القذافي. الجهل مصيبة!
أكفهر وجهي ونالت مني الفاجعة. كدت ان اجن . حاولت كظم غيضي . تأججت اعماقي و أنفلت لساني غير مبال وبصوت جهوري" ماذا تسموا قصف الناتوللوطن عام 2011 ؟.
أتجهت الرقاب نحوي والتفت نصير المسماري محدقا في صاحب فنونو. لم ينبس أي منهما ببنت شفة. كنت مستعدا للمواجهة . غير أنهما على النحو الذي حدسته أنطلقا إلى الجانب الذي كانت تجري فيه جدالات الود المصطنع وقد حل بدلها الجدل بالرصاص المنهمر .تعالت الصيحات واللعنات هذه تسب" المشير" والكورونا الصينية والدب الروسي وتلك تشتم البركان وأنصار اردوغان وكورونا العم سام. عندئذ أيقنت أنا حنظلة أن حدسي والصحو النقي الذي تأ لق في سماء الوطن عقودا سيدمر صحوا مزيفا. صحوا عندما هاجمه قيروس كورونا المستجد جف سعاله . اشتدت حمته. ضاق تنفسه. احتبس البول في مسالكه، فتعرى.
فرج الجطيلاوي 25-5 -2020
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف