قالت ليَ الكمّامة...
أيمن عبد الحميد الوريدات
لم يخطر ببالي يومًا أن أصلَ إلى هذه الشّهرة، وأن يهرع إلى اقتنائي وارتدائي الغنيُّ والفقير والكبير والصغير، والرّفيع والوضيع، والسّقيم والسّليم، وأن يتفنّنوا في تنويع أشكالي، وزخرفة ألواني، وأن يتسارع للتباهي بي الفّنانون والفنانات، والمشهورون والمشهورات، ولم يكن بحسباني أنّ بعض إناثكم اتخذنني وسيلة لإخفاء بعض العيوب في الأسنان والوجه، وبعضهنّ أجلّ عمليّات التجميل، هذا ما قالته ليَ الكمّامةُ عندما نزعتُ عنها غطاءها وههمْتُ بوضعها على وجهي، فابتسمتُ وقلتُ لها: لا يغرنّكِ هذا، فأيام قلائل، وتعودين إلى رفوف الصيدليّات، ولن يسأل عنكِ أو يُعيرك اهتماما إلّا مزكوم، أو عامل دهان، أو ربّة منزل تُعالج أدواتها وأوانيها بالمنظّفات، أو عند مرور غبارٍ وعجّ في الأجواء، وستملّين وتطفشين من بقائك في مكانك لا يسأل عنكِ سائل، قالت: تمهّل، ودعني أُكمل لك فأنتَ لم تترك لي فرصة للحديث، وسارعتَ بالردّ، اسمعْ: إنّ الوباء الّذي يعصفُ بكم يا بني البشر ليس بالوباء الهيّن، بل هو وباء خطير، وتكمن خطورته في سرعة العدوى، والتّهاون في تطبيق التعليمات وإهمالها، وخاصّة التباعد والتلامس، وأنا- بإذن الله- واقية لكم حامية، فارتدائي يمنع ويساعد ويخفّف من تناقل هذا الفيروس، فهو يُحبُّ بيئة التّقارب والتلامس، ويحبُّ الولوج إلى الجسم والتكاثر فيه، ليبطش ويقتل، وأيسر طريقة لذلك الفم والأنف فحافظوا على ارتدائي وتغطية أنوفكم وأفواهكم حتّى لا يجدُّ إلى أجسامكم سبيلا.
وقالت: هل طاب لكم هذا التعطّل في حياتكم، وهذا التراجع في إنتاجكم؟ هل طاب لكم توقّف عجلة الإنتاج؟ هل طابَ لكم تحوّل مدنكم إلى مُدن أشباح؟ إنّ الأمر قد يطول، وإنّ أغلب الحلّ في أيديكم، نعم في أيديكم، فتقيّدكم بالإجراءات سيعجّل في إخراجكم ممّا أنتم فيه، وسيحافظ على حياتكم وحياة أحبابكم، وإهمالكم سيجعلكم تعضّون أصابعكم ندمًا، فالتزموا قبل فوات الفوت.
هذا ما قالته الكّمامة. فماذا أنتم فاعلون؟!
أيمن عبد الحميد الوريدات
لم يخطر ببالي يومًا أن أصلَ إلى هذه الشّهرة، وأن يهرع إلى اقتنائي وارتدائي الغنيُّ والفقير والكبير والصغير، والرّفيع والوضيع، والسّقيم والسّليم، وأن يتفنّنوا في تنويع أشكالي، وزخرفة ألواني، وأن يتسارع للتباهي بي الفّنانون والفنانات، والمشهورون والمشهورات، ولم يكن بحسباني أنّ بعض إناثكم اتخذنني وسيلة لإخفاء بعض العيوب في الأسنان والوجه، وبعضهنّ أجلّ عمليّات التجميل، هذا ما قالته ليَ الكمّامةُ عندما نزعتُ عنها غطاءها وههمْتُ بوضعها على وجهي، فابتسمتُ وقلتُ لها: لا يغرنّكِ هذا، فأيام قلائل، وتعودين إلى رفوف الصيدليّات، ولن يسأل عنكِ أو يُعيرك اهتماما إلّا مزكوم، أو عامل دهان، أو ربّة منزل تُعالج أدواتها وأوانيها بالمنظّفات، أو عند مرور غبارٍ وعجّ في الأجواء، وستملّين وتطفشين من بقائك في مكانك لا يسأل عنكِ سائل، قالت: تمهّل، ودعني أُكمل لك فأنتَ لم تترك لي فرصة للحديث، وسارعتَ بالردّ، اسمعْ: إنّ الوباء الّذي يعصفُ بكم يا بني البشر ليس بالوباء الهيّن، بل هو وباء خطير، وتكمن خطورته في سرعة العدوى، والتّهاون في تطبيق التعليمات وإهمالها، وخاصّة التباعد والتلامس، وأنا- بإذن الله- واقية لكم حامية، فارتدائي يمنع ويساعد ويخفّف من تناقل هذا الفيروس، فهو يُحبُّ بيئة التّقارب والتلامس، ويحبُّ الولوج إلى الجسم والتكاثر فيه، ليبطش ويقتل، وأيسر طريقة لذلك الفم والأنف فحافظوا على ارتدائي وتغطية أنوفكم وأفواهكم حتّى لا يجدُّ إلى أجسامكم سبيلا.
وقالت: هل طاب لكم هذا التعطّل في حياتكم، وهذا التراجع في إنتاجكم؟ هل طاب لكم توقّف عجلة الإنتاج؟ هل طابَ لكم تحوّل مدنكم إلى مُدن أشباح؟ إنّ الأمر قد يطول، وإنّ أغلب الحلّ في أيديكم، نعم في أيديكم، فتقيّدكم بالإجراءات سيعجّل في إخراجكم ممّا أنتم فيه، وسيحافظ على حياتكم وحياة أحبابكم، وإهمالكم سيجعلكم تعضّون أصابعكم ندمًا، فالتزموا قبل فوات الفوت.
هذا ما قالته الكّمامة. فماذا أنتم فاعلون؟!