الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اللوحة رقم 25 بقلم:روضة زكي

تاريخ النشر : 2020-06-13
اللوحة رقم 25
صباح الخير!!
أنا سيد، أعمل محصل للكهرباء، ليس هذا عملا شايق أو شئ من هذا.. و لكنه يجلب لى قوت يومى و هذا هو المطلوب و أيضاً يجلب لى بعض المتاعب
و تلك هى قصتى...
اليوم، نُقلت من منطقتى التى أعمل بها إلى منطقة أخرى، و لا أعلم سبب لذالك، و لكنى سمعت من بعض الزملاء أن إسماعيل الذى كان يعمل بتلك المنطقة أصابته أزمة قلبيه مفاجئه و توفى على إثرها...
ذهبت فى اليوم التالى إلى منطقتى الجديده بشئ من الفتور و شئ من الخوف أيضا... أيمكن أن تكون هذة المنطقة لها علاقة من قريب أو بعيد بموت إسماعيل المفاجئ هذا؟!!!!
كانت شوارع المنطقة هادئه و تصطف العربات على جانبى الطريق، و أيضا المبانى هنا شاهقة الأرتفاع... تشبه تلك المناطق التى نراها في التلفاز...
صعدت أول عمارة و كانت الأحوال تسير بشكل جيد إلى أن وصلت إلى الشقة رقم 25... طرقت الباب عدة طرقات خرج لى رجلا عجوز، شديد بياض الشعر، شديد العجز، و لديه فى مقدمة فاه سنه قد صنعت من الذهب، كان عجوز مهندم العبارات و النظرات... ذهب ليجلب لى المال و ما إن ذهب حتى شدت عينى لوحه معلقه إلى الجهه المقابله لباب الشقه، و كانت اللوحه لفتاة شقراء، شديده الجمال، شعرها كالحرير، و عينيها شديده الزرقه تشبه موج البحر تشدك لداخلها، احسست بشئ غريب فى داخلى يدفعنى لأن ألمس هذه اللوحة...
قطعنى من هذا الشعور الغريب صوت العجوز و هو يقول "المال يا والدى"
لم يشغل بالى و لا عقلى و لا قلبى شئ على مدار يومى سوى هذه اللوحة.. هذة الفتاه الشقراء و فقط....
و بعد يوم طويل و شاق و تلك اللوحه لم تفارق عينى.. أسندت ظهرى إلى سرير فغلبنى النعاس، و ذهبت فى نوم عميق... و لكن صاحبة الشعر الأصفر لم تفارقنى حتى فى منامى...
رأيت الشقراء فى منامى و هى تخرج من لوحتها و تنظر لى بحب و شفقه و خوف.. كل هذا فى عينيها.. هممت لأمد يدى إلى خصلات شعرها كى أتحسسها و ما أن وصلت يدى إلى طرف شعرها حتى رأيتها وحش... وحش شديد القبح.. افزعنى المنظر و استيقظت...
فتحت عينى و... و ما هذا الذى أراه؟!! أهذه اللوحة معلقه على الجدار أمامى؟!!.. هززت رأسى لأفيق نفسى أمازلت أحلم بعد؟!! و أشعلت ضوء الأباجوره بجانبى و لكن لم تختفى اللوحه أنها أمامى بالفعل... و فجأة بدأت اللوحة ب.....
بدأت اللوحة بالنزيف، دماء تتساقط من جنباتها، ثم أن رأيت شعر الفتاة يخرج من لوحته و يسقط على أرض غرفتى، و رأيت.... رأيت يدان تخرجان من خلف اللوحة و يمزقان فم الفتاه و شفتاها،.. ما هذا الذى أراه؟!!
تمالكت أعصابى ، لابد لى أن أهرب، وقفت و الفزع يتلبسنى و سريعاً وصلت إلى باب الغرفه، فتحتها و خرجت و أغلقت الباب ورائى، نظرت لساعة الحائط وجدتها الثالثه فجراً.. جلست لأحد الكراسى و أنا أسمع نبضات قلبى، و أشعر برجفاتى، و الكهرباء التى تسير فى جسدى من الفزع....  ثوانى مرت و سمعت صوت صراخ أنثوى خارج من الغرفة و تحديداً صراخ ألم و آنات وجع... وضعت يدى على أذنى فى محاوله لعدم التقبل،ما هذا الذى يحدث؟!
لم أعد قادر على التفكير ماذا أفعل الآن؟! أأذهب خارج البيت أم أدخل الغرفة مجدداً؟!!
شئ ما دفعنى لهذا الجنون، فتحت بابا الغرفة و أنا أتوقع شيئا مريع، و لكن لم أجد أى شئ فقط غرفتى بمكوناتها فى أماكنها و لا لوحة و لا أثر لدماء، لم أجد فقط سوى الهدوء... جن جنونى حقاً، ما هذا؟!! أجُننت يا سيد أم أن عينى تهذء بى؟!!
قررت أن أذهب لشقة العجوز فى الصباح لأسأله عن هذه اللوحة و أقص عليه ما حدث... لم أنم حتى الصباح و فى العاشرة صباحاً ذهبت إلى العمارة وقفت أمامها بتردد و لكن لابد من الصعود... أستقبلنى البواب و سألنى ألست المُحصل؟! أجبته أنه أنا و أحد السكان غالطنى بملغ و أنا صاعد لأرد إليه هذا المبلغ...
وقفت أمام باب الشقة و طرقت كثيراً، و لم يفتح لى أحد، ظناً منى أنه ليس موجوداً، حملت حالى إلى الشارع... مشيت دون هدف و رأسى فارغ من كل شئ... حملتنى رجلى معها إلى إحدى الحدائق ، جلست إلى المقعد و اسنتدت رأسى إليه، و أخذت أفكر فيما أمر به و ما يحدث معى حتى أغمضت عينى و ذهبت فى نوم عميق و ها هى الشقراء تأتينى مره أخرى بمنامى..
رأيتها و كانت تسير فى الشارع بفستان أزرق يكشف عن ساقيها، و شممت رائحة عطر تخرج من جنباتها و تملئ الشارع بأكمله و تجذب معها أنوف الماره و أيضاً أنظارهم التى تشبة السهام المصوبة لتلك الشقراء..... كنت أراها و أرى الماره و الشارع و لكن كنت أنا غير مرائى بالنسبه لأحد...
وفجأه تغيرت بنا الأجواء و رأيتها تركب سيارة و كان هناك رجل فى السياره و صُدمت عندما رأيت أن هذا الرجل هو العجوز.. رأيته يعطيها تلك اللوحة الملعونه فى غلاف كُتب علية رقم 25... فرحت الشقراء بالوحه و ظلت تحدث العجوز طويلاً و كانت الأمور تسير بشكل جميل حتى تغيرت ملامح وجهها إلى الغضب... ترجلت من السياره و لكن العجوز لحقها و حملها إليها مره أخرى بعد أن كممها بمنديل أفقدها الوعى...
و مره أخرى تتغير بنا الأجواء إلى أمام بيت العجوز رأيته يعطى البواب مالاً، ثم حمل البواب الشقراء و صعد بها إلى شقة العجوز...
و تتغير بنا الأجواء هذه المره إلى أمام سرير العجوز.. رأيتها جاثمه أمامه لا حول لها و لا قوة، ثم مسك سكين و غرزها فى وسط صدرها، يبدوا أننى أتيت متأخراً و ما فاتنى كان أصعب، لفها العجوز بملاءه ثم حملها...
يتبع...
" هو مغمى عليه و لا مات؟!... حد يطلب الأسعاف" أيقظتنى هذه الجملة.. أمازلت جالساً فى الحديقه؟!!
لم أعد أطيق التحمل بعد.. ما الذى يصيبنى هذا و لماذا أنا تحديداً؟!!
فكرت أن أذهب لأبلغ الشرطة ما رأيت، و لكن من سيصدق أمر اللوحه هذا؟!.. حملتنى رجلى إلى منزل العجوز، لم أجد البواب فصعدت إلى الشقة، وجدت الباب مفتوحا، فتوجست من هذا الأمر و لكن بالنهايه دخلت لأرى ماذا يحدث ، و وجدت اللوحه فى مكانها و شدتنى مثل أول مرة و كأنها المرة الأولى التى أراها فيها.. نديت على العجوز فلم يجب.. دخلت إلى غرفته، فوجدته مسطحا على، سريرة و الدم بملء جسده و كل جزء منه ينزف دما، نظرت إلى أسفل السرير وجدت البواب جاثما على الأرض و به ما بالعجوز... و كلا الأثنين متعريان... أفزعنى ما رأيت و شُل عقلى،أأذهب إلى الشرطه أم أرحل سريعاً من هنا..
دقائق عديده مرت و أنا أقف أمام جثتين و لا أعلم ماذا أفعل، و لكن تلك الدقائق كانت كفيلة بأن تصل الشرطة و تقبض على متلبساً بتهمة قتل رجلين، و عند استجوابى أصررت أننى لست الفاعل، و بررت وجودى بمكان الحادث بأن أُعيد للرجل مبلغ أضافى أعطانى أياه...و لكن العجوز كان لديه كاميرات فى شقته.. و ما أفشت عنه الكاميرات لم يكن بالحسبان قط.. أرانى وكيل النيابه ما سجلته الكاميرات...
و فى التسجيلات ما يلى، قمت بكسر باب الشقة و كممت العجوز و نزعت عنه ملابسه و مسكت سكين و مزقت جلده و طعنته عدة طعنات و أخيرا غرزة السكين بوسط صدرة.. و أتى البواب ففعلت به ما فعلت بالعجوز و فى النهايه أقف أمام الجثتين فتره من الوقت إلى أن أتت الشرطه و قبضت علىّ.
فلم أصدق ما أرى.. فلم أفعل ذالك و أقسمت على هذا مراراً و تكرارا.. و حتى أن وقت تسجيل الكاميرات لهذا كنت فى الحديقه هذه و غفلت قليلا، فهذا التسجيل فاسد.. و لكنه كان دليل قوى جدا لأرتكابى الجريمه.. و فى نهايه الأمر حُكم علىّ بالإعدام وفق للقانون رقم 25 للعام 2005
و لكن ما حدث هذا لم يوقفنى عن عملى... فأنا حرا الآن شديد الحريه.. و أذهب إلى المنازل و أجلب المال و أعطى الإيصال كالمعتاد و معى صديقى إسماعيل.. فقد يكون منزلك هو القادم ف جهز لى 25 جنيهاً ثمناً للإيصال يا هذا و... تفسح لى قليلا فى المجلس!!!!
النهايه
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف