الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شمعة الميلاد بقلم:أ. علاء ابو جحجوح

تاريخ النشر : 2020-06-08
شمعة الميلاد بقلم:أ. علاء ابو جحجوح
قصة قصيرة بعنوان / شمعة الميلاد / بقلم أ. علاء أبو جحجوح

شمعة الميلاد

كنت وقتها في الثالثة عشر من عمري، ورغم صغري كنت أدركُ الكلمات ومعانيها، ولغة الشعور بنفسي، وبغيري كانت ناضجة، فلم أبح بسري لأحدٍ عن عشقٍ ماضٍ و حاضرٍ يطاردني... تعايشت معه وأبحرت به، تجرأت عليه، لكنّ عادات القرية تلاحقني، وكلما ابتعدت عنه، تعود لغة العشق, ليأسرني وليجعلني, أكثر عشقاً به، فاستطعت قراءة وجهه، ونظرة عينيه، فتصيب مرة, وتخيب مرة ً أخرى, قراءة وجهه وعينيه, لم أعر لعادات القرية هماً، فجسّدته بأشكال مختلفة بعيدة المدى، تعددت قراءات ذلك المنظر الجميل، فعشقتهما معاً، وارتبطت بهما واصطحبتهما معي، في كل الأماكن, وعند المبيت, افترشتُ له وسادةً بجانب وسادتي, والتحفنا معاً بغطاء الحب والأمل، صياح الديك, وزقزقة العصافير, هما سيمفونية كل صباح ترافقنا من نافذتي المشتركة، كحلت عيني به، لوّن صباحي بألوان الحب، رسمت فراشات ٍمن حوله تطير، أغرقته بدعاءٍ ألا يمسه شرٌ... 
ـ تبدأ (منال) مع صديقتها بالعد من واحدٍ حتى الثلاثين وتطفئ شمعة الميلاد من عمرها، فأخذت تبحث عن ملامحه المتقلقلة في الذاكرة، وثباتها في وجه عادات القرية المطاردة, لعشقها الدفين في قلبها، واحتلالها من العدو الذي قتل فيها روح الصباح الجميل... فلم يعد أمام ( منال ) وصديقة الغربة، أثناء الحديث عن ماضيها، إلا أن تُلملِم ما تبقى من صورة شابٍ كان آنذاك يكبرها عمراً، يرتدي ثياب الحقل، ويحمل فأساً على الكتف، ويطعم الحظيرة، يقبل يدي أمه قرب فرن الطين، ويترحم على أبيه، فهو شجاع وكريم, لم يبعد عن قريتها المنكوبة ذات الاسم الشهير(عمواس) كثيراً... فحقله أول شوارعها الساحرة ترتص على جوانبها أشجار الزيتون, مكللة بزهر الليمون والبرتقال، وتفترش الأرض بالزعتر والريحان, يخطف سحرها العيون والقلوب ... 
ــ كنت يومها يا صديقتي عائدة من بيت جدتي فضللت الطريق، حين تجرأت على المرور لطريق أجهلها, وعلامات الخوف تلازمني، أقترب مني بخطوات سريعة, ونظراته تتحقق من شيء ما, فأزداد خوفي, ودمع العين ترجوه, فتبسم في جهي, وقدم لي حبات البرتقال الذهبية، لأروي بها عطشي، ويذهب خوفي، ولتهدأ نبضات قلبي المتسارعة، حين كان يُعدّها للبيع على حافة الطريق المعمورة، المزخرفة بثياب أهلها الجالسين, وضحكات أطفالها, ومجلس شيوخها المعطر بكلمات الوطن,... فأشاره لي نحو طريقي الصحيح, لم أتذوق حبات برتقالٍ ذهبيةً مثلها من قبل...
ـــــــ صديقتها هل أحببتِه يا ( منــال ) ؟! . 
ـ لا أعرف إن كنت أحببته أم أني أحببت مذاقها... فأدمنتُ شكلها الذهبي... لقد تواعدت معه دون علمه من شدة اشتياقي له, تحت ذات الشجرة؛ ليعطيني منها المزيد، رافضة عادة القرية وكل من تقدم لأبي لزواجي( المبكر ) فتحملت قسوة العائلة والتهكمات والتكهنات ونظرة أمي لأنوثتي, فتحايلت على كل من يراقبني من بعيد... فوصلت في الموعد المنتظر بيننا !, وكلي شوقا ًلشجرة الحب, ولعقد قراننا في اليوم التالي, كما تمنيته ذلك مع نفسي... تستفيق من تساؤلات صديقتها عن عشق طفولتها، فتسخر صديقتها من كلامِها كفاك أحلام وجنون... يزداد وجهها احمِراراً, يرتجف جسدها، تحدّق عيناها بها، تصرخ في وجه صديقتها أنا لست مجنونة, فرائحة عرقه ومذاقها تجري في عروقي، هل انتهى الامر إلي هنا ؟ (منال ) وجدت نفسي أغني ألحان الوطن والأهازيج، وأنا في طريقي إليه بشوق، تفاجأت بوجوه حاقدة, وقبعات صغيرة, وبساطير الجنود, وجذوع الأشجار ملقاة على حافة الطريق... تناثرت في المكان، فيها مخضبة ًبأزهار الليمون، والأسلاك الشائكة تحيط بشجرة الحب الذهبية, وصوت ميكرفون يهددني من بعيد, انصرفي إلى بيتك يا صغيرة... فالمكان محظور يكررها أكثر من مرة، فيا صديقة الغربة لم أجد له أثراً... ولا لشجرة البرتقال أي جذور، فهل من مجيب ؟ أين قلبي ؟ ، في السجن ؟ ، أم تحت الأرض ؟ أم خارج السور ؟ ...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف