
بكل مرارة وأسف، نسجّل عودة الجهل القديم بثوبه المعاصر الجديد. في هذه الأيام التي تفوّق فيها العلم على الأخلاق، والمادّة على كل مفاصل الحياة؛ على الصوم والصلاة وعلى غيرها من العبادات، وعلى العلاقات، بين العبد وربّه أو التي بين المخلوقات، جميعها محلّ شبهة، صار يشوبها الكذب والنّفاق. عندما تكون فقيرا أو ضعيفا لا يلتفت إليك أحد، وحين تغدو قويّا تبتسم لك الدّنيا، ويُفرش لك الورد، والكل يهابك.
لم يعد للأخلاق من معنى في ظلّ هذا التغوّل المادّيّ الرّهيب الذي ساهم، من قريب أو بعيد، في ظهور الطبقيّة والفوارق الاجتماعيّة. فالحب الطاهر العفيف من الوجود اليوم اختفى، والجنس صار بضاعة تُباع وتُشترى، فماذا بقي للإنسان في هذا الزّمان؟ا
ظهر الظّلم واستشرى الفساد، وعادت العنصرية القديمة إلى العالم الجديد، ومن جديد، صار النّاس يموتون فيه بسبب ألوان بشرتهم وأفكارهم.
هاهنا، في ربوع هذا الوطن الكبير، وفي الجهة الجنوبية من الكرة الأرضية، نحن قاعدون، وليس لنا من همّ ولا من أمر يشغلنا سوى هذا الكائن التّاجي العجيب، ننتظر الموت أو لقاح يأتينا من مكان بعيد. لكن الخوف يسيطر والرّعب يقتلنا، حتى وإن بات الأمر محل سخرية لدى عجائزنا.
في مدينتنا الصّغيرة، أحلام ضائعة، وشباب جانح يبحث عن مخرج له في متاهات العبث والمجون ولا من يهتم ؟أ يتمُّ حبسهم ثم يُطلق سراحهم في كل مرّة ليعودوا إلى ضلال جديد أشدّ من الضّلال القديم.
فتحنا أعيننا على ثقافة المحتل، وجدنا أمامنا الفواحش والآفات متجذّرة في المجتمع باسم الموضة وتعبيرا عن الرّقيّ؛ " الميني جيب "والميكرو جيب"، وأنواع المسكرات، والاختلاط بين الجنسين...، وعلى أغاني " شطّاحة " شبه عارية ترقص في حضرة الجد والأب والعم والخال، و بالبذاءة تتفوّه والأبناء من ورائها يردّدون، ولم نكن نعرف معنى البذاءة يومها حتى كبرنا على ذات العبث والمجون. ثم جاء جيل من بعدنا، يحمل أوزاره وأوزار من سبقوه من الأجيال.
ما الذي تغيّر؟
مجتمع يتغنّى بالمبادئ والقيّّم، لكنه يعبد المال وللأخلاق يتنكّر. مجتمع يداهن وينافق ويفعل كل شيء. مجتمع إذا ذهبت إلى المسجد لا تكاد تجد فيه موضع قدم، وإذا زرت المقاهي والملاهي والحانات فكذلك. مجتمع يقرأ القرآن ولا يعمل به، ويقرّ بالمعاصي والذنوب و يتعاطاها. مجتمع أفراده، حتّى وإن كنت تحبّهم ويحبّونك، فإنهم يتعاملون بغرائزهم؛ يغارون ويحسدون لأتفه الأسباب. مجتمع يدّعي الرّقيّ والحداثة ومع ذلك يتبنّى الجهل والشّعوذة. مجتمع أنانيٌّ ماكر، يخادع و يّنافق.
أحاول أن أقنع نفسي في كل مرّة أنّني على خطأ، لستُ محقّا أو على صواب. لكنّني كلما نزلتُ إليه تصدمني أفعاله.
لم يعد للأخلاق من معنى في ظلّ هذا التغوّل المادّيّ الرّهيب الذي ساهم، من قريب أو بعيد، في ظهور الطبقيّة والفوارق الاجتماعيّة. فالحب الطاهر العفيف من الوجود اليوم اختفى، والجنس صار بضاعة تُباع وتُشترى، فماذا بقي للإنسان في هذا الزّمان؟ا
ظهر الظّلم واستشرى الفساد، وعادت العنصرية القديمة إلى العالم الجديد، ومن جديد، صار النّاس يموتون فيه بسبب ألوان بشرتهم وأفكارهم.
هاهنا، في ربوع هذا الوطن الكبير، وفي الجهة الجنوبية من الكرة الأرضية، نحن قاعدون، وليس لنا من همّ ولا من أمر يشغلنا سوى هذا الكائن التّاجي العجيب، ننتظر الموت أو لقاح يأتينا من مكان بعيد. لكن الخوف يسيطر والرّعب يقتلنا، حتى وإن بات الأمر محل سخرية لدى عجائزنا.
في مدينتنا الصّغيرة، أحلام ضائعة، وشباب جانح يبحث عن مخرج له في متاهات العبث والمجون ولا من يهتم ؟أ يتمُّ حبسهم ثم يُطلق سراحهم في كل مرّة ليعودوا إلى ضلال جديد أشدّ من الضّلال القديم.
فتحنا أعيننا على ثقافة المحتل، وجدنا أمامنا الفواحش والآفات متجذّرة في المجتمع باسم الموضة وتعبيرا عن الرّقيّ؛ " الميني جيب "والميكرو جيب"، وأنواع المسكرات، والاختلاط بين الجنسين...، وعلى أغاني " شطّاحة " شبه عارية ترقص في حضرة الجد والأب والعم والخال، و بالبذاءة تتفوّه والأبناء من ورائها يردّدون، ولم نكن نعرف معنى البذاءة يومها حتى كبرنا على ذات العبث والمجون. ثم جاء جيل من بعدنا، يحمل أوزاره وأوزار من سبقوه من الأجيال.
ما الذي تغيّر؟
مجتمع يتغنّى بالمبادئ والقيّّم، لكنه يعبد المال وللأخلاق يتنكّر. مجتمع يداهن وينافق ويفعل كل شيء. مجتمع إذا ذهبت إلى المسجد لا تكاد تجد فيه موضع قدم، وإذا زرت المقاهي والملاهي والحانات فكذلك. مجتمع يقرأ القرآن ولا يعمل به، ويقرّ بالمعاصي والذنوب و يتعاطاها. مجتمع أفراده، حتّى وإن كنت تحبّهم ويحبّونك، فإنهم يتعاملون بغرائزهم؛ يغارون ويحسدون لأتفه الأسباب. مجتمع يدّعي الرّقيّ والحداثة ومع ذلك يتبنّى الجهل والشّعوذة. مجتمع أنانيٌّ ماكر، يخادع و يّنافق.
أحاول أن أقنع نفسي في كل مرّة أنّني على خطأ، لستُ محقّا أو على صواب. لكنّني كلما نزلتُ إليه تصدمني أفعاله.