الشاعر التونسي المدهش الطاهر مشي:
" الشعر كالخيال لا يعترف بمواعيد العزلة..ولا بدفتر الحضور والانصراف.."
تشعر حين تكون أمام قصائده بأنه متيم بالسير في الطرق غير المألوفة،والدروب غير الممهدة،والسبل التي لم يسر فيها أحد من قبله،وكأنه يخشى إن هو سار في درب سبقه إليه آخرون أن تقع قدمه على أثر قدم شاعر سواه،إنه حريص على أن تكون له طريقته بالغة التميز في رسم الصورة الشعرية،وفى صوغ العبارة الشعرية،وفى ابتكار التنويعة الموسيقية،بل إنك تشعر أنه في تعامله مع المفردات يود لو استطاع أن يبتكرلغة غير اللغة وينطق بألفاظ غير الألفاظ .
وإذن؟
حين أحاول إذا،أن أرسم صورة الشعر العربي في القرن الواحد و العشرين،فإن عينيَّ تقفان في كل مرة أمام هذا الشاعرالمدهش الذي أسمح لنفسي بأن ألقبه "شاعر الشعراء"،لا بمعنى أنه -أميرهم- أو كبيرهم أو أولهم،وإنما بمعنى أنه إذا كان هناك شعراء يُطربون القراء،فإن هذا شاعر أول من يطرب له هم الشعراء الآخرون،وكل منهم يتساءل كيف استطاع أن يحفظ لصوته صفاءه وتفرده على هذا النحو الفريد؟!
وفى الوقت ذاته فإني أزعم أنه ليس هناك شاعر،ممن جابلوه أو تبعوه،نجا من التأثر به.
إنه الشاعر الكبير الطاهر مشي الذي ينحت الشعر بإبداع خلاّق..ويراقص الكلمات ببراعة واقتدار..
وأستسمح من القراء الكرام قراءة قصيدته التالية ولهم حرية التفاعل والتعليق:
شوق..على عتبات الرّوح
تهمى مراكبك الأحلام في السّحر
ما أجمل الحلم في الأشعار فاحتسبي
قد بات نبضي به الأوجاع مغتصبي
ما أظلم الحب في الأحلام من وصبي
لولا وفائي لقلت الحب معصية
فالضاد تسكرني والشوق في عتبي
-الشاعر التونسي العظيم الطاهر مشي-
سألته ذات مرّة في لقاء خاطف معه،قبل أن تمارس عليه إحدى قصائده إكراهاتها:
-يتدفق الخيال لدى الشاعر،وينفعل في حدود كلماته وهو في عزلة شديدة الذاتية، فهل اكتشفت مرآة خيالك في لحظات شديدة الكثافة؟
وجاءني الجواب مدهشا مثل قصائده تماما،إذ قال:
"الشعر كالخيال لا يعترف بمواعيد العزلة ولا بدفتر الحضور والانصراف،فجأة تتشكل سحائبه وتضربك أينما كنت..بمفردك، بين الناس،أو بين صفحات كتاب.
عليك فقط أن تكون متهيئاً ومستحقاً لزيارة هذا الضيف الكبير،فهو لا يزور إلا من يكرمون وفادته.."
دمت..لامعَ الحرف..أيها الشاعر الألمعي: الطاهر مشي
محمد المحسن (شاعر وناقد تونسي)
" الشعر كالخيال لا يعترف بمواعيد العزلة..ولا بدفتر الحضور والانصراف.."
تشعر حين تكون أمام قصائده بأنه متيم بالسير في الطرق غير المألوفة،والدروب غير الممهدة،والسبل التي لم يسر فيها أحد من قبله،وكأنه يخشى إن هو سار في درب سبقه إليه آخرون أن تقع قدمه على أثر قدم شاعر سواه،إنه حريص على أن تكون له طريقته بالغة التميز في رسم الصورة الشعرية،وفى صوغ العبارة الشعرية،وفى ابتكار التنويعة الموسيقية،بل إنك تشعر أنه في تعامله مع المفردات يود لو استطاع أن يبتكرلغة غير اللغة وينطق بألفاظ غير الألفاظ .
وإذن؟
حين أحاول إذا،أن أرسم صورة الشعر العربي في القرن الواحد و العشرين،فإن عينيَّ تقفان في كل مرة أمام هذا الشاعرالمدهش الذي أسمح لنفسي بأن ألقبه "شاعر الشعراء"،لا بمعنى أنه -أميرهم- أو كبيرهم أو أولهم،وإنما بمعنى أنه إذا كان هناك شعراء يُطربون القراء،فإن هذا شاعر أول من يطرب له هم الشعراء الآخرون،وكل منهم يتساءل كيف استطاع أن يحفظ لصوته صفاءه وتفرده على هذا النحو الفريد؟!
وفى الوقت ذاته فإني أزعم أنه ليس هناك شاعر،ممن جابلوه أو تبعوه،نجا من التأثر به.
إنه الشاعر الكبير الطاهر مشي الذي ينحت الشعر بإبداع خلاّق..ويراقص الكلمات ببراعة واقتدار..
وأستسمح من القراء الكرام قراءة قصيدته التالية ولهم حرية التفاعل والتعليق:
شوق..على عتبات الرّوح
تهمى مراكبك الأحلام في السّحر
ما أجمل الحلم في الأشعار فاحتسبي
قد بات نبضي به الأوجاع مغتصبي
ما أظلم الحب في الأحلام من وصبي
لولا وفائي لقلت الحب معصية
فالضاد تسكرني والشوق في عتبي
-الشاعر التونسي العظيم الطاهر مشي-
سألته ذات مرّة في لقاء خاطف معه،قبل أن تمارس عليه إحدى قصائده إكراهاتها:
-يتدفق الخيال لدى الشاعر،وينفعل في حدود كلماته وهو في عزلة شديدة الذاتية، فهل اكتشفت مرآة خيالك في لحظات شديدة الكثافة؟
وجاءني الجواب مدهشا مثل قصائده تماما،إذ قال:
"الشعر كالخيال لا يعترف بمواعيد العزلة ولا بدفتر الحضور والانصراف،فجأة تتشكل سحائبه وتضربك أينما كنت..بمفردك، بين الناس،أو بين صفحات كتاب.
عليك فقط أن تكون متهيئاً ومستحقاً لزيارة هذا الضيف الكبير،فهو لا يزور إلا من يكرمون وفادته.."
دمت..لامعَ الحرف..أيها الشاعر الألمعي: الطاهر مشي
محمد المحسن (شاعر وناقد تونسي)